أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - الموجة الثانية للثورة














المزيد.....

الموجة الثانية للثورة


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3558 - 2011 / 11 / 26 - 22:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما يحدث في بر مصر الآن هل هو ثورة ثانية أم أنه الموجة الثانية لثورة ٢٥ يناير؟! , بعض المحللين يرى أنها ثورة أخرى ضد النظام الحالي متمثلا في المجلس العسكري , إلا أنني أرى كما يرى آخرون أنها الموجة الثانية للثورة وأن الثورة تستعيد نفسها , والسؤال من المسئول عن كل ما جرى؟!

سبق أن حملت المجلس العسكري , في مقالي الأخير بعنوان (الموقف من وثيقة السلمي) مسئولية الأزمة الراهنة إذ أنه ارتكب جملة من الأخطاء الكارثية يمكن إجمالها فيما يلي :

١_ لم يدرك المجلس العسكري أننا إزاء ثورة تعني تغييرا جذريا للنظام القديم وإنما حاول إمساك العصا من المنتصف بإجراء إصلاحات شكلية على بنية النظام القديم دون إسقاطه كلية ناهيك عن تعامله المدلل مع مبارك ورموز نظامه إذ لم يتم محاكمتهم بجدية إلا بعد ضغط شعبي قوي وتحديدا عقب جمعة الغضب الثانية ٨ يوليو!

٢_قام المجلس العسكري بإدارة المرحلة الانتقالية بشكل منفرد تماما , دون الرجوع إلى أهل الرأي , ومن ثم ارتكب أخطاء كبيرة بدأت بتشكيله لجنة برئاسة المستشار طارق البشري لتعديل دستور ١٩٧١ الذي سقطت شرعيته ثم عمل استفتاء شعبي عليه ثم قيامه بإصدار إعلان دستوري , وذلك بدلا من الشروع فورا في كتابة دستور جديد للبلاد , الأمر الذي أدى إلى شق الصف الوطني وانقسام القوى السياسية إلى معسكرين , وهو ما ألقى بظلاله على حال الثورة المصرية مشكلا أكبر الخطر عليها

٣_أغفل الإعلان الدستوري جدول زمني واضح لنقل السلطة من المجلس العسكري إلى حكومة مدنية ومن ثم ترك الأمور مفتوحة لهوى المجلس العسكري!

٤_على مدار تسعة أشهر لم يقم المجلس العسكري وحكومته بتحقيق أي من أهداف الثورة فلا البلاد شهدت الحرية التي ثار الشعب المصري من أجلها ولا هي شهدت العدالة الاجتماعية بل بالعكس فقد قام المجلس العسكري بمحاكمة النشطاء المدنيين أمام محاكم عسكرية على غرار نظام مبارك في الوقت الذي يحاكم فيه الأخير ورجاله أمام محاكم مدنية! , ومن جهة أخرى لم تقم الحكومة بعمل حد أقصى وآخر أدنى للأجور , وهو أحد المطالب الأساسية لتحقيق العدالة الاجتماعية التى قامت ثورة يناير من أجلها , وذلك في الوقت الذي يتقاضى فيه وزراء الحكومة الانتقالية ملايين الجنيهات! , باختصار لم يحدث أي تغيير منذ قيام الثورة سوى إسقاط رأس النظام!

ولأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة أدرك خطورة المسار الذي سلكه في الإعلان الدستوري خشية أن تنفرد الأغلبية البرلمانية , التي من المتوقع أن تكون إسلامية , بوضع الدستور على هواها فمن هنا نشأت فكرة المبادئ الأساسية للدستور لضمان مدنية الدولة , غير أن وثيقة الدكتور على السلمي نائب رئيس الوزراء قد احتوت على لغم لم يكن في الحسبان يتمثل في خلق وضع خاص بالمجلس العسكري في الدولة المصرية الجديدة يجعله فوق الدولة والقانون وغير خاضع للمساءلة أو الرقابة من أي جهة! , الأمر الذي أدى إلى الأزمة الأخيرة في أعقاب جمعة ١٨ نوفمبر

نشأت الأزمة بقيام بعض قوات الأمن المركزي بفض اعتصام ميدان التحرير عقب جمعة ١٨ نوفمبر بعنف غير مبرر أدى إلى وقوع إصابات خطيرة في صفوف المعتصمين مما أثار غضب شباب الثورة ضد الأمن المركزي وبالتالي اشتعلت الأحداث , والغريب أن سبب الأزمة شبيه إلى حد كبير بالسبب الذي أشعل ثورة ٢٥ يناير التى ثارت ضد استبداد النظام وجهاز الشرطة بوجه أخص , وهو ما كان سببا في اختيار يوم ٢٥ يناير تحديدا بالتزامن مع عيد الشرطة , ما يعني أن النظام الحالي يكرر الأخطاء بحماقة ومن ثم فهو لم يتعلم من درس الخامس والعشرين من يناير!

