أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟














المزيد.....

العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 15:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بصرف النظر عن سياق (ومبرر) التصريحات والتصريحات المقابلة، ومفردات التجاذب بين القيادات والفعاليات السياسية الكردية وشريكتها على مستوى العراق، وعن الافعال وردود الافعال، وعن الايضاحات والتصويبات والتحديات وتداخلات سوء الظن وتداعي انعدام الثقة وظهور المخاشنة في الكلام وظهورها على الارض، فان المراقب الموضوعي لابد ان يستعجل القول، على ضوء احداث ثماني سنوات، ان تجربة بناء الدولة الفيدرالية في العراق تدخل الآن في استعصاء واضح، وتواجه (من زاوية معينة) مآل الانكفاء.
كما ويستعجل المراقب الاستخلاص بان البديل عن هذه التجربة، إذا لم يجر انقاذها بخطوات استباقية نوعية قبل الانهيار، يتمثل في خيارين، الاول، هو العودة الى النظام المركزي الذي يُخضع بالقوة والحرب منطقة كردستان العراق ويُبطل التشريعات وكل الخصوصيات والهياكل الادارية للمنطقة، والثاني، المضي في خطوات استقلال المنطقة التي تتمتع موضوعيا بشروط دولة ناجزة.
والحق، ان انزلاق التجربة الاتحادية الوليدة في العراق الى الخيار الاول سيفتح الباب واسعا، الى الخيار الثاني، الشرعي من وجهة نظر مبدأ تقرير المصير.
ولا يكفي القول ان الازمة بين اقليم كردستان وحكومة المركز تتفرع عن الازمة السياسية العراقية المتفاقمة، لكي يجري التعامل معها من خلال العملية السياسية التي لا تزال حتى الآن اطار لتسوية الخلافات بين الفرقاء و"المكونات"، فان الخلافات مع الاقليم من جنس خاص وبنيوي وتاريخي يمت بصلة الى طبيعة "المشكلة القومية" في العراق التي تختلف جوهريا عن المشكلات التي تضرب المشهد السياسي العراقي والعملية السياسية مثل مشكلة ادارة حكومة الشراكة والحقائب الوزارية الشاغرة ومجلس السياسات والملف الامني ومشكلة المحاصصة والميزانية وتطبيقات الدستور وحتى قضية التناسب الطائفي السياسي في هياكل الدولة الجديدة
ينبغي لفت النظر الى ان هذه الخصوصة القومية، الكردستانية، لا تقلل من طبيعة علاقتها بالعملية السياسية بل انها جزء عضوي من هذه العملية بل والجزء المحوري فيها، والضامن لاستمرارها، وقد لعب العامل الكردي (والرئيس طالباني بخاصة) دور المرجعية للمتصارعين على السلطة والحَكـَم في ضبط الالتزامات وتطبيق الاتفاقات والعهود، والمصدر الديناميكي للافكار والمشاريع التوافقية.
فماذا حدث على صعيد الملف الكردي الحساس؟.
بكلمات وجيزة، كانت النخب السياسية الصاعدة التي كانت قد تعهدت (قبل سقوط نظام الدكتاتورية) بالتزام بناء الدولة الفيدرالية قد اظهرت عدم استيعابها (في ارق توصيف للموقف) لفروض اقامة دولة اتحادية(فيدرالية). وكلما تمكنت من بسط سلطتها وسيطرتها على سلطة القرار صارت تعبر عن ضيقها حيال عملية بناء الهيكلية الفيدرالية الكردستانية، وزاد الامر تعقيدا دخول تيار سياسي محلي (قومي. طائفي. عشائري) مناهض لخيار الفيدرالية والحقوق القومية للكرد على خط التجاذبات الجارية بين حلفاء الامس وسيطرته على بعض المراكز ذات الصلة (البرلمان. مجالس محافظات) الامر الذي فاقم الخلافات ووسع من الهوة، بل وخلق ما يبدو انه تحالف قوي يستهدف الحيلولة دون المضي في بناء التجربة الكردستانية، وتبشيع الاجراءات والمواقف التي تتخذها حكومة الاقليم.
ولعل المتابع المحايد يمكنه ان يتملّى خطر انفعالات وردود افعال غير منضبطة وقصيرة النظر في المعسكر الكردي، غير ان الاخطر في هذا المسار يمكن قراءته في عودة الشوفينية الاقصائية المدرسية الى الواجهة في ممارسات وتصريحات ساسة ومثقفين وكتاب من دائرة الحكومة المركزية واطرافها، واوضحها في صفوف المنافسين لها، وابشعها لدى وكلاء الجوار القامع للقوميات والحريات، وتتمحور هذه النزعة العنصرية في اغاليط قديمة- جديدة عن عدم سلامة نيات الكرد حيال الدولة العراقية، على الرغم من السفر الطويل من المواقف والتضحيات الكردية الوطنية لتعزيز مكانة وسمعة هذا الوطن، وليس اقلها تلك الكوكبة من ابناء الشعب الكردي الذين يعدّون من ابرز بناة العراق، على مختلف المستويات، السياسية والعسكرية والثقافية والادارية، عبر التاريخ.
بقى ان نعرف بان الشوفينية في تعريفها المدرسي نعرة عصبية تضرب ثقافة الامة الكبرى فتظهر معالمها السياسية لدى نخب ومثقفين وشرائح شعبية متعصبة، متدنية الثقافة والوعي، تعبر عن نفسها في عدم التسليم لخصوصيات القومية الثانية والقوميات الاخرى، وفي مناهضة حق القومية الثانية بالمشاركة في ادارة مصائر "الوطن الواحد" ندا لند، وفي إنكار حقها بتقرير المصير المعترف به للامم والقوميات والشعوب، وفي إشاعة جو الريبة والكراهية والتمييز والاستعلاء ضد مواطني القومية الثانية.
وتنحدر الشوفينيات المدرسية، النموذجية، الى نزعة الصهر والتجريف القومي، وفي الحالة العراقية، الى التعريب عبر سياسة منهجية قسرية انتقلت في عهد حكم الحزب الواحد، الصدامي، القومي المتطرف، عبر منظومة اجراءات ودعاية الى الذروة: الابادة الجماعية للكرد.
وثمة من لم يستوعب مآل تلك السياسة.
*
"ستتعلم الكثير من دروس الحياة إذا لاحظت أن رجال الإطفاء لا يكافحون النار بالنار".
شكسبير



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكرد الفيلية.. خصوصية لا مكوّن
- هل يمكن ان تكون طائفيا ووطنيا في ذات الوقت؟
- احتراب طائفي .. هذا ما يحصل في العراق
- الغرب والدكتاتوريات.. ماض سئ السمعة
- هادي المهدي.. القاتل -معلوم- هذه المرة
- فرزات.. انهم قطع غيار
- كاظم الحجاج.. مرثية توماس اديسون
- القاعدة في اوربا.. فوق النظر وتحت السيطرة
- الحراك السوري.. معارضتان وسلطة واحدة
- الطفل المدلل الذي صار سفاحا
- افتحوا ملفات المافيا العراقية
- مقتل ابن لادن.. عراقيا
- -الجزيرة-.. هل غيرت مسارها؟
- خيارات المالكي.. المُر والأمَرّ منه
- اليمن: 12 الف سنة حرب وانجلز مرّ من هنا
- اسقاط نظام المالكي.. رأي آخر
- الخبز والحرية
- لماذا يُستهدف المسيحيون؟ ومن الذي يستهدفهم؟
- الوزارة المالكية الثانية.. تأشيرات مبكرة
- قراءة لتشوهات الصراع السياسي في العراق


المزيد.....




- تحدثت عن علاقته بترامب.. غيسلين ماكسويل شريكة إبستين تكشف: - ...
- بعد مكالمة ترامب وكارني.. كندا تعلن قرارها بشأن الرسوم الجمر ...
- مصر.. فيديو لـ-وكر- أسفل كوبري لاستخدام الأطفال في التسول وا ...
- أوكراني مشتبه فيه بتخريب خط -نورد ستريم- يرفض تسليمه لألماني ...
- تصاعد الخلاف بين إسرائيل وفرنسا بسبب اعتزام ماكرون الاعتراف ...
- ديمقراطيو تكساس عادوا وكاليفورنيا تعيد التقسيم ردا على الجمه ...
- معلومات عن تخلي ماسك عن فكرة تشكيل حزب جديد
- محارب تركي قديم يدعو لمساءلة أعضاء -العمال الكردستاني-
- 79 قتيلا في حادثة حافلة مهاجرين أفغان عائدين من إيران
- مغني راب إيرلندي أمام محكمة في لندن لدعمه -حزب الله-


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالمنعم الاعسم - العراق.. ماذا يعني انهيار تجربة الدولة الفيدرالية؟