أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين بوزيان - ضرب الشيء بضده














المزيد.....

ضرب الشيء بضده


جمال الدين بوزيان

الحوار المتمدن-العدد: 3435 - 2011 / 7 / 23 - 15:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليس غريبا على النظام الذي اعتاد ضرب الشيء بضده أن يستخدم نفس الطريقة الخبيثة أمام مطالبة الأطباء المقيمين بتعديل القانون الخاص بهم و بإنصافهم و إعطاءهم حقوقهم المهضومة.
لذلك، مهما كانت قضايا الأخطاء الطبية عادلة و تستحق التعامل معها بما يحفظ للضحية و أهلها كل الحقوق، فإن هذا لا يبرر التركيز على هذه القضايا بالإعلام في الوقت الذي تزايدت فيه وتيرة إضراب الأطباء المقيمين و اقترابهم من نيل مطالبهم.
و لا أدري هل هي صدفة أم عمل متعمد ذلك الذي جعل ضحايا الأخطاء الطبية بالعاصمة الجزائرية يعتصمون بالقرب من مكان اعتصام الأطباء المقيمين يوم الثلاثاء 12 أفريل 2011؟ !!!
في الأشهر القليلة الماضية، تكرر تناول الصحف الجزائرية لأخبار الأخطاء الطبية بما يبعث على التساؤل حول السبب في تزامن هذا الطرح بين أغلب الصحف، فالأخطاء الطبية موجودة سابقا و ليست خلال أشهر إضراب الأطباء المقيمين فقط، و هناك حرية نسبية للصحافة بالجزائر تكفل التطرق لهذه المواضيع منذ التسعينات و ليس الآن فقط.
و إن كنت أتوجه بالشكر الكبير للمراسلين الصحفيين على سعيهم لإيصال صوت ضحايا الأخطاء الطبية و قد تعاملت مع بعضهم و لمست صدقهم في العمل و اهتمامهم بمساعدة المريض كأولوية قبل العمل الصحفي نفسه، إلا أني قد أشكر مدرائهم مع بعض التحفظ، لأن مالك الجريدة أو مديرها في نظري هو في الغالب تاجر لا يعرف بأن شرف الوسيلة من شرف الغاية، ففي نفس الجريدة قد تجد مدحا لراقصة معينة و في صفحة أخرى تجد تحريما و تجريما للرقص.
تناول الصحف للأخطاء الطبية بهذه الكثافة المعتبرة و المتكررة قد يخدم الضحايا و عائلاتهم و إن كان تحقيق العدالة في هذا البلد صعب جدا، لكن من جهة أخرى هذه الكثافة في الطرح قد تكون خادمة لنوايا أخرى و قد تكون رد فعل مضاد للأطباء المقيمين خاصة و الأطباء بصفة عامة، و كأنهم يقولون لهم لا حقوق لكم مادمتم تقتلون الناس في المستشفيات، و كأنهم يردون على مطالبتهم بالحصانة القانونية، فيذكرونهم بأخطائهم.
إن إنصاف الطبيب في حقوقه لا يعني تهربه من واجباته و من بينها ضرورة مساعدة المريض مهما كان و تحمل نتائج و أخطاء عمله.
و لست هنا بصدد مناقشة موقفي من مطالب الأطباء المقيمين، و عرض موقفي المتضامن دائما مع ضحايا الأخطاء الطبية المظلومون دائما و المهمشون من طرف العدالة، بل المشكل الرئيسي و الخطير بعيدا عن مطالب كلتا الفئتين، هو سياسة ضرب الشيء بضده التي ينتهجها النظام دائما، و الكل يعلم بأن السماح للإسلاميين في بداية التسعينات بالظهور و التفاقم كان لغرض إحداث توازن بينهم و بين الديموقراطيين و الفئات و الأخرى لكن توقع حكام الجزائر كان خاطئا و كما يقول المثل الشعبي الجزائري "كبر الخروف و نطح باباه"، و اليوم نحن نشهد إحداثا للتوازن من خلال ضرب ثلاث أضداد ببعضهم البعض، الإخوان و السلفيين و الصوفيين، فقد تزامنت عودة التطبيل للزوايا و الأضرحة بالسماح لكتب السلفيين المختلفة بالدخول بغض النظر عن محتواها الثمين أو التافه أو الخطير.
نعم للديموقراطية التي تسمح للكل بإبداء رأيه، لكن ما يمارسه النظام ليس ديموقراطية بل هو توجيه لتوقيت و مكان بروز الشيء و ضده.



#جمال_الدين_بوزيان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إليسا تنشر الفسق بالجزائر
- لا حصانة إلا للأنبياء
- لكي تكون العدالة عادلة في قضية شيماء ريحان
- الحجب يولد التعدد أحيانا
- التدجين ضد التغيير
- ثورة نسخ لصق
- شيماء ريحان... عام بعد الكارثة
- النظام الجزائري نحو الاستبداد الالكتروني
- مسكنات طويلة الأمد
- صوتنا وصل إليكم...ماذا تنتظرون؟
- دراما البوتوكس و السليكون
- بعد الفهد الوردي، جاء دور الدون كيشوت
- واقع مقتبس من الكاريكاتور
- الخط الافتتاحي يمر عبر جيوب المذيعات
- باباراتزي رياضي
- هدية لشيماء في عيد ميلادها
- محطة لانتظار حب قد لا يصل
- شيماء…قضية رأي عام
- يوم بلا بؤس و لا شقاء
- الراقصة المحترمة


المزيد.....




- الأردن.. ميلاد ولي العهد الأمير حسين وكم بلغ عمره يثير تفاعل ...
- -صفقة معادن-.. ترامب يرعى اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الد ...
- الولايات المتحدة: المحكمة العليا تحد من صلاحيات القضاة في تع ...
- فجوة -صارخة- في توزيع الملاجئ في القدس
- احتجاجات في إسرائيل للمطالبة بصفقة تبادل ووقف حرب غزة
- الاحتلال يواصل اقتحام مدن الضفة ويدمر منازل بجنين
- هل انتهى حلم إيران النووي بضربة واحدة؟
- ماذا أرادت إسرائيل من الغارات على جنوب لبنان؟
- في حال التطبيع مع سوريا.. ساعر يتحدث عن -شرط الجولان-
- بينها الكركم.. أفضل 5 أطعمة لتخفيف آلام التهاب المفاصل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال الدين بوزيان - ضرب الشيء بضده