أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الدين بوزيان - زبيدة لم تنتحر














المزيد.....

زبيدة لم تنتحر


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


أنتجت بوليود سنة 2001 فيلما مميزا للمخرج "شيام بينيغال" عنوانه "زبيدة"، كانت البطولة فيه لأيقونة بوليود في تلك السنوات "كاريشما كابور" إلى جانب "مانوج باجباي"، و هو الفيلم الثالث لنفس المخرج الذي يتطرق لإشكاليات لها علاقة مباشرة بالدين الإسلامي و أثارت هذه الأفلام الثلاث جدلا كبيرا وقت عرضها.
تدور قصة الفيلم كما هو واضح من عنوانه حول فتاة هندية مسلمة اسمها زبيدة تعمل كممثلة، و تطلق من زوجها المسلم بسبب خلاف عائلي بين والدي الزوجين، و تقع بعدها في حب أمير هندوسي متزوج و تتزوجه رغم تعارض هذا الزواج مع رغبة العائلة و مع ما يقره الدين الإسلامي.

نهاية الفيلم تكون بانتحار زبيدة و موت زوجها خلال إسقاطها لطائرتهما الخاصة خلال سفرهما، حيث فضلت زبيدة فقدانها لحياتها و حياة زوجها على أن تراه مع أخرى و تعيش هي على الهامش.
و بما أن زبيدة مسلمة، و الإسلام يحرم الانتحار و يعتبر المنتحر كافرا، فإن والدة زبيدة (لعبت دورها الممثلة فريدة جلال) بقيت طيلة حياتها ترفض فكرة انتحار ابنتها، و تشرح ما حدث على أنه عطل بالطائرة أودى بحياة ابنتها و زوجها.
إصرار والدة زبيدة على تغيير الحقائق حسب قناعاتها و حسب ما تراه هي مثاليا، جعلني أتذكر وفاة سندريلا الشاشة العربية سعاد حسني، التي يرفض الكثيرون لحد الآن مجرد التفكير في أن وفاتها يمكن أن تكون حادث انتحار كما يمكن أن تكون عملية قتل مقصودة.
الإنسان لا يكون منصفا أغلب الوقت في أحكامه و تفسيره لبعض المعلومات الواقعية و يرفض الحقيقة كما هي، لا يقبلها و يحاول دائما قولبتها حسب الأهواء و الميولات أو حسب المعتقدات و القناعات.
من نحبهم سواء من الناس العاديين أو من المشاهير، نريد رؤيتهم دائما على أنهم أشخاص كاملون، نرى حياتهم مثالية لا شوائب فيها، نرفض قبولهم كما هم بسلبياتهم و إيجابياتهم، نغض الطرف عن المساوئ و نخفيها أو نلغيها نهائيا، و نعظم من محاسنهم و نضيف عليها ما ليس موجودا أبدا في تلك الشخصية المحبوبة.
رفض الكثير من محبي السندريلا فكرة انتحارها، رغم تأكيد الأطباء لمرورها بحالة اكتئاب حادة و تناولها لأدوية تؤثر سلبيا عليها، كما يرفض محبو "ريكي مارتين" رؤيته كمثلي جنسيا رغم أنه اعترف بنفسه بذلك.
كما يرفض عشاق سيدة الطرب العربي الاعتراف بعرقلتها لمطربين آخرين في زمانها، و يرفض عشاق "فيروز" الاقتراب من رمزهم الكبير و كأنها إله لا يخطئ.
و قد يرفض عشاق "نزار قباني" وصفه بزير النساء، و يرفضون رأي من يقول بأنه شاعر دافع عن المرأة في الشعر لكنه كان متعدد العلاقات لدرجة لا يمكن تصورها.
ربما لأننا لا نريد أن ينكسر صنم الكريستال الجميل الذي تكون في أذهاننا عن مشاهيرنا المحبوبين.
لماذا لا نعترف باضطراب شخصية و حياة الكثير من المشاهير ممن نحبهم؟ و اعترافنا باضطرابهم أو عيوبهم تلك، لا ينفي مواصلة حبنا لهم أو متابعتنا لأعمالهم، لأنها أعمال كبيرة و قد تكون من علامات الفن أو الأدب، و ليس بالضرورة أن يكون المبدع بشخصية الأنبياء و الملائكة لكي يترك بصمة في تاريخ الفن و الأدب و الفكر.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضرب الشيء بضده
- إليسا تنشر الفسق بالجزائر
- لا حصانة إلا للأنبياء
- لكي تكون العدالة عادلة في قضية شيماء ريحان
- الحجب يولد التعدد أحيانا
- التدجين ضد التغيير
- ثورة نسخ لصق
- شيماء ريحان... عام بعد الكارثة
- النظام الجزائري نحو الاستبداد الالكتروني
- مسكنات طويلة الأمد
- صوتنا وصل إليكم...ماذا تنتظرون؟
- دراما البوتوكس و السليكون
- بعد الفهد الوردي، جاء دور الدون كيشوت
- واقع مقتبس من الكاريكاتور
- الخط الافتتاحي يمر عبر جيوب المذيعات
- باباراتزي رياضي
- هدية لشيماء في عيد ميلادها
- محطة لانتظار حب قد لا يصل
- شيماء…قضية رأي عام
- يوم بلا بؤس و لا شقاء


المزيد.....




- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جمال الدين بوزيان - زبيدة لم تنتحر