أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - خط رجعة














المزيد.....

خط رجعة


عبدالناصرجبارالناصري

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 21:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


خط رجعة

يقال أن الأمثال تضرب ولاتقاس ولكن كلما مر الزمن يثبت بأن للأمثال دور واضح في بناء هيكلية الأنسان ونمو شخصيته فمن لايؤمن بالأمثال اليوم قد يأتي اليوم الذي يضطر فيه الى الأيمان بالأمثال وألا تكون هذه الأمثال مضروبة علية ويكون هذا الأنسان من النادمين لعدم أيمانه بالأمثال وعدم ألتزامه بها

يستوقفني دائماً حديث آباءنا وهم يناقشون قضية العراق وقضية صدام حسين فعندما يتناقشون بهذا الموضوع يستذكرون هذا المثل الشعبي كدليل لأدانة صدام حسين وكأن هذا المثل بمثابة وثيقة أدانة فهم يقولون أن صدام حسين لم يترك له " خط رجعة " وهم يختصرون في هذا المثل الكثير من الكلمات التي عندما تجمع تصبح كتابا يتألف من مئات الصفحات

وبالفعل أن صام حسين لم يترك له خط رجعة لأنه لم يفكر في يوم من الأيام أن يكون مصيره الأعدام أو أن يلقى عليه القبض ولم يكن يتصور أن هنالك من يقف بوجهه ليحاكمه على ماأقترفه من جرم بحق الشعب العراقي ولذلك سارع صدام حسين الى الأختباء في حفرته الشهيرة لأنه أستذكر بأن ليس لديه خط رجعة لكي يقف معه الشعب العراقي ويحميه من ماهو عليه

وهذه هي مشكلة الطغاة جميعاً لأنهم يرون في أنفسهم كل شيء ولذلك لم يكتفي الطغاة بتسلطهم على شعوبهم فقط بل نرى ان الطغاة يطمحون الى قيادة الأمم وقيادة العالم فصدام حسين لم يكفيه ماعمله بالعراقيين بل كان يطمح الى أن يكون زعيم الأمة العربية الأوحد ولذلك نراه يدافع عن عروبة فلسطين ويطلق الخطابات الرنانة في قضية فلسطين ورأينا كيف حاول صدام حسين أن يمحي الكويت من الوجود ويمحي الخليج بأكمله لكي يصبح قائدا عليه ولذلك كان طموحة بقيادة الأمة جعل منه رجل حروب فاشلة لأن القيادة لاتنصب بالقوة بل يفترض بأن يكون القائد شرعيا وشرعية القائد تكمن في أختيار شعبه له

وها هو معمر القذافي يلاقي نفس مصير صدام حسين لأنه هو الآخر لم يترك له خط رجعة لكي تنقذه من مأزقه الذي تعرض أليه , فلو كان معر القذافي وصدام حسين لديهم خط رجعة لما تعرضوا الى ماتعرضوا اليه ولو كان طموحهم بالحد المقبول لما كان مصيرهم هكذا

فطموح صدام حسين في قيادة الأمة العربية وكان هذا الطموح على حساب قتل الشعب العراقي وتجويعه أدى به الى المشنقة ولكن معمر القذافي لم يعي ماتعرض له زميله بل ذهب القذافي الى أبعد من ذلك فالقذافي كان يطمح الى قيادة الأمة العربية والأفريقية وبالتأكيد على حساب الشعب الليبي

مشكلة الأنسان تكمن في نسيان مستقبله فهؤلاء الطغاة لم يكن في حساباتهم شيء أسمه مستقبل بل كانوا يتصورون رغم أنتهاكاتهم الخطيرة بأن التأريخ سوف يخلدهم وسوف ينصفهم فبأس هذا التأريخ الذي يخلد القتلة والطغاة , فكم نحن كضحايا سعداء بهذه اللحظات التأريخية التي تجعلنا نرى من قتلونا وعذبونا بهذه المناظر
أنها لحظات لقانون العدالة الألهية أنها لحظات أتت لكي تنصف الضحايا وتنصف هذه الشعوب التي أبتليت بمثل هؤلاء الجبناء الذين عبروا عن جبنهم وهم على كراسي الحكم عن طريق قتلهم لشعوبهم لأن من يقتل شعبه فهو جبان وعبروا عن جبنهم وهم خاج كراسيهم لأنهم أختفوا بحفر

ولذلك نوجه خطابنا هذا الى حكامنا الجدد وننصحهم بأن تكون لديهم خط رجعة لصالح شعوبهم لأن الحكم الأول والأخير يعود الى الشعب ونحن نمر في مرحلة الربيع العربي والذي يكون ربيع د ائم ولم ينتهي وسوف يمتد الى عقود من الزمن لأن العرب يبدوا بأن لديهم أنفاس طويلة جدا فمثلما صبر العرب على الطغاة والدكتاتورية لمدة عقو د من الزمن فهذه المرة سوف تكون لديهم عقود من الزمن في الربيع العربي وأعتقد أن كل من يريد أن يجتث هذا الربيع أو يصوره على أنه خريف عربي فهو واهم أولا وأحد الذين لاتكون لديهم خط رجعة ثانيا .



#عبدالناصرجبارالناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حي على خير العطف
- عزيز الحاج يعيد رونق قناة العراقية
- المالكي وأذلال ذوي الشهداء
- شكراً للمالكي ومبروك للبعث - العراق أسوأ البلدان سمعة -
- سؤال بسيط جداً من هو عدونا ؟
- الأسرائيون الجدد
- أدفع بالتي هي أگشر
- أسباب كره الشعب للأحزاب السياسية
- فجرنفسك أنت عراقي
- تفجيرات رياضية
- هذا مايقوله صالح المطلك قبل الأنتخابات القادمة
- البغدادية وتعليم الشعب أساليب القتل
- لانجاح ولاأمل في أي ثورة تغيير داخل العراق
- الأستقالة من حكومة المالكي هي الأنتهازية بعينها
- نوري المالكي مسؤول عن قتل اللامي
- محمد شياع السوداني أول وزير يهتم بالمظلومين
- مانحبه ومانبغضه في الساسة الأكراد
- أكتب هذا التعهد الخطي , ستصبح وزيراً للأمن
- هذاهوالبعث وهذه هي أخلاق أنصاره
- الأسلامويون بين العشق الممنوع ورأس غليص


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالناصرجبارالناصري - خط رجعة