أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم خطاوي - وأخيرا نال الشاعر السويدي توماس ترانسترومر جائزة نوبل في الأدب ...















المزيد.....

وأخيرا نال الشاعر السويدي توماس ترانسترومر جائزة نوبل في الأدب ...


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 21:56
المحور: الادب والفن
    


لم تمض دقائق على إعلان سكرتير الأكاديمية السويدية في ستوكهولم بيتر أنكلوند Peter Englund عن قرار منح الشاعر السويدي توماس ترانسترومر Tomas Trantrömer, جائزة نوبل للأدب لعام 2011 اليوم السادس من تشرين الأول,حتى عمت الأوساط الثقافية السويدية وفي العالم,موجة من الفرح والسعادة,خصوصا وأن الوسط الثقافي السويدي, وكل المعنيين بشؤون الثقافة والأدب, كانوا ينتظرون ومنذ أعوام كثيرة ليوم هكذا, أخذين بنظر الاعتبار ما يحضا به توماس ترانسترومر من شعبية واحترام كبيرين, ليس في بلده السويد وحده ,بل في بلدان مختلفة, ومنها البلدان العربية التي قرأ ناسها شعر ترانسترومر وسط إعجاب وتقدير.
لقد نال ترانسترومر الجائزة لمنجزه الشعري الكبير والذي أوجزته الأكاديمية السويدية بكلمات بسيطة, وهي أن الشاعر وبكثافة وبصور واضحة قد منحنا الوسيلة إلى الحقيقة .
قبل دقائق من إبلاغه الخبر, كان توماس ترانسترومر يجلس في داره يستمع للموسيقى,وعبر عن دهشته لقرار منحه الجائزة .
لقد هدت حيله وجسده أوجاع المرض الذي أصابه قبل سنوات,لكن روحه الطيبة ظلت في عنفوان توهجها وفي غزارة الإبداع الشعري الذي منحه لعشاق الشعر في كل العالم ودون منة.
لقد ترجمت أشعار ترانسترومتر لأكثر من ستين لغة,وذاع صيته وشعبيته في جميع المنتديات الثقافية .
منح ترانسترومر جائزة نوبل للأدب لعام 2011 أثار الدهشة والمفاجأة,خصوصا وأن الناس قد تعودت في كل عام أن تنتظر في أن يتوج هذا الرمز الشعري الكبير بهذه الجائزة, خصوصا وإنها تمنح في بلده السويد,ولم يتوج بنيلها شاعر سويدي ومنذ زمن طويل .
((لقد كان توماس من ضمن المرشحين للجائزة منذ سنوات طويلة, انه واحد من أكبر شعراء العالم)) ,بهذه الكلمات عبر سكرتير الأكاديمية السويدية عن مشاعره بنيل ترانسترومر هذه الجائزة.
في هذا العام كانت أسماء عملاقة أخرى قد رشحت لهذه الجائزة ومنهم(( فيليب روث - ا موس اوس - أسيا جبار - هاروكي موراكيمي – أدونيس )),لكن شاعرية واستحقاق ترانسترومر قد جعلته قريبا من الجائزة واستحقها.
يبلغ توماس ترانسترومر اليوم الثمانين عاما,واشتهر وذاع اهتمام القراء والنقاد به منذ عام 1954عبر مجموعته الشعرية( 17 قصيدة),وكذلك عبر مجموعته (إسرار في الطريق) 1958, وعبر المجاميع الشعرية التي كتبها لاحقا,ومنها مجموعته الشعرية الكاملة التي صدرت عام 2001 في ستوكهولم.
إن قراءة شعر توماس ترانسترومر لا تحتاج لمزيد من الأدوات والتكلف والاستعداد لاستقبال الغامض والمعقد من الشعر,بل أن كلماته تجد جسورها الأليفة لروح القراء قبل أن يمد القارئ جسوره لها,وهي كلمات بسيطة وعفوية وذات دلالات كبيرة موحية.

لا يجهد توماس ترانسترومر للبحث عن مفرداته واختيارها,فهي تحيطه وتسوره.
هو قريب من الموسيقى, والطبيعة السويدية بغاباتها وبحيراتها, ومن الناس البسطاء الغير متكلفين,الذين كتب اغلب قصائده عنهم ولهم.
في قصائده لا يجد القارئ ذلك التكلف واللزوم والتصنع والحشو والملل والهذيان.
أحيانا يعبر في سطرين صغيرين عن ما تعجز قصيدة كبيرة مهلهلة لشعراء أخرين التعبير عنه.
لقد أجاد الكتابة بلغة الهايك السويدية وأبدع فيها. إن كلمات قصائده ليست من خميرة الكلمات التي يقرأها القارئ ويمر عليها عبر الحس والمتعة الآنية فقط,بل أنها تترك في كل مرة وجعا وفرحا وبطعم ونكهة سويدية, وقد صدقت الأكاديمية السويدية في قرار منحه الجائزة حين أشارت لكونه واحدا من عمالقة الشعر الذي استطاع عبر الاختزال والتكثيف من منحنا صورا جميلة ووسائل لفهم الواقع والحقيقة.
لقد كتبت عن الشاعر مقالا نشرته في أكثر من موقع وصحيفة, وذلك في((أيلول 2004)) أثناء صدور مجموعته الشعرية ((هذا اللغز الكبير)), مع محاولة مني لترجمة بعض قصائده, وأرى أنها لا زالت تحتفظ بحيويتها, وأود أن يطلع عليها القارئ الذي ربما قد قرأها قبل سبعة أعوام ولكنها مفيدة له اليوم أيضا .
..............................................................................
(((((منذ صدور مجموعته الشعرية الأولى (أسرار في الطريق) عام 1954¡ يواصل الشاعر السويدي توماس ترانسترومر إبحاره في عالم الشعر الجميل والمضني¡ وبنفس النفس والقوة الشعرية التي تعود قراء شعره ومتذوقيه إحساسها¡ وهو وإن هدّه المرض وأعياه¡ يبقى في الكم القليل الذي يكتبه قامة من قامات الشعر في السويد والعالم.
مجموعته الشعرية الجديدة (اللغز الكبير) هي آخر ما صدر للشاعر¡ وقد صدرت العام 2004 وفي وطنه السويد¡ وعن دار النشر ALBERT BONNIERS .
إن ما يميز هذه المجموعة هو الإفراط في اختزال الجمل مع المراعاة الشديدة للدلالات العميقة لكل جملة¡ بل لكل مفردة. وإن الاستنتاج الأول الذي يخرج به قارئ هذه المجموعة هو أنه يقرأ لرجل يصوغ الأساور والأقراط¡ مادته الذهب¡ وجمالية مصوغاته¡ تلك التجربة الغنية التي راكمها سنيناً وهو يكتب الشعر.
مجموعته الشعرية هذه لا تتجاوز صفحاتها التسعين¡ وهي من الحجم الصغير جداً. ولن يستغرق القارئ كثيراً لو أراد عد جمل القصائد, لا بل حتى عد كل كلمات المجموعة. هذه القصائد كتبت على شاكلة الكتابة الشعرية التي شاعت في اليابان والتي عرفت بالهايك¡ وهي تؤلف أغلب قصائد المجموعة عدا القصائد الخمس التي في المقدمة. وقد أسماها (قصائد الهايك) وهي بحق قصائد الهايك, ولكن بلون وطعم سويدي.
ربما ستكون تجربة الشاعر الشعرية المهمة هذه ومجموعته الشعرية طريقاً تقربه من جائزة بلده (نوبل) التي حرم منها جوراً ولسنوات طوال .
سأحاول جاهداً نقل أو ترجمة بعض قصائد هذه المجموعة مستعيناً بسنواتي العديدة التي قضيتها في بلد الشاعر¡ قارئاً ومتذوقاً لشعره¡ وبتجربتي البسيطة في عالم الشعر¡ فرغم صغر حجم هذه القصائد واختزال كلماتها فإن ترجمتها تبقى أصعب وأعقد من قصائد وأشعار غيره.)))))


إمضاءات

العتبة السوداء هذه
عليّ اجتيازها.
صالة..
الوثيقة البيضاء تضيء.
مع
جموع الظلال المتحركة
الجميع يريد الإمضاء.

ألحق بالضوء
طاوياً الزمن.



الثلج يسقط

تتقادم المقابر
متكاثرة
كدالات الطرق
حين اقتراب المدن.
في ظلال البلد المترامية..
جسر يتكون
ببطء
هناك بعيداً في الفضاء.



واجهات

1
في نهاية الطريق
أرى السلطة
وهي شبيهة بالبصل
بوجوه مبرقعة
تتكشف واحدة تلو الأخرى...
2
منتصف الليل..
المسارح أقفلت.
في الواجهات تشع الكلمات
مؤشرة للغز الرسائل
التي تغطس عبر برودة الشعاع.



تشرين الثاني

يصير الجلاد خطيراً حين يغضب.
السماء المحترقة تتكور.
من زنزانة لأخرى
تسمع الطرقات
ومن الجليد الصلب
ينتفض الماء.
بعض أحجار تضيء كالبدور.



ملاذ النسر

خلف الأواني الزجاجية
غريبة تبدو الزواحف
دون حراك.
امرأة تعلق غسيلها
في صمت.
الموت صمت الريح.
في أعماق الأرض
تشع روحي
صامتة كالشهاب.


قصائد الهايك

جدار اللا جدوى...
تأتي الحمامات وترحل
دون ملامح.
.....
صامتة تقف الأفكار
كلوحة موزائيك
في حديقة قصر.
............
واقفة في الشرفة
في قفص من شعاع –
كقوس قزح.
........
مدن مضيئة:
صوت¡ قصص¡ رياضيات –
لكنها مختلفة.
........
ريح كبيرة وبطيئة
من مكتبة البحر
هنا يمكنني الاسترخاء.
........
ريح الله في الخلف
رصاصة تأتي دون صوت –
حلم طويل جداً.
.........
البحر سور.
أسمع النوارس تصرخ –
تلوح لنا.
........
معجزة
شجرة التفاح العجوز.
البحر قريب.
.........
سماع زخات المطر.
سأهمس في سر
لأكون هناك.
........
حدث مرة.
خارج الغرفة أضاء القمر.
والإله كان يعرف ذلك.
......
تطلع لي وكيف أجلس
كقارب مركون على اليابسة.
هنا سعيد أنا.
......
سر صامتاً كالمطر¡
الق ورق الشجر الهامس..
تنصت للساعة في القرم .
.......
سواد هائل.
قابلت ظلاً كبيراً
في عينين.
.......
طيور الناس..
شجرة تفاح مزهرة.
ذلك اللغز الكبير.



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصائد دافئة من بلاد الثلج
- الشيوعيون العراقيون....خطى واثقة صوب مؤتمر حزبهم الوطني التا ...
- نداء تضامن من أجل إطلاق سراح المعتقلين الشباب فورا
- الإنفاق العسكري وهدر أموال الشعوب
- الهموم التي وحدت الناس
- الجنرال
- الدروس التي لم يتعلمها الحكام .....!!!
- مطالب مشروعة لخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل في محافظة وا ...
- وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم ...
- الشعب والفرج
- العاطلون عن العمل ليسوا سلعة للمساومة
- تلاميذ سويديون صغار وقصائد كبيرة
- أربع قصائد خائفة
- 63 الرقم الذي لم تنسه ذاكرة العراقيين ,363 الرقم الذي سيصوت ...
- الصبي الوديع
- صوتي للحرية والعدالة الأجتماعية .. صوتي لأحبتي في الحزب الشي ...
- السياب يتجول في ستوكهولم/خواطر عن الشاعر السويدي نيلس فرلين ...
- نصوص تبغي الحكمة
- أصدقاء كالورود
- زهير عمران شهيد السماوة والكوت


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نجم خطاوي - وأخيرا نال الشاعر السويدي توماس ترانسترومر جائزة نوبل في الأدب ...