حسن حاتم المذكور
الحوار المتمدن-العدد: 3501 - 2011 / 9 / 29 - 17:30
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
عندما تفقد منظمات المجتمع المدني استقلاليتها ’ تفقد ادوارها وبوصلة اهدافها الوطنية والأجتماعية وتتحول الى خلية متزمتة داخل نظام عقائدي توجيهي صارم ’ وينتهي بها الطريق الى الفشل والضياع .
قبل الحديث عن فشل المهرجان الثقافي لنادي الرافدين في برلين ’ يجب الأشارة الى ما عليه النادي بالذات ’ حيث بداية تشكيله قبل ( 25 ) عاماً من قبل بعض الأخوات والأخوة واغلبهم مستقلون ’ لكن الغزو الأيديولوجي استطاع ان يحتويه ويبتلع مؤسسيه الأوائل ’ حتى اصبح ذيلاً لمجموعة مفككة غير منسجمة من داخلها تفتقر الى الكفاءة والتجربة غرقت في صراعاتها ثم اغرقت النادي معها .
القشة التي كسرت ظهر النادي هي ( الوديعة ) التي تركها المرحوم ( ابو سمره ) ومقدارها ( 50 ) الف يