أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - مها عون : مغامرة الإبدع والتشكيل l














المزيد.....

مها عون : مغامرة الإبدع والتشكيل l


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3531 - 2011 / 10 / 30 - 11:08
المحور: الادب والفن
    



مها عون الفنانة التشكيلية اللبنانية ، كما تراها عيني ومرآتي الذاتية ،
مها عون : الإبداع وأنشودة الألون
للألوان لغتها التي لا تخضع لمنطق العقل بل تتجاوزه لتخاطب الذات والوجدان .. الشعور والإحساس والتذوق الجمالي . ولغة الفن التشكيلي هي نوع من التحليق في عوالم الميتافيزيك انطلاقا من الموجود الفعلي .. والتجريد ينتقل من العلوم إلى الفن وإذا كان للتجريد في العلم قواعده ونواظمه فالفن على العكس منه لاضوابط أو نواظم تحد من طموحه وجموحه الحر لاكتشاف المجهول: الهاجس الذي يسكن روح الفنان ويستحوذ على أشواقه التي لاترتوي .
مها عون في رحلتها الفنية .. تمضي في غابة المرايا .. حيث تضيع الحدود بين المنطلق والمستقر.. بين الواقع وصوره التي تتحول إلى مخلوقات مستقلة بذاتها ..مخلوقات متمردة تبتكر قواعدها وقوانينها وبوصلتها في خضم لامتناه من الرغبة في الخلق والاكتشاف والبحث عن الأسرار .
اللغة الفنية لمها عون غنية بالإيحاء .. ومع أني لست فنانا تشكيليا .. أرى من حقي أن أسجل انطباعي لأقول: إن لوحات عون توحي بالكثير ومنه أن العالم ليس بسيطا ولاسهل المنال .وأننا نعيش في صميم إشكالية الحياة المعقدة التي يتنازع فيها القلق والطمأنينة .. مايعكس هم البحث عن الذات التي تكاد تضيع في زحمة الحياة وفوضى العقل ..
عالم مها عون الفني ينجرف نحو التجريد الذي يكاد يفقد خط الرجعة ولايأبه له . عالم يصر على انتزاع حريته واستقلاليته من خلال حرب بلا هوادة . . عالم تبتكره خطوطها وألوانها وجمالياتها لتؤكد هويته الخاصة .. وتفرضه كواقع منشق ومتمرد .. منفلت وممانع وعنيد ..
لوحات عون لاتستسلم .. وتود أن تعبر بلا توقف عن الضياع بين الذات ومراياها ..وعن معادلة الاغتراب المؤلمة في عالم يكاد يصبح فيه التجريد موازيا للواقع .. وحيث تناور الصور وتتلاعب وتفلت من يدك وتضللك ..إنها رحلة سندبادية لاتستطيع الفنانة أن تقاوم إغراءاتها .. فتغامر وتخاطر فتمتزج في لوحاتها المتعة بالألم والفرح بالحزن والطمأنينة بالقلق وتنظم لنا أنشودة بالألوان .. تشع بهاء وجمالا وروعة .. وإبداعا .
رحلة لاتضع خطة مسبقة ، ولوحاتها تنحاز للشكل ، لم لا ؟ مادامت الصورة تحدد مضمونها في سياق الخلق الفني . فلا وجود لأي وجود إلا بالصورة أو الشكل ، ولايمكن للمضمون أو الجوهر أن يتهرب من التجلي ، ومها الفنانة إذ تشكل لوحاتها فإنما هي تشكل المضمون الجمالي بذات السياق . والجمال لا يخضع للتفسير بل للتذوق ، ومن ذا الذي يسأل أسئلة سخيفة مثل : مامعنى هذا الورد أو التغريد أو الموسيقى أو صداح الريح أو اللون ، فقد تعجبك ألوان وخطوط وأشكال من غير أن يخطر في بالك سؤال : مامعناها؟ أو ماتفسيرها ؟ وتلك كلها ليس لها معادلها العقلي الذي يخضع للتفسيروالمنطق ، بل لها معادلها الجمالي الخاضع لمنطق الأحاسيس والمشاعر والذوق الفني الخاص ، ننظر إلى اللوحة كحالة إبداعية ذات قيم جمالية لها نواميسها المستقلة ، والتي تبدأ أو تنطلق من مغامرة الإبداع والتشكيل وغريزة الخلق والتخليق ، التي تعني في جانب منها نزعة الإنسان المزمنة لقيادة عالمه بحرية ، وبعيدا عن تدخل الآخر . الفن سلطة فردية خاصة ، تصنع قانونها الذي يمكن تعميمه ، لأنه القانون المشترك للناس والذي لايحد من الآخر ولايلغيه ، بل هو على العكس لايوجد إلا معه وبه .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سوريا : السلطة اللاسياسية
- فرح نادر: بين غيبوبة العاطفة وصحوة العقل
- من قصائد الثورة : (6)
- مساهمة نقدية
- الشبح : شعر
- عن المؤسسة الزوجية
- من قصائد الثورة (5)
- من قصئد الثورة (4)
- ذلك اليوم الجميل: شعر
- من قصائد الثورة : شعر
- من قصائد الثورة (2) : شعر
- من قصائد الثورة (1)
- رحلة جليفر الجديدة : قصة قصيرة
- أنور سالم سلوم
- الروائي والناقد نبيل سليمان في:
- النظام السوري: الحل هو المشكلة !
- شهادات ...
- قصائد قصيرة جدا: الجزء الثاني(6-7-8)
- رياض درويش في :
- لقاء مع رياض خليل


المزيد.....




- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد
- روزي جدي: العربية هي الثانية في بلادنا لأننا بالهامش العربي ...
- إيران تكشف عن ملصق الدورة الـ43 لمهرجان فجر السينمائي
- هوس الاغتراب الداخلي
- عُشَّاقٌ بَيْنَ نَهْرٍ. . . وَبَحْر
- مظهر نزار: لوحات بألوان صنعاء تروي حكايات التراث والثقافة با ...
- في حضرةِ الألم


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض خليل - مها عون : مغامرة الإبدع والتشكيل l