أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - حافظوا على ميدان التحرير















المزيد.....

حافظوا على ميدان التحرير


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



استمد ميدان التحرير أهميته التاريخية عقب قيام ثورة 25 يناير ليصير من اشهر ميادين العالم على الإطلاق وذلك تحديدا منذ يوم جمعة الغضب 28 يناير وما صاحبها من صدام مع قوات الشرطة انتهى بهزيمة الأخيرة بعد أن انسحبت مخلفة وراءها 800 قتيل وأكثر من ستة آلاف جريح! , وهنا بدأ الاعتصام الكبير بشكل تلقائي يوم السبت 29 يناير ليتحول ميدان التحرير الى جمهورية داخل الدولة لها قوانينها وقواعدها الوطنية الخاصة بها , وقد لعب ميدان التحرير دورا كبيرا في سقوط النظام بخلع الرئيس مبارك وتولي المجلس الأعلى للقوات المسلحة إدارة شئون البلاد 11 فبراير , ومن ثم اكتسب ميدان التحرير قدسية خاصة وصار رمزا للثورة المصرية , غير أن من الخطأ اختزال الثورة المصرية في ميدان التحرير رغم أهميته إذ قامت الثورة في جميع أنحاء وميادين الجمهورية , تماما مثلما من الخطأ بمكان اختزال الثورة في الشباب فمن نزل ميدان التحرير إبان الثورة يدرك جيدا أن الشعب المصري بجميع طبقاته وفئاته من مختلف الأعمار قد شارك في الثورة المصرية وبالتالي فهي ثورة كل الشعب المصري

لم يتوقف دور ميدان التحرير عند هذا الحد بل استمر دوره التاريخي عقب سقوط النظام وذلك بعد أن أدركت القوى السياسية وشباب الثورة أن المعركة الحقيقية قد بدأت فعليا في مرحلة التطهير وإعادة البناء , ومن ثم فقد شهد ميدان التحرير مظاهرات عديدة في جمعات مختلفة كانت أغلبها ناجحة فالملاحظ أن المجلس العسكري لم يكن يستجيب لمطالب الثورة إلا بعد ضغط شعبي قوي!

ولأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة قد تسبب في شق الصف الوطني بالاستفتاء المشئوم 9 مارس فقد كان من الطبيعي أن يلقى الانقسام بظلاله على ميدان التحرير إذ صارت المظاهرات مرهونة في الأساس بطبيعة المطالب التى سترفع في الجمعة المحددة وما إذا كانت ستتطرق لموضوع الدستور أم لا؟! , ومن هنا فقد قاطعت التيارات الإسلامية كثير من المظاهرات في جمعات مختلفة بسبب موضوع الدستور والانتخابات , رغم أن كثير من تلك الجمعات لم يتطرق الى هذا الموضوع إطلاقا! , وبذلك فقد وضعت التيارات الإسلامية نفسها دون أن تدري بجانب المجلس العسكري في كفة واحدة تتمثل في الدعوة لمقاطعة المظاهرات بل ومهاجمة المتظاهرين من شباب الثورة والأحزاب السياسية , تارة بدعوى أنها تعطل الإنتاج وتدمر الاقتصاد المصري , وتارة أخرى بدعوى أنها تمثل التفافا على إرادة الشعب المتمثلة في الاستفتاء!, والمحزن انه تم توظيف المنابر الإعلامية والدعوية بل والمساجد أيضا في تلك الحملة القذرة على شباب الثورة والقوي الليبرالية , كما أن الإعلام المصري لم يسلم من التحيز للمجلس العسكري ضد المتظاهرين! , ولكي تضع الحكومة حدا للتظاهر فقد ارتكبت خطأ جسيما بسن قانون بشكل منفرد يتنافى تماما مع روح الثورة يحظر التظاهر والاعتصام , ولكنه لم يردع أحدا فبديهي أن التظاهر السلمي حق أساسي من حقوق الإنسان

ولأن القوى السياسية أدركت أن انقسامها يمثل خطرا على الثورة فقد جاءت جمعة 8 يوليو لتمثل وحدة الصف رافعة شعار عبقري هو (الثورة أولا) , ومن هنا بدأ الاعتصام الثاني ليس في ميدان التحرير فحسب بل وفي بعض المحافظات أيضا , غير أنه سرعان ما تم انقسام القوى الوطنية مرة أخرى على خلفية جمعة 29 يوليو التى كان من المفترض أن تكون جمعة لم الشمل ولكن الإسلاميين مع الأسف قاموا بتحويلها الى جمعة (تفريق الشمل) بعد أن رفعوا شعارات تنادي بإسلامية الدولة وترفض المبادئ الحاكمة للدستور مخالفين للاتفاق الذي تم توقيعه بين مختلف القوى السياسية والذي كان ينص على توحيد الصف والمطالب وعدم رفع أي شعارات حزبية أو طائفية! , وهو ما جعل البعض يطلق عليها متهكما (جمعة قندهار) نسبة إلى قندهار أفغانستان! , والحقيقة أنني شعرت بالفزع على مستقبل الدولة المصرية وهويتها بعد ما شاهدت الأعداد الإسلامية الغفيرة في تلك الجمعة!

والواقع أن اعتصام التحرير قد أثار لغطا كبيرا إذ تباينت ردود الفعل إزاءه بشكل كبير ما بين مؤيد ومعارض! , وقد أثبتت التجربة جدوى الاعتصام فلولاه لما تحقق أي من مطالب الثورة , غير أن الإنصاف يقتضي الاعتراف بأن الاعتصام لم يخل من سلبيات تمثلت في غلق مجمع التحرير ومن ثم تعطيل مصالح الناس فضلا عن التهديد بغلق قناة السويس وغير ذلك من تجاوزات قد أساءت كثيرا لصورة الاعتصام وأدت للأسف الى فقدانها الكثير من شعبيتها لدى الناس! , ناهيك عن التوجه بمظاهرة الى وزارة الدفاع , وهو ما أدي الى أحداث العباسية التى ذكرتنا بموقعة الجمل! , ولا اعرف من الأحمق الذي اتخذ هذا القرار؟! , نعم من حق الجميع انتقاد أداء المجلس العسكري كونه يمارس سياسة ولكن الجيش المصري يجب أن يظل خطا أحمر يحظر الاقتراب منه , ذلك أنه بانهيار النظام قد انهارت جميع مؤسسات الدولة تقريبا بعد أن ارتبطت بشكل عضوي بالنظام ولم يبق قائما سوى المؤسسة العسكرية وبالتالي فان أي محاولة لتفكيكها أو إضعافها ستعني مباشرة انهيار الدولة

وقد تكلل الاعتصام بالنجاح بعد أن استجاب المجلس العسكري لمطالب الثورة وفي مقدمتها تقديم مبارك ونجليه وقتلة المتظاهرين الى محاكمة ناجزة وعلنية فضلا عن تغيير الحكومة وإعادة هيكلة وزارة الداخلية , وهنا كان يتعين فض الاعتصام ولكن البعض أصر بغرابة على مواصلة الاعتصام , ما دفع القوات المسلحة والشرطة لفضه بالقوة في أول يوم رمضان , وقد لاحظت أن عامة الناس في الميدان كانت مؤيدة لفض الاعتصام وأخذت تشجع قوات الجيش والشرطة , ما يعني أن الاعتصام كان قد فقد شعبيته وأنه كان بعيدا عن نبض الشارع وهموم الناس! , ومن نزل ميدان التحرير في الأسبوع الأخير قبل فض الاعتصام يدرك أنه تغير الى حد كبير اذ ظهرت وجوه جديدة وغريبة تبدو أشبه الى البلطجية لا تمت للثوار بأي صلة! , في سياق كهذا فلم أوافق على المشاركة في الجمعة الماضية 12 أغسطس , وقد أحسن ائتلاف شباب الثورة صنعا بقرار عدم النزول في تلك الجمعة لأنه كان واضحا من خلفياتها أنها تستهدف في الأساس الرد على جمعة الإسلاميين , ما يعني مزيد من الانقسام!

وحتى لا يبتذل التحرير وليظل محتفظا بقدسيته أدعو الجميع الى الكف عن المظاهرات وإعطاء الحكومة الجديدة مهلة لتحقيق مطالب الثورة خاصة أنها قد شرعت فعلا في تنفيذها على الأرض , وفي حالة التقاعس في تحقيق المطالب فان ميدان التحرير مفتوح , من المهم أن يدرك الجميع حقيقة أن الثورة ليست هدفا في حد ذاتها وإنما هي وسيلة للتغيير وإعادة البناء



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مارينا والعشوائيات
- مقاربة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير
- ثورة الغضب الثانية 8 يوليو
- قراءة في بيان المجلس العسكري
- المخرج لحل أزمة الدستور والانتخابات
- كشف حساب حكومة عصام شرف
- محطات على طريق الثورة
- سياسة مصر الخارجية
- تصحيح مسار الثورة
- أسطورة أسامة بن لادن
- ملف المصالحة الفلسطينية
- إعادة بناء الدولة المصرية
- محاكمة مبارك
- أسس بناء الدولة
- حول العلاقة بين الشرطة والشعب
- حتمية الضغط الشعبي
- يا عزيزي كلنا طائفيون!
- ماذا بعد الاستفتاء؟
- حول التعديلات الدستورية
- السلفيون والثورة


المزيد.....




- شاهد ما كشفه فيديو جديد التقط قبل كارثة جسر بالتيمور بلحظات ...
- هل يلزم مجلس الأمن الدولي إسرائيل وفق الفصل السابع؟
- إعلام إسرائيلي: منفذ إطلاق النار في غور الأردن هو ضابط أمن ف ...
- مصرع 45 شخصا جراء سقوط حافلة من فوق جسر في جنوب إفريقيا
- الرئيس الفلسطيني يصادق على الحكومة الجديدة برئاسة محمد مصطفى ...
- فيديو: إصابة ثلاثة إسرائيليين إثر فتح فلسطيني النار على سيار ...
- شاهد: لحظة تحطم مقاتلة روسية في البحر قبالة شبه جزيرة القرم ...
- نساء عربيات دوّت أصواتهن سعياً لتحرير بلادهن
- مسلسل -الحشاشين-: ثالوث السياسة والدين والفن!
- حريق بالقرب من نصب لنكولن التذكاري وسط واشنطن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - اسلام احمد - حافظوا على ميدان التحرير