|
الثقافة البنيوية الجمعية
فلاح الزركاني
الحوار المتمدن-العدد: 2631 - 2009 / 4 / 29 - 10:12
المحور:
ملف 1 ايار 2009 - اثار وانعكاس الازمة الاقتصادية العالمية على الطبقة العاملة والفئات الفقيرة وسبل مواجهتها؟
يندرج السلوك الفردي افتراضا ضمن الثقافة البنيوية الجمعية للمجتمعات وقياس نسبة التطور والموائمة في تكوين المجتمع على اسس الانتماء والغاية التي تحكم سلوك الافراد وتطورها لحالة الاندماج الكامل في المجتمع . ويعتمد البناء الفكري والتربوي للافراد على الاحساس اولا بالانتماء ، الذي يعد الدعامة الرئيسية في تكوين المعتقد والثقافة العامة اي ( ثقافة المجتمع ) فان انهيار الانتماء لدى الافراد يصبح سالبا في تطور الثقافة الجمعية مع الاستعاضة بالمطلق بالثقافة الفردية وشيوع الانا المنفلتة التي تصور الحق معي وليذهب الاخرون الى الجحيم. ان الحركات التصحيحية الفكرية والتربوية كسلوك لايمكن ان تنهض بالمجتمعات دون المقومات الاساسية لاي مجتمع وانحيازها الكامل للافراد اولا الذين يمثلون ثقافة الجماعة بالمطلق وهنا يحصل التفاوت في المجتمعات والطبقات في المجتمع الواحد وبروز حالات القهر والعنف والرذيلة والفساد بكل انواعه ، ويكون من الحاسم الانهيار والتردي على خلفية الافكار والرؤى التي تستحدث في المجتمعات كردة فعل والبحث في ا لمصاحبات بعيدا عن اسس المجتمعاو ثقافته الاصل اوعمقه التاريخي والفكري ، فتحسم المعركة الاولى بالقطع لصالح الفوضى واللاثقافة والنزعات الفردية التي تتخذ صفة الفئة او القبيلة اوالقومية كسلوك جمعي بداعي الحفاظ على الوجود والهوية وان مجاولات التصحيح التي تبدا بعد ذلك تواجه بالرفض او اللامبالاة وبالتنظير دون قدرة التطبيق لاستحالة الفعل الصارم في تفعيل الثقافة العامة المفترضة كسلوك والتي تعتمد الاقناع والاقتناع والحوار واختلاف الاراء والغايات وتلتزم الدقة والموضوعية في الطرح والفعل والتحفيز والتاثير. ان المنطق الطوباوي مرفوض تماما في فكرة التحول الى الثقافة الجمعية كذلك الفكر الفردي ، فالماركسيون مثلا فشلوا في توحيد الافراد ضمن اطر الجماعة بالاشتراكية التي تفترض العمل من اجل الاخرين، وعلى العكس من ذلك اتجهت المجتمعات الماركسية بالاغلب الى التدافع نحو الهوية القومية والاثنية وانغمست في صراعات طائفية وانشقت الى دويلات قومية فكرا وتطبيقا مع الغاء الاخر بالرغم من ان الاشتراكية بمضمونها هي من الاسس الثابتة للثقافة الجمعية لكن الخاصات الفردية تلاشت من الفكر الشيوعي وهو السبب المباشر في نكوصها ومن ثم انهيارها بالاضافة لعوامل اخرى . ان الافتراضات المسبقة بنجاح فكرة ما عند التطبيق هو من ضرب الخيال فان العمل في مجال الفكر والثقافة والمجتمع يبدا من البحث في المشكلات وجذورها واثارها ثم تفترض البحث عن حلول واجابات تحتمل المطاطية والمغالاة احيانا وصولا الى حالة التاثير والفعل كذلك تفترض التطابق والتوائم مع عناصر المجتمع الاخرى التي تحركه او على الاقل ضمان عدم التعارض اوالعداء ، ان اصالة الفكر يجب ان تنبع من اصل المجتمع وتهيئته للتغيير وقبول التغيير بمقتضى مصلحة المجتمع نفسه وضرورته للنمو والتكامل .
#فلاح_الزركاني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المجتمعات ونظرتها للفساد
-
النزاهة بين التلقي ونجاح المهمة
المزيد.....
-
محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي
...
-
حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
-
-حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو
...
-
أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
-
روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول
...
-
10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة
...
-
إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
-
-جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد
...
-
زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
-
نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
المزيد.....
|