المدهش أن تعامل المجلس العسكري مع الأزمة يكاد يكون متطابقا مع تعامل مبارك مع ثورة يناير إذ بدأ بالتجاهل التام لما يحدث ثم إبداء بعض بوادر الأسف ثم يأتي الاعتذار وإقالة الحكومة بعد فوات الأوان! , ولا اعرف لماذا تذكرت مبارك حين شاهدت خطاب المشير طنطاوي وهو ينفى أنه يسعى إلى السلطة؟! , ورغم أن الخطاب جاء جيدا واستجاب لأهم مطلب وهو وضع جدول زمني لنقل السلطة الى حكومة مدنية إلا أنه تضمن نقطة أثارت قلقي بشدة وهي إجراء استفتاء شعبي على وجود المجلس الأعلى للقوات المسلحة في الحكم إذ كيف يستقيم نفي المجلس العسكري نية البقاء في السلطة مع إجراء استفتاء شعبي على وجوده فيها؟!

وللخروج من المأزق الراهن يتعين في تقديري القيام بما يلي :

١_ تشكيل حكومة إنقاذ وطني من شخصيات وطنية مستقلة تحظى بتوافق , ليس بالضرورة إجماع , تتولى إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية , على أن يتم نقل كامل صلاحيات المجلس العسكري إليها ويختص الأخير فقط بإدارة ملف الأمن والدفاع عن حدود البلاد

٢_ تصحيح مسار المرحلة الانتقالية وذلك بتشكيل لجنة منتخبة تقوم فورا بوضع الدستور الجديد للبلاد على أن يتم تأجيل الانتخابات البرلمانية , علما بأن إجراءها في ظل الظروف الأمنية الحالية شبه مستحيل وينطوي على مخاطرة كبيرة قد تدفع بالبلاد إلى حافة الهاوية

٣_تشكيل لجنة تقصى حقائق مستقلة تبحث في أسباب الأزمة وتقدم كل من يثبت تورطه في قتل وإصابة المتظاهرين , إن بإصدار الأوامر أو بتنفيذها , إلى محاكمة ناجزة

وأخيرا على شباب الثورة عدم تكرار الخطأ الأكبر بترك ميدان التحرير إلا بعد التأكد من تسليم السلطة إلى حكومة ثورية



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموقف من وثيقة السلمي
- الانتخابات البرلمانية
- أحداث ماسبيرو
- حول العلاقة بين مصر واسرائيل
- التعليم في مصر
- جمعة تصحيح المسار 9 سبتمبر
- المبادئ الأساسية للدستور
- ماذا وراء حادث مقتل الجنود المصريين في سيناء؟!
- حافظوا على ميدان التحرير
- مارينا والعشوائيات
- مقاربة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير
- ثورة الغضب الثانية 8 يوليو
- قراءة في بيان المجلس العسكري
- المخرج لحل أزمة الدستور والانتخابات
- كشف حساب حكومة عصام شرف
- محطات على طريق الثورة
- سياسة مصر الخارجية
- تصحيح مسار الثورة
- أسطورة أسامة بن لادن
- ملف المصالحة الفلسطينية


المزيد.....




- -الشيوخ- الأمريكي يوافق على حزمة مساعدات لأوكرانيا وإسرائيل ...
- مصرية الأصل وأصغر نائبة لرئيس البنك الدولي.. من هي نعمت شفيق ...
- الأسد لا يفقد الأمل في التقارب مع الغرب
- لماذا يقامر الأميركيون بكل ما لديهم في اللعبة الجيوسياسية في ...
- وسائل الإعلام: الصين تحقق تقدما كبيرا في تطوير محركات الليزر ...
- هل يساعد تقييد السعرات الحرارية على العيش عمرا مديدا؟
- Xiaomi تعلن عن تلفاز ذكي بمواصفات مميزة
- ألعاب أميركية صينية حول أوكرانيا
- الشيوخ الأميركي يقر حزمة مساعدات لإسرائيل وأوكرانيا وتايوان ...
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - الموجة الثانية للثورة