أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ثورة النص، نص














المزيد.....

ثورة النص، نص


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 17:40
المحور: القضية الفلسطينية
    


يحكى أن إحدى الصحف الفرنسية في زمنٍ ماضٍ، كتبت حول قضية فسادٍ متهم فيها بعض أعضاء البلدية: إن نصف أعضاء بلدية باريس لصوص ، ما أثار حفيظة كافة العاملين في البلدية سواءٌ مَن هم متهمون أو من هم شرفاء، فخرجوا في مظاهراتٍ مطالبة الصحيفة بالاعتذار، وحينما ارتفعت وتيرة الضغط على إدارة الصحيفة قررت أن تنفذ مطالب أعضاء البلدية، فكتبت في اليوم التالي: إن نصف أعضاء بلدية باريس ليسوا لصوصاً .
ونحن إذ نقف اليوم على أبواب المحافل الدولية، لنطالب المجتمع الدولي، بإعلان موقفه الواضح والصريح اتجاه استحقاق ايلول، للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وقبول فلسطين عضواً فى الجمعية العامة للأمم المتحدة- خاصةً وأنّ هذا المجتمع الدولي بات أبرز الداعمين بل واللاعبين والراكبين على ما حدث ويحدث في المنطقة العربية على صعيد الحراك التحرري الذي تشهده- يتّخذ بعضُنا سياسة النصف موقف والنصف حقيقة، مبدأَ عملٍ لا يغنى ولا يسمن من جوع، وإنما قد ينتج أنصافَ الحلول وحسب.
هنا جديرٌ بنا الاعتراف أننا نواجه تحدياتٍ وصعوباتٍ جمةً، بعضها ذاتيٌّ وبعضها الآخر عدوانيّ، فبينما يواصل قطعانُ المستوطنين مدعومين بسياسة كيانهم الغاصب، التعديَ على أراضينا وممتلكاتنا ودور عبادتنا وتاريخنا وحضارتنا، يبدي البعض منا مواقفَ تدعو للدهشة والاستغراب في آن، خاصةً حينما تتماهى بعض هذه المواقف مع أعداء توجهنا للاعتراف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف -كما أعلنت ومارست وتمارس حركة حماس في قطاع غزة - بغضّ النظر عن صوابية هذا التوجه من عدمه، أو مدى استعدادنا له، فيما يقف بعض هذه المواقف، موقفَ الحائل بين شعبنا الفسطيني ومقوّماتِ ثباته وصموده ومقاومته حتى الشعبية منها، تارةً بالاختلاف السياسيّ الداخليّ بكلّ ما يشمله من صراعاتٍ فصائلية أو حتى فردية، وأخرى عبر ممارساتٍ حكومية غريبة الأطوار، كان آخرها إعلان الحكومة دفعَ نصفِ راتب لموظفي القطاع العام، الذي يمثّل مع عوائله أكثرَ من نصف المجتمع، فيما يعدّ دخله الاقتصادي، وقودَ نصفه الآخر، لولا تدخلُ الرئيس محمود عباس الذي أمر بصرف كامل الراتب خلال اثنتين وسبعين ساعة، وكأنّ الحكومة أرادت القول للمواطن إنّ عليك أن تحيا نصفَ حياةٍ اجتماعية، وتصرفَ نصفَ مصاريف مدرسية، وتستخدم نصف احتياجك للكهرباء والماء والهاتف، وربّما لك فقط أن تحيا بنصف ضميرٍ، أو حتى أن تعاشرَ نصف زوجك ، على اعتبار أنّ الرقص على الواحدة والنص بات أبرز سمات هذا العصر، تمامًا كذلك الزميل مدير عام صوت فلسطين الذي أرجع فشلَ وسائل الإعلام الفلسطينية الرسمية لسوء أداء السلطة سابقاً حسب ذلك الغسيل الذي نشره على حبال الصحف، حينما قيّم زملاءَ له منذ أكثر من خمسة عشر عاما، نصفَ تقييم، في خُمس أو لربما أقلّ من خُمس المدة الزمنية التي كُلّف فيها بإدارة الإذاعة، ليتحوّل بقدرة قادر بين ليلةٍ وضحاها من أحد معارضي السياسة الإدارية للهيئة، إلى أبرز معارضي المعارضة لذات السياسة، وبالطبع إلى أن يأذن الله ومن ثمّ القيادات العليا سحبَ الكرسيّ من تحته!
هذا المشهد السرياليُّ بكلّ تفصيلاته المعلنةِ وغير المعلنة، والذي يعتمد سياسة الأنصاف في مجمل ألوانه، ربما انطلاقاً ممّا تشهده المنطقة العربية من أنصاف ثورات - ما لم تسعَ بآلياتٍ واضحةٍ بعيدةٍ كلّ البعد عن أيّة شبهات إمبريالية، باتجاه تحقيق أهدافها ومطالبها - ، مرورًا بسياسة نصف الراتب، ونصف التقييم، وصولاً إلى نصف الدفء، ونصف الموقف ونصف الحقيقة كما قال مظفر النواب في الحانة القديمة ، قد يُدخلنا في مواجهةٍ مع إمبريالي - عربيًا كان أم غربيًا - ممّن يبيع اليابس والأخضر ويُدافِع عن كلّ قضايا الكون، وقد يعطينا نصفَ ثباتٍ ونصفَ صمود ونصفَ مديرٍ عام ونصفَ موظف وربما نصفَ استحقاق في سياق ثورة ( النص نص ) التي تجتاح العالم العربي من أقصاه إلى أقصاه.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة
- رسالة من مواطن فلسطيني إلى عمرو موسى .. وطنٌ من حفنة أكفان
- غزة.. وقطع لسان الحال
- الحذاء...مبتدأُ التاريخ وخبرهُ البليغ
- المُشبَّهُ بالفِعل
- الحقيقة بين الوخز والتخدير


المزيد.....




- أهالي رامز يحتجّون على تهديد حقّهم في المياه جرّاء تحويل منا ...
- فشل بفحص الرصانة.. رائحة كحول تفضح طيارًا قبيل إقلاعه في الل ...
- الإمارات ترحب بـ-اللقاء التاريخي- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- تصاعد الاحتجاجات المناهضة للحكومة في صربيا.. والسلطات تنفي ا ...
- كيف يوظّف رئيس بنين -دبلوماسية الجوازات- مع نجوم أميركيين
- خبيران عسكريان: احتلال غزة خطة مبهمة ويُحضّر لها بالقصف والت ...
- جنازة رمزية في ستوكهولم لصحفيي الجزيرة الذين اغتالتهم إسرائي ...
- تحليل.. لماذا يُعدّ إقناع بوتين بالجلوس مع زيلينسكي الاختبار ...
- مواجهة في الظل بين تل أبيب وطهران.. هكذا تعمل إيران على إعاد ...
- نظام -العقوبات الثانوية- الأمريكية .. أداة ضغط لتحييد الطرف ...


المزيد.....

- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه
- تمزيق الأقنعة التنكرية -3 / سعيد مضيه
- لتمزيق الأقنعة التنكرية عن الكيان الصهيو امبريالي / سعيد مضيه
- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - ثورة النص، نص