أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حسن - مصائب الكاتب ---- محنة الابداع














المزيد.....

مصائب الكاتب ---- محنة الابداع


عباس داخل حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 09:38
المحور: الادب والفن
    



في الشرق الاوسط عموما يعاني الكاتب او المثقف بشكل عام الامرين كمواطن وككاتب ومثقف بضاعته الاولى والاخيرة الكتاب ، والقراءة والتجربة هي ادواته الابداعية لانتاج فكر اونص جمالي ومعرفي وبما ان الكتاب سلعة اومنتج يدخل قوانين السوق ضمن العرض والطلب والترويج الدعائي للكتاب ضمن ضوابط حقوق الملكية والربح والخسارة للمنتج الابداعي الا ان ما يحصل في المشرق العربي وبلدان العالم الثالث عملية قائمة على طرف واحد في الحقوق هو الناشر الذي غالبا ماياخذ تكاليف الكتاب مسبقا ولم يلزم نفسه في التوزيع او الترويج في ظل عدم فاعلية دور التوزيع ، ويحصل الكاتب على بضع نســــــــخ من كتابه كمكافاة لعمله تركن على الرفوف اوتوزع على الاصدقاء مجانا وذهب جهد الكاتب ومعاناته ادراج الريح ، وفي شهادة للروائي العالمي (غابريل غارسيا ماركيز) يسترجع فيها محنته في الكتابة وهي تاملات ذاتية تحت عنوان( مصائب مؤلف كتاب) حيث وصف مهنة تاليف الكتب انتحارية ، اذ ما من مهنة غيرها تتطلب قدرا كبيرا من الوقت وقدرا كبيرا من العمل وقدرا كبيرا من التفاني مقارنة بفوائدها الانية . انني اعتقد عددا كبيرا من القراء لايسالون انفسهم بعد الانتهاء من قراءة كتاب ما . عن عدد الساعات المؤلمة والبلايا المنزلية التي كلفت المئتا صفحة المؤلف ، او ما هو المبلغ الذي حصل عليه لقاء عمله؟ *
وابعد من ذلك ذهب الروائي المكسيكي خوان رولفو الذي يعتبر الاب الروحي للواقعية السحرية رغم قلة انتاجه في ادب امريكا الاتينية ان الكتابة تصبح احيانا ليست ذي جدوى بسبب مايتقاضاه الكاتب من مردود يستحق كل هذا العناء والمخاض والارق والالم والمعاناة فقضى طيلة حياته يعمل متنقلا في شركة لبيع الاطارات وفي مشاريع الري ودائرة الهجرة للسكان المحليين مما يجزم الكثير من النقاد انه لم يتسنى له ان يكتب المزيد من روائعه ومع هذا نال الجائزة الكبرى للادب المكسيكي وجائزة استورياس الاسبانية لماقدمه من ارث للادب اللاتينو امريكي وما دفع الشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف الذي ملأت شهرته الافاق ( بعد ان وجد نفسه ، كما الأدب بصورة عامة ، على قارعة الطريق ، من دون هبات و جوائز ، براتب تقاعدي تافه . لهذا بالضبط انزوى و انطوى إلى نفسه . و لكنه مع ذلك كان يدافع بغيرة عن حقوق الكتّاب و الأدباء . فقد كان على الدوام يعتبر أن الكتابة - هي علـَمُ الأمة و أن السلطة التي تتجاهل ذلك مصيرها الزوال)
**من خلال ماتقدم نكتشف كم هي عسيرة وشاقة العملية الابداعية في ظل مجتمعات تتفشى بها الامية او لاتمتلك ثقافة واحترام الكتاب ان جاز اقول ،ان القراءة بصفتها الخبز الروحي للمعرفة والعقول واهم مجسات التذوق الجمالي والخيالي وفي ظل الانظمة التسلطية ستكون النتجية اكثر كارثية والمشهد احلك سوداوية وهذا ماهو حاصل في المشرق العربي بوضوح والحال افضل بكثير في المغرب العربي وان لم يكن سويا على الاطلاق وقد حظي بعض كتاب المغرب العربي بترجمات لاعمالهم وفرت لهم شيء من الحقوق للاستمرار بشكل مريح لمتابعة منجزهم الثقافي والابداعي بيسر نوعا ما وهذا ينطبق بصورة اكثر جلاء على كتاب امريكا الاتينية التي انجبت عظماء الادب الروائي والقصصي وترجمت اعمالهم لعدة لغات في العالم وتوالت طبعاتها مما وفر لهم عدد هائل من القراء في ارض المعمورة ، وهذه الاعمال تستحق الانحناء لها كتجارب ابداعية اثرت الانسانية. قد قامت تلك الاعمال الكبيرة والعظيمة بتعرية الانظمة الاستبدادية وكشفت عوالم لم يكن بالامكان فضحها لولا تلك الاعمال الروائية الخالدة التي خلدت حركة وصيرورة مجتمعات امريكا الاتينية بقضها وقضيضها عبر الازمنة والاحداث الواقعية والتاريخية والمتخيلة .ان الامر يبدو غاية التناقض والسخرية حينما نسمع ان عمل لكاتب اوشاعر صاحب تجربة متفردة يطبع له خمسمائة نسخة فقط وكحد اعلى ثلاثة الاف نسخة غير مدفوعة الحقوق لصاحبها او للورثه ، ومجرد موت الكاتب تصبح اعماله ملك مشاع للاستنساخ والتشويه مليئة بالاخطاء المطبعية ومشوهة دون ادنى شعور بالمسؤلية الاخلاقية او القانونية والامثلة كثيرة جدا اننا نجد انفسنا امام محنة ومصيبة حقيقة تحيط بالمبدع والكتاب متعددة الاسباب ومن اهمها واشدها خطورة هو غياب التشريعات وحقوق الملكية الفكرية .ان مايحصل من ترويج لموت الكتاب بسبب الانترنيت محض افتراء يسوقه بعض المتزلفين والمبررين لثقافة الاستهلاك دون ان يساهموا بدفع عجلة التعليم والمعرفة الى فضاءات اوسع وارحب في تحديث وسائل المعرفة والابداع واهم وسائلها واقدمها وامتعها على الاطلاق هو الكتاب الذي خدمته الثورة الرقمية في تطويره باشكال متعددة الوسائل والدليل القاطع لما يحصل من رواج منقطع النظير في مبيعات الكتاب بكل انواعه ترجمة وتاليف في امريكا واوربا واستراليا وصلت الى ارقام مليونية حتى المذكرات لبعض الساسة والشخصيات العامة ويعد الكتاب الان في اوربا وامريكا والدول التي تريد الحاق بالعالم المتحضر من اهم مصادر التعليم والمعرفة اضافة الى المتعة ، وانتشار المكتبات العامة بشكل واسع جدا واستقطاب القراء بمختلف الاعمار والمستويات دليل على ذلك ، اضافة الى معارض الكتاب الهائلة بلكم والمضمون.
وختاما نستعير قول الشاعر حمزاتوف الكتابة علم الامة والسلطة التي تتجاهل ذلك قد تجني على نفسها وعلى الامة بالخراب والزوال ولاسبيل غير المعرفة نحن نحتـــــاج الى ثورة حقيقة في المساهمة في الانتاج المعرفي والثقافي لاتتحقق الا بدور فاعل لكتاب ومبدعي الامة واعادة الاعتبار لهم كقادة تنورين وحداثين للنهــــــوض بمجتمعات اكلت نفسها بسبب الاستهلاك والامية في كل المجالات.


