أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد زكارنه - ضد الثورة














المزيد.....

ضد الثورة


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 23:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حتما سأكون ومعي الآلاف من الحريصين على مصر الوطن وليس النظام، ضد الانتفاضة التي تشهدها اليوم فيما لو خرجت عن سياقها، لتتحول من كونها ثورة حق وحرية وعدالة إلى فوضى وغوغائية وانتهازية.
حتما سأكون ومعي ذات الفريق ضدها إن سمح شباب الأمل باختطافها لصالح احزاب ورموز حزبية لم تقدم لا لمصر ولا للوطن العربي، إلا الرقص على جثث الشهداء دون أي واعز من ضمير.
حتما سنكون ضدها إن ساهم القائمون عليها سواء بقصد أو بدون قصد في النيل من هيبة وعزة وكرامة مصر العروبة التي ستنهار عزتنا وكرامتنا وتداس هيبتنا، إن وضعنا ماضيها وحاضرها ومستقبلها على حافة الهاوية.
نعم ليس بعاقل من يحاول القول إنه ضد حق الشعوب المنتفضة بدوافع مشروعة تماماً لنيل حقها في التغيير والحرية وصولاً إلى العدالة الاجتماعية، وهي شعارات انتفاضة شعب مصر العظيم، الثائر على الظلم والطغيان الذي مورس عليه من قبل المتنفذين في الحزب الحاكم منذ زمن بعيد، ولكن مشكلة هذه الهبة الجماهيرية النبيلة بأهدافها واساليبها وأدواتها، إنما تكمن في كونها انتفاضة بلا قيادة معلومة يمكننا الوثوق أنها سترفع مطالب الشعب لصالح الوطن لا لصالح ارتباطات دولية أو مصالح حزبية ضيقة، مما يجعلها هدفاً مشروعاً لكل الطامعين من كل حدب وصوب، خاصة ونحن أمام انتفاضة كتبت بالخط العريض شهادة وفاة كافة الاحزاب السياسية الهلامية، قبل أن تخرج حزب النظام خارج نطاق الخدمة، لتؤكد مرة أخرى بشكل لا لبس فيه، أن الزمن الآتي، هو زمن الشعوب، دون أي فضل لأي ميديا مؤدلجة، ذات أجندات خاصة تنفذ أهدافاً ليست بريئة بأي حال من الأحوال.
إن قطار تغيير وجه الشرق وبأيادي الشرقيين قد انطلق فعلاً لا قولاً ولن يتوقف أو يتراجع، ومن يعتقد أن المشهد العربي قبل 25-1 هو ذاته بعد ذات التاريخ، كما قال عمرو موسى، فهو مخطئ، ولكننا وبنفس الآمال المنشودة لا نتمنى أن نخرج قطار التغيير من أطر نظم رجعية مترهلة، لندخله بملء إرادتنا لفضاءات واسعة من توثين وعبادة افكار فضفاضة، قد تقسم الشرق إلى شرقين، فنصبح أصحاب ذاكرة ضعيفة، لا تذكر أننا جميعا رأينا بأم أعيننا ان فساد الحياة السياسية في الوطن العربي، شمل كل الاحزاب التقليدية بلا استثناء وأضعف هياكلها وبرامجها وكوادرها، حتى نال من صدقية خطابها السياسي.
ولمن يجهل أو يتجاهل حقيقة هذه الوجوه التي تحاول جاهدة ركوب موجة الشعب، عليه أن يقوم بمراجعة سريعة للأحداث القريبة ومنها، جريمة تكميم الأفواه التي مارسها الحزب الحاكم بمشاركة بعض هذه الأحزاب، ضد أصوات وطنية مشهود لها، كان آخرها صوت الكاتب والصحفي « إبراهيم عيسى » رئيس تحرير جريدة الدستور المصرية، والذي اتهم فيها البدوي رئيس حزب الوفد الحالي، وقبلها كان صوت عمرو أديب وقضية قناة أوربيت الشهيرة.
ولمن يعتقد أن مصر الناصرية ستعود إلى ثوريتها عن طريق تغيير النظام لصالح آخرين يرفعون شعارات لا علاقة لها بواقعهم، عليه أن يرجع إلى التاريخ القريب جداً، ليرى من ساهم وطبق سياسة الغرب في المنطقة العربية، وهو يعمل في وكالة يدار فيها ولا يديرها، ليخرج منها بعد انتهاء مهمته الرئيسية، وعار المشاركة في القضاء على العراق نظاماً ودولة وحضارة، قد كتب في تاريخه المعروف سلفاً بعدائه الشديد للنهج الثوري بشكل عام والناصري بشكل خاص، وللزعيم جمال عبد الناصر نفسه، ليعود علينا محمد البرادعي محاولاً القفز على سدة حكم دولة من أعظم دول العالم تاريخاً وثقافة وشعباً.
ولو ذهبنا يمين المشهد بعيداً عن هذا وذاك، لرأينا حركة الأخوان المسلمين، وهي تطرح شعارات ديمقراطية براقة، كان أبرز منتقديها هو أحد أبرز قياداتها د. عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الارشاد حين قال في إحدى مقالاته نصاً: « إن جماعة لا تعرف الديمقراطية في حياتها الداخلية وفق لوائحها، عاجزة عن ضمان الديمقراطية خارجها ».
وإن وقفنا أمام العديد من الوجوه الحزبية الأخرى فحدث ولا حرج، خاصة بعد هذه الصحوة المفاجئة بعد حالة الموت السريري الذي دخلته بعض تلك الوجوه جماعة وأفراداً منذ أمد بعيد، تارة لاثبات أنهم لم يبرحوا سرير الطاعة والولاء للنظام على قاعدة كفى الله المؤمنين شر القتال، وأخرى كونهم لا يملكون مشروعاً سياسياً يمكن أن يطرح على طاولة الشعب الباحث عن حرية وعدالة يأمل أن تنهي حقبة من تزواج السلطة والثروة، فضلا عن الجهل والفساد والنهب والسرقة التي ضربت عميقاً في جذور المجتمع.
أخيراً وفي إطار هذه المعادلة حتماً سيقول الشعب كلمته آجلا أو عاجلا، إنه ليس مقبولاً بل لا يطاق أو يحتمل، أن يحفر شباب مصر الواعد في ذاكرة التاريخ، انتفاضة كرامة استطاعت أن تحرك المياه الراكدة ليس في مصر وحدها، وإنما في كامل المنطقة، ليقول ان شعب مصر عاد إلى الشارع السياسي ليس من الباب الذي خرج منه وإنما من الباب الأمامي، مؤكداً أنه قادر على إحداث التغيير المأمول في كل المنطقة من أقصاها إلى أقصاها، ليأتي في ليلة وضحاها فاسد أو جاهل أو ديكتاتور ليحصد ما زرعه المصريون مجبولاً بالدم، وكأن شيطان التفاصيل بعبقريته المعهودة يخرج لنا لسانه وهو يقلب السحر على الساحر، ليؤكد أننا تآمرنا دون أن ندري للنيل من مقدراتنا الوطنية، ما قد يحول الحق إلى باطل والثورة لصالح الوطن، إلى تدمير لهذا الوطن.
من هنا وكي يفهمنا الثائرون فهماً حقيقياً وواضحاً، نقول بشكل لا لبس فيه يجب أن تتعاملوا مع هذه اللحظة التاريخية في حياة مصر العروبة بقدر كبير من المسؤولية، تحفظ لهذه الثورة نبلها الذي روى أرض مصر بدماء الشهداء، كي يقف كل الشعب المصري والعربي إلى جانب الثورة وليس ضد الثورة.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير
- رقص على أوتار الجنون
- الإصلاح تلك الخطيئة التي لم تكتمل
- إعدام فرعون على يد إمام الدم
- البعد الرابع بين ضرورة التغيير وحتميته
- نحو سلطة رابعة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد زكارنه - ضد الثورة