أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجم خطاوي - الهموم التي وحدت الناس














المزيد.....

الهموم التي وحدت الناس


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3293 - 2011 / 3 / 2 - 04:57
المحور: المجتمع المدني
    


الذين خرجوا في مظاهرات واحتجاجات العراق, يوم الجمعة الخامس والعشرين من شباط الماضي, وتلك الاحتجاجات التي سبقتها, لم تجمعهم رابطة القرابة, ولا الصداقة,وربما يكون بعضهم قد التقى الأخر لأول مرة,وربما لم يدر في خلد احدهم أن يكون سوية كتفا لكتف مع أهلا من مدينته أو الحي الذي يسكنه,وهم في مظاهرة ويهتفون نفس الهتاف والكلمات.
الذي وحد الناس هو وجعهم ومعاناتهم وصراخهم الداخلي الذي عذبهم لزمن طال وهم في انتظار الفرج.
الذي وحد الناس هو العذاب اليومي, والتفاصيل الصعبة والشاقة في خلق المعجزات من اجل الاستمرار في إقناع الذات بالمواطنة والحياة واستمرار العيش .
ربما اختلفت أسماء المدن والقصبات والنواحي والقرى العراقية التي كانت ساحات للصرخات والمطالب والنداءات والرفض والطموح والأحلام والتحدي,لكنها تبقى موحدة في همومها وأوجاعها .
أن تكون عاطلا عن العمل في مدن النعمانية والحي والعزيزية,فأن لك بالتأكيد إخوة وأحبة في عفك والسماوة وسامراء وخانقين.
أن تكون محروما من الكهرباء وأنت تشرب ماء ليس صالحا للشرب, فأن لك بالتأكيد من يقاسمك الهم في غرب الوطن وشرقه,في شماله وجنوبه.
أن يطمس أطفالك في الأطيان والأوحال, وهم يذهبون للمدارس, فلهم دون شك صحبة في الوطن هضمتهم وسحقتهم هذه المحنة.
أن تقف لساعات طويلة في طوابير المستشفيات,وان لا يكفي مرتبك لسد رمق عيش أطفالك,وأن تحرم من التعين لأسباب ليس لها صلة بقدراتك ومؤهلاتك,وأن لا يمكنك أن تنجز معاملة أو شأن إن لم تكن يدك سخية في دهن زردوم الموظفين المرتشين, فأنك بالتأكيد لن تكون وحيدا منعزلا في هذه المصائب والمحن,ولك رفاقا يشابهوك في المحنة والهم.
الحكام وأصحاب الجاه والسلطة والمال, ربما يفلحوا لحينا من الزمن في إسكات أصوات وصرخات الناس المطالبة بحقوقها وحرياتها وأحلامها في العيش بما يليق بحياة الإنسان,وأسوة بالناس في البلدان التي تحترم مواطنيها وتوفر لهم العيش الرغيد الآمن,لكنهم سيفشلون في النهاية حين تتراكم الهموم والمحن, والتي ستضطر الناس إلى التعبير وبكل أشكال الاحتجاج والصراخ.
ربما يركب الموجة بعض الطامحين لتحقيق أهداف ومآرب خاصة,محاولين نيل بعض المكاسب والفرص وبانتهازية لعينة,لكن هذا البعض يبقى محدودا ومعروفا في حال التفاضل مع الأغلبية الكبيرة والواضحة الأهداف والنداءات.
على الحكام مسؤولية عدم الخلط بين حق الأكثرية العادلة والمطالبة بحياة حرة كريمة وبطرق حضارية ومشروعة, وبين البعض المتصيد في الماء العكر ومن اجل الأنانية في تحقيق مكاسب غير مشروعة.
إن الذين التقوا, وتحادثوا, وتعارفوا في ساحة التحرير, وفي ساحات ومدن العراق, يلمهم شعور الحب والصداقة والأخوة والتعاضد والتضامن, سيواصلون مشاعرهم وتضامنهم, وقوة روح الآلفة والصداقة التي وحدتهم.
وستظل توحدهم وتوثق إخوتهم, هموم الحرمان والجوع والبطالة, والحلم بالعدالة, والعيش الإنساني الكريم, في مدن جميلة يغمرها الكهرباء والماء الصالح للشرب, مدن تظللها الحدائق, وشوارعها معبدة, ولا وجود لمشاكل المجاري فيها, وفيها مراكز للرعاية الاجتماعية والصحية والرياضية والفنية.
الحكمة التي على السلطة والحكام وأهل الحل والربط أن يتعلموها,هي أن كل قوة الحديد, والرصاص, والسجون, والقضبان, والظلم, والتعسف, والشدة, لا يمك أن تكسر وحدة الناس حين توحدهم هموم المحنة والوجع والعذاب والحرمان .
الطريق الوحيدة لوقف احتجاجات وصراخ واعتصام, ورفض الناس,هي سماع هذه الآلام والآهات والحسرات,والسعي بكل جدية وصدق ,وبنيات صافية, في العمل لبناء دولة عصرية مدنية,دولة يشعر فيها المواطن, أن ثروته,ووطنه, وأرضه, هي له واليه,وهو ليس ضيفا ولا غريبا فيها.



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجنرال
- الدروس التي لم يتعلمها الحكام .....!!!
- مطالب مشروعة لخريجي الجامعات والعاطلين عن العمل في محافظة وا ...
- وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم ...
- الشعب والفرج
- العاطلون عن العمل ليسوا سلعة للمساومة
- تلاميذ سويديون صغار وقصائد كبيرة
- أربع قصائد خائفة
- 63 الرقم الذي لم تنسه ذاكرة العراقيين ,363 الرقم الذي سيصوت ...
- الصبي الوديع
- صوتي للحرية والعدالة الأجتماعية .. صوتي لأحبتي في الحزب الشي ...
- السياب يتجول في ستوكهولم/خواطر عن الشاعر السويدي نيلس فرلين ...
- نصوص تبغي الحكمة
- أصدقاء كالورود
- زهير عمران شهيد السماوة والكوت
- عشر خطوات موجعة
- اغتيال كامل شياع اغتيال لتاريخ البلدة ولمبادئها
- هو وهي
- مدينة بلا لون
- في براعة العيش ....مجموعة شعرية للشاعر السويدي بيرتيل مارتين ...


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نجم خطاوي - الهموم التي وحدت الناس