أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسلام احمد - مقاربة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير














المزيد.....

مقاربة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 02:39
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المقارنة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير مليئة بالمفارقات الغريبة اذ قام بثورة يوليو الجيش ثم التف حوله الشعب بينما قام الشعب بثورة يناير ثم التف حوله الجيش , والقاسم المشترك هو وطنية الجيش المصري فضلا عن العلاقة الحميمة بين الجيش والشعب الناتجة في الأساس عن ثقة الشعب في قواته المسلحة , غير أن ثورة يوليو كانت لها قيادة واضحة متمثلة في الرئيس جمال عبد الناصر ومجلس قيادة الثورة وهو ما مكنها من تصفية أعدائها من خلال محكمة الثورة بينما ثورة 25 يناير بلا قيادة وانما آلت السلطة فيها الى المجلس العسكري بشكل مؤقت

ومن أوجه التشابه أن الثورتين سلميتان رغم ما شاب ثورة 25 يناير من ضحايا , بيد أن التجربة أثبتت أن الملك فاروق كان أكثر نبلا ووطنية من مبارك اذ رفض إطلاق النار وإراقة الدماء بعكس مبارك الذي ظل متمسكا بالكرسي ومصمما على توريثه لنجله مهما حدث حتى لو تخلص من الشعب بأكمله , وهو ما اضطر الجيش لخلعه ومن ثم استمد المجلس الأعلى للقوات المسلحة شرعيته المؤقتة

كذلك فان أهداف كلتا الثورتين متشابهة الى حد كبير اذ قامت ثورة يوليو من أجل التحرر من الملكية والاستعمار وتحقيق الكرامة والعدالة الاجتماعية كما قامت ثورة 25 يناير بعد حوالي ستين سنة من قيام ثورة يوليو أيضا من أجل الحرية و الكرامة والعدالة الاجتماعية , وهذا التشابه في الأهداف ان دل على شئ فهل يدل على أن ثورة يوليو قد فشلت في تحقيق أهدافها لذا قامت ثورة 25 يناير لتحقيق تلك الأهداف؟!

أرى أنه من الظلم القول بأن ثورة يوليو قد فشلت بالكامل في تحقيق أهدافها إذ تمكنت من الإطاحة بالنظام الملكي والقضاء على الاقطاع وسيطرة رأس المال الى جانب تحرير البلاد من الاستعمار الأجنبي فضلا عن تحقيق العدالة الاجتماعية عن طريق إجراءات التأميم وقوانين الاستصلاح الزراعي والأهم أنها قامت ببناء دولة قوية ذات سيادة حقيقية لم تشهدها مصر منذ عهد محمد علي , وكلها إنجازات عظيمة لا يمكن إنكارها , غير أن ثورة يوليو قد فشلت في تحقيق الديمقراطية وهو المطلب الأهم في نظري وذلك بعد الصراع الذى احتدم في مارس 1954 داخل مجلس قيادة الثورة بين التيار الديمقراطي الذي كان يمثله آنذاك محمد نجيب وخالد محيي الدين , وبين التيار الغير ديمقراطي , والذي أنتهي لصالح التيار الثاني ومن ثم دخلت البلاد في نظام حكم فردي استبدادي , نعم ساهم في بناء دولة قوية ذات مؤسسات وسيادة مستقلة ولكنه تسبب أيضا في كل الأزمات التى حاقت بمصر خلال السنوات الماضية وتحديدا منذ وفاة جمال عبد الناصر , ذلك أن الرئيس السادات والرئيس مبارك قد استغلا النظام الفردي الاستبدادي الذي أسسه جمال عبد الناصر مستندين على شرعية ثورة يوليو في هدم كل منجزات العهد الناصري اذ تم خلال عهدهما تقويض الدولة المصرية ونهب ثرواتها لصالح طبقة معينة باتت تملك المال والسلطة ناهيك عن التبعية المهينة للخارج وفقدان البلاد استقلالها السياسي , الأمر الذى تسبب في حالة غير مسبوقة من الاحتقان والغضب ومن ثم قامت ثورة 25 يناير لتصحيح الأوضاع رافعة نفس الأهداف التى رفعتها ثورة يوليو (حرية , كرامة إنسانية , عدالة اجتماعية) , ومن هنا فلم يكن غريبا أن يرفع الشباب في ميدان التحرير صور الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مستلهمين روحه الوطنية

