أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - أنا والعراق والدجال














المزيد.....

أنا والعراق والدجال


جودت شاكر محمود
()


الحوار المتمدن-العدد: 2506 - 2008 / 12 / 25 - 09:55
المحور: الادب والفن
    


تَوضَئ... وفرشَ عَلى
الأرضِ إِزاره
ليُصَلى ركعَتين لخالِقهِ استِخاره
قَبلَ قيامهِ بحزِ رؤوسنَا
وتقدِمُنا قربان لشيطانهِ
أو لَهُ كفاره
وبعدَ أَنْ صَلى
أعتَدَلَ في جلسَتِهِ
وأَمسَكَ بين شَفَيتَهِ سِيجْاره
وَرَاحَ يَنفْث دُخانَها
ليَرسم منهُ لنَا مَوكب جنازةٍ
أو مفخخةٍ في سوقٍ
أو انفجارٌ في سياره
ويَدَهٌ الأخُرى تَعَبثُ
بِشَعرِ لحيَتَهِ... تَبحَثُ
عَنْ قَملةٍ أو حَشَرَةٍ
مثلُهُ للناسِ ضاره
كانَ الكُلُ ينتظروا منهُ
أمراً أو إشارة
سادَ بَينَنا صَمتٌ وتساؤل
هل جاءَ لهُ وحياً
يَحملُ أمراً
أو بَشاره
ليقول لهُ ماذا يفعلُ
بكُلِ هذهِ الحَقاره
كُنا ثلاثةٌ ليس بينُنا رابطٌ
أو تَعارف
سِوى إن مَنْ
جَمَعَنا سَويةً هُنا...
مُجرِمٌ خاطفْ
يُحِيطُ بنا أَعوانُه
ومَنْ هو للحقِِ والدينِ مُخالف
كُنا مَعَ قيودَنا لَيسَ لنَا
سِوى إِنَنا نَرتَجِفُ
والرعبُ مِنْ خَوفَنا خائِفْ
سِوى إنَ الأطرافَ
مِنا شُلتْ وفارَقَ الدمُ وَجَناتُنا
وتَحَنَطتَ مِنا العُقُول والشَفايِفْ
وتَجَمَدتْ لَحَظاتُ الزَمانِ
وغَادَرنا مَرَافئ الضَحِكِ والطَرائفْ
كانَتْ عُيونَنَا شاخِصاتْ
وَخرَّستْ مِنا الألسنُ
وجَفتْ في حُلوقِنا الظامِئاتْ
لا يَنطقُ مِنها
سِوى خَوفَنا
ودموعْ بَعضَنا
وبعضٌ من خَرفِنا والتفاهاتْ
وكأنَ الساعةَ قد أَذِنَ موعِدها
والقيامةُ جاءتْ بِلا مِيعادْ
لا وِفقَ ما سَمِعنا
من قصصٍ أو حِكاياتْ
فاليَوم تُوفى الأَنفُسْ
عن كُلِ ما مَضى
مِنها وما فاتْ
وآذانُنا فيها وقرٌ
لا تَسمَعوا سِوى دَقاتُ
قُلوبَنا....وتَسارعُ النَبَضاتْ
والصَرخَةُ حَلت
وقامَت الأَمواتْ
كنتُ أَرى عالَمي الأرحَبْ
صارَ حَبَةُ خَردلْ
يَحتَجِزني ليَغوصَ بي
أسفلُ .... فأسفلْ
في عُتمةِ نهارٍ
كانَ قُبيل ساعةٍ
في عَيني هوَ الأَجمَلْ
كُنتُ أَرى وحوشٌ تُحِيطُ بي
جاءتْ مِنْ عالَمٍ أرذلْ
وجَفافٌ يَعتَريني
ورغبةٌ بأن أبصقَ
عَقلي وأفكاريْ
وكُل مَشاعِري والكَلِماتْ
كانَ الدفء يَلفُ عُنقي
ويتدفق من شرياني
والسَيفُ يخترقُني
وصوتٌ يُرددُ بعضَ
الأدعِيَة والآياتْ
وحينَ فارَقَ رَأسي جَسَدي
ومَضى مُبتَعداً عَني
تَتَقاذَفهَُُ الأرجُل واللكَماتْ
شَعَرتُ بأَني قَد أصبَحتُ
أَكثرُ مِنْ فَردٍ
أَكثرُ مِنْ جَمعٍ أو مَجموعاتْ
وتَجرَدتُ مِنْ خَوفي ومِنْ غَضَبي
وما يُسيءُ لكُل المَخلوقاتْ
وبالرَغمِ مِنْ كُلِ ما جَرى
فأني ما زِلتُ
أسمَعُ... وأنظرُ
وأرفَعُ لافِتَةً.... وأفَكِرُ
وأَتَقَدمُ جَموعَ مَنْ لا يَرضى بالذلِ
أو حكاياتْ الجنِ والخُرافاتْ
لا زِلتُ بالرِغمِ مِنْ جُرحي ونَزفي
أَرى عِراقٌ
تَرسِمُهُ الأشعارُ والأفكارُ
تُزينهُ البسمةُ والضَحِكاتْ
عِراقٌ يُحكُمُهُ الحبُ
وليسِ الجَهلُ
ومَنْ تَحومُ حَولَ ولائِهِ
للعراقِ الرَيبَةُ والشُبهُاتْ
يا سادتي لن يبقى في تأريِخَنا
إلا مَنْ على الحقِِ عاشَ ومَاتْ
أما الطارِئون..... الحاقِدونَ
فلَهم مَزابلُ التاريخْ
مَأوى ومَباتْ



#جودت_شاكر_محمود (هاشتاغ)       #          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذاء ولكن !!!!!
- تكريم عراقي
- الثورية على الطريقة العراقية
- رحلةٌ مع نون
- إبحار
- محمد الهاشمي وحلم الوهم
- أنتِ النصف الآخر
- البصرة بين الإقليم والجيب العميل
- العراق بين هلالين
- أخرجوا من ظلام قواقعكم إلى النور
- بصمةُ العار
- رحيلُ الروح
- صور من زمن الاحتلال
- رحيل الروح
- الاكتئاب تشخيص وعلاج(3)
- ..........
- مَنْ الأخير ؟
- الاكتئاب تشخيص وعلاج(2)
- البصرةُ حبيبتي
- الحقيقة بين الجواهري ونوري باشا السعيد


المزيد.....




- بعد 24 ساعة.. فيديو لقاتل الفنانة ديالا الوادي يمثل الجريمة ...
- -أخت غرناطة-.. مدينة شفشاون المغربية تتزين برداء أندلسي
- كيف أسقطت غزة الرواية الإسرائيلية؟
- وفاة الممثلة الأميركية لوني أندرسون عن عمر ناهز 79 عاما
- الدراما العراقية توّدع المخرج مهدي طالب 
- جامعة البصرة تمنح شهادة الماجستير في اللغة الانكليزية لإحدى ...
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- الجوع كخط درامي.. كيف صورت السينما الفلسطينية المجاعة؟
- صدر حديثا : -سحاب وقصائد - ديوان شعر للشاعر الدكتور صالح عبو ...
- تناقض واضح في الرواية الإسرائيلية حول الأسرى والمجاعة بغزة+ ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جودت شاكر محمود - أنا والعراق والدجال