أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - من الديموقراطية إلى الشيوعية















المزيد.....

من الديموقراطية إلى الشيوعية


فؤاد النمري

الحوار المتمدن-العدد: 3504 - 2011 / 10 / 2 - 12:21
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    



يزعم الكتاب البورجوازيون جميعهم بأن الديموقراطية هي النظام القانوني العام الذي ينظم المجتمع من خلال توزيع السلطة بين المواطنين بالعدالة المطلوبة من أجل أن يكفل منظومة الحريات لسائر أفراد المجتمع بالتساوي دون تمييز. وهذا يتم من خلال الدولة الديموقراطية التي تحرص على إقامة نظام الديموقراطية. وإذا ما سألت هؤلاء الكتبة البورجوازيين كيف تستولد الأمة مثل هذه الدولة الديوقراطية، فليس لديهم من جواب سوى الانتخابات العامة. لكن الانتخابات العامة لا تغير في الدولة أياً من ملامحها العامة أو من طبيعتها حيث تتشكل الدولة وطبيعتها معها ولا تتغير. وجود الدولة شرط سابق لوجود الديموقراطية والانتخابات العامة. الدولة هي التي تشرّع الانتخابات العامة ــ تشرّعها بالطبع على صورتها ومثالها. ففي بريطانيا مثلاً ظلت ذات الدولة دون تغيير بالمعايير البورجوازية منذ عشرات السنين مع أن الانتخابات العامة تجري فيها كل أربع سنوات ويتبادل السلطة فيها حزب العمال الموصوف باليساري وحزب المحافظين اليميني ولا شيء يتغير في الدولة فيما يخص الديموقراطية الإنجليزية على الأقل. إذاً الانتخابات العامة لا تلد الدولة ولا حتى الدولة الحيادية المجردة كما تتحجج نخب البورجوازية، بل هي الدولة التي تضع كل القوانين ومنها قانون الانتخابات العامة. وهنا نعود لنسأل كتبة البورجوازية عن الخلطة الكيماوية السرية التي تستولد الدولة أولاً ثم الدولة الديوقراطية من بعد، مع علمنا المسبق أن ليس لديهم أية إجابة. ثم لنتساءل لماذا الانتخابات أصلاً طالما أن الحكومة التي تفرزها الانتخابات لا تغير شيئاً في توزيع السلطة ولا بالطبع في توزيع الثروة قبل ذلك؟ علماً بأن الوظيفة الوحيدة للدولة، كمنظمة قمع بصورة خاصة، هي التوزيع المنتظم للثروة وللسلطة أو الأحرى الحفاظ على التوزيع القائم للثروة وللسلطة وهو التوزيع السابق لقيام الدولة. التناوب على السلطة بين الديموقراطيين والجمهوريين قي أميركا، أو العمال والمحافظين في بريطانيا أو الاشتراكيين وغير الاشتراكيين في كل من فرنسا وألمانيا لا يغيرّ شيئاً في هذه الدول العريقة في الديموقراطية البورجوازية سوى أن الديموقراطيين الأمريكان والعمال الانجليز والاشتراكيين الفرنسيين والألمان أكثر رفقاً باستغلال العمال من نظرائهم في اليمين. لكن لماذا الرفق بالعمال؟ إكتشف الإقتصادي الإنجليزي جون مينارد كينز أن الرفق بالعمال من شأنه أن يقاوم مفاعيل الثورة لدى العمال فلا يتوقف استغلالهم في النظام الرأسمالي أبداً. ومن هنا يمكن القول بأن الاشتراكيين الألمان، ذوي السجل الحافل بمقاومة الطبقة العاملة وكذلك الفرنسيين ومعهم حزب العمال البريطاني والديموقراطي الأميركي متقدمون على اليمين الرجعي في مقاومة تحرير الطبقة العاملة.

وهكذا فإن الديموقراطية هي الصرخة الأعلى للدولة في المجتمعات الطبقية؛ هي الأعلى لأنها مصطنعة وكاذبة. صرخة تقول للطبقات التي ترزح تحت نير الاستغلال .. " يا أيها الكادحون من عمال وفلاحين لئن فاتكم نصيبكم العادل من الثروة فلن يفوتكم نصيبكم المتساوي من السلطة " وهو أشبه بالدعوة المسيحية التي تعد الفقراء والمعذبين في الأرض بنعيم الفردوس. هذا هو المعنى الوحيد لصرخة الديوقراطية العالية في المجتمعات الطبقية. مثل هذه الدولة تكذب كذباً فاجراً. من يصدق أن روبرت ميردوخ صاحب العديد من الصحف والمجلات التي تصنع الرأي العام في بريطانيا له من السلطة السياسية ما لأحد العمال المجهولين في مطابعه !؟ كيف لنا أن نصدق أن الطبقة القابضة على كل أسباب العيش في المجتمع، وهي دائماً ما تكون القلة القليلة، تمتلك من السلطة ما تمتلكه البقية الباقية، وهي الكثرة الكااثرة، ولا تمتلك من أسباب العيش سبباً واحداً!؟ لو كان ذلك صحيحاً لما سمحت الأغلبية للأقلية أن تحتجز كل أسباب عيشها. كيف لنا أن نصدق أن الدولة التي تعجز أو لا ترغب أو الأحرى تعارض توزيع الثروة بصورة عادلة يمكن أن توزع السلطة بالعدل!؟ بل إن ميكانزمات المجتمع الطبقي، والرأسمالي بصورة خاصة، تقتضي توزيع الثروة ببعض الميل للعدالة أكثر منها في توزيع السلطة. فالطبقة الرأسمالية تحصّل ثرواتها من دماء الطبقة العاملة، ولذلك يتوجب عليها أن تحرص على توفير الدماء العمالية بالحدود التي تسمح لها باستخلاص الأرباح منها وهو ما يقتضي الإنفاق اللازم لذلك والتخلي عن جزء هام من الثروة، بينما هي تحرم الطبقة العاملة من كل سلطة سياسية باستثناء الانتخابات العامة التي لم يحدث عبر تاريخ الانتخابات في مختلف الدول أن عملت الإنتخابات على أي تغيير في طبيعة الدولة أو طبيعة النظام الاقتصادي.

في الأدب السياسي العام يضرب المثل عادةً ب " جمهورية أفلاطون " باعتبارها دولة من صنع الخيال المجنح الذي لا يمت للواقع بأية صلة. إذاً ثمة طينة أرضية خاصة تعمّر بناء الدولة. هذه الطينة هي تحديداً علاقات الإنتاج، أي كيف ينتج المجتمع أسباب حياته. تتم عمارة بناء الدولة أصلاً لأجل المحافظة على المجتمع القائم كما هو، على الأسلوب القائم لإنتاج أسباب الحياة، حياة المجتمع التي يتوجب عدم التفريط بسلامتها بأدنى المجازفات والتي لا تخضع لأية إنتخابات. الأسلوب الذي عرفته البشرية منذ فجر التاريخ وحتى القرن العشرين هو الأسلوب الطبقي، أي أن يكون في المجتمع طبقة تملك وأخرى لا تملك، طبقة تملك أدوات الإنتاج وطبقة لا تملك بل تشغّل هذه الأدوات، وهذا ناجم عن الفقر التاريخي المتوارث لأدوات الإنتاج وليس لأسباب عدوانية شريرة كما قد يتصور البعض. تقوم الدولة للمحافظة على شروط الإنتاج، وشروط الإنتاج يمليها بالطبع مستوى تطور أدوات الإنتاج أولاً والذين يملكونها من بعد وليس الذين لا يملكون بالطبع. وهكذا فالدولة هي دولة المالكين موظفة في الحفاظ على شروط الإنتاج عن طريق قوى القمع التي لها وحدها أن تمتلكها. ولما كانت الطبقة المالكة لأدوات الإنتاج تظل بحاجة حيوية للمنتجين الحقيقيين الذين يشغّلون هذه الأدوات، إذ أنهم هم فقط وسيلتها الوحيدة لاستخلاص ثروتها، فعليها أن تتخلى بالضرورة عن جزء هام من الإنتاج للشغّيلة كيما يستعيدوا قوى العمل التي فقدوها في القيام بأعمال الإنتاج، وتشرّع دستوراً ذا وجهين، وجه يقول للشغيلة بأن الدستور يعطيهم نفس الحقوق السياسية التي يعطيها للمالكين، ووجه معاكس يضمن للمالكين كل السلطة. تلك هي الديموقراطية التي صدّع رؤوسنا زعيق كتبة البورجوازية المنادين بها حتى جعلوا منها المفتاح السحري الذي يفتح كل الأبواب الموصدة. توزيع الثروة في دول الديموقراطية البورجوازية كما هو الحال في دول غرب أوروبا وشمال أميركا أكثر عدلاً من توزيع السلطة. فهناك ينام العمال والكادحون الفقراء وفي أمعائهم شيء من الغذاء يعيد إليهم طاقة العمل لكنهم ينهضون صباحاً وليس في أفواههم ألسنة تقول شيئاً في الإنتخابات وغير الإنتخابات. تلك هي الديموقراطية البورجوازية. الديموقراطية البورجوازية تعتبر الإنسان الأداة المكملة لأدوات الإنتاج، الأداة التي تنتج فائض القيمة الذي هو إله المجتمعات الرأسمالية وخالقها.

عندما يتحدث الاشتراكيون الماركسيون عن الديموقراطية الاشتراكية فهم يتحدثون عنها بصورة مجازية بغرض تسليط ضوء كاشف على الديموقراطية البورجوازية ليس أكثر. ليس هناك أي شكل من أشكال الديموقراطية بمعنى التوزيع المتساوي للسلطة إبّان مرحلة العبور الاشتراكي التي لا تستمر لأكثر من ثلاثين عاماً في أسوأ الأحوال. خلال فترة العبور الاشتراكي نحو الشيوعية تنحصر كل السلطة في دولة دكتاتورية البروليتاريا التي هي الأداة الوحيدة المؤهلة لإلغاء حق التملّك الذي هو الرحم الذي يتخلق فيه استغلال الإنسان للإنسان. الديموقراطية بمفهومها العام هي كما شرحنا أعلاه أداة ضرورية للحفاظ على التعايش الطبقي، طبقة تعمل وتنتج وطبقة لا تعمل ومع ذلك تستولي على معظم الإنتاج. في فترة العبور الاشتراكي التعايش الطبقي مرفوض حيث يتم محو كل الطبقات الذي لا يتم بالطبع إلا من خلال السلطة المطلقة للطبقة العاملة. لا يجوز لدولة البروليتاريا أن تتنازل عن بعض سلطتها لطبقة أخرى هي في سبيل محوها نهائياً وإلى الأبد من التاريخ. إزّاء هذه الحالة تصرخ الطبقة البورجوزاية والملتحقين بها من أيتام خروشتشوف .. " يا للهول!! كيف لنا أن نعيش بلا ديموقراطية!؟ هذه مظلمة تستحق الاستنكار والشجب! ". هؤلاء كذبة، أفّاقون أفّاكون! لم ينبسوا ببنت شفه عندما كان العمال محرومين من كل سلطة سياسية ومن الثروة وهي إنتاجهم. كان كل شيء على ما يرام أما عندما بدأ العمال يستردون حقوقهم علا صراخ البورجوازية منددة بسلبها حقوقها. إذاً بيت القصيد هو الحقوق. البورجوازية اعتادت أن ترى العمال بلا حقوق، والعمال بالمقابل يرون أن الحقوق التي يستردونها من البورجوازية هي حقوقهم فعلاً كانت البورجوازية قد سلبتها منهم بقوة دولتها ولا سبيل لاستردادها إلا بقوة دولة العمال، دولة دكتاتورية البروليتاريا التي هي حسب ماركس الشرط الأول للإشتراكية. دولة دكتاتورية البروليتاريا تحرم البورجوازية الوضيعة، ومنها الفلاحون، من أية سلطة سياسية خلال العبور الاشتراكي، لكنها تقول لهم تعالوا إلى جانبنا وكونوا عمالاً مثلنا كي تتمتعوا بسلطة سياسية مطلقة، فلما التظلّم البورجوازي الكاذب وتقبيح دولة دكتاتورية البروليتاريا حيث من ساواك بنفسه ما ظلمك !!

لئن اتفقنا مع كتبة البورجوازية على أن الديموقراطية هي المفتاح السحري الذي يفتح كل الأبواب الموصدة أمام تطور المجتمع، فعلى هؤلاء الكتبة أن يوافقوا على أن من يوزّع الثروة هو هو نفسه من يوزّع السلطة وبذات المكيال. ثمة قاعدة ذهبية تحكم بالتناسب الطردي بين توزيع الثروة وتوزيع السلطة. كتبة البورجوازية ينكرون مثل هذه القاعدة الذهبية ويدّعون أن لا علاقة بين توزيع الثروة وتوزيع السلطة وحجتهم الوحيدة في ذلك هو الانتخابات العامة؛ فللفقير صوت مثله مثل الغني، وصندوق الانتخابات هو ما يصنع الحكومة التي تمارس كل السلطات، وإن قصّر الفقير في انتخاب من يمثله فهو الملوم وليس أحداً غيره. هذا ليس صحيحاً فالحكومة المنتخبة تمارس كل السلطات إلا سلطة إعادة توزيع الثروة؛ فالدستور، الذي أنتخبت الحكومة بموجبه وكي تحافظ عليه، يقول أن حق الملكية حق مقدس ولا يجوز المساس به. وتوزيع الثروة ينعكس دائماً في توزيع السلطة من خلال ميكانزمات داخلية أثبتت التجارب دائماً وأبداً كمال ودقة أدائها إذ لم تفشل ولو لمرة واحدة عبر التاريخ ولا مجال للبحث فيها في هذا السياق.

لكن لماذا يحتاج الإنسان للديموقراطية؟ الديوقراطية تعني أن يكون للفرد نصيب من السلطة، وبهذا النصيب فقط يمكنه أن يدافع عن نصيب عادل له من الثروة، من مجمل الإنتاج العام للمجتمع الذي شارك هو في إنتاجه. أكثر الناس حاجة للديموقراطية، لتوزيع عادل للسلطة، هم العمال في المجتمع الرأسمالي حيث أنهم ينتجون كل الثروة ولا يعود عليهم منها إلا ما هو أقل من الكفاف. يناضلون بكل ما تتيحه الديموقراطية من أدوات للصراع في المجتعات الديموقراطية الكلاسيكية لكنهم عبثاً يناضلون. يذكر في هذا السياق شهداء الطبقة العاملة في أمريكا حيث قتل بوليس الدولة العديد من العمال في شيكاغو يتظاهرون في 1 مايو 1885 مطالبين بتحسين شروط العمل. وبعد قرن طويل وفي العام 1985 قامت أجيرة الرأسمالية البريطانية الفاشيستية مرغريت ثاتشر بتدمير أكثر من نصف مليون عامل مناجم حيث أغلقت ، في محاولتها الفاشلة لبعث الرأسمالية من جديد، كل مناجم الفحم لتقترف أبشع جريمة في التاريخ الحديث وتقطع أرزاق أكثر من مليوني مواطن بريطاني هم العمال وعائلاتهم وتلقي بهم إلى غائلة الجوع ــ وما يستوجب الذكر هنا هو أن أيتام خروشتشوف في الكرملين ساعدوا المرأة الحديدية الفاشستية في تحطيم أكبر إضراب لعمال الفحم وإلحاق هزيمة كبرى بالطبقة العاملة البريطانية من خلال زيادة توريدات الفحم الحجري من الإتحاد السوفياتي إلى بريطانيا والاستغناء عن إنتاج عمال الفحم الإنكليز وهو ما سيظل وصمة عار في جبين خونة الاشتراكية، أيتام خروشتشوف، هذا إذا كان ما زال لهم جبين. ما كانت ثاتشر لتستطيع تحطيم الطبقة العالة البريطانية بغير مساعدة أيتام خروشتشوف في الكرملين وقد صمّوا آذانهم عن سماع صراخ العمال الانجليز يستنكرون موقف القيادة السوفياتية المتوطئ مع الفاشستية ثاتشر.

خلاصة النقد الماركسي لنظام الإنتاج الرأسمالي هي أن البروليتاريا ومن خلال دولتها ذات السلطات المطلقة تستطيع أن تجند كل قوى العمل المتاحة في المجتمع، بعد محو كل الطبقات والتخلص من فوضى الإنتاج الرأسمالية وتطوير أدوات الإنتاج الموروثة، تستطيع أن تنتج ما يفيض عن حاجة المجتمع وتحرر الإنسان من قيد الإنتاج التاريخي الصدئ المسبوك من قانون القيمة الرأسمالية. مع فيض الإنتاج تسقط قيمته التبادلية ويغدو الإنتاج كل الإنتاج مشاعاً يحصل منه الإنسان على كل ما يحتاج دون أدنى مقابل. تنعدم إذّاك الحاجة إلى تحصيص الإنتاج وعندما لا يكون هناك حاجة لتحصيص الإنتاج تنعدم الحاجة لوجود الدولة، أي دولة مع كل أجهزتها.

ما نعلمه من " اللانظام " الشيوعي هو أن كامل الإنتاج مشاع يتوازعه المواطنون حسب حاجتهمم دون أية بدلات إذ لا وجود للنقد، ولا وجود للدولة أو أية سلطات قهرية، ويتحول العمل في مثل هذه الشروط إلى عمل طوعي غير مأجور بالطبع وغير محدد الساعات فلا يعود العمل شرطاً لازماً للعيش إنما وسيلة لتحقيق الذات وهو العمل الأكثر إنتاجية وإبداعاً بالإضافة إلى أنه العامل الأول في أنسنة الإنسان. سيقول الكثيرون أن مثل هذا المجتمع هو من رسم الخيال وهو يوتوبيا كما وصفه جورج بوش وميخائيل غورباتشوف وبوريس يلتسن. هم يقولون ذلك لسببين. السبب الأول لأن البشرية لم تعرف في تاريخها الطويل إلا المجتمعات الطبقية وحتى في المجتع السوفياتي الإشتراكي. والسبب الثاني، ولعله الأهم، هو أن القائلين بيوتوبيا الشيوعية لم يقرأوا ماركس ولم يتعرّفوا على أخص الخصائص للنظام الرأسمالي كما تعرّف عليه كارل ماركس. ما دعا كارل ماركس لأن يتنبأ بسقوط النظام الرأسمالي هو قبل كل الأسباب الأخرى الإنتاج الكثيف (Large Scale Production) لكن ضمن شروط معاكسة تتسبب بأزمة الكساد الدورية مما يضطر الدولة الرأسمالية إلى إفاضة فائض الإنتاج إلى المستعمرات. عندما نحرر الإنتاج من الملكية الخاصة وتحويله إلى نقد بهدف استخلاص فائض القيمة، ونحرره من العمل المأجور ونستدعي جميع العاطلين إلى العمل ولا نتخلص من فائض الإنتاج في المستعمرات وعندما نحرر العمل من القهر والاستغلال ونتخلص من كل فوضى الإنتاج الرأسمالية، خليك عن تطوير أدوات الإنتاج ورفع إنتاجيتها ورفع سويّة المنتجين، بعد كل هذا لن يكون هناك محل لافتراض اليوتوبيا.

خلاصة القول هي أن الديموقراطية لا تعني أكثر من توزيع " عادل " للسلطة وليس من هدف آخر لهذا التوزيع سوى توزيع الإنتاج العام توزيعاً " عادلاً " يناظر توزيع السلطة وهو ما لم يتحقق بقدر كبير على الإطلاق. لذلك لن يحتاج المجتمع للديموقراطية ومفاعيلها ولا للسلطة وأدواتها عندما يكون هناك توزيع " عادل " للإنتاج. نقول عادلاً بعيداً عن معنى المساواة الذي تستحضره كلمة العدل حيث الإنتاج يتوزع (فعل لازم) وفق الحاجة والقيمة الاستعمالية وليس التبادلة التي تكون قد سقطت في مراحل سابقة.

www.fuadnimri.yolasite.com



#فؤاد_النمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خيانة الاشتراكية وانهيار الإتحاد السوفياتي
- دور النقد في انهيار الرأسمالية
- المثقفون وسقوط التاريخ
- اللغو البغو تلغيه وقائع التاريخ
- نذر الكارثة الإقتصادية تقرع طبولها
- الإفساد بالأدلجة
- نقد فظ لشيوعي ناعم
- ماذا عن وحدة اليسار
- الإشتراكية والديموقراطية
- لن تكون رأسمالية في روسيا
- إنتهت الرأسمالية إلى الإنحلال وليس إلى الثورة !!
- حاجة العالم للينين مرة أخرى
- ماركسيون بلا ماركس
- لماذا الأول من أيار !؟
- المتلفعون باليسار واليسارويّة
- العقبة الكبرى أمام استئناف العمل الشيوعي
- الحرية ليست إلاّ شرطاً ظرفياً يستوجبه فقر أدوات الإنتاج
- فؤاد النمري في حوار مفتوح حول: القراءة اللينينية لماركس المت ...
- ماذا في مصر وفي تونس
- حزب العمال الشيوعي يعادي الشيوعية


المزيد.....




- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - فؤاد النمري - من الديموقراطية إلى الشيوعية