أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد أوحني - دياجير الزمن














المزيد.....

دياجير الزمن


أحمد أوحني

الحوار المتمدن-العدد: 3543 - 2011 / 11 / 11 - 21:34
المحور: الادب والفن
    


دياجيـر الزمـن

جاء في المعجم العربي للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أن الزمن هو وقت قصير أو طويل ، وقد يُقصد منه وقت الدنيا كلها . انتهى منطوق المعجم .

الزمن كذلك ذلك الفضاء وذاك الوعاء الذي تتعاقب فيه كل الموجودات . يقال إن له وجهان ، الأول مضيء وهو ما نراه من خلال توالي الأحداث اليومية في حياة الناس ، والثاني مظلم وهو ما يخفيه ، أو بعبارة أصح ، ما يخفيه الناس ويحاولون دائماً نسيانه لما يحمله من سلبيات ويودون كتمانها عن الآخرين . وعندما يطفو الجانب المظلم من الحياة على السطح ، يروحون في التفتيش عن أعذار واهية ليتهموا غيرهم أو يسقطونها على الزمن ويتخلصون منها ولو للحظة ، لتعود إلى الطفو من جديد . وقد يفهم العاقل أن هذين الوجهين لا يعودان للزمن ، ولكن لمن يعيشون فيه . وقد صدق الإمام الشافعي رحمه الله حين قال :
نَعيبُ زَمانَنا وَالعَيبُ فينا *** وَما لِزَمانِنا عَيبٌ سِوانا
وَنَهجو ذا الزَمانِ بِغَيرِ ذَنبٍ *** وَلَو نَطَقَ الزَمانُ لَنا هَجانا

للزمن ديجور عند البعض ، وكله دياجير عند البعض الآخر ، يقول المثل الفرنسي : " تتوالى الأيام ولا تتشابه "
Les jours se suivent et ne se ressemblent pas

ولكن ، بالنسبة إلى هؤلاء ، الحياة كلها عبارة عن أيام متشابهة ، بل مجرد يوم واحد ، كله مسرح للمشاق المتوالية عليهم باستمرار ، لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا على الحصير ، وفتحوا أعينهم على شيء اسمه الفقر . وجباتهم الغذائية لا تتعدى الخبز والشاي وبُـن العطار الممزوج بالتوابل . تراهم جذوعاً نخرة لا يفارقهم السقم أبداً ليحرموا من حقوقهم الطبيعية في الحياة من قبيل الاعتبار والاهتمام والتغذية المتوازنة والمتكاملة والتمتع بأبدان سليمة وقوية ، يكاد فقرهم أن يتحول إلى أشياء أخرى . ومع ذلك تراهم يكافحون ويكدون ولا يملون . ذنبهم أيضاً أن لم تتهيأ لهم ظروف وأجواء استكمال دراستهم ، بل الولوج إليها حتى .

في حين ولد غيرهم في مصحات شبيهة بالفنادق الفخمة ، وفتحوا أعينهم على أشياء أسماؤها : البذخ والعناية والمدرسة الخصوصية ومتابعة الدراسة خارج الوطن والعودة إليه محصلين على شهادات دراسية عالية أهلتهم إلى أن يتقلدوا المناصب العليا والسامية . وفئة أخرى أسست شركات وفتحت معامل ومتاجر كبرى ... على هؤلاء تنطبق المقولة الفرنسية ، أيامهم كلها مختلفة ، كل يوم وهم في شأن . يولدون ويشبون ويكبرون ويتزوجون ويتناسلون ، اللهم لا حسد .

سُئل أحد الرجال : " كيف تنظر إلى الزمن ؟ ".
فأجاب :" عبارة عن ليلة ديجوج فيها قبسة ملتهبة ، أراني وسطها ، ويتراءى لي سناء من بعيد . يلزمني من يخرجني مما أنا فيه لأدرك ذلك السناء ".
-----------------------------------
* الديجور : الظلام - الظلمة .
* القبسة : النار المشتعلة .
* السناء : الضياء .
* الديجوج : الحالكة السواد .
أحمـد أوحنـي - مراسل وكاتب صحفي - أفـورار - المغرب



#أحمد_أوحني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمَّا العيدُ فات
- أخيراً وجدتُ الكنز
- عيد مباركٌ لاَ سعيدٌ
- عندما عاد الصباح وأشياء أخرى
- الطاغية والوديع
- المخزن كاين ... المخزن ما كاين
- ?L’exemplarité : un choix ou une prescription
- نجباء و لكن خنازير
- الذي أبكى الملايين يبكي
- عندما لا يُذكر الأموات بخير .
- عندما يتضاءل الكبار
- قصة قصيرة : مشاريع فاشلة في أزمان آفلة
- بقايا رجل
- قصة قصيرة : عند أمّ حازم
- رجلٌ للبيع
- أغبى رجل في العالم
- قصة قصيرة جداً : البحث عن موجود
- امرأةٌ ونصف رجل
- لمَ عُدتَ أيّها الشيء الجميل ؟


المزيد.....




- حين استمعت إلى همهمات الصخور
- تكريم انتشال التميمي بمنحه جائزة - لاهاي- للسينما
- سعد الدين شاهين شاعرا للأطفال
- -جوايا اكتشاف-.. إطلاق أغنية فيلم -ضي- بصوت -الكينج- محمد من ...
- رشيد بنزين والوجه الإنساني للضحايا: القراءة فعل مقاومة والمُ ...
- فيلم -ساحر الكرملين-...الممثل البريطاني جود لو لم يخشَ -عواق ...
- معبر رفح بين الرواية المصرية الرسمية والاتهامات الحقوقية: قر ...
- رواية -رجل تتعقّبه الغربان- ليوسف المحيميد: جدليّة الفرد وال ...
- وحش الطفولة الذي تحوّل إلى فيلم العمر.. ديل تورو يُطلق -فران ...
- جود لو يجسّد شخصية بوتين.. عرض فيلم -ساحر الكرملين- في فينيس ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد أوحني - دياجير الزمن