أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجم خطاوي - وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم (نوري أبو صباح)....














المزيد.....

وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم (نوري أبو صباح)....


نجم خطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3217 - 2010 / 12 / 16 - 01:31
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


فجع الشيوعيون والوطنيون العراقيون في مدينة ستوكهولم والسويد بالرحيل المفاجئ للرفيق (ملازم فائز) يوم السبت الماضي الحادي عشر من كانون الأول. وبينما الرفاق يهيئون سوية مع عائلة الرفيق للتحضير لمراسيم الدفن والتعزية,ولم يمض على الفاجعة سوى يومان, حتى جاءت صدمة أخرى وأخبار أليمة برحيل الرفيق أبو صباح (أحمد غفور كريم).
الذين عايشوا مسيرة وحياة هذين المناضلين يعرفون بالتمام وسع طيبتهما ونقاءهما وكبر إخلاصهما لقضية الشعب الوطن.
بين السليمانية وشقلاوة واربيل وكركوك تنقل المعلم الوطني الشيوعي أبو صباح وسط خلايا العمل الثوري الشيوعي في صفوف الحزب الشيوعي العراقي, خائضا تجارب الكفاح الأنصاري متنقلا بين مواقع الحزب ومحطات العمل الأنصاري في كردستان العراق,وليكملها وبعد اضطراره للعيش في المنفى السويدي,مناضلا نشطا وسط رفاقه في الحزب الشيوعي الكردستاني .
في بغداد تعرف الفتى سلام على الشيوعية متلمسا فيها الطريق لخلاص الناس من القهر والاستغلال,وصار شيوعيا.
الظروف التي دمرت العراق في سبعينات القرن الماضي اضطرته لترك الوطن متنقلا بين أكثر من وطن.
إلى مدينة عدن اليمنية ذهب سلام للدراسة العسكرية وتخرج من جامعتها العسكرية ليصبح ملازما, ومنها جاءت كنيته في صفوف حركة الأنصار (ملازم فائز). وسط المقاتلين الأنصار في مناطق دهوك والعمادية وبامرني وزاخو واربيل, وغيرها من مدن كردستان العراق, تنقل سلام النصير الشيوعي خائضا التجربة بكل تفاصيلها العسكرية والسياسية,ودون كلل أو ملل,وكادت لمرات كثيرة أن تكلفه حياته .
في قرية (ئالواتان )على الحدود العراقية الإيرانية اتخذ الرفيق ن, وكانن إحدى الدور فيها مسكنا له وبتكليف من الحزب.
داره في تلك القرية كانت مضيفا للرفاق الجرحى والمرضى والمسافرين,وكان لا يكل ولا يمل من تقديم الدعم والمساعدة لهذا الرفيق أو لتلك العائلة.
الرفيقان صباح وسلام كانا من البناة الأوائل لحركة الأنصار في كردستان لعراق,ويشهد كل الذين عاشوا سوية معهما لتلك الروح الباسلة في التضحية والنبل ونكران الذات والصبر والتجرع على كل الألم والعذابات .
يكتب احد الرفاق في مذكراته عن مرض الرفيق الملازم فائز الشديد في أحدى المرات وسط ظروف الجوع والمعاناة,وكيفية إصراره على مقاومة الوجع والعذابات.
وكان الطيب الرفيق نوري أبو صباح يتكتم على أوجاعه وآلامه وسط المعاناة والألم في جبال وسهول كردستان,حتى هده المرض الخبيث في مدينة ستوكهولم بعيدا عن وطنه وملاعب صباه .
كان سلام شيوعيا امميا نزيها أحب شعبه بكل مكوناته وقومياته,وتطوع مبكرا للعمل نصيرا في مناطق كردستان العراق,وأحب الناس الذين كان يتجول وسط قراهم,وجاهد لتعلم لغتهم الكردية,وتدرج في كل مستويات العمل الأنصاري حتى صار أمرا لأحد أفواج الحزب مرة ومسئولا عن السرية الخامسة في قضاء العمادية مرة أخرى,وفي كل هذه المواقع كان يحظى بحب واحترام وتقدير الرفاق له. وفي المنفى السويدي الذي اضطر للعيش فيه منذ 1993 قادما من موسكو واصل كفاحه وعمله وسط صفوف الشيوعيين,وقاد لفترة من الزمن منظمة الحزب في مدينة غوتينبيرغ السويدية .
الجميع يشهد لنزاهة وأممية الرفيق نوري والتصاقه بقضايا الناس والوطن,ولعل الكثيرون يستذكرون الدور البطولي المشهود له في نقابة المعلمين وفي اجتماع شقلاوة,وغيرها من الأحداث.وعبر مسيرة حياته النضالية كلفه الحزب بمهمات خطرة وجسيمة, وفيها اثبت في كل مرة جدارته وأهليته وتفانيه.ولم يفقد في مرة واحدة الإيمان بانتصار قضية الشيوعية ,قضية الحرية والعدالة الاجتماعية.
رغم إيمانه بقضية الشعب الكردي وحقه في تقرير مصيره,لم يمنعه ذلك من أن يكون مناضلا وطنيا أمميا أحب الشعب العراقي بكل قومياته وطوائفه ومذاهبه,متفهما أن قضية الشعب الكردي لا يمكن تجزئتها بمعزل عن قضية الديمقراطية في العراق .
آه يا سلام يا رفيقي وصاحبي الجميل الوديع الذي جمعتني به صديقا ورفيقا أيام الكفاح الثوري في جبال كردستان العراق,والذي تقاسمت العيش معه لشهور في بيت قديم وسط مساكن برزة في دمشق عام 1990.
كم كانت جميلة تلك الأيام رغم كل العوز والمعاناة وأنت تحيل المساءات الكئيبة إلى ما يشبه الفرح والبهجة بحديثك السلس وفكاهاتك الجميلة الخفيفة التي لا تخدش..لا زلت أغوص في غصة الألم والنكبة غير مصدقا أني افتقدتك وسأفتقدك للأبد ومعها تلك المكالمات التلفونية الطويلة التي كنا نتحدث فيها عن الذكريات والنكبات والأحلام المنكسرة وجيلنا الذي لم يكسب سوى المحن والخسائر, وكان ما يجمعنا في كل هذا الكثير المشترك. أذكر في المرة الأخيرة التي التقينا فيها كانت في ستوكهولم في شباط الماضي وفيها علقنا سوية على الجدران ملصقات تدعو الناس للتصويت لقائمة اتحاد الشعب .
هل أقول وداعا لك أيها الطيب الشيوعي النبيل أبو صباح,وأنا ابكي وسط الصمت ودهشة الموقف,متذكرا ضيافتك الكريمة في تلك القرية المنسية (ئالواتان),وسعيك المشهود لمساعدتي في الحصول على أوراق تعينني في السفر وزيارة أقاربي المهجرين إلى إيران. ثم كيف لي أن أن أنسى ذلك اليوم الجميل وأنا أزورك والعائلة في دارك في موسكو خريف عام 1990,وكيف رسمت أم ليلك بورتريتا للصبي ابنك,وكان من الحضور العزيز سامي دريزه وزوجته. أقول أني لا زلت أتذكرك في كل أماكن النضال والكفاح التي جمعتنا وكنت في كل المرات متعودا على السماع للموقف النزيه الوطني الواضح.
لقد فقدانكما يا أحبة وسط هذه الظروف الصعبة والخطيرة وأنتما في قمة العطاء والبذل.
الصبر كل الصبر لكل الذين يعز عليهم فقدان هذين الرمزين الوطنين الخالدين... جليل إبراهيم(ملازم فائز), وأحمد غفور كريم(نوري أبو صباح).



