أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رياض خليل - الأسد : السكرة والفكرة














المزيد.....

الأسد : السكرة والفكرة


رياض خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3535 - 2011 / 11 / 3 - 13:40
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



الأسد: السكرة والفكرة
بقلم رياض خليل
أخيرا .. هل انتهت السكرة .. وجاءت الفكرة بالنسبة لبشار الأسد ؟ هل قرر أخيرا أن يضع عقله في رأسه .. كما يقول المثل عندنا ؟ أم أنها مجرد حلقة جديدة من حلقات الكذب على الذات قبل الآخر ؟ وهنا يحضرني قول الشاعر: " ستبدي لك الأيام ماكنت جاهله " ، و" بكرة .. يذوب الثلج .. ويبين المرج " و" الماء يكذب الغطاس" .
حبل المشنقة
لماذا مفاجأة .. ومفاجأة صادمة ؟ قيادة السلطة السورية – وخلافا للمألوف – تقدم على خطوة مطلوبة بالاتجاه الصحيح نحو حل ما ؟! هذه الخطوة هي قبوله بلا أدنى تحفظ للمبادرة العربية وبنودها المعروفة ؟ فكيف – ولأول مرة -يتخلى النظام السوري عن عنجهيته ومكابرته وأوهامه .. و يضع رقبته في حبل المشنقة ؟ أوليس هذا أغرب من الخيال ؟ ماأثار زوبعة من الدهشة والارتباك وردود الأفعال المتباينة .. مابين مؤيد ومشكك ومترقب .
المستحيل واللامعقول
قبول القيادة الأسدية لمبادرة الجامعة ، هو نوع من الشذوذ على القاعدة التي تسير عليها السلطة في سوريا ، والتي مفادها رفض الواقع الجديد ، والوقوف في وجه استحقاقات التغيير الحتمية ، بوسائل العنف والترويع وانتهاك القانون والمراوغة . فما الذي تغير ؟ حتى تنتقل السلطة السورية من تصوراتها وسلوكها اللامعقول إلى المعقول الذي يعني إنهاء وجودها .. ودورة حياتها المعتادة " الروتينية " ؟
الفاتورة مستحقة الدفع
بغض النظر عن النوايا .. فإن النظام السوري عاجز عن إصلاح الواقع ، والتكيف مع مستجداته واستحقاقته ، لأن ذلك يتطلب أول مايتطلب إصلاح ذاته ، والانقلاب على جوهره ، وعلة وجوده ، وهو مايعني في النتيجة إخلاء الساحة السياسية التي احتلها ، وقبول الهزيمة المنكرة ، التي ستكون باهظة الكلفة بالنسبة لرموز النظام . فسواء أكان قبوله بالمبادرة العربية مناورة ومداورة .. أو هروبا إلى الأمام .. أو رضوخا وإذعانا للأمر الواقع .. فإن النتيجة واحدة .. وهي أن الفاتورة باتت مستحقة الدفع فورا .
حبل الكذب
مهما طال حبل الكذب فهو قصير ، وقيادة السلطة في سوريا أدركت أنها باتت في نفق مسدود ، وأن الكذب والمراوغة قد استهلكت ، وأنها باتت قاب قوسين أو أدنى من حافة ا لهاوية

فخ جديد
، وأن كل المؤشرات والرسائل الداخلية والخارجية تنبئ عن نهاية قريبة ، رأى النظام السوري نموذجا ماثلا للعين لها في ليبيا ، وأن المكابرة والكذب على الذات لايجدي نفعا ، وأن صبر الحلفاء كروسيا والصين قد نفد أو يكاد ، والعزلة الدولية تكاد تطبق تماما على النظام السوري ، وتركيا حزمت أمرها ضده ، وعقدت العزم على اتخاذ خطوات ملموسة لإزاحته . ولم يبق أمام الأسد من فرصة لتعطيل عجلة التغيير .. التي تمضي به إلى النهاية المحتومة ، وهي زوال النظام وحكمه تماما عن الخريطة التاريخية . ولهذا كله كان الأسد مرغما على قبول المبادرة العربية " مكره أخاك لابطل " . هامش المناورة انتهى أو يكاد ، واللعب بالوقت الضائع لم يعد ممكنا ..
لعبة : الشيطان يكمن في التفاصيل
والأيام القليلة القادمة ستتمخض عن نتائج وتحولات نوعية في المشهد السوري المتوتر والملتهب والدموي . ومن المعروف عن السلطة السورية أنها تجيد فن التفخيخ في كل ماتقدمه وتقترحه للخصوم ، فهل قبولها للمبادرة العربية مجرد فخ جديد ؟ تلعب من خلاله لعبة الاختلاف على التفاصيل ، والحيثيات ، والهامشيات ، وفبركة المشاهد ؟ وهذا رهان ربما يكون رابحا تاكتيكيا ، ولكنه خاسر استراتيجيا ، كغيره من رهانات اللعب على أوتار الوعود بالإصلاح والتغيير والحوار المترافق بأفعال معاكسة تماما للأقوال ، وكاشفة تماما للنوايا غير الحسنة ولا الصادقة للسلطة السورية .
الغريق فقد الأمل بالقشة
أم أن في قبول المبادرة أشياء غير متوقعة !؟ ويصعب الجزم باحتمالاتها ؟ هل قرر الأسد إسدال الستار .. بعد أن فقد الأمل حتى بالقشة التي قد تنقذه من الغرق ؟ ! ولكن كيف؟ ومتى ؟
هذا ماستتكشف عنه الوقائع في المستقبل القريب ، وماننتظره بفارغ الصبر .



#رياض_خليل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة ماجلان : شعر
- عن الأديب حسن حميد
- العائم: قصة تشكيلية
- مها عون : مغامرة الإبدع والتشكيل l
- سوريا : السلطة اللاسياسية
- فرح نادر: بين غيبوبة العاطفة وصحوة العقل
- من قصائد الثورة : (6)
- مساهمة نقدية
- الشبح : شعر
- عن المؤسسة الزوجية
- من قصائد الثورة (5)
- من قصئد الثورة (4)
- ذلك اليوم الجميل: شعر
- من قصائد الثورة : شعر
- من قصائد الثورة (2) : شعر
- من قصائد الثورة (1)
- رحلة جليفر الجديدة : قصة قصيرة
- أنور سالم سلوم
- الروائي والناقد نبيل سليمان في:
- النظام السوري: الحل هو المشكلة !


المزيد.....




- -أكسيوس-: الجيش الإسرائيلي يستعد لضرب المنشآت النووية الإيرا ...
- نتنياهو يعلن خطة ما بعد الحرب: سيطرة كاملة على غزة وهزيمة حم ...
- -المزاج يتغير-: تصاعد الأصوات الإسرائيلية الغاضبة من حرب غزة ...
- نائبان أمريكيان ينقلان موقف الشرع من اتفاقات إبراهام وشروطه ...
- روبيو يعترف بأن الولايات المتحدة غير قادرة على التأثير على س ...
- غضب أوروبي إزاء إسرائيل إثر إطلاق نار قرب دبلوماسيين في الضف ...
- نتانياهو: غارة إسرائيلية قد تكون قتلت القيادي في حماس محمد ا ...
- ترامب يفاجئ رامابوسا باتهامات الإبادة الجماعية في اجتماع متو ...
- هل تفرض أوروبا عقوبات على إسرائيل أم هو ذرّ للرماد في العيون ...
- هجوم مسلح على قاعدة روسية في سوريا ومقتل جنديين


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رياض خليل - الأسد : السكرة والفكرة