أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - الربيع العربي.. خريف موعود














المزيد.....

الربيع العربي.. خريف موعود


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3521 - 2011 / 10 / 20 - 16:47
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


كتبت الصديقة الشاعرة والكاتبة الفلسطينية رولا سرحان ذات قصيدة تقول:
الرمادي ليس لوناً ونحبه
نختبئ خلفه
كلما عجزنا عن اللون الواحد..
اليوم ونحن نشهد تساقط بعض أوراق " الخريف العربي " المتخيل ربيعاً عربياً، لدى السواد الأعظم من الشعوب العربية المقهورة منذ عقود مضت، وهم تحت سياط الأنظمة الشمولية الاستبدادية، المتساقطة واحدة تلو الأخرى، ترى هل نحب نحن العرب اللون الرمادي، فقط كوننا عجزنا عن اللون الواحد، أم أنه ضعف عام في البصر والبصيرة معاً؟! وهل لنا أن نكرر ما اشرنا إليه من مخاوف، يوم بدأ هذا الحراك الشعبي الهادر الذي اجتاح المنطقة العربية من اقصاها إلى اقصاها؟ أم أننا سنجابه كما العادة بمن يقول: إن لأي ثورة ما يتلوها من تدعيات سلبية حتمية.
فابدو كما المهرج الحزين، السعيد، المجنون، وهو يكرر.. من لم يمت بيد النظم الشمولية، مات بيد ارهاصات الدونكيشوتية!.

إن ما شهده، ويشهده قلب العروبة النابض "مصر" إنما يضع اصبع الريبة والشك مرة أخرى على الجرح الواضح للبصر دون البصيرة، بين مزدوجي " إعادة صياغة المنطقة " بما يخدم الغرب الإمبريالي المتعاون كليا مع المحتل الصهيوني، الباحث عن مبررات إضافية لخلق واقع جديد يعيد تقسيم المنطقة، بما يوسع حدوده، ويدخله لاعباً اساسياً في شرق جديد.
ما يضع الأسئلة المشروعة مرة أخرى على طاولة البحث والتشريح، بعيداً عن عادتنا العربية المقيتة في تعليق كل سقوط هنا، أو عثرة هناك على شماعة المحتل فلسطينياً، والنظم الشمولية الاستبدادية عربياً.
علينا أن نعيد طرح الأسئلة مرة تلو الأخرى، وتحديداً ما يسلط الضوء بشكل لا لبس فيه، على سؤال هوية أو مرجعية الدولة العربية في بيت طاعة الثورات الجماهيرية.. هل هي هوية دينية، إسلامية كانت أم مسيحية؟؟ هل هي تعددية علمانية؟؟ أم أننا ذاهبون لا مفر إلى صياغة دويلات طائفية متناحرة، وبكل الحالات تعددت المذاهب والمستفيد واحد، هو دون شك الآخر النقيض " الصهيوامبريالي ".

لو دققنا النظر في تصريحات القيادة السنية الصاعدة في المنطقة وهي القيادة التركية بلا جدال، ستصيبنا سهام الطرح الاردوغاني في قاهرة المعز، حينما طالب المصريين بالذهاب نحو دولة ديمقراطية علمانية تعددية، ربما قصد بها دولة " الإسلام السياسي" المنفتح على العلمانية، القابل للآخر دون صراعات طائفية ولكن دون أن يصرح بكلمة " الإسلام السياسي " كي لا يثير مخاوف البعض في الداخل والخارج، علماً بأن التجربة التركية تعد تجربة ناجحة داخلياً وخارجياً، وربما تقصد نشوء دويلات عربية علمانية "متأسلمة" تدين بالولاء للامبراطورية التركية المتعافية عشية امتثال " الرجل المريض " بعد قرن كامل من التداوي، صيغت خلاله أشكالاً آخرى لامبراطوريات عصرية، باتت لا تعتمد في شكلها أو مضمونها الأساس على العوامل العسكرية كما كان سابقاً، وبكلا الحالتين هناك قواعد جماهيرية عريضة لا تمانع استلام تركيا قيادة المنطقة.
وفيما لو ذهبنا اقصى يمين المشهد، وايضا دققنا النظر في أسلوب تعاطي القيادة الشيعية في المنطقة وهي بلا ريب القيادة الإيرانية، لتلمسنا بلا أي عناء يذكر إعادة صياغة سياساتها وتحالفاتها، خاصة في إطار ما تشهده الساحة السورية الأقرب إليها، تزامناً مع ما تشهده المنطقة برمتها، ما قد يفقدها حليف هنا، ويكسبها حلفاء هناك، وأيضا في سياق " إعادة صياغة المنطقة " ولكن هذه المرة بما يعطيها دورها الريادي، ربما كاستحقاق بات لزاما على الغرب الامبريالي الإعتراف به، كشرط اساسي لتعاطي الدولة الإيرانية معه بوصفها، لاعباً أقليمياً اساسياً يملك الكثير من أوراق المنطقة وبمقومات الكبار.

ولو تفحصنا معاً سياسة الغرب بقيادة الإدارة الأمريكية، تجاه الحراك العربي الجماهيري، ضد حلفائها العرب من النظم الشمولية، جمهورية كانت أم ملكية، سنجد دلائل الحضور الفاعل ماثلة أمامنا، للفوز بما هو مجهول لدينا، معلوم لديهم من الاستحقاقات الزمكانية على القاعدة الانيشتانية، التي تشير إلى حق تيار الإسلامي السياسي في خوض تجربة الحكم، لاعتبارات عدة، أقلها أنه التيار الوحيد الذي لم يمارس السلطة عشية نيل دول الإقليم العربي استقلاله، وكأنها تقر بضرورة التعامل مع الآخر بأسلوب يتوافق وارشادات الشاعر الفرنسي فرانسيس بونج لكيفية تناول المَحَار وهو يقول:
المَحَار، بضخامة الحصاة المتوسطة، له مظهر خشن، ولون أقلّ توحّداً، يميل بتألق إلى البياض. إنّه يصر على أن يكون عالماً مغلقاً. ولكنْ يمكن فتحه. يجب أن نستخدم سكّيناً ليست حادة، وأنْ نعيد الكَرّة مرّات عدة، الأصابع الفضولية تجرح نفسها وتكسر أظافرها: إنّه عمل غير مُتقَن، فضربنا يترك على القشرة حلقات بيضاء كالهالات.
في الداخل، عالمٌ كامل، يؤكل ويُشرب. تحت قبة من عرق اللؤلؤ، انخساف السماء العليا فوق السفلية لا يشكّل سوى بِركةٍ، كيسٍ لزج وضارب إلى الخضرة، له مدٌّ وجزر للنظر والشم، مزيّن بشريط متساوٍ على الأطراف، نادراً ما تتقطر صيغةٌ من بلعومه الصَدَفي، وسرعان ما نتحلّى بها.

أخيراً يجب الاعتراف إن المشكلة الأكثر تعقيداً في كل هذا الطرح، إنما تكمن في ابقاء المنطقة برمتها تابعة لا دور ولا أهمية لها، على أقل تقدير لعقد أو عقدين من الزمن.
فهل علينا بعد كل هذه القراءات المستفيضة، وكل هذه الدماء المراقة على درب الحرية سواء ضد المحتل أو الديكتاتور، أن نقف موقف حواة الموالد، فقط نخرج من أفواهنا ما لم يصل حلوقنا؟! فنضع مصيرنا دون أن ندري رهن لعبة التوازنات السياسية الإقليمية؟!أم علينا العمل سوياً للحفاظ على المكتسبات الزمكانية، كي لا يصبح الربيع العربي، خريف موعود.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة النص، نص
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل


المزيد.....




- استطلاع يظهر معارضة إسرائيليين لتوجيه ضربة انتقامية ضد إيران ...
- اكتشاف سبب غير متوقع وراء رمشنا كثيرا
- -القيثاريات- ترسل وابلا من الكرات النارية إلى سمائنا مع بداي ...
- اكتشاف -مفتاح محتمل- لإيجاد حياة خارج الأرض
- هل يوجد ارتباط بين الدورة الشهرية والقمر؟
- الرئيس الأمريكي يدعو إلى دراسة زيادة الرسوم الجمركية على الص ...
- بتهمة التشهير.. السجن 6 أشهر لصحفي في تونس
- لماذا أعلنت قطر إعادة -تقييم- وساطتها بين إسرائيل وحماس؟
- ماسك: كان من السهل التنبؤ بهزيمة أوكرانيا
- وسائل إعلام: إسرائيل كانت تدرس شن هجوم واسع على إيران يوم ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أحمد زكارنه - الربيع العربي.. خريف موعود