#نجم_خطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب والفرج
- العاطلون عن العمل ليسوا سلعة للمساومة
- تلاميذ سويديون صغار وقصائد كبيرة
- أربع قصائد خائفة
- 63 الرقم الذي لم تنسه ذاكرة العراقيين ,363 الرقم الذي سيصوت ...
- الصبي الوديع
- صوتي للحرية والعدالة الأجتماعية .. صوتي لأحبتي في الحزب الشي ...
- السياب يتجول في ستوكهولم/خواطر عن الشاعر السويدي نيلس فرلين ...
- نصوص تبغي الحكمة
- أصدقاء كالورود
- زهير عمران شهيد السماوة والكوت
- عشر خطوات موجعة
- اغتيال كامل شياع اغتيال لتاريخ البلدة ولمبادئها
- هو وهي
- مدينة بلا لون
- في براعة العيش ....مجموعة شعرية للشاعر السويدي بيرتيل مارتين ...
- نصير أحمد الصباغ(شهيد قنديل)لا زلت حيا في الذاكرة
- نعمة الشيخ فاضل(أبو سليم) لا زلت حاضرا
- دهشة ريح
- كلمات في وداع الطيب أبو كاطع عجلان عداي(أبو علي)


المزيد.....




- غايات الدولة في تعديل مدونة الاسرة بالمغرب
- الرفيق حنا غريب الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني في حوار ...
- يونس سراج ضيف برنامج “شباب في الواجهة” – حلقة 16 أبريل 2024 ...
- مسيرة وطنية للمتصرفين، صباح السبت 20 أبريل 2024 انطلاقا من ب ...
- فاتح ماي 2024 تحت شعار: “تحصين المكتسبات والحقوق والتصدي للم ...
- بلاغ الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع إثر اجتماع ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 18 أبريل 2024
- الحوار الاجتماعي آلية برجوازية لتدبير المسألة العمالية
- الهجمة الإسرائيلية القادمة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نجم خطاوي - وداعا سلام جليل إبراهيم (ملازم فائز).. وداعا أحمد غفور كريم (نوري أبو صباح)....