أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - ماذا يراد للعراق ؟؟ البناء ام التخريب ؟؟!!















المزيد.....

ماذا يراد للعراق ؟؟ البناء ام التخريب ؟؟!!


عبد الزهرة العيفاري

الحوار المتمدن-العدد: 3554 - 2011 / 11 / 22 - 19:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



وصلت بنا الحال ان اصبحنا نواجه نشاطات تخريبية غير منتظرة عبر شعارات و" مطا لب " هي في الحقيقة ذات محتوى تقدمي . والاشد غرابة ومرارة من هذا ان النشاطات المشار اليها تتبناها رموز مختلفة المشارب والموارد ولكنها على الاغلب هي رموز وطنية معروفة على الساحة السياسية وان لــها غـايــات نـظـيـفــة حقاً . ولكن الامر هنا ـــ كما يبدو ـــ يتعلق بعدم استيعاب المشكلة المطروحة ومنها موضوع النظام الفيدرالي وليس غيره !!! . ففي هذه الايام تحتدم في عراقنا مناقشات على الاثير وفي الصالونات والندوات مواضيع كثيرة تتكشف عن مشكلات جدية تعاني منها جماهيرنا . ومعها اصبح موضوع الفيدرالية يشغل الكثير من المواطنين . والملاحظ ان يشترك في هذه المناقشات اعلاميون ورجال قانون وسياسيون وغيرهم . واكثر النقاش يدور ، كما اسلفنا ، حول نشر النظام الفيدرالي ليشمل كافة المحافظات او الراغبة منها . وليس نادراً ، ان نسمع اراءً خاطئة بصددها وهي تصدر من مواطنين اما حرفيين او موظفين بل وسياسيين كبار اوغيرهم وهـــم يجيبون على اسئلة مراسلين ــ اعلاميين يعودون لفضائيات مختلفة تبث برامجها من بغداد .
وربما يتذكر القارئء الكريم اننا كتبنا اكثر من مقال حول مسائل تتعلق بشروط بناء الفيدرالية ودورها في نجاح عملية التنمية و بخصوص التعامل معها وتطوير نشاطاتها ضمن اقتصاد البلاد . الا ان هذا الامر اخذ يتسع هذه الايام وكأن تنفيذه اصبح بين قوسين او ادنى . وقد ظهرت بصدده افكار تضرب بالصميم . حتى وصل الامر ببعض المتكلمين وهم يترجمون فهمهم للفيدرالية فيقولون : اعطونا فلوسنا واحنا نتصرف بها في محافظتنا . !!! . واخرون يطرحون فيـدرالية المناطق المسيحية او يبشرون باخرى سنية وغيرهم يرشحون محافظاتهم النفطية !!!!؟؟ ثم يميزونها عن المحافظات الاخرى بغناها وثروتها بدون ذكر احقية المحافظات الاخرى في تلك الثروة !!! وهكذا ... و حسب ما يظهر، ان البعض لم يفقه جوهر النظام الفيدرالي ثـــم لا يعرف انه سلاح ذو حدين . فقد يستعمل للتخريب وليس لبناء الوطن . اذا ما بني بدوافع فردية وبمعزل عن الهيكل العام للـعـراق وبعيداً عن الحكومة المركزية . والغريب اننا نسمع من ينادي برفع يد السلطة المركزية من قيادة شـئون المحافظات ..... وهذه الاراء كأنها تصدر من عدو من الاعداء رسم مخططاً تخريبياً وينتظر نقله الى الارض العراقية ليرى الشعب مشتتاً والمدن معزولة عن بعضها والحكومة عبارة عن هيكل فارغ !!! . ووجدنا بجانب هذا من يؤيد العزلة المذكورة طا لما المهم ســتـكــون الــفــلــوس الــواردة الى الخــزيـنـة الـعــراقـية " مــطــشــرة " فــي العــراء بين المحافظات ( والراقصون ) يرقصون حولها و يتصورون هذه هي الفيدرالية المطلوبة !! بينما هم لا يعلمون ان فيدراليتهم المرسومة في رؤوسهم على هذه الشاكلة تعني قبل كل شيء تقطيع العراق الى قطع جغرافية مشرذمة وفيها ناس ولكن بدون دولة اسمها العراق . !!!
=========((( فشل الحكومة ))) : ==========
وليس صعباً ان نـفـهم من هذه الحا لة ، انها هروب من الحكومة الفاشلة . والتي ظهر عجزها واضحاً في تأمين الخدمات والغاء البطا لة واهما لها لواجب تنظيم التجارة وتأهيل الصناعة المخربة ثـــم لانها لم تسع لخلق مصادر اخرى ( غير النفط ) لتكوين الدخل الوطني وتأمين مستوى عال من الموارده المالية للعراق حتى لو حلت في العالم ازمات اقتصادية ، نعم لقد فشلت الحكومة ايضاً في بناء الـبـنى التحتية ( الهياكل الارتكازية ) الضرورية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة مما ابقى الصناعة والزراعة واكثر الخدمات في حالة خراب والايدي العاملة تلفها البطالة وبالتالي ضرب الفقر اطنابه في عموم البلاد . ... والمشكلة الناشئة هنا هي ان الكثير من ابناء الشعب اخذوا يفكرون ( بعد اليأس من امكانية الحكومة على البناء ) بأخذ الامر بايديهم طا لما ان الحكومة عاجزة عن تنفيذ وظيفتها الاساسية .
بالاضافة الى كل هذا وضعت الدولة نفسها رهينة بزاوية المحاصصة واهملت مبدأ الاستفادة من الكفاءات العلمية العراقية المتوفرة و ملأت الدوائر بموظفين ، هم الاخرون تحت ظل البطالة المقنعة . ولم تراع قاعدة ( الشخص المناسب بالمكان المناسب ) . والاعظم من هذا كله ان الحكومة نفسها ( تــرفــض رفــضــاً بــا تــاً ) ان تتحول الى حكومة شديدة البأس (كما يجب وليس اكثر ) . لذا لم تشأ تضرب ضربتها الادارية الوطنية ، فتسلم الدوائر الرئيسية ، وخصوصاً( التخطيطية والـرقابية ) بايدي متخصصين معروفين بــالــعــلــم وشدة المراقبة على التنفيذ والشعور بالمسؤولية امام الحكومة والشعب معاً . مما جعل الجمهور يلح على الانعزال بفيدراليات لعـلها تكون المنقذ للمواطنين من المتاهات المبنية على الخطابات والوعود البائسة للمسؤولين .
واذا كان لابد من الاتجاه نحو الفيدرالية اذن ينبغي العلم ان النظام الفيدرالي يعتبر نظاماً تقدمياً اذا ما بني بصورة صحيحة واذا ماكان تحت قيادة مركزية تحديداً . الامر وما فيه ان التقدم والازدهار الاجتماعي يتحقق فقط في حالة شمول كافة المحافظات بخطة اقتصادية واحدة من جهة ، واذا ما قامت الخطة على اساس التكامل الاقتصادي بين المحافظات من جهة اخرى . وتحت ارادة مركزية . وهنا يتبين ان تأسيس الفيدرالية لكل محافظة على انفراد يعني انـفـراط القاعدة المطلوبة للتخطيط والتكامل الاقتصادي . وبالتالي تشرذم الـبـلاد وتحولها الى رقعة جغرافية ممزقة يزداد سكانها فقراً بل والبلاد كلها تتهرى وتفقد مكانتها في العالم . علماً انها الآن مهددة ومطوقة بالتحديات الارهابية والتهديدات الخارجية . ولا تبدو للناظرين اية افاق واضحة اذا ما تم انسحاب القوات الامريكية الصديقة من بلادنا . اننا الان بقينا وجهاً لوجه مع ايران والدول الطامعة الاخرى . اي ان الحكومة ادخلت البلاد في دهليز لا تـعرف طرقه ودروبه . كما نحن لا نعرف تحت ضغط اية جهات تـركت سماء العراق مكشوفة امام المتربصين وبموافقة من الحكومة العراقية بالذات ؟؟؟!!. و نعتقد جازمين ان المواطنين الذين يطالبون اليوم بالفيدراليات في محافظات منعزلة وبعيدة عن المركز سوف يبدلون اراءهم اذا ما فكروا بمصير الوطن . حيث اذا ما سادت الفوضى الفيدرالية فسوف يواجه الشعب خراب البلاد كلها ، وان العالم عند ذلك سوف يتفرج على اطلالنا المشرذمة !!.
ان تاريخ الاقتصاد العالمي يشير الى ان المصلحة الوطنية تستدعي لحمة البلاد ـــ اية بلاد كانت ـــ جغرافياً وارادةً . وينبغي ان يكون لها حكومة اتحادية قوية وان تتبع تخطيطاً اقتصادياً مركزياً موحداً قائماً على حاجات المحافظات بتحديد من دوائرها المسؤولة واستجابة لمطاليب جماهيرها سواء كانوا جماهير الموصل او البصرة ، النجف او السليمانية ، كركوك او غيرها . .... والحصيلة ان رفاه وتحسين الظروف الحياتية للشعب لا يتم بواسطة تمزيق البلاد وجعلها كخرقة مرفوعة على صارية مكسورة تسمى علماً . ان الواجب الوطني اذن يتطلب توحيد الشعب في المحافظات ثم الضغط على الحكومة ( ممثلة بمجلس الوزراء ورئيس الوزراء بالذات ) من جانب الجماهير الشعبية لا جبار المجلس المذكور على التخلي عن اسلوب الفوضى في الحياة الاقتصادية وعن التهاون تجاه الفساد المالي والاداري وكذلك الشدة ازاء الجرائم التي يقترفها المسؤولون في الدولة ويتمادون في تعاملهم المشين مع المواطنين .
اما رفض استخدام اصحاب الكفاءات في ادارة الدولة والتغاضي عن وضع برنامج اقتصادي واجتماعي لها امر يجب ان تحاسب الحكومة عليه . ان الحكومة التي تحترم شعبها تمارس العمل الجاد والانضباط العملي و التشدد في تطبيق الاصول العلمية في مجالات الادارة والعمل ضمن اطار عام للخطط و البرامج لتقوم مقام البوصلة التي توصل البلد الى مركزالقوة والبأس الذي معه تستطيع الحكومة توفير الشروط الواقعية لتلبية مطالب الجماهيرالمتعـلقة بتوفير الخدمات الاجتماعية وتأهيل ماكنة الصناعة والزراعة وباقي المتطلبات الضرورية لرفاه الشعب سواء كان ذلك تحت نظام فيدرالي او غيره .
اننا نجد ان العــلـة الحقيقية التي اخذت تدفع المواطنين للركض وراء اي شكل من اشكال الفيدرالية هو فشل الحكومة العراقية ( حكومة المالكي ) في ادارة البلاد بكل المقاييس وفي جميع الاتجاهات . على ان فشل الحكومة الحالية يكمن في الاسباب التي ذكرناها وفي انقيادها لضغوطات صادرة من تيارات وميليشيات دينية جرب الشعب منها المرارة والعذاب لفترات طويلة .. وبكلمة اوضح : ان احدى المشاكل الرئيسية والفضيعة للحكومة هي اعتمادها على موظفين بيروقراطيين مقابل اصرارها على عـدم الانصياع الى : اجماع العلماء والاختصاصيين العراقيين بخصوص اعتماد الاساليب العلمية في التخطيط الاقتصادي وتحديد التزامات الحكومة تجاه مطاليب الجماهير الشعبية وتوطيد العـلاقات الادارية مع المحافظات والمؤسسات الانتاجية فيها وذلك لغرض قيادتها والسير معها سوية لتنفيذ الخطط الاقتصادية ــ الاجتماعية لكافة المحافظات .
واذا كان في الاعادة افادة فنسمح لانفسنا اذن ان نكرر ما اقترحناه في مقالات سابقة بخصوص البناء والاعمار الذي يضمن لبلادنا نقلة نوعية . والبدء يجب ان يكون من التعاقد مع شركات عا لمية بمعدل شركة واحدة لكل محافظة لتؤسس بها الطاقة الكهربائية خلال ستة اشهر او بفترة تزيد قليلا . على ان يتم الـتـعاقد بنفس الوقت مع شركات صناعـية في اليابان وكوريا الجنوبية واميريكا والمانيا مثلاً لبناء مصانع بتكنولوجيا حديثة في العراق ... وبهذه الوتيرة يمكن تحويل البلاد الى مركز صناعي ـــ تجاري في الشرق الاوسط . وستكون بلادنا خلال فترة وجيزة خالية من البطالة والفقر وان الاسواق ستكون في حركة دائمة .... ان العراق غني في ثرواته وكفاءاته . ولكنه بحاجة الى تكاتف جماهيره ومحافظاته و القادة السياسيين فيه وبالتالي الضغط على مجلس الوزراء ليكون على المستوى المطلوب في ادارة البلاد .



#عبد_الزهرة_العيفاري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعجزة السورية تصرخ بوجه المجرمين : ان الشعب السوري سينتصر ...
- محنة العراق تبدأ من دستوره !!!
- كذب السياسة في سباق مع سياسة الكذب .. والخسارة يتحملها العرا ...
- هل المؤامرة تقترب من بغداد ؟؟؟
- الفيدرالية والتخطيط الاقتصادي المركزي في العراق !!!
- قتل وموت .... وبقربهمالعب بمستقبل شعب !!!
- على خلفية الثورات الوطنية العربية / نحو ثورة اقتصادية واداري ...
- على خلفية الثورات الوطنية العربية ماذا يجب علينا عمله في الع ...
- هل المطلوب ازالة النظام السوري ام الحوار معه !!!
- اصحاب الكفاءلت ... وآفاق اشتراكهم بالبناء والاعمار والتخطيط ...
- هديتهم للشعب السوري في رمضان الرصاص والدم فقط !
- جماعة جريدة - قاسيون - السورية في حيرة من امرهم !!
- هل تستطيع الحكومة العراقية الدفاع عن الوطن من الخطر الايراني ...
- الامة العراقية ... مضطهدة دائما ً ياصاح!!!
- عودة الى اشكالية المائة يوم ، ولكن من زاوية اخرى القسم الثا ...
- عودة الى اشكالية المائة يوم ، ولكن من زاوية اخرى
- بحث سياسي في موضوع - وكلاء التأثير - والطابور الخامس في البل ...
- حول مقتل ابن لادن ... واشكالية الطابور الخامس
- في بلداننا توجد صورتان للموت
- ايران العمائم والبعث الفاشي قوتان متحالفتان لاضعاف دولنا وسح ...


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الزهرة العيفاري - ماذا يراد للعراق ؟؟ البناء ام التخريب ؟؟!!