أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من أزهار الماء














المزيد.....

من أزهار الماء


عبد العاطي جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 22:19
المحور: الادب والفن
    


من أزهار الماء

إلى مراكش شاعرة تنزف غربة ومحبة ..

رسمت لها أفق الشطح
لم تسلم يدها
ـ كما تفعل النملات الجميلات ـ
في سهول البيان
سهت تتبخثر
ـ كما الأميرات ـ
ترعى غنجها في حقول المجاز ...

لها رسمت كأس عشق
محلى بالمحبة
لم أك على مسوداتي
أقرأ خط رملها
حين وقعت
على بياض مسيرتها الأنثى
ربما
على إيقاع صمت نلتقي
قد نشرب نظرات حرى
لم تك في طويتي أوراق
تعد بالوصال ..
وعلى يافطة الطفولة
رسمنا فرح الشعر بعيدا
عن كهف الغربة
وعسل النزيف ...

مدججا بالعناد تراني عصفورا
أغلق نوافذ الرغبة
في عيون جميلات
قطعن أيديهن
قددن الساعات الخوالي
على جسدي بالسؤال ...

على أرض خيال
رسمت لها دروب الحياد
كانت أزهار ماء رشيقة
تبحر في مسام بركان
على جسدها جبة حيكت
من أوراق خريف
لا تجاري الفصول ...
في صفحتها الأولى
رسمتني عنقود غضب ورجاء
قدمت لي عنوانها الجديد
كي لا تراها أفروديت
التي أثارت غيرة قارئات فناجين الغواية
على كأسها الممشوق
بالنوايا الحسنة ..
وهي تعبر حجر العثرات
يكثر حسادها علي ...

حين رسمتني نبيا مسته الأبجدية
رسمتني توأما للدهشة
تاجا على رؤوس البسطاء ..
رسمها أسرني
في حروفها ألق الوطن
زبد البحر وانعتاق الريح ..
كيف تقف الآن على حافة العتاب
على حائط المبكى
تردد استهلال ابن خذام
استبكاء امرئ القيس
وهي أبهى زهرة
في مزهرية الماء ؟ ..
عطرها شعر أشهى مخضب بالنقاء
تتقدم .. تتقدم
ثم تنسكب في كوب حزني
لم تدر مسراه
لم يكن في مقدورها
أن تنسحب من مجراه
وعلى الكوب نقشت أسماءها
وعناوينها الطريدة ..
في شرك البيان والتبين
انتصبت زهرة واثقة
في بستان البهاء ...

لست فصيحا في علم الطرديات كي أفك خيوطها وأزرار حبوها على جسد اللغة وهي تحمل دلوي وساما توزع ماءه في عز القيظ.. لم يكن في الجب هذيان غير يقيني يحرض عليها . كانت تحلي صوتي المبحوح حين تؤولني بأزهى الصور تؤرخ أصداء الوجع وأنا أحاور وقع خطواتها تتقدم .. تتقدم نحو شهوة الوصول . كنت أدلها على مدارج الحلم أحرضها على التأني والتدلي في طريقها إلى فصاحة الصفيح في دروب الوطن .. لم يك في مقدورها أن تنسحب وعلى الكوب نقشت أسرارها وعناوين عشاقها .. في ركابها أقبل سيد الفصول ، كأنها تبشر بالرحيل الجميل ...

" للخريف فواكهه وأغانيه " قالت تعتق دالية عتاب في كوب غربتها ولم تسلم يدها للظن كما أسلفت وكما أخلفت ...
فما أبهى الأرض الحسناء حين تتعرى
كي تجدد دماء الرغبة
على سواعد الفلاحين
وفي عيون السحاب الذي غاب
وما وعد بأزهار ماء
تنشدها المسودات
كل حين ...

طفلة تظلين في عيون لغتي
وفاكهة مشتهاة عليها الفصول لا تنطلي ..
كأنها بطواسين الجنون تتزيى
تخفي ضفيرتها لكل عيد قادم
في حصالة الأمالي والأماني
تتخطى دواوين عشاق
خطتها دماء الشواعر والشعراء
خارج حدود اللغات الفصحى
والأنهار السكرى
والأسماء الثكلى ..
فما أبهاك
تجيئين سوسنا في كل قصيدة
عروسا
لم يطمثها بعد شغب النسيان
تتطهر في بحر البيان
طفلة
عليها الفصول
لا
لا تنطلي ...

شتنبر 2011



#عبد_العاطي_جميل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصيف 2011
- سعد الله ونوس
- تقرأني ...
- طائر الحزن
- تقاسيم على أوتار يونيو آخر حزين ...
- قد كان
- وزعني الوليد
- عشرون من شهر خامس
- رحلت
- المثقف والوضع الراهن ... ندوة
- كأنها أثيناي
- برزخ الوجد
- مريد لا يريد أو عذرا صديقتي
- 20 فبراير
- ركوب
- أغنية جسد
- مسودات أخر
- حين يتعثر الكلام
- جئتك مشتعلا
- الشاعر محمد بنطلحة


المزيد.....




- -طاعة الزوج عبادة-.. فنانة خليجية تشعل جدلا بتعليق
- لغة الدموع الصامتة
- مصر.. عمر هلال يجمع أحمد حلمي وهند صبري في فيلم -أضعف خَلقه- ...
- فنانة سورية تصبح سيدة نيويورك الأولى...من هي ؟
- صوّر في طنجة المغربية... -الغريب- خلال استعمار الجزائر في قا ...
- يتناول ثورة 1936.. -فلسطين 36- يحصد الجائزة الكبرى في مهرجان ...
- -صهر الشام- والعربية والراب.. ملامح سيرة ثقافية للعمدة ممدان ...
- انطلاق أعمال المؤتمر الوطني الأول للصناعات الثقافية في بيت ل ...
- رأي.. فيلم -السادة الأفاضل-.. حدوتة -الكوميديا الأنيقة-
- -المتلقي المذعن- لزياد الزعبي.. تحرير عقل القارئ من سطوة الن ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد العاطي جميل - من أزهار الماء