وحتى لا يعيد التاريخ نفسه ومن ثم تتحول ثورة 25 يناير الى ثورة فاشلة أخرى يتعين في تقديري القيام بما يلي :

1_ تلافي أخطاء الماضي والعمل قدر الامكان على التوافق بين مختلف القوى السياسية حول القضايا الخلافية والتى أهمها موضوع الدستور والانتخابات , واعتقد أن في المبادئ الحاكمة للدستور التى أعلنها المجلس العسكري في بيان اللواء محسن الفنجري حل وسط يمكن للجميع قبوله ومن ثم نخرج من تلك الأزمة العقيمة التى تهدد بضياع الثورة

2_ يتعين الالتزام بالجدول الزمني المعلن في الإعلان الدستوري المتمثل في إجراء انتخابات برلمانية يعقبها وضع دستور جديد للبلاد ثم انتخابات رئاسية

3_قبل الشروع في إعادة بناء النظام الجديد يتعين التخلص من مخلفات النظام القديم بالكامل وذلك بتطهير جميع مؤسسات الدولة مع تفعيل قانون الغدر ليشمل ليس فقط من ثبت تزويره للانتخابات وإنما كل من انتمى الى الحزب الوطني أو أكل على موائده , فضلا عن تعديل قانون مجلس الشعب لتكون الانتخابات بنظام القائمة النسبية وليس النظام الفردي لإغلاق الباب على رجال الأعمال الفاسدين

4_ لكي نضمن محاكمات عادلة لرموز النظام القديم يجب أولا تطهير مؤسسة القضاء من القضاة الفاسدين , وهم معروفون , ولنبدأ بنادي القضاة مع تنحية المستشار عادل عبد السلام جمعة عن نظر قضية حبيب العادلي ومعاونيه لما يحوم حوله من شبهات

5_يتعين قدر الامكان تجنب الاصطدام بالجيش علما بأن أي صدام بين الشعب والجيش وكذلك أي خلاف بين القوي السياسية من شأنه التمهيد لحكم عسكري ومن ثم العودة الى نقطة الصفر!

6_ ولتجنب محاولات فلول النظام السابق وقوى الثورة المضادة يتعين تفعيل قانون البلطجة والضرب بيد من حديد على كل من يعبث بأمن الوطن بحيث تصل العقوبة إلى الإعدام , مع معاونة الشرطة على أداء عملها في حفظ الأمن

أتمنى أن تنجح ثورة 25 يناير في تحقيق كامل أهدافها وصولا لدولة مدنية ديمقراطية حديثة



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة الغضب الثانية 8 يوليو
- قراءة في بيان المجلس العسكري
- المخرج لحل أزمة الدستور والانتخابات
- كشف حساب حكومة عصام شرف
- محطات على طريق الثورة
- سياسة مصر الخارجية
- تصحيح مسار الثورة
- أسطورة أسامة بن لادن
- ملف المصالحة الفلسطينية
- إعادة بناء الدولة المصرية
- محاكمة مبارك
- أسس بناء الدولة
- حول العلاقة بين الشرطة والشعب
- حتمية الضغط الشعبي
- يا عزيزي كلنا طائفيون!
- ماذا بعد الاستفتاء؟
- حول التعديلات الدستورية
- السلفيون والثورة
- حادث كنيسة صول واللعبة القذرة
- العنف فى المجتمع المصرى


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - اسلام احمد - مقاربة بين ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير