أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم














المزيد.....

ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3009 - 2010 / 5 / 19 - 14:14
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن كان من غير المنطقي اطلاق وصف " الهرطقة " على أصاحب القضايا الجدالية، كونها تطلق على من يستخدمها من قاعدة فئوية منتمية إلى جماعة ما اتفقت فيما بينها مسبقا على ما هو " أورثوذكسي " أي إصلاحي صحيح وملتزم، فكيف لنا أن نُعرف من يستخدم الهرطقة اسلوباً لممارسة العمل السياسي وهو الآتي من خلفية يسارية . ومن المعروف أن هناك ثمة علاقة بنيوية وفعلية بين الماسونية وبعض تيارات اليسار في العالم الإسلامي.

لعل من أبلغ المفارقات العجيبة، هي تلك السلسة من المقالات المتتالية التي وصلتني للكاتب اليساري الخلفية الدكتور عبد الستار قاسم، حول تلك الماسونية، التي يؤكد الكاتب أنها باتت تغزو فلسطين صابغاً الأمر في إطار هالة إعلامية تضع أمام القارئ العديد من علامات الاستفهام من الحجم العائلي، حول الهدف المرجو من هكذا خطاب انفعالي إنما يشير بوضوح إلى ثمة إشكال خاص في العلاقة بين الكاتب والنظام السياسي الفلسطيني القائم من جهة، وبين الكاتب والدكتور سلام فياض بشكل خاص من جهة أخرى، وهو بالتأكيد إشكال لا علاقة له بما يحاول الكاتب سرده في تلك المقالات وشد انتباه القارئ إليه.

الإشكال الحقيقي هنا يكمن في محاولة تطويع الأمر العام المشترك، لصالح قضايا خاصة عبر توريط المشهد في هذيان على شاكلة " ركوب الدكتور فياض لقيادة الشعب الفلسطيني من أعلى، وجدالية ركوب السيارة أو القطار أو الدابة من أعلى أم من أسفل، كمن يفسر الماء بعد الجهد بالماء، حيث تم الركوب سواء أكان من أعلى أم من أسفل، علماً بأن في الأمر وجهات نظر بعضها يؤكد وبذات المنطق أن الركوب من أعلى هو الركوب الأيسر والممكن في آن، حيث الأجدى والأنفع ألا نمارس رياضة كرة القدم بقوانيين كرة اليد.

وبالرغم من كوننا لم نتعود الخوض في النوايا إلا إذا كانت هذه النوايا إشارات مرورية على قارعة الطريق، حري بنا الوقوف أمام بعض النقاط بشكل سريع.
فبينما يوجه الكاتب القارئ نحو التشكيك في انتماء الدكتور سلام فياض بالقول نصاُ " أنا لست متأكداً من انتسابه للحركة الماسونية، لكنني على وعي بأن بيئته الاجتماعية في الأردن مصطبغة بالحركة الماسونية، وبيئته في فلسطين مصطبغة أيضاً، ولو جزئياً بالماسونية " هنا يقفز السؤال الأبرز ألم تؤثر بيئة الدكتور سلام خالد فياض خضر، على أفكار وانتماء الكاتب
" عبد الستار توفيق قاسم خضر " كون أرضية البيئة هنا إنما هي أرضية مشتركة غير مجتزئه، كون القاضي والمتهم في ذات القضية ابناء عم؟؟! أم ترى الكاتب يحاول اقناعنا أن بيئته الدراسية لعبت دوراً محورياً في انتمائه للماسونية، فإن كان الأمر كذلك فكيف تم استقطاب الدكتور سلام ولم يتم استقطاب الكاتب بالرغم من أن البيئة الدراسية مشتركة هي الأخرى، حيث حصل كلاهما على شهادة الدكتوراه من ذات البلد " امريكا " ؟! .

وكي نخرج من الإطار الخاص – الذي أجبرنا الكاتب على دخوله من خلال ما تقدم – إلى الأطار العام، جدير بنا أن نتوقف أمام علامات استفهام ذات دوائر أكثر اتساعا، ففي الوقت الذي يؤكد فيه الكاتب - الذي حصر المد الماسوني في فلسطين داخل الضفة الغربية دون سواها، وكأننا في حضرة كاتب اختزل كل فلسطين التاريخية فيما ملكت يد السلطة التي يناصبها العداء – هو ذاته يجزم أن المد الماسوني يلف كافة بقاع المنطقة العربية.

هنا يتساءل القارئ، هل يعد هذا الجزم اتهاما مباشراً للنظام العربي برمته بما فيه النظام القائم في غزة؟! أم أنه يرى المنطقة بعين واحدة لا تتيح مجال الرؤية من خلالها إلا بعض الأنظمة دون سواها؟! هل تدخل إيران بزعامة أحمدي نجاد ضمن حدود الرؤية المحسوسة للماسونية بوجهة نظر الكاتب أم تراها حكرا على جغرافيا العرب والاوربيين دون الفارسية؟! وبما أن الكاتب يجزم أن كافة النظم الحاكمة أو اغلبها إنما هي نظم ماسونية، فلماذا رشح نفسه لرئاسة السلطة الوطنية الفلسطينية؟! هل أراد أن ينتمى للماسونية وفشل أم أن التنظيم الماسوني هو نفسه من رفض انتمائه؟؟!. وإن كانت كل وسائل الإعلام العربية الناجحة هي إحدى أدوات الماسونية بحسب رؤية الكاتب، فهل تعد قناة الجزيرة التي كثيرا ما تستضيف الكاتب كمثال إحدى تلك الوسائل الماسونية أم تراها خارج الإطار باعتبار أنها من المواليين؟!.

الأسئلة كثيرة وكبيرة بحجم ذات الكم الهائل من المُسلمات والقطعيات التي ذكرها الكاتب حول تنظيم يقول الكاتب نفسه أنه غاية في السرية، دون أن يخبرنا كيف تواردت إليه كل هذه المعلومات طالما هو سري إلى هذا الحد؟؟!.


أخيرا وليس دفاعا عن الدكتور سلام ولكن إحقاقا للحق أردد ما قاله صديق : عندما تتم شخصنة القضايا تكبر المسافة بين الفهم والواقع المأمول، حيث أن الأمر ليس في كون المرء على خطأ أو على صواب، بقدر ما يكون مرتبطاً بكلمة حق يراد بها باطل.

وهنا أتذكر مقولة على ابن أبي طالب " رضى الله عنه ": لا خير في وعد إذا كان كاذباً، ولا خير في قول إذا لم يكن فعل "، وأضيف همسة لمن يهمه الأمر، إن الليل يمكن أن تبدده إضاءة شمعة، ولكن الحقيقة لا يمكن أن يخفيها ألف ليل وليل.

بقلم: أحمـد زكارنـة
كاتب وإعلامي فلسطيني



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير
- رقص على أوتار الجنون
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل
- إعدام فرعون على يد إمام الدم
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة
- المشهد النقابي ومدعو المسؤولية
- صفعة على وجه المحتل
- بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر


المزيد.....




- بالأرقام.. حصة كل دولة بحزمة المساعدات الأمريكية لإسرائيل وأ ...
- مصر تستعيد رأس تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني
- شابة تصادف -وحيد قرن البحر- شديد الندرة في المالديف
- -عقبة أمام حل الدولتين-.. بيلوسي تدعو نتنياهو للاستقالة
- من يقف وراء الاحتجاجات المناهضة لإسرائيل في الجامعات الأمريك ...
- فلسطينيون يستهدفون قوات إسرائيلية في نابلس وقلقيلية ومستوطنو ...
- نتيجة صواريخ -حزب الله-.. انقطاع التيار الكهربائي عن مستوطنت ...
- ماهي منظومة -إس – 500- التي أعلن وزير الدفاع الروسي عن دخوله ...
- مستشار أمريكي سابق: المساعدة الجديدة من واشنطن ستطيل أمد إرا ...
- حزب الله: -استهدفنا مستوطنة -شوميرا- بعشرات صواريخ ‌‏الكاتيو ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم