أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - كيف نفكر ؟















المزيد.....



كيف نفكر ؟


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 3515 - 2011 / 10 / 13 - 17:23
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يتمحور تفكيرنا حول ما هو صحيح وكيف نعمله. وما هو الخطأ وكيف نتجنبه، لذا يجب أن نتعرف ونفهم بعض الإجابات عن بعض الأسئلة التي قد تتبادر إلى أذهننا في فترة من الفترات:
ما هو التفكير الصحيح ؟ وهل هناك أنواع مختلفة من التفكير يمارسها الإنسان ؟ وكيف نقيم تفكيرنا وتفكير الآخرين عادة ؟
الشيء العظيم حول التفكير هو أننا نستطيع التفكير وفق عدد من الطرق المختلفة وهو ما يشير إليه المنطق حيوي للتفكير النقدي، إذا كنا قادرين على تطبيق عملية التفكير المنطقي في وضع صعب (حينما نستخدم أدوات مثل عناصر الفكرElements of Thought والمعايير الثقافية Intellectual Standards) فنحن نبذل أقصى جهودنا للوصول إلى أفضل حل أو أفضل فكرة. قد يكون لدينا معرفة، ولكن نحن في حاجة أيضا إلى الدافع والمهارة (وجرعة صحية من الكفاءة الذاتية). لذا يجب أن نستخدم أدوات متعددة إذا أردنا أن نكون مفكرين المبدعين بشكل فعال وقادرين على التواصل مع الآخرين.
والعديد من الباحثين أشارت إلى أن السمة الرئيسية في التفكير هو التفكير الناقد. وهو القدرة على معرفة الخطأ لدى الفرد عند توليد أو تقييم الأدلة. والاعتراف بأن الخطأ هو التصريح بان تقيم الأدلة كان وفقا للمعتقدات الشخصية أو الخاصة. كما أن التوسع في الاستدلالات غير الرسمية يؤكد على أهمية فصل المعتقدات الشخصية للفرد عن عملية التقييم. فقد أشار(كيلي 1990) إلى أن "القدرة على التراجع عن قطار تفكيرنا فضيلة لأنه هو السبيل الوحيد للتحقق من نتائج تفكيرنا، والطريقة الوحيدة لتجنب القفز إلى الاستنتاجات، وهي الطريقة الوحيدة للبقاء على اتصال مع الحقائق". فالتفكير الناقد يسهل التفكير العقلاني. فإذا كان لنا أن نوظف أدوات التفكير الناقد فإنها تؤدي إلى ترشيد عملية اتخاذ القرارات. فهما مفهومان غير منفصلان.
إن الهدف الأساسي من التفكير هو أن نكون قادرين على النظر في وجهات نظر متعددة قبل أن نقرر التصرف بناء على معلومات أو طلب أي شخص، أو شيء من هذا القبيل. مثل شراء سيارة أو منزل، أو زواج، أو دراسة. أننا نستخدم التفكير الناقد لنكون أكثر نجاحا في المدرسة، وفي الوظيفة، وفي العلاقة مع الآخرين، لكي نشعر بالارتياح أكثر. ولكن الهدف من التفكير الناقد والإبداعي ليست مجرد شيء نفعله في مؤسسات التعليم العالي، انه شيء يجب القيامة به في كل يوم وكل ساعة من حياتنا.
في التفكير الناقد نتحدث عن خيارات جيدة وخيارات سيئة، والتحدث عن ما يحدث بعد أي واحد من تلك الخيارات. وبعبارة أخرى، مناقشة أركان أو عناصر الفكر، وتحديد هذه العناصر بالاسم (مثل "عواقب" أو "وجهات نظر"). وأن أفضل وقت لتعلم هذا النوع من التفكير هو حينما نبكر في ذلك وأن نبدأ من سنوات الحياة الأولى للطفل. لأنه كلما تعلم أطفالنا كيفية التفكير من خلال الأشياء، كانوا أكثر استنارة ويصبحون مفكرين ناقدين ومبدعين في المدرسة والحياة.
ولكن، هل الجميع يفكر وبشكل جيد ؟
وهل هناك أحد ما يفكر جيداً وفي جميع الأوقات ؟
من المهم أن ندرك أن الناس يرغبون بالفعل بالقيام بتقييم تفكيرهم، لكنهم غالبا ما يفشلون في استخدام المعايير الفكرية للقيام بذلك. وبعبارة أخرى، فإنه غالبا ما يفشلون في توضيح أفكارهم، والتأكد من أنها صحيحة، ومنطقية، وذات الصلة، وكبيرة، وواسعة وعميقة ونزيهة (وهذا غيض من فيض من المعايير الفكرية القليلة).
المفكر الواثق بنفسه لا يسئ أَو يخجل إذا يظهر بأنه أخطأ. لأنه يعرف بأنه ليس هناك شخص مثالي وليس جميعنا نملك المعرفة الصحيحة ونعرف كل شيء. ولأنه يعرف أن ذلك غير ممكن ومستحيل. فأن هذا يسمح له بطرح الأسئلة وتحدي تفكيره الخاص. وبما يَسمح له النظر وبعناية في الحجج التي يمتلكها الآخرين ضد تفكيره الخاص، ويمكنه من تقديم الأدلة الصحيحة عنها.
انه يجعل لجهده هدف، وأن يتأكد من انه على صواب. لذا يفعل ذلك من خلال محاولته أثبات بأنه رأيه في نظره خاطئ. وعليه أن يبحث عن الطرق التي يمكن أن يكون قد أخطا فيها. ثم بعد ذلك يبحث عن الدليل على انه كان على صواب. فإذا كانت الأدلة مقنعة، فانه يفترض بأن رأيه صحيح. حتى بعد عمل كل ما يمكنه عمله، فان المفكر الواثق لا يَستثنى بأنه خاطئ. لأنه يعرف أن ذلك الاحتمال وارد. وفي الحقيقة، هو يبحث عن الأخطاء التي في تفكيره دائماً. لكنه لا يترك لهذا الاعتقاد أن يمنعه من التصرف. فهو واثق بأنه عمله يكون أفضل كلما تراكمت المعرفة التي يمتلكها.
أنه يعتقد أن الحقيقة المُطلقة خارج نفسه أَو مجموعته. ويجب عليه أن يكتشفها مرة بعد أخرى وبشكل مستمر. لأنه يعرف أن تعلم حقيقة جديدة أو اكتشافها، يتطلب منه تغيير رأيه أَو وجهة نظره. ويعرف بأن تفكيره يمكن أَن يكون خاطئ. لذا يدقق وبشكل نشيط رؤيته، لأنه يهتم فعلا بما يعمل، ويعتقد بالشيء الصحيح، وليس فقط لكي يبدو على صح. هذا هو الهدف الذي يسعى إليه كل واحد منا والذي يجب أن نعمل من أجله.
فهو يعتقد من خلال العناية بالسؤال الذي هو في متناول يده، وتطبيق تقنيات التفكير الجيد يمكن له أن يصل إلى استنتاجاته. أنه يفهم ما هي الفرضيات، وكيفية استعمالها، وحدودها، وكيف يتم اختبارها.
ولكن ليس هذا هو كل ما هو موجود من أنماط تفكيرية يمكن للإنسان استخدامها. لو كان هذا هو الأسلوب الوحيد وان كل الجنس البشري تستخدمه لما كان هناك صراع وحروب وخصومات وقتل ودمار والعنف وووو... ولكن هناك بعض الأنماط أو الأساليب والتي تستخدمها مجاميع كبيرة من الأفراد. وفي قناعتها إنها تستخدم طرق تفكير علمية نقدية.
فقد أشارت ( Linda Elder) إلى إن هناك طريقتين يميل إليهما الناس لتقييم أفكارهم. الأولى هي باستخدام معايير التفكير الأناني egocentricity أو التفكير المتمركز حول الأنا. والثانية باستخدام التفكير المركزي الاجتماعيsocio centricity أو التفكير المتمركز حول المجتمع. وذلك بدلا من استخدام المعايير الفكرية النقدية لتحديد ما هو المقبول أو المرفض. فإننا هؤلاء الأفراد غالبا ما يستخدمون معايير، مثل:
" اعتقد أن ذلك صحيح "، " كنت أريد أن أصدق أن ذلك كان صحيحا"، "هذا صحيح وأصدقه إذا كان يتعلق بمصلحتي الخاصة"، "هذا صحيح إذا كنا نعتقد ذلك "، " هذا صحيح إذا كنا نريد أن نصدق ذلك"، " هذا صحيح ونصدقه إذا كان يتعلق بمصلحتنا جميعاً ".
والمثال على ذلك: عند معرفة ما إذا كانا سنقبل حجة شخص ما، فان الناس سوف يسألون أنفسهم في أغلب الأحيان، هل هذه الحجة تتفق مع ما يؤمنون به أصلاً ؟ فإذا كان الأمر كذلك، فإنها تميل إلى تصديق ذلك وقبولها، وإذا لم يكن كذلك، فإنها تميل إلى رفضها. هذا المسار عادة ما يحدث على مستوى الفكر واللاوعي لكل فرد.
ووفق الطبيعة البشرية نحن نميل إلى رؤية العالم والناس من حيث الكيفية التي يمكن أن تخدمنا. وهذا هو الطريق الطبيعي لراحة العقل. وليصبح ذلك منطقي، فأننا نفهم أن كل شيء بالعالم هو مجرب بواسطتنا ومن خلال عقولنا خاصة. وإننا نفكر بأفكارنا، وليس بأفكار أي شخص من أولئك الذين حولنا. نشعر بألمنا الخاص، وليس ألم أي شخص آخر. طالما انه يمكننا أن نفهم وجهات نظر أو مشاعر الآخرين. فأننا نعمل ذلك من خلال وجهة نظرنا نحنُ فقط، نعمل ذلك فقط من خلال عدسات عقولنا الخاصة فقط. من خلال مفاهيمنا وفرضياتنا الخاصة فقط.
أن هناك نوعين من دوافع العقل أو التفكير الأناني egocentricity: ويمكن تسميته بالتفكير المتمركز حول الأنا. أولى: الدوافع هي الأنانية للحصول على ما نريد وعندما نريد. والثانية: هي الحفاظ على وجهة نظرنا الخاصة. هذه الدوافع تؤدي إلى عدد من السلوكيات(ولكنها شائعة) مثل: اختلال التفكير، الغرور الثقافي، ضيق في أفق التفكير، النفاق، والغطرسة الفكرية. البشر كثيراً منهم فرديين، والكثير منهم بشكل مرضي جداً. هذا هو احد الأسباب الرئيسية لكل ما هناك معاناة وخلافات في هذا العالم. فعندما يتبنى الناس طرقا مثل التي وردت سابقا، ولكي يكونوا هم الأفضل، تظهر العديد من أنواع المظالم في أعمالهم. مثل: الاعتداء على الزوجة، إيذاء الأطفال، الإساءة للحيوانات، والسيطرة الغير عقلانية للمشرفين على المرؤؤسين، والتميز الطائفي والقومي والديني والجنسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي. وغيرها الكثير.
وعندما يخضع الناس لميولهم الأنانية، فأنهم لا يستطيعون رؤية أي مشكلات في تفكيرهم، لأنهم ببساطة لا ينظرون إليها. فالمدير بنظر نفسه هو ذكي جداً، بل هو أذكى الموجودين، ودائما ما يكون على حق وينطق به، ويمكنه اتخاذ القرارات السليمة في جميع الأوقات. ولكن متى ما أخطأ هو، أو شخص ما حاول عرض وجهة نظراً أفضل من وجهة نظره، في قضية ما. فانه يكون وبالكامل مغلق العقل، لا يريد الاعتراف بإمكانية شخص آخر، انه هو فقط في الطريق الصحيح، أما الآخرين فلا. هذه الظاهرة شائعة جدا في مجال الأعمال والحياة الشخصية وعلى جميع المستويات. وإنها ليست سوى مظهر واحد من الفردية(الأنانية).
هناك عقبة أخرى أمام التفكير النقدي هو الفكر المركزي الاجتماعيsocio centricity ذو النزعة المتأصلة والأقرب إلى الفكر الأناني (الفردي)، أنه فكر متشرب بالغرور. ببساطة، بما أن الفكر الأناني يستند على فرضية أن أفكاره دائماً هي الأفضل، فأن الفكر المركز الاجتماعي يستند على فرضية أن أفكارِنا دائماً هي الأفضل. ولفهم جذور الفكر المركزي الاجتماعي socio centricity والذي يمكن تسميته بالتفكير المتمركز حول المجتمع، فانه يستند على فكرة بديهية جداً. البشر حيوانات اجتماعية، تعمل كمجموعات. لذا نميل إلى رُؤية العالمِ من وجهةِ نظر: مجموعاتنا، قد تكون عائلتنا، زملائنا، شركتنا، بلادنا، حزبنا، طائفتنا، قوميتنا، ديننا. أَو في الحقيقة أي مجموعة ننتمي إليها. لسوء الحظ نحن لا نميل إلى رُؤية "طريق مجموعتنا" كأحد الطرق العديدة من طرق التفكير المحتملة. نحن لسنا منفتحين جوهرياً على اعتبار أن وجهة نظر مجموعتِنا قد تكون خاطئةَ. بدلاً من ذلك نعتبر بديهياً بأن طريقنا ومسيرتنا أفضل من الجميع.
ما هي الأنانية في التفكير ؟ ومن هو المفكر الأناني؟
الأنانية تعني الخلط (أو التشويش) بين ما نراه وما نفكر فيه، وما هو موجود في الواقع. نحن تحت تأثير الأنانية، نعتقد أن الطريقة التي نرى بها الأشياء هي بالضبط الطريقة التي تسير الأمور وهي الصحيحة فقط. فالمفكر الأناني يتظاهر بعدم القدرة أو عدم الرغبة في النظر إلى نقاط في آراء الآخرين، ويرفض قبول الأفكار أو الوقائع التي من شأنها أن تمنعنا من الحصول على ما نريد (أو نعتقد أننا نريد). ووفق أشكال والنماذج المتطرفة، الأناني شخص مميز بين الآخرين وهو بحاجة إلى أن يكون على حق في كل شيء، مع عدم الاهتمام في الاتساق والوضوح في المواقف والأفكار، وهذا الموقف شعاره كل شيء أو لا شيء، الموقف الذي يسعى إليه ليس أقل من النجاح الكامل (أنا 100 ٪ على حق، وأنت 100 ٪ خاطئ)، مع انعدام الوعي الذاتي للعمليات الفكرية الخاصة به. وكذلك الفرد الأناني هو أكثر قلقا مع ظهور الحقيقة والإنصاف، والأفق العادلة، وما يجري ضمن الواقع الصحيح من عدالة أو إنصاف. فألانانية هي عكس الفكر النقدي، وهو تفكير شائع لدى البالغين وكذلك الأطفال.
ولكن من هو المفكّر الأنانيEgocentric Thinker هو الشخص الذي يتبنى أسلوب أو طريقة تفكير يعتقد هذا الشخص أو المفكر يعرف ويملك الحقيقة المُطلقة. وهو يَعتقدُ بأنها نتاجه الخاص أو الذاتي. هذا الشخصِ مقتنع تماما بأن فهمه إلى الأشياء هو الحقيقة المُطلقة. هذا يعني بأنه سوف لن يستمع إلى حجج أو براهين أَو وجهات النظر الأخرى. هذا لا يعني بأنه مغرور أَو متغطرس(متعجرف)، على الرغم من أن ذلك يُمكن أَن يكون حقيقياً، وفي أغلب الأحيان. كما يُمكن أَن يكون له رأي منخفض جداً بذاته، ويحتفظ بوجهة النظر تلك بغض النظر عن أي حجج يمكن أن تقدم. وهو يُمكن أَن يحمل وجهةِ النظر هذه حتى بعد فوزه ببعض الجوائز رفيعة المستوى.
هذا الشخص سيقوم بالمناورات العقلية الغريبة لكي يتجنب تغيير رأيه. وهو يجب أَن يُبقي "وجهة نظره مِنْ العالم وطريقه تفكيره فيه" سائدة وبأي ثمن يكون. التفكير المغرور هو شائع لدى الأطفال الصغار. فهم يميلون إلى قبول فهمهم الأول للشيء على أنه الحقيقة المُطلقة، وسوف لن يتراجعوا عن ذلك الاعتقاد أبداً. بعض الناس يبقون في النمط الأناني كُل حياتِهم. لذا نواجه صعوبة عند التعامل معهم.
إن العقل الإنساني بطبيعته هو عرضة لمجموعة من الميول الأنانية. لذا يجب أَن نتعلم كيفية التغلب عليها، والشخص الأناني يتميز بالتالي:
1. لديه ذاكرة أنانية، هذا الشخص لدية ميل طبيعي لنسيان الأدلة والمعلومات اللذان لا يدعمان تفكيره وتذكر الأدلة والمعلومات التي تدعم ذلك التفكير.
2. الأناني قصير النظر، وهو الميل الطبيعي للتفكير التسلطي أو الاستبدادي. ضمن وجهة نظر ضيقة جداً. وقصر النظر هذا، هو القدرة على رؤية ما هو قريب منه فقط. لأنه غير قادر على رؤية الأحداث أو الظواهر بعمق ووفق نظرة تحليلية. أي انه يرى فقط أرنبة انفه.
3. معصومية الأناني، حيث لديه ميل طبيعي للاعتقاد بأن معتقداته حقيقية لأنه يعتقد بها، وبذلك فهو معصوم من الخطأ حين يفكر أو يعرض آرائه.
4. أحقية الأناني، وهي الميل الطبيعي للإحساس بتفوقه في ضوء ثقته بأنه يمتلك الحقيقة المطلقة.
5. نفاق الأناني، وهو الميل الطبيعي لإهمال أو التجاهل الصارخ للتناقضات بين ما نُصرح به من معتقدات وبين السلوك الفعلي الذي يمارسه على ارض الواقع. أو التعارض بين المعايير التي يحتفظ بها لنفسه وبين تلك التي يتوقع من الآخرين أَن يلتزموا بها.
6. التبسيط الأناني هو الميل الطبيعي لإهمال التعقيدات الحقيقية والمهمة في العالم لمصلحة الأفكار والمفاهيم التبسيطية التي يعتنقها، فعند النظر إلى تلك التعقيدات والتي تتطلب منا تعديل اعتقاداتنا أَو قيمنا وفقا لها، فانه على تبسيطها إلى حد التفاهة.
7. العمى الأناني، وهو الميل الطبيعي إلى عدم ملاحظة الحقائق أو الوقائع أو الأدلة التي تتعارض أو تتناقض مع معتقداته أو أفكاره المفضلة أو قيمه.
8. آنية(فورية)الأناني، وهو الميل الطبيعي إلى الإفراط في التعميم الفوري للمشاعر والتجارب. وضمن أحداث مناسبة أو غير مناسبة في حياته.
9. غير منطقية الأناني، وهو الميل الطبيعي للإخفاق في مُلاحظة أسلوب التفكير الذي لديه وبأنه تفكير سخيف ومخالف لجميع الوقائع والأسباب. لان نتائج تلك الملاحظة تجبره على التفكير مجددا في موقفه، مما يتطلب تغيير تلك المواقف وهو لا يحبذ ذلك.
والأنانية ليس فقط لدى الفرد ذو التفكير المتمركز حول الأنا (الأناني) Egocentricity.ولكن هي موجودة في التفكير المتمركز حول المجتمع( المركزي الاجتماعي)sociocentricity. كما اشرنا سابقا. ويتمحور هذا الأسلوب حول أين يعتقد هذا النمط من المفكرين توجد الحقيقة المُطلقة. أنه يعتقد بأنها توجد ضمن مجموعته أو حزبه أو طائفته فقط. هذا الشخص يشبه كثيراً الشخص الأناني، ماعدا برأيه بأن مجموعته أو مجتمعه هو من يمتلك الحقيقةُ المُطلقةُ. أحياناً يُمكن أَن يأخذ هذا الموقع طائفة دينية أو مذهبية أو قومية. وأحياناً حزب سياسي ما، يُمكن أَن يأخذ هذا الموقع. البعض مِنْ هؤلاء الناس يُمكن أَن يعتقدوا بأن حزبهم هو صحيح دائماً، والحزب الآخر خاطئ دائماً. كل الحجج التي تتناقض أو تتعارض مع تفكير مجموعته ترفض آلياً بدون النظر إليها أو تدقيقها دون أي نظرة اعتبار لحقيقتها. وبغض النظر عن كم هي جيدة أَو صحيحة.
فالأنانية تتطور جزئيا من حالتها الفردية وتمتد هذه النزعات الأنانية أيضا إلى المجموعات البشرية. فالفرد يذهب من مقولة "أنا على حق!" إلى "نحن على حق " ولتوضيح هذه الطريقة في التفكير، هي يجد الناس في كثير من الأحيان يمكن تلبية رغباتهم الأنانية أفضل من خلال المجموعة بدلا من الحالة الفردية أو الشخصية(الذاتية)، وبذلك نصبح ضمن (تفكير المجموعةGroup think). ويمكن للمرء أن يرى ذلك في كل من الأطفال والكبار، مثال: "والدي أفضل من والدك"، "مدرستي (الدين ، والبلد ، والعرق ، الخ) هي أفضل من مدرستكم( دينكم، بلدكم، قوميتكم، الخ). وكثيرا ما يقع بعض المفكرين ودون تمحيص في مثل هذا التفكير، حتى لو كان الشخص أو الجماعة على خطأ.
إذن الأنانية في التفكير المتمركز حول المجتمعsociocentricity هو مرض، والوعي الذاتي بطبيعة التفكير الذي نمارسه هي العلاج المضمون لذلك. نحن بحاجة إلى أن نكون على دراية وبينة من ميولنا الخاصة والابتعاد عن التشويش على وجهة نظرنا، ولنكن مع "الحقيقة". يمكننا أن ندرك في كثير من الأحيان عندما يقوم شخص آخر بتفكيره المتمركز حول الأنا (الأناني). كما يمكن لمعظمنا تحديد التفكير المتمركز حول المجتمع sociocentricity في أعضاء الجماعات المعارضة لنا. ومع ذلك، عندما نقوم نحن بأنفسنا في ممارسة التفكير الأناني egocentrically أو ممارسة التفكير المتمركز حول المجتمعsociocentrically ، يبدو لنا ذلك حقا (على الأقل في ذلك الوقت) أن إيماننا بصواب مجموعتنا هو الأسهل لمحافظة على كياننا لأننا نتجاهل الأخطاء في تفكيرنا. ونختبئ تلقائيا خلف أنانيتنا من ذواتنا. وبذلك نفشل في معرفة أن سلوكنا يتناقض مع الصور التي لدينا عن ذواتنا. نحن لدينا قاعدة للاستدلال قائمة على افتراضات كاذبة. وعندما نفشل في تحقيق ما نريد ننسى الحقائق التي لا تدعم استنتاجاتنا، وبذلك فنحن كثيرا ما نسيء فهم ونشوه ما يقوله الآخرون.
ولكن هذا لا ينسينا نموذج آخر من التفكير غير الأناني وان كان هو من ذات النموذج وضمن التصنيف ذاته وهو المفكر المغرور Egotistical Thinker والمفكر المتغطرس(المتكبر) Arrogant Thinker.
فالمفكر المغرور Egotistical Thinker هو شخص شديد الثقة بنفسه. ينظر إلى نفسه بأنها ذات اعتبار عالي جداً، حتى لو كانت أفعاله لا تدعم تلك النظرة أو الرأي العالي جدا الذي يمتلكه. ويعتقد بأن آرائه وأفكاره صحيحة جدا حتى ولو لم يبذل جهدا فكرياً كبيراً في المهمة التي يفكر بها. وهو لا يبذل أي جد في المحاولة لإثبات صحة تفكيره. لأنه يعتقد انه صحيح دائما. وببساطة هو ذاته سبب تلك المصداقية التي تتصف بها أفكاره.
أما المفكر المتغطرس(المتكبر) Arrogant Thinker فأن هذا الشخص يعتقد بأنه إنسان متفوق جداً مقارنة بالناس الآخرين الذين هو يتكلم معهم. وهو من المحتمل يفكر في انه يقيم الآخرون الذين حوله بأنهم مجموعة أغبياء أَو جهله، وذلك ببساطة لأنهم لا يتفقون مع تفكيره "المتفوق". وهو قد لا يَكون متفوق إطلاقاً، وعادة هو ليس كذلك.
والحل من جميع تلك المطبات التي نتعرض لها في حياتنا وعلاقاتنا الاجتماعية والتي تنشا بسبب سوء التفكير. هو أن نعي ونفكر بشان الشيء الذي نفكر فيه، وبعناية وبما ينعكس على تفكيرنا وسلوكنا. وجعل معتقداتنا صريحة وننتقدها، وحينما تكون كاذبة نتوقف عن الإيمان بها، وتطبيق ذات الطرق على مفاهيمنا ومفاهيم الآخرين. والنظر في كل ما له صله بالواقع. وجعل استنتاجاتنا متسقة مع الأدلة، والاستماع بعناية وبعقل مفتوح للآخرين. وبذلك يمكننا تغيير ميولنا الأنانية عندما نراها على حقيقتها. فهي غير عقلانية وغير عادلة وان تنمية وعي الأطفال وأنماطها الفكرية هو الطريق الحاسم في تعلم جزء من التفكير النقدي.علما بان هذا التطور سيكون متواضعا في البداية، ولكن مع مرور الوقت يمكن أن ينمو وبشكل كبير.
كل شخص هو مزيج من الفكر الأناني، والفكر المركزي الاجتماعي socio centricity، وعلى العكس من ذلك كله، فأن التفكير النقدي هو التفكير العقلاني. هذه طرق التفكير الثلاث المختلفة تلعب خارج أنفسنا وفي نواحي كثيرة من الحياة الإنسانية. عندما نستلم قيادة عقولنا، ونكون على اطلاع ومعرفة بطبيعة التفكير الأناني والتفكير المركزي الاجتماعي socio centric في أنفسنا ولدى الآخرين. ونعمل بثبات للتطوير العقلاني لآليات التفكير لدينا، نصبح أشخاص عقلانين، نهتم لوجهات نظر الآخرين وكأنها وجهات نظرنا. ونبحث وبشكل نشيط عن الأنانية، النفاق، الإجحاف، ضيق أفق التفكير narrow mindedness في فكرِنا، ونتعهد بتقليل قوة هذه الطاقة في فكرنا وحياتنا. نريد أن نكون مستقلين ذاتياً وبشكل ثقافي أكثر، وذوي إحساس وبشكل حضاري، ومنصفين وغير متحيزين fair-minded.
هناك طريقة شائعة من مخططات العقل تفصل التفكير عن العواطف. وهكذا يقال إن بعض الناس لديهم توجه للتفكير بمشاكل الحياة بدلا من التوجه العاطفي. ويقال أن البعض باردون(عقلانيون)، وان آخرين يقال لهم دافئين وعاطفيين. ولكن هذا الفكر غير منطقي، في الواقع، حيث لا يوجد فكر دون انفعال. وليس هناك عاطفة بدون تفكير. فإذا كنت تشعر بالغضب هو لأنك تعتقد أن شيئاً ما حدث، وهذا الحدث غير مبرر. وإذا كنت لا تشعر بالغضب من دون سبب. قد يكون السبب غير منطقي، ولكن لا يزال هذا هو سبب (أو التفكير) الذي يسبب ويثير العاطفة.
يتسلم التفكير الناقد قيادة عواطفنا، عندما نواجه عواطف سلبية، ونحاول أن نميز ذلك التفكير الذي يؤدي إلى تلك العواطف. ونتعامل مع هذا التفكير وفق بعض الطرق المنتجة. في نفس الوقت، نحن لا نفترض بأن كل المشاعر الايجابية التي نواجهها تستند إلى الأفكار العقلانية. على سبيل المثال: لو كنت تؤثر في الناس وبنجاح وتدفعهم للقيام بأشياء ضد مصلحتهم، قد تواجهك كذلك مشاعر ايجابية. المفكرين الغير متحيزين يتجنبون هذا بطبيعة الحال مهما كانت جيدة لأنها تجعلهم يشعرون بالضيق. وبالتالي فمن الضروري أن نكون حذرين جداً في كل من عواطفنا وأفكارنا، وكيف نتعامل معها.
كما يمكن ملاحظ ذلك في وسائل الإعلام. حيث يمكن العثور على أمثلة كثيرة عن التفكير socio centric وهذا صحيح ووارد في جميع وسائل الإعلام المقرؤة والمرئية والمسموعة، فقد يكون هذا جزئيا، لأن الإعلام جزء لا يتجزأ من الثقافة، ولأن الكثير من التفكير في أي ثقافة معينة هو ذو نطاق مركزي اجتماعي socio centricفي طبيعته، إذ يمكننا أن نتوقع من أن التفكير المركزي الاجتماعي في أي ثقافة يمكن أن يتعزز من خلال وسائل الإعلام بوصفها وسائل للتواصل الاجتماعي الواسع النطاق. على سبيل المثال، وسائل الإعلام بشكل روتيني تؤكد صحة الرأي القائل بأن العرب هم "على حق" أو أنهم ذو أخلاق في تعاملاتهم ضمن دول العالم. من هذا الجانب الواحد من التفكير يمكن أن يتم زرع فكرة القومية والدعوة لها. وكذلك إذا كنا نتطرق إلى جانب الدعوات الدينية أو المذهبية. والفكرة الأساسية هي أن كل واحد منا وفق أسلوب التفكير الأناني(الفردي)egocentric يفكر في نفسه وبشروط ميسرة إلى حد كبير. كمفكرين وفق أسلوب التفكير المركزي الاجتماعيsocio centric، فنحن نفكر في بلدنا والجماعات التي ننتمي إليها ونقدمها بان أوضاعها مواتية وجيدة إلى حد كبير جدا. وفي ذات الوقت فأن وسائل إعلامنا ستقدم الدول والجماعات التي تعارضنا في أوضاع غير مواتية ومأساوية وإلى حد كبير.
