رياض خليل
الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 00:25
المحور:
الادب والفن
الأديب محسن يوسف في :
التجاوز
الكاتب رياض خليل ، ومجموعته : " الريح تقرع الباب " ، وعالم هذا الكاتب بالأصوات والأضواء مفزع هو ورهيب ، عذب هو ورائع ، بعث على الصراع كما يبعث على الفرح ، يتحد فيه الجزء والكل ، الصغير بالكبير ، ويبدو الكاتب واثقا من قدرته على التجاوز في العطاء ، فعبارته القصصية ناضجة ، وصوره متكاملة ، كما أن امتزاج الشكل والمضمون وتطابقهما .. يشير إلى مقدرته وطول باعه ، بالإضافة إلى أن المضامين التي يتصدى لها ، هي مضامين جديدة نسبيا على القصة القصيرة السورية . ولنأخذ على ذلك مثلا قصته : " الشراع الأسود " حيث يجد البطل أمام نتيجة نهائية لبحثه الدائم ، وتوقه المستمر ، نتيجة لم تبعده – على الرغم من قوتها – عن التفكير الواعي في الفرج والحب والشمس لجميع الفقراء . ولاتختلف بقية قصص المجموعة عن تلك القصة الأولى ، فمثلها " عيودا " ، و" يحدث هذا حبا " ، و" المتقمصة " و" جريمة في ملف النمروج " .....كلها تتميز بالمضمون الجديد ، والفكرة الجيدة ، مع اتكاء مناسب على الرمز ، يرفد ماتستوحيه القصة من تأثير ، ويعمق ماتخلقه في النفس . ثمة شيء يتبادر إلى الذهن فور الانتهاء من قراءة قصص الريح تقرع الباب . هذا الشيء يزيد في قيمة القصة القصيرة الناجحة ، ويؤكد جدارتها في تسنم مكان الصدارة بين الأجناس الأدبية . ليس لأنها يمكن أن تستوعب كل شيء .. كما يقال .. وليس لأن كتابتها أسهل من كتابة غيرها من الأجناس الأدبية ...كما يظن البعض .. بل الأمر على العكس ، فالشيء الذي يتبادر إلى الذهن بعد قراءة هذه المجموعة ، هو الجهد المبذول فيها ، فأنفاس الكاتب تتردد بين صفحاتها ، وبين كلماتها تشم رائحة الأيام المديدة بكل ماتحفل به من جهد وأحاسيس ، يوحي بذلك النضج البديع الذي يميز المجموعة ، ويتوزع فيما بين القصة الأولى والقصة التاسعة والأخيرة .
ولعل أفضل ماقدمته هذه المجموعة الجيدة .. هو رياض خليل الكاتب الجاد المتمكن من فنه ، والذي يمكن أن يعطي فوق ماأعطى ، ففي عطائه الأول أكثر من إشارة إلى إمكانية التجاوز في العطاء .
#رياض_خليل (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