أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عذري مازغ - العمل النقابي ودور التنسيق















المزيد.....

العمل النقابي ودور التنسيق


عذري مازغ

الحوار المتمدن-العدد: 3529 - 2011 / 10 / 28 - 14:27
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


يبدو الوطن القومي متماسكا في وعي الرأسماليين على الرغم من ارتباطه العضوي، عبر الشركات المتعددة الجنسيات، بالعالم كله، حتى في التنسيق النقابي والسياسي، او بعبارة ادق تمفصلا، هذه العلاقات المتثاقفة بين حركات المجتمع المدني، بين الجنوب والشمال غالبا ما تخضع لمنطق الأنا المتفوقة في رصد الأولويات، في الجارة إسبانيا مثلا، تشكل "الطماطم المغربية" هالة مستعصية الحل حينما ينجح "اللوبي الإقتصادي المغربي" في تمرير بعض الإمتياز في التعامل النوعي مع المنتوجات المغربية، وطبعا يثير الامر عندنا نحن في المغرب عرسا كبيرا تغرد فيه وسائل الإعلام ماشاءت من قذارة الإستبسال، لكن لا أحد يطرح السؤال الوجيه حول هذا الإنتصار الجميل الذي يدغدغ مشاعر المواطنين: مالذي يستفيذه المغاربة من هذا التعامل النوعي في تسويق المنتوجات المغربية في أوربا؟ فالتقارب الوحيد الذي يمكن أن يحسه المواطن عندنا في المغرب هو هذا التقارب وثيق القيمة بين أسعار المنتوجات بينها في المغرب وأوربا، أما الحافة الكبيرة المفصلة بيننا وبينهم فهي هذا التفارق الكبير على مستوى المعيشة، ومعنى هذا أن قيم السلع تتقارب أسقفها بين الشمال والجنوب، بينما قيم العمل، هي في عملية تفارق لاتنتهي، تأخذ منحنى التدني المفرط في المغرب مثلا كما تأخذ منحى الصعود النسبي في أوربا، هذا جانب، أما الجانب الآخر الذي يهمنا صراحة من "الطماطم المغربية" فهي هذه المهزلة الراقصة من التشبث القومي عند الإسبان، هذا التشيء للبضاعة في أن تكون شأنا قوميا، فالشركات المنتجة حقا لهذه البضاعة في المغرب هي شركات في غالبها أوربية، إسبانية حتى، بعضها للرأسمال المغرب متجانسا مع الرأسمال الأوربي والرأسمال العالمي، تخضع هذه المنتوجات بشكل عام لشركات التوزيع المهيمنة في العلاقات الخدماتية العامة، فاللوبي المدافع عن هذا المنتوج الذي يبدوا ظاهريا كلوبي مغربي، هو في حقيقة الأمر، لوبي الشركات الرأسمالية العابرة للقارات، هو نفسه اللوبي المهيمن في تسويق المنتوجات الإسبانية، إن الرابح الوحيد من هذه المنتوجات هم بالتأكيد شركات التوزيع والمؤسسات المالية العالمية سواء في إسبانيا أو في المغرب، وهنا يأتي دور التنسيقيات المحتملة الذي في جزء منه تلعب النقابات دورا أساسيا فيه، وهو دور محكوم بالخصوصية المحلية أكثر منه دورا يعي التوازنات الإقليمية، أو لنقل بأنه دور يستحضر خصوصية هذه التوازنات بالتحديد في تعاطيه مع قضايا الشعوب. فهو دور يخدم بشكل أساسي هذا التميز في وضع الإنسان بين الشمال والجنوب. تهتم النقابات الأوربية بوضع المنتجين كانوا مهاجرين أو أوربيين محليين بضمان مستوى معيشي متفاوت لكنه مستوى قياسا على مستوى منتجي الجنوب هو متفارق بشكل خارق على الرغم من كون البضاعة نفسها تخضع في عملية التسويق لنفس المقاييس المعروفة عادة، فنحن عادة المستهلكون لانعرف أصل المنتوجات المصبرة، فنحن نعرفها بقيمة سعرها وماركة إنتاجها ولكن لانعرف ما إذا أنتجتها يد عاملة رخيصة كاليد العاملة الجنوبية، أو هي منتوجات من طرف يد عاملة أوربية متكلفة، ومعنى هذا انه في التسويق، تخضع هذه المنتوجات لعيار آخر غير عيار قيمة فائض الإنتاج المعروف أو المستخلص من فائض العمل، على مستوى محلي نموذجي بشكل نستطيع القول بأن منتوج الجنوب هو اكثر قيمة من حيث العملية الربحية نسبة إلى منتوج الشمال الغالي التكلفة: أجور مرتفعة قياسا على أجور العمال المنخفضة في الجنوب إضافة إلى ارتفاع تكلفة الأسمدة، الحبوب المزروعة،الضرائب، مراقبة بيولوجية وما إلى ذلك، هذه الميكانيزمات المتحكمة في المنتوج تختلف قيمتها بين الشمال والجنوب باختلاف تكلفة اليد العاملة المنتجة لها أيضا، لكنها رغم اختلافها هذا يتوحد سعرها في التسويق كبضاعة جاهزة للإستهلاك، وهذا وجه الحقيقة الأولي: تتوحد الرأسمالية على سعر التسويق لأنها المستفيدة في الأخير، وتتوزع قيم العمل المنتج وفق الخصوصيات المحلية التي هي بدورها واقع تفرضه علاقة توزيع العمل من قبل الدول الرأسمالية، هكذا تتمشكل الأنا الرأسمالية، وهكذا يتوزع التعاطي النقابي أو المدني معها(1)، جمعيات المستهلكين مثلا في أوربا( وهذا من صميم تجربتي النقابية معهم) مهتمون اكثر بالوضع العمالي في أوربا أكثر مما يهمهم وضع العمال في الجنوب(2)، لكن المعضلة الأساسية هي أيضا هذا التعاطي النقابي الجنوبي السجين لخصوصية الجنوب أيضا بحيث لا يتجاوزها، في الجنوب يطرح مشكل غلاء المعيشة كما لو كان قدرا غيبيا أيضا، وليس هو قدر هذه العملية التفاوتية في قيمة العمل، فإذا كان عند ماركس هو قيمة الزمن المستخلص في الإنتاج او هو القيمة الحرارية المستنفذة في منتوج ما حسب التقييمات الجديدة كما رأيناها في أطروحة الأستاذ الزميل وليد مهدي فهي في الجنوب خاضعة لمقياس الخصوصية العجيبة والوضع التشريعي للعمل في كل بلد والذي هو وضع خاص لعملية توزيع العمل الرأسمالي بشكل عام. والنتيجة المنطقية، من خلال الوفاء لهذه الخصوصية الغيبية سواء في الجنوب أو في الشمال سجن الافق النضالي للنقابات وفق طرح برنشتاين في إطار الدولة القومية، وتقزم العمل النضالي العمالي التنسيقي وفق الخصوصيات القومية والإقليمية(3).
تتفتح كثيرا أشكال التنسيق النضالي بين النقابات بشرط ان تساق في إطارها الكوني العام تجاوزا للخصوصيات المحلية، فالسلع التي هي قيم العمل تتوحد أسعارها بشكل ملفت وتتقارب قيمتها بشكل يستفيد منها فقط الرأسماليون بينما تتوزع قيمها النفعية بشكل مختلف حسب اختلاف القوة الشرائية الخاضعة لمنطق الخصوصية المحلية، وبما أن وضع النقابات في الشمال مريح للغاية بفضل التحكم الرأسمالي في عملية الإنتاج الكونية من حيث تتدفق فوائدها على الشمال المتخصص في عملية التوزيع والتسويق (حيث انتعاش الخدمات وانتعاش العمل الخيري الإجتماعي بما يضمن السلم الإجتماعي) فإن المنتجون الحقيقيون للثروة الذين في جزء كبير منهم هم عمال الجنوب وفي سياق مأسسة العمل النقابي واحتوائه من طرف الدولة، وفي سياق ملحمة التعاون التي بشرت بها اشتراكية برنشتاين هم سجيني تشريعات تمأسس الخضوع الشامل للقوى الرأسمالية، وتقزم تاليا أفق النضالات السياسية والنقابية في الجنوب كما هي أصلا مدجنة في الشمال، فالمطلوب جنوبيا هو تحرير العمل النقابي او السياسي بشكل عام من العلاقة التي تمأسس خضوعه، أي جرأة أكثر في التحريض على الممارسة النضالية من خلال أولا تحرر العمل النقابي من تعفنه البروقراطي، ثم ثانيا فضح آليات التسويق من خلال تعرية سياق هيمنة السوق الحرة، التي هي تدخل ضمن العلاقة الكولونيالية، والتحرر من عقدة التفوق الرأسمالية من خلال عولمة النضالات، ومن خلال عملية استفزاز حقيقية للأوضاع السياسية في الشمال بخلخلة ميكانيزم توزيع العمل عالميا، وهذا يتطلب تنسيقا عالميا بين مختلف الفعاليات النضالية في العالم وليس فقط على الصعيد التكتلات الإقليمية والجهوية، بمعنى أنه يفترض أن نرى دينامية متصاعدة في النضال الجنوبي بسبب الأوضاع المزرية اكثر من دينامية الشمال المريح نسبيا بسبب تدفق فائض الثروة العالمية إلى مركزهم. وهذا بالتحديد ما نراه من خلال الحراك الشعبي في العالم العربي، هذا الحراك المنفلت عمليا من أية عملية احتواء سياسي أو نقابي بشكل وضع المجتمع السياسي والمجتمع النقابي ومعه المجتمع المدني في موضع الشبهة، فالأوضاع التي تعيشها الطبقات الفقيرة بشكل عام، لم تعد تحتمل هذا الذي يسمى الحوار الإجتماعي المؤدي دائما إلى تقطير بعض المكاسب او انعدام حتى هذه القطيرات نفسها، بمعنى أن الحوار الإجتماعي في الجنوب هو حوار محصور في سقف الخصوصية الإقتصادية للدولة، فهي دولة فقيرة بفقر كل معطياتها الرقمية التي تضعها في طاولة المفاوضات، والمفروضة عليها بسبب علاقتها التبعية، والمحاورون الإجتماعيون الأساسيون متفهمون أيضا في ضوء هذه الأرقام، فالدولة تحاور من منطلق علاقتها التبعية للسوق الدولية كما لو كانت قدرا لا يتغير والمفاوضون أيضا يتحاورون من موقع الإقرار بخصوصية الدولة التبعية، لقد تحررت السوق الدولية من الحدود التي تعيق تمددها، لكن تحررها كان على حساب غزو الإقتصادات الإقليمية والمحلية. لقد رأينا أن السلع بالفعل تتقارب أسعارها بين الشمال والجنوب وهو ما يفاقم الأوضاع في الجنوب امام جمود الأجور ومستويات الدخل المتدنية لدى الطبقة المأجورة، وانعدام الدخل بالنسبة لشريحة كبيرة من المجتمعات الجنوبية.

(1)لا أستثني النقابي في التعاطي بقدر ما أفرض الوجه الأخر للعملية التفاعلية بين العامل والمستهلك، نفس التعاطي النقابي يستلزم نفس التعاطي مع المنتوجات بالنسبة لجمعيات المستهلكين في اوربا، تتعامل مع الجنوب بمنطق الأنا المتفوقة،وتستحضر هذه الخصوصية الإقتصادية للشمال كما لوكانت قدرا غيبيا ليس للجنوب فيها دورا أساسيا في انتاج السلع هذه
(2)في الأيام الأخيرة بدأت بعض النقابات الفلاحية في اوربا مهتمة بدراسة الوضع البنيوي للفلاحة الصناعية في المغرب وربما هذا مؤشر حيوي لممارسة مزيد من الضغط على الباطرونا لتحسين وضع العمال الزراعيين مع أن العملية هي في نفس الوقت هي تقييم معطيات تكلفة الإنتاج ومقارنتها بالأوربية في أفق تحديد التعويض الملائم لضرر المزارعين الأوربيين من جراء منتوجات الجنوب
(3)في الإجتماعات التنسيقية النقابية التي تجمع نقابات من مختلف الدول الأوربية بالدول المغاربية غالبا ما تحول الخصوصية النقابية لهذه الدول الجنوبية دون المضي في خطوات تنسيقية مهمة في قطاعات معينة بدعوى انتظار موافقة المركزيات البيروقراطية المتعفنة



#عذري_مازغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المغرب والجزائر وذاكرة فقر
- ثوار ليبيا: ثوار أم تتار؟
- حول ثقافة المسخ 2
- حول ثقافة المسخ
- لعنة الذكريات
- ذرائع قديمة،أو ثورة الملائكة
- آسفي: كارثة تشيرنوبيل بالمغرب
- أرض الله ضيقة
- إذا كنت في المغرب فلا تستغرب
- المغرب وسياسة تدبير الملهاة
- ليبيا وثورة التراويح: بالأحضان أيتها الإمبريالية المجيدة
- يوميات مغارة الموت (4): تحية لروح الشهيد أوجديد قسو
- 20 فبراير هي الضمير الوطني لجميع المغاربة
- القديس آمو
- الماركسية في تفكيك أمير الغندور، الغندور منتحلا شخثص الفاهم ...
- الماركسية في تفكيك امير الغندور: عودة إلى القياس الفقهي
- الماركسية في تفكيك الأستاذ أمير الغندور: في غياب السؤال المع ...
- الماركسية في تفكيك ألأستاذ امير الغندور: النزعة التلفيقية
- الماركسية في فقه الأستاذ أمير الغندور
- من حكايا العبور: سعيد الميركرودي


المزيد.....




- استقالة متحدثة العربية بالخارجية الأميركية احتجاجا على سياسة ...
- يدين اتحاد النقابات العالمي بحزم الحكم على الرفيق جان بول دي ...
- The WFTU strongly condemns the conviction of comrade of Jean ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- النسخة الألكترونية من العدد 1794 من جريدة الشعب ليوم الخميس ...
- الطلاب المؤيدون للفلسطينيين يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومب ...
- لو الفلوس مش بتكمل معاك اعرف موعد زيادة المرتبات الجديدة 202 ...
- المكتب الإقليمي للجامعة الوطنية للصحة ببني ملال يندد بالتجاو ...
- استقالة المتحدثة الناطقة بالعربية في الخارجية الأمريكية احتج ...
- استقالة متحدثة من الخارجية الأميركية احتجاجا على حرب غزة


المزيد.....

- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ
- نهاية الطبقة العاملة؟ / دلير زنكنة
- الكلمة الافتتاحية للأمين العام للاتحاد الدولي للنقابات جورج ... / جورج مافريكوس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - عذري مازغ - العمل النقابي ودور التنسيق