أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ليحمي الله مصر من حكامها الحاليين














المزيد.....

ليحمي الله مصر من حكامها الحاليين


أحمد حسنين الحسنية

الحوار المتمدن-العدد: 3514 - 2011 / 10 / 12 - 17:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


لم يأت طنطاوي للحكم نتيجة هتاف الشعب مطالباً به حاكماً .
فلم يقع عليه إختيار جمعية تأسيسية شعبية حاكماً ، ثم خرج الشعب لينفذ إرادة تلك الجمعية التأسيسية الشعبية ، التي هي تعبير عن إرادة الشعب ، كما حدث في مايو 1805 .
و لم يختره الشعب المصري مباشرة زعيماً شعبياً لثورته كما حدث مع سعد زغلول .
و لم يقد حتى حركة عسكرية ضد مبارك لقيت تأييداً شعبياً كما قاد كل من أحمد عرابي و عبد الناصر حركتان عسكريتان لقيتا لبعض الوقت تأييداً شعبياً - إلى حد ما - ثم قادتا مصر في نهايتهما إلى أكبر كارثتين وطنيتين شهدتهما مصر في خلال القرنين الماضيين ، و هما الإحتلال البريطاني ، و هزيمة 1967 ، و الأخيرة منهما لم تفق المنطقة من نتائجها الوبيلة لليوم ، برغم مرور أكثر من أربعة عقود على وقوعها .
لا ينقص طنطاوي الشرعية السياسية الشعبية فقط ، بل و أيضاً ينقصه الإحترام الشعبي ، لأن الشعب لا ينظر إليه إلا كرجل من رجال مبارك المقربين ، و هذه نتيجة طبيعية لشخص مكث عقدين تقريباً وزيراً للدفاع في عهد مبارك الأثيم ، و حتى بعد أن أصبح على قمة السلطة رفض أن يحاول خلق شعبية له بالإستجابة لمطالب الشعب العادلة .
الشيء الوحيد الذي إعتمد عليه لتبرير حكمه ، و شرعنته ، هي القصة التي رددتها السلطة منذ الحادي عشر من فبراير 2011 ، و لازالت ترددها ، و التي فحواها : رفضه الإستجابة لطلب مبارك إستخدام الجيش لقتل المتظاهرين السلميين أثناء الفصل الأول للثورة .
قول ، رددته السلطة ، و تستند عليه لتبرر وجودها ، و لكنها لا تنتبه إلى إنه في حد ذاته دليل ضد مبارك ، يؤيد رأي الشعب في ضرورة إعدام ذلك المجرم .
قضية محاولة مبارك إستخدام القوات المسلحة ضد المتظاهرين السلميين ، و رفض طنطاوي ذلك ، مسألة تحتاج لبحث ، فهناك إحتمال كبير أن تكون القصة الحقيقية مغايرة تماماً للرواية الرسمية .
ما أعتقده هو أن الكبار المحيطين بمبارك أدركوا عقم الإستمرار في إستخدام القتل و الترويع ، بعد فشل مذبحة جمعة الغضب في إخماد الثورة ، و فشل البلطجية في واقعة الجمل في فض الثورة ، و فشل إستخدام طائرات القوات الجوية في إرهاب المتظاهرين ، و فشل إطلاق المجرمين المحترفين في إرهاب الشعب و دفعه للخروج لتأييد مبارك ؛ فقرروا أن مبارك كشخص يجب أن يذهب ، حتى يبقى النظام ، و ذلك بالإلتفاف على الثورة بإستخدام أعوان مبارك في المجلس العسكري - مستغلين حبنا و إحترامنا كشعب لجيشنا - و يؤيد رأيي هذا تخيير عمر سليمان الشعب ، في الأيام الأخيرة لعهد مبارك ، بين إستمرار مبارك في الحكم و بين إنقلاب عسكري ، و نظام طنطاوي - كما هو واضح - هو ذلك الإنقلاب ، و بالمناسبة فقد قمت بالرد على تهديد عمر سليمان في مقال : هكذا سيتصرف الإنقلاب العسكري الحقيقي ، و الذي كتب و نشر في الحادي عشر من فبراير 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي في يوتيوب بنفس العنوان ، و كذلك يوجد في يوتيوب رسالة صوتية لم أنشرها كمقال عنوانها : تمثيلية المجلس العسكري لن تخدعنا .
برغم إيماني بأن الرواية الرسمية عن دور طنطاوي و مجلسه ، في حماية الثورة ، هي قصة خرافية حبكها عمر سليمان ، إلا إنني سأتجاوز اليوم ، الثاني عشر من أكتوبر 2011 ، عن ذلك مؤقتاً ، لأقول :
لقد إعتبر نظام طنطاوي - أي طنطاوي و مجلسه - أن شرعيته تقوم على رفضه قتل أفراد الشعب ، و الآن ، و بعد مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 ، فإن يداه مخضبتان بدماء بعض أفراد الشعب ، و بالمناسبة فإن إقدامه على قتل أفراد من الشعب ليس بالأمر الجديد ، لأن هناك جريمة قتل تمت في الثامن من إبريل 2011 ، من الواضح إنه قد تم نسيانها عمداً من قبل اتحاد شباب خيانة الثورة ، و غيره من التنظيمات التي تدعي الثورية ، حتى يسهل لهم التعامل مع نظام طنطاوي الذي سيتحكم في تشكيلة البرلمان القادم .
لقد فقد نظام طنطاوي غطاءه الشرعي الذي إدعاه ، بإرتكابه لما يقول إنه إمتنع عن إرتكابه في عهد مبارك .
إلا أن الجريمة التي تمت في مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 ، و التي أعادت لذاكرتنا الأحداث الدموية للفصل الأول للثورة ، لا تقف في بشاعتها عند حد إزهاق النفوس .
ما حدث من جانب إعلام السلطة ، و أعني الإذاعة المرئية ، أو التلفزيون ، من تحريض على الفتنة ، بشكل واضح و صريح و مفضوح ، هو أشد من القتل .
إنها جريمة تفوق في بشاعتها و دناءتها التوصيف بكلمتي : خيانة عظمى .
محاولة نظام طنطاوي الخبيث جر الشعب المصري للقيام بتقتيل بعضه البعض هي الخيانة الأعظم ، و الأكبر .
إنه إستمرار لنهج نظام مبارك في محاولته تفتيت الشعب المصري ، و لكن هذه المرة الجريمة تمت جهاراً بواسطة الإذاعة المرئية الرسمية ، و الدليل أصبح دامغ ، و لا يمكن التنصل منه .
إن كان لنظام طنطاوي أية شرعية في ما مضى ، فقد سقطت تلك الشرعية مساء الأحد التاسع من أكتوبر 2011 .
الآن طنطاوي ، و مجلسه العسكري الحاكم ، و كل أركان ذلك النظام ، متهمين ليس فقط بتهمة قتل مواطنين مصريين ، بل و أيضاً بتهمة خيانة الشعب المصري .
نضالنا شرعي ، و نهجنا سلمي ، لنتذكر ذلك دائماً .
ملحوظة تعد جزء من المقال : في هذا الشأن يمكن مراجعة مقال : إستبداد الوصاية يحتاج فتنة طائفية ، و نشر في العشرين من مايو 2011 ، و يوجد كتسجيل صوتي بنفس العنوان في يوتيوب .



#أحمد_حسنين_الحسنية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إخلاصنا لشهدائنا يكون بتحقيق آمالهم لمصرنا
- السجن أحب إلي من الموافقة على صفقة العار هذه
- من إيه إلى زد مصريين
- طنطاوي بدأ حملته الإنتخابية الرئاسية
- ندين من الآن إعتداء السلطة على سفارتي إثيوبيا و الصين
- الاتحاد من أجل المتوسط يجب أن يواكب في أهدافه و وظائفه ربيع ...
- لا عودة للوراء ، مع ضعف مصري ، إذاً الكارثة آتية لا محالة
- الدولة الأردوغانية لا يحلم بها العرب
- الحكم أولاً ، و النهج السلمي دائماً
- قائد القوات الجوية أثناء الفصل الأول للثورة مطلوب للمثول أما ...
- ما علاقة مذبحة الفصل الأول للثورة بالأمن القومي المصري ؟؟؟
- جهاز الشرطة هو الأخطر ، لكن الإستيلاء على الحكم أولاً
- إما أن ننقذ الثورة الآن و إما أن ننعيها
- هل يعقل أن نتنياهو و ليبرمان يتآمران على طنطاوي و سليمان و م ...
- لو كانت مصر دعمت الثورة الليبية بدلاً من الناتو
- المخابرات السليمانية أنقذت مبارك و دمرت مصر
- إحتلال مبنى مجلس الشعب لإحباط إنتخابات مجلس الشعب
- الثورة الناجحة لا تترك لأعدائها أي نفوذ
- دول الموجة الثانية فرص الديمقراطية فيها أكبر
- إسرائيل ستخفض درجة تصنيفها لمبارك


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - أحمد حسنين الحسنية - ليحمي الله مصر من حكامها الحاليين