هوامش
* غابريل غارسيا ماركيز- حياة- تاليف جيرالد مارتن ترجمة الباحث العراقي محمد درويش
** اخر فرسان العصرالشاعر الداغستاني رسول حمزاتوف - ابراهيم استنبولي - الحوار المتمدن



عباس داخل حسن

[email protected]



#عباس_داخل_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلسم اتفاقية أربيل
- برلماننا البيزنطي
- متى نصير اوادم ؟؟؟
- المشهد الاعلامي العراقي
- ايمي وليست نوبل
- الفساد في العراق والزوابع السياسية
- تصبيرة بالديمقراطية
- حبوب منع الكذب
- خيانة افتراضية قصة قصيرة
- خطى فراشة
- سيرة الرئيس زرافة
- ارهاصات هندسية قصص قصيرة جدا
- العراقييون في الامتحان
- عدمية الحكومة العراقية ... وحتمية التغير
- بربوكاندا عراقية
- إقرأوها بسلام آمنيين
- مصر يامه يابهيه
- البكباشى والشعب المصري
- شر البلية مايفتك
- مصر ..اوهام العودة للوراء


المزيد.....




- مصر.. الفنان محمد عادل إمام يعلق على قرار إعادة عرض فيلم - ...
- أولاد رزق 3.. قائمة أفلام عيد الأضحى المبارك 2024 و نجاح فيل ...
- مصر.. ما حقيقة إصابة الفنان القدير لطفي لبيب بشلل نصفي؟
- دور السينما بمصر والخليج تُعيد عرض فيلم -زهايمر- احتفالا بمي ...
- بعد فوزه بالأوسكار عن -الكتاب الأخضر-.. فاريلي يعود للكوميدي ...
- رواية -أمي وأعرفها- لأحمد طملية.. صور بليغة من سرديات المخيم ...
- إلغاء مسرحية وجدي معوض في بيروت: اتهامات بالتطبيع تقصي عملا ...
- أفلام كرتون على مدار اليوم …. تردد قناة توم وجيري الجديد 202 ...
- الفيديو الإعلاني لجهاز -آي باد برو- اللوحي الجديد يثير سخط ا ...
- متحف -مسرح الدمى- في إسبانيا.. رحلة بطعم خاص عبر ثقافات العا ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عباس داخل حسن - مصائب الكاتب ---- محنة الابداع