ويترتب على ذلك تحيز في وسائل الإعلام السائدة اتجاه حلفاء البلد الذي ننتمي إليه، ومتحيزين ضد أعدائها. لذا فان وسائل الإعلام الحالية تعمل على تسليط الضوء على الأحداث الإيجابية في حين تعمل على تقليل الأحداث سلبية وتبحث عن مبررات لها. أما لأعدائها، يمكننا توقع عكس المعاملة. وبالتالي، يتم تجاهل الأحداث الإيجابية في بلدان الأعداء أو لا يعيرها أي اهتمام في حين العمل يجري على أبراز الأحداث السلبية والمشوهة، والعمل على تكرارها وترسيخها لدى الآخرين. أن قدرة الشخص على تحديد هذا العمل ومحاولة تجنب التحيز في كتابة مقالة ما أو في تمثله عقليا وبأكثر موضوعية وهو مهارة هامة في التفكير الناقد.
فإذا أردنا أن نفهم التفكير النقدي، علينا أن نبدأ من هذا المفهوم الأساسي وهو أن التفكير النقدي ينطوي على مصلحة دائمة وعلى إشكاليات في التفكير. وهو ما يعني التفكير حول التفكير الخاص وبآلياته ولتحسين نوعية تفكيرنا. إن تحديد المشاكل في الفكر الواحد غالبا ما يكون صعبا. كما أن الناس لا يميلون إلى اتخاذ نهجا نظاميا للتفكير. أن أصحاب التفكير الأناني أو المركزي الاجتماعي يضنون أن الآخرين مثلهم. لذا يستمرون بسلوكهم هذا.
كل واحد منا يفكر في بعض الأحيان بشكل جيد وأحيان أخرى بشكل سيئ. ولكن عندما نفهم تنمية التفكير بطريقة مشابهة للتنمية في أي مجال ذو مهارة معقدة. مثل تعلم العزف على الكمان أو تعلم الباليه. فإننا وضعنا خُطانا على بداية الطريق نحو ممارسة التفكير الناقد.
ولكن هناك قلة قليلة من الناس على فهم بما يلزم لتطوير العقل حقا وبعمق. وهناك عدد قليل جدا من يفهم العقل جيدا، وبما فيه الكفاية للتفكير على مستوى عال من الجودة، وفي جميع الجوانب الهامة والضرورية من حياتنا.
وإشارة أخيرة إننا وفي كثير من هذه الحالات لا نعي أو ندرك طرائق تفكيرنا لكونها قد تمركزت في اللاشعور الفردي أو الجمعي الذي نحمله، إلى جانب هو تعبير عن مفهوم ذات متضخم سلبي.



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ والأنظمة النفسية القسريّة
- لماذا العنف ؟ كيف يصبح الناس فجأة أكثر عنفا ؟
- سياسي الألفية الثالثة
- اتفاق أَنصاف الرِجالْ
- غزة والأصنام
- قولٌ في الميزان
- أنا والعراق والدجال
- حذاء ولكن !!!!!
- تكريم عراقي
- الثورية على الطريقة العراقية
- رحلةٌ مع نون
- إبحار
- محمد الهاشمي وحلم الوهم
- أنتِ النصف الآخر
- البصرة بين الإقليم والجيب العميل
- العراق بين هلالين
- أخرجوا من ظلام قواقعكم إلى النور
- بصمةُ العار
- رحيلُ الروح
- صور من زمن الاحتلال


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جودت شاكر محمود - كيف نفكر ؟