أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد أوحني - أخيراً وجدتُ الكنز














المزيد.....

أخيراً وجدتُ الكنز


أحمد أوحني

الحوار المتمدن-العدد: 3538 - 2011 / 11 / 6 - 11:44
المحور: الادب والفن
    


أخيراً وجدتُ الكنز

كان دائماً ، في أوقات ماضية ، يحلم في يستفيق من نومه صباحاً ويجد بجانبه كيساً مليئاً بالنقود . وفـي أحيان أخرى ، تراوده فكرة اللجوء إلى لعب القمار الإليكتروني لعل الحظ يخطىء ولو لمرة واحدة في حياته ويحصل على مبلغ مالي كبير يمكنه من تحقيق أحلام كثيرة وكبيرة قد يعجز عنها أولئك الذين كانوا تحت إمرة سليمان الحكيم . وعندما تنتهي هذه الفسحات الجميلة ، يعود ذلك الإنسانَ البئيسَ الكئيبَ ويصير نهاره أظلم من ليله .

سأل أحدَ أصدقائه ذات مرة عمَّا إذا كان يعرف أين يمكن أن يصادف هذا الشيء الغريب الذي يُسمى الحظ . لم ينتظر منه جواباً وراح يشكو الدهر وهو يعرف أن من يشكوه لن يزيد الشكوى إلا طولاً . بعد كلام كله شبيه بهديان من يدنو من الموت ، قام بحك شعر رأسك بعنف ، أعاد مشطه بأصابع يده وزفـر بعمق ، ثم سكن من جديد كرياح هبت ونترت ونثرت وهدأت . وراء هذه الحركة المعنفة دون شك أشياء كثيرة .

في الآونة الأخيرة ، لم تعد تراوده هذه الأحلام ، فصار يشرُد معظم وقته ليلحظه كثير من أصدقائه . سألوه حول ما إذا حصل له خطبٌ ما وإمكانية مساعدته والوقوف إلى جانبه لتجاوز محنته . رفض البوح بهذا السر الذي يلفه واكتفى بالقول : " لماذا لم يخلقني الله صخراً أصمَّ ، أفضَل لي أن أصير بلا قلب وأحاسيس ، على الأقل لن تعرف الآلام طريقها إليَّ كما تفعل بيَ الآن وهي تشقّ عليَّ حياتي باستمرار؟ لو كنت ذلك الصخر لصرت شاهداً لا مشهوداً عليَّ ". فماذا قلب حياته من ذلك الرجل الراغب المتلهف التوَّاق في الحصول على ثروة مالية إلى شخص لم يعد يرغب سوى في شيء آخر بعيد عمَّا هو مادي ومالي ؟

استطاع أحد أصدقائه أن يقتلع منه اعترافاً غريباً ، يقول إنه ربح كنزاً ثميناً منذ حوالي مدة قصيرة . لكنه لحد الساعة لا يوجد بحوزته وأن ثمة شرطاً ثقيلاً لأجل الحصول عليه . حالياً ، بمجرد أن يأوي إلى فراشه للنوم والراحة ، يكون الأرق سابقه وأنيسَه الذي لا يفارقه لتمرَّ بعض لياليه ، سكونٌ في المكان وسمرٌ وتجاذبٌ وهمٌّ في الكيان . يوم ينجح في تحقيق هذا الحلم المنتظر ولو لزم أمرُه السفر إلى آخر الدنيا كما يقول ، سيكون أسعد كائن على أديم الأرض كلها . كل جوابه وسرّ الكنز الذي سيعمل في المستقبل من أجل الحصول عليه يوجد في جوفه ويفضل اكتنازه .

قلت له وأنا أحاوره ذات مرة : " تُـرى ، ماذا يمكن أن يكون هذا الكنز الذي يشغل كلَّ بالك يا صاحبي ؟، وجعلتَ سعادتك مقترنة به ؟ ". فأجاب : " يا صديقي لا تلُمني ، هي فتاةٌ ولا كل فتيات الدنيا ".

• الحكي من نسج الخيال ، وكل إشارة فيه وافقت الواقع فهي من سبيل الصدفة فقط .

أحمـد أوحنـي – مراسل وكاتب صحفي - أفـورار - المغرب



#أحمد_أوحني (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عيد مباركٌ لاَ سعيدٌ
- عندما عاد الصباح وأشياء أخرى
- الطاغية والوديع
- المخزن كاين ... المخزن ما كاين
- ?L’exemplarité : un choix ou une prescription
- نجباء و لكن خنازير
- الذي أبكى الملايين يبكي
- عندما لا يُذكر الأموات بخير .
- عندما يتضاءل الكبار
- قصة قصيرة : مشاريع فاشلة في أزمان آفلة
- بقايا رجل
- قصة قصيرة : عند أمّ حازم
- رجلٌ للبيع
- أغبى رجل في العالم
- قصة قصيرة جداً : البحث عن موجود
- امرأةٌ ونصف رجل
- لمَ عُدتَ أيّها الشيء الجميل ؟


المزيد.....




- أنقذتهم الصلاة .. كيف صمد المسلون السود في ليل أميركا المظلم ...
- جواد غلوم: الشاعر وأعباؤه
- -الجونة السينمائي- يحتفي بـ 50 سنة يسرا ومئوية يوسف شاهين.. ...
- ?دابة الأرض حين تتكلم اللغة بما تنطق الارض… قراءة في رواية ...
- برمجيات بفلسفة إنسانية.. كيف تمردت -بيز كامب- على ثقافة وادي ...
- خاطرة.. معجزة القدر
- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد أوحني - أخيراً وجدتُ الكنز