أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح الزركاني - المفارقة التاريخية في التحول الايديولوجي














المزيد.....

المفارقة التاريخية في التحول الايديولوجي


فلاح الزركاني

الحوار المتمدن-العدد: 2762 - 2009 / 9 / 7 - 11:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في اسس المبدأ الثبات والتحمل لعرض الفكرة وتطبيقها والالتزام بغاياتها الشخصية والجمعية على فرض القدرة على تحويل الفكرة الى واقع وهذا ما تنتهجه الايديولوجيات كافة من منطلق الايمان والاقتناع على اعتبار ان التحول ممكن أذا توفرت الظروف المناسبة له باستخدام الوسائل المتاحة او ( الغاية تبرر الوسيلة).
حتى وان كانت الحركات والايديولوجيات بمبدأها الاساس تعتمد الانسان العادي في كينونته الظرفية في توجيه الخطاب حصرا ، وهي الخطوات التي تتخذها كافة القيادات التي تتبنى فكرة التحول الايديولوجي.
وهنا تكمن المفارقة التاريخية على رأي ( الثورة تأكل ابنائها )، فالبناء الايديولوجي يتجه نحو الارتداد الفردي عند تحقيق الغاية ، ومن ثم الامتناع عن تطبيق المبادئ الاساسية وهو العامل المشترك في كل التحولات وتبرز محلها الغايات النفعية والشخصنة الفوقية وتبدأ حركة التحول بالنكوص الى ديناميكيات شخصية تدفع بقدرتها على تحقيق التحول دون الحاجة الى فئة المخاطب وبالتالي يصبح التحول ضربا من النصب والاحتيال حتى لو كانت الغاية الاولى والمبرر الاول الخدمة العامة، وهذا يشمل كل الثورات والديموقراطيات المستحدثة والاديولوجيات الثورية ، أذ يكون الهدف الاساس المواطن ثم بعد ذلك ينسحب المواطن الى المرتبة الاخيرة في الاهتمامات ، وتنصب الالهة وانصافها على المقدرات والثورات .
وهناك مفارقة اخرى ، هي سيطرة القيادات الخاملة او الافراد المستترين محل القيادات الحقيقية التي اما تطحن باتون الثورة او تعدم او تغيب بفعل المتسترين بها وتصدرهم السلطة والصف الاول ومن هنا تبدأ الكارثة، وتحل لعنة التحول فلا للمواطن شعبا قدرة على تقبل التحول بسرعة والتكيف والواقع الجديد مع وجود المتضررين الذين يحاولون اعادة الزمن فتتسع الهوة بين الفريقين ويشتد الصراع فكريا ودمويا وتنشأ حلقة مفرغة بين القديم والجديد بين الماضي والحاضر على اعتبار ان التحول لابد يترك مساحة من الضعف تملؤها المعادلات الصعبة من التوفيق والتفريق بين حالين الامس واليوم، ثقافة المستفيد والمتضرروعملية الانصهار المفترض لتقبل المتضرر عملية التحول واتاحة المستفيد فرصة الخروج من المازق للمتضرر ايضا حتى يضمن بقاءه على الحياد في اقل تقديرليمتلك التحول الايديولوجي شرعيته من الاعم الاغلب وضمان المساحة اللازمة لاكمال التحول دون معارضة او صراع فحتى اولئك الذين يشعرون بالخيبة من التحول ( المتضررين) لايملكون الوقت الكافي للانقضاض المعاكس قبل ان يتبينوا مواطن الضعف والقوة والخبرة التي تحملها القيادات الجديدة وهي المساحة المفترض بها تقريب وجهات النظر واعطاء الضمانات الحقيقية ، وهي المساحة التي اهملتها كافة التحولات الثورية والايديولوجية قديما وحديثا وهي المساحة التي يبدا بها دور التصفية للاحقاد والاضغان وهي الثغرة التي يتسلل منها المتصيدون لامتلاك القدرة والحكم وبالنتيجة تبدأ مفارقة تاريخية اخرى هي الانحراف عن القصد الاول من التحول.
ويتحول الانسان من غاية الى سبب ومن قوة الى وقود ومن قيمة عليا الى رقم في سجلات المقاربة او المعارضة ويعامل في الوضع الجديد كـ ( مع او ضد ) وهو الخاسر الوحيد في عملية التحول الطارئ ، عندها يبحث الانسان عن جديد عن فكرة اخرى تضمن له كرامته
لكنه سيبقى عاديا تحت كل الظروف والتحولات ولايلتفت اليه الا عند نضوج فكرة التحول
وهنا تكمن المفارقة التأريخية الحقيقية





#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكومة والتدخين
- الرؤيا التاريخية
- دولة الحمقى
- استلاب الفكر الديني
- الردع وثقافة النزاهة
- المجتمع القبلي، الحداثة وصيغ القانون
- الثقافة البنيوية الجمعية
- المجتمعات ونظرتها للفساد
- النزاهة بين التلقي ونجاح المهمة


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح الزركاني - المفارقة التاريخية في التحول الايديولوجي