أحمد أوحني
الحوار المتمدن-العدد: 3468 - 2011 / 8 / 26 - 14:00
المحور:
مقابلات و حوارات
مؤخراً ، حظيت بالاستفادة من تكوين خاص في إحدى المدن الكبرى المغربية ، وذلك على نفقة مؤسسة حكومية . التكوين دام ثلاثة أيام وفي أفخم فنادق المدينة .
في اليوم الثاني ، وبعد الانتهاء من العمل مساءً ، أخذت مكاناً في طاولة في بهو الفندق لأستريح قليلاً ، وإذا برجل أنيق ، غليظ وأحمر الوجه يناديني ويطلب مني الجلوس معه إلى طاولته . لبيت طلبه وجلست قبالته . قال لي إنه في حاجة لمن يحدثه حتى يقتل الوقت الفارغ الذي يشكو منه ، ثم نادى على النادل وأمره بإحضار كل ما يمكن أن أشتهيه من أكل وشرب ، إلا أنني اكتفيت بفنجان قهوة .
الرجل ثمل من السكر ، قال لي : " أنت في الغرفة 304 ، أنا جارك ، أنا نزيل في الغرفة 305 ، ثم صار يحدثني عن نفسه وعن مشاكله الأسرية والعملية ، من خلال كلامه ، فهمت أنه من الأثرياء المغاربة الذين يضرب لهم الحساب .
وجدت نفسي أحياناً مجبراً على الرد على تساؤلاته وأسئلته ، هو فعلاً يثير الشفقة . وبطلب منه سردت عليه قصة حياتي كلها وحتى منذ قبل ولادتي ، عندما كنت أحدثه كانت عيناه جاحظتين ورأيته منتبهاً ومتعجباً ، لاستكمال كلامي كان يلزمني وقت طويل ، أطول من عمري ، إلا أنني اختزلته في وقت ليس بالقصير . في النهاية قال لي : " أنت أنسيتني همومي ومشاكلي ولكنني مجبر للذهاب إلى النوم لأنني منهك من السفر والشغل وتتنتظرني أعباء كثيرة في اليوم الموالي ". وقبل مغادرته ، أخرج شيكاً فارغاً من جيبه وقال لي : " اطلب ما شئت ، هذا الشيك سيحل جميع مشاكلك المادية ".
إلا أنني ، وكعادتي أرفض كل شيء لم أتعب من أجل الحصول عليه ، قام الرجل من على كرسيه وقال لي : " أنت أغبى رجل في العالم ، وانصرف " ، هل أنا فعلاً كذلك ؟ أحياناً أعترف بأني كذلك ، ولكن للقارئ رأي آخــــر
#أحمد_أوحني (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