ثورات العرب ... بين الشك واليقين

سلام الاعرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3528 - 2011 / 10 / 27 - 20:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ثورات العرب ... بين الشك واليقين
اشارة : ثمة هوة سحيقة جدا بين مقولتين ( انا اشك اذا انا دبوس ) و ( انا اشك اذا انا موجود ) , هي ذات الهوة الفاصلة بين ايما ( حشاش ) والفيلسوف العظيم ( ديكارت ) .
تقدمة : قديما قال العرب ان سؤ الظن من حسن الفطن , ذلك ان الشك بتقديري احد اهم الاآليات التي يمكن ان نقتحم بها الثوابت من اعراف وتقاليد وحقائق مادية وروحانية على حد سواء , بمفهوم آخر ان ممارسة الشك تخلع عن الاشياء قدسيتها وتؤسس لعوالم اكثر تطورا وتقدما وحداثوية , وتاريخ البشرية يحفل بالعشرات من التساؤلات – الشكوك – التي قادت الى تحولات عظيمة . وتاسيسا على ما تقدم ساحاول طرح بعض التساؤلات او الشكوك ذات الصلة بربيع الثورات العربية .
تساؤلات : لمصلحة من تقدم امارة قطر كل هذا الدعم اللوجستي لثوار ليبيا حيث يؤكد رئيس اركانها ( اللواء الركن حمد بن على العطية ) ان مئات الجنود القطريين كانو شاركو في المعارك الدائرة بين الثوار من جهة وكتائب القذافي من جهة اخرى , ويحدد مهماتهم بحلقة الوصل بين قوات ( الناتو ) والثوار , كذلك توجيه حركة الثوار وتنميت قدراتهم القتالية ؟ لو ان الفعل القطري يتنافى والمصالح الامريكية في المنطقة ؟ لكانت ردت الفعل الامريكية فورية وقاسية جدا على الامارة طالما ان الامارة تتوفر على اكبر قاعدة عسكرية امريكية متمثلة في قاعدة ( السيلية ) . ولو ان الفعل القطري وقع بدوافع الاحساس و الشعور بالمسؤلية تجاه الشعب العربي الليبي الذي كان يتعرض لأبادة جماعية قل نظيرها في التاريخ الحديث والمعاصر , اعتقد ان الاحساس بالمسؤلية وطفح الدوافع الانسانية الاميرية كان يجب ان تتوفر عليه قطر تجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض بين الحين والآخر لابادة جماعية منظمة من العصابات الصهيونية وكان من اضعف الايمان ان تقوم بغلق السفارة الاسرائيلية في دوحة قطر!! ؟ المهم .......
تفيد العديد من التقارير الاخبارية ان القوات الخاصة البريطانية والمدعومة من مخابراتها كانت تتواجد على الحدود الشرقية الليبية وان صدقت او صحت تلك التقارير الا يحق لنا القول : ماذا تفعل تلك القوات هناك ؟ وهل صحيح ان عبدالحكيم الحصادي احد القيادات الثورية في ليبيا يرتبط بصلات وثيقة مع تنظيم القاعدة الارهابي ؟ جدير بالذكر ان الحصادي كان مقاتلا قاعديا صلبا وقياديا في افغانستان اعتقل ابان الحرب على افغانستان وغيب في دوائر المخابرات الباكستانية والامريكية واطلق فيما بعد , ويعد تواجده في مدينة ( درنة ) شرقي ليبيا والقريبة من تواجد القوات الخاصة البريطانية امرا مثيرا للريبة !!! لماذا ؟ ذلك ان ثمة تعاونا اكيدا بين وكالة المخابرات الامريكية والبريطانية والموساد الاسرائيلي من جهة والقاعدة من جهة اخرى , وهذا ما تؤكده تصريحات مستشار الامن القومي الامريكي الاسبق (برجنسكي ) ان ايجاد القاعدة في افغانستان يعني فيتنام جديدة للسوفيت . اما دور القاعدة في الحرب على صربيا فهو الآخر غير خافي حيث كان الممهد لتدخل الناتو وبذات الدوافع المعلنة اعلاميا.
برنارد هنري ليفي السؤال الاكبر !! : يهودي من اصول فرنسية , يتمتع بمكانة خاصة في دوائر القرار الفرنسي ! في مؤتمره الصحافي الاخير , الذي بثته احد القنوات الفضائية الاسرائيلية وكانت تشاركه وزير الخارجية الاسرائيلية السابق ( ليفي سفني - العزيزة على قلب امير قطر جدا – ) قال : ( اذا طردنا القذافي من ليبيا سيعلم الاسد انه التالي على قائمتنا ) ! . ولكن لماذا لايقول انه التالي على القائمة مثلا !؟ جدير بالذكر ان ليفي هذا عنصريا متطرفا , اينما تواجد فثمة المزيد من الحروب والحرائق , شوهد مباركا للحرب في البوسنة والهيرسك وجنوب السودان وشوهد يوزع الطعام في ميدان التحرير بمصر قبل ان يرشح وائل غنيم لجائزة دولية , كما شوهد يراجع الخرائط العسكرية والخطط الحربية لثوار ليبيا , والانكى من كل ذلك شوهد في الخطوط الامامية من جبهات القتال في صحاري ليبيا , فان لم يكن في رحلة لصيد الخنازير ترى ماذا كان يفعل ؟
وقفة : تعرف الامور في نتائجها ! من يظن ان هيمنة الاسلامين على السلطة ربيعا عربيا زاهر ظن وهما . بالمناسبة لماذا لاينتخي الناتو واوباما للشعب الكوردي الذي يذبح يوميا باسلحة الناتو ؟ اسقطنا الطغات وحذار ... حذار من انتاج طغات جدد مهما تعددت او اختلفت النوايا والدوافع

#سلام_الاعرجي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل