أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - عرّاف البصرة














المزيد.....

عرّاف البصرة


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 23:10
المحور: الادب والفن
    


لقد تاه الشعر العراقي العظيم لعقود طويلة
خرج الإبداع الشعري العراقي
من البهاء و تحول إلى مجرّد ظنون
هذا الشعر بحاجة إلى شهيد جديد
يعبر به كما عبر به السيّاب من قبل
من الظنون إلى اليقين ، ولا بدّ أن يخرج هكذا شهيد
من ذات البستان الذي خرج منه السيّاب
هكذا يستقيم القدر و تصدق النبوءة
نبوءة يوسف الصائغ في عرّاف البصرة
ولأنني مزارع ومن أسرة تزرع بساتين نخيل في البصرة و تعتني بها
أقول لكم ببساطة ما حدث
كل جيل يأكل تمراً بسبب جهود الجيل الذي سبقه في زرع فسائل جديدة
في الحقيقة الجيل العراقي السابق زرع قرّاءً للشعر و مريدين له
ثُمَّ جئنا نحن المخرّبون بحيث لم نكتف بعدم جذب قراء جدد للأدب
بل قمنا بتنفير القاريء الموجود أصلاً و لقنّاهُ درساً لن ينساه
الرداءة في النصوص ، والترويج للرداءة
يقضي على الجميع ، لأن القاريء سيدير ظهره و يكتفي بقراءة التراث

الكتابة مجرد نصف الحقيقة
النصف الآخر هو العظماء الذين ينتشلونك من القمامة
ويضعونك على رفوف مكتباتهم
رجال كأبي حيّان التوحيدي و فرانز كافكا لم يحالفهم الحظ في حياتهم
أحرق التوحيدي كتبه ، أما كافكا فقد أوصى صديقه
بحرق مخطوطاته بعد موته ، لحسن الحظ أن صاحبه لم ينفذ الوصية
المتنبي مدين للعظيم سيف الدولة الحمداني
والسيّاب مدين للمبدع جبرا ابراهيم جبرا
في مجتمع يسود فيه سوء الظن والإنحطاط
لا أعتقد أن لأي كاتب حقيقي أي أمل
أحمد الله أنني عدواني و لستُ رقيقاً كالسيّاب
ما يحدث لي لا أجد له تفسيراً في الأدب
أعتقد أن عليّ أن أسأل العازفين
لا بُد أن هذا له مثيل في تاريخ الموسيقى
لوحة الكومبيوتر تحوّلتْ إلى بيانو ضخم وقديم
هكذا كلّما ضغطتُ حرفاً خرج صوت و قفز الراقصون
هذه الأبجدية العربية نوتة موسيقية
في الأصل ثم تحوّلت إلى لغة
ربّما لهذا السبب لم نبرع في الموسيقى
لأنها موجودة في أفواه النساء وفي أفواه الرجال
سيّدي بدر شاكر السيّاب مات و عمره ٣٦ عاماً
مع هذا كتب قصيدته ( هَرِمَ المغنّي ) تحدث عن شيخوخة الشاعر

هو مائت أفتبخلون

عليه حتى بالحطام من الأزاهر و الغصون

أصغوا إليه لتسمعوه

يرثي الشباب و لا كلام سوى نشيج بالعيون

ما رأيكم ؟ أليس هذا غريباً ؟
أعتقد أن الشاعر روح تنفخ طاقتها في قصائد ، فإذا فرغتْ
يتوجّبُ عليها الموت والشعور بالشيخوخة ولا يعود هناك أي مبرّر لوجودها
عدتُ إلى الكتابة منذ عام ، هذا العام كبرتُ و هرمتُ فيه أكثر
من العشر سنوات التي صمتُّ فيها
أعتقد أنني أطلتُ عمري بحيلة الصمت
الشّعر موت ، هذا جانب ينطوي عليه نوع واحد من الكتابة
وهو الكتابة بالجسد فقط بلا كتب
العارفون في هذه الصفحة أدركوا بلا شك مرادي
الذين درسوا علم الخطاب في الفلسفة
يقرأون في أصواتنا فظاعة ما هو قادم لا محالة
لأن الخطاب الإبداعي يُخفي أرواحاً
و حوادث و كبتاً وليس هلوسة شخصية
في رسالة شخصية للأديب الكبير المبدع جمعة اللامي
العام الماضي قال فيها : هل سرقتَ فأس إبراهيم
أم فأس الفيلسوف نيتشيه ؟
نعم يا أستاذ جمعة اللامي المبدع هذه الفأس
لها ذراع ليستْ ذراعي
بل لا يُمكنُ لها أن تكون ذراعي
أهم شيء أبحث عنه في أيّ كاتب
قبل ثقافته و موهبته و أسلوبه هو شيء واحد
هل هو نفس كبيرة أم صغيرة
النفوس الصغيرة تكتب لبعضها بعضاً
النفس الكبيرة تكتب للشعب

[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجلٌ يسيرُ نومه
- الحاج تركي والديمقراطية
- ماركس لمن لا يعرفه
- الشعوبيّة
- يوجعني قلبي
- الروحانية اليسارية
- عندما يظهر شاعر عراقي
- سردشت عثمان شهيدنا الكردي المذهل
- الإنحطاط العراقي
- مرح الكبار و كآبة الصّغار
- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
- أعد القلم إلى صاحبه
- ابتسم يا هادي المهدي
- العارفون
- هل هناك سياسي عراقي يسمعني
- هل كان صدام حسين ثأرنا
- أنا عبدُ القاريء
- فائق الشيخ علي مهاجر وطني ضد مهاجر شيطاني
- دون أن نقصد ، نحن خونة
- المثقف الهامشي وشلش العراقي


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - عرّاف البصرة