أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - رجلٌ يسيرُ نومه














المزيد.....

رجلٌ يسيرُ نومه


أسعد البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 15:27
المحور: الادب والفن
    


لم تعد الأمور تسير بالسهولة ذاتها ،
تحدث أشياء غريبة في عقله ، وكان يشكو فيما مضى
أن الأحلام لا تطارده ، رجالٌ ملثمون سرقوا الرؤيا من منامه
الذي يحدث غريب بالفعل ، كان يُحسن الظن كثيراً ويقول
أنه من عند الله ، لكنّ حُلُماً باغته جعله يشكُّ ويرتاب
الكراهية تُحيطُ به من كلّ طريق ، إلّا أنّ هذا طبيعي
فماذا فعلَ كل مبدع في التاريخ البشري ؟ سوى أنه
سَرَقَ النار و عبث بالنواميس و رفض النصيحة
حتى حطّ على رأسه الغراب و قصَّ رؤياه على إخوته
المبدع وحيدٌ و يتيم لا إخوة له
كان يظنُّ أن الباب موصد ، والبيت آمن
إلّا أنه يفيق من نومه في نومه فيرى رجالاً غرباء
يقرأون شعراً مقدّساً بصوتٍ عالٍ و يذهبون
قرّر في النهاية أن يسأل أحدهم و نام
فرأى شاباً مؤمناً يقرأ شعره بصوتٍ عالٍ فسأله
كيف تدخلون بيتي ؟ فقال
الذي أعطانا المفتاح قال لنا
صونوا قذارة هذا البيت
ليس له أن ينهض و يكتب هذا بسهولة
الأعداء قادمون ، لن يتركوا بيته هكذا
حتى الشتاء بدا ممعناً في الغرابة و كأنّه يلعق دمي
المرأة التي ألتحفُ جسدها كانت لذيذة
رائحتها مقسومة لي ، و صدرها و كتفاها و رقبتها تشبه عشتار تماماً
المرأة تفعلُ فعلها ، خصوصاً إذا طوتْكَ كما يطوي
الحرمان حرماناً آخر أو كما يُمسك اليتيم يتيماً
لم يعد الأمر مهماً كما كان ، يكتب و يعلم أنه يكتب
كما كان يحلم و يعلم أنه يحلم
ما يحيّرني هو الحُب ، الحُب رائع حقاً
هذه الحبيبة تفتح روحي و ترتبها كما تفتح الخزانة و ترتبها
وحين أنام قربها أسمع شخيري و لا أستيقظ أبداً
كان عندي أطفال قبل أن يأكلهم الذئب
وخبرتُ كيف تسقط روحي من مكانٍ عالٍ حين أحتضنُ ابنتي
لكن لا شيء بلا ثمن ، الحُب يجلب الشيطان أحياناً
لهذا كانت جدّتي الكُبرى تسكبُ الماء على رأس أبي
لأنه وقع في غرام أخي كثيراً ، كانت تصرخُ في
وجهه : أنجب المزيد ، أنجب المزيد ، أخشى أن تفقد
عقلك لو مات هذا الصغير لا سمح الله
الحُب و الموت والرؤيا و الثلج الذي يهددُ أصابعي بالغرغرينا
غرباء يدخلون بيتي يقرأون شعرهم
أعتقد أنها أرواح الشعراء الذين قتلتهم أو الذين سأقتلهم
الشيطان يُحاصر الحب و يجعلنا ندفع الثمن
لأن الحضارة المعاصرة قائمة على العقل والنقود
أي شعور بالنقاء يجب محاربته لأن النقاء يجلب الكوارث دائماً
ماذا فعلوا لشعبي غير هذا ؟
حاصروه بالحصار ثمّ مزقوه بالدمار
زرعوا القذارة في كل الأرواح حتى لا ينهض رجل و يقول : بآسم الشعب
هذا ما يفعلونه بالشعب الكندي و لكن بطريقة أخرى و معقدة
شعوب قذرة و عقلانية تلتهم الأديان والمخدرات
لا يُمكن للديمقراطية أن تنجح بلا قذارة
يُفلتُ من هذا كله رجلٌ يسير في نومه و يدّعي ما يشاء

[email protected]



#أسعد_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاج تركي والديمقراطية
- ماركس لمن لا يعرفه
- الشعوبيّة
- يوجعني قلبي
- الروحانية اليسارية
- عندما يظهر شاعر عراقي
- سردشت عثمان شهيدنا الكردي المذهل
- الإنحطاط العراقي
- مرح الكبار و كآبة الصّغار
- وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ
- أعد القلم إلى صاحبه
- ابتسم يا هادي المهدي
- العارفون
- هل هناك سياسي عراقي يسمعني
- هل كان صدام حسين ثأرنا
- أنا عبدُ القاريء
- فائق الشيخ علي مهاجر وطني ضد مهاجر شيطاني
- دون أن نقصد ، نحن خونة
- المثقف الهامشي وشلش العراقي
- هكذا تخلى الجميع عن شعبي


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أسعد البصري - رجلٌ يسيرُ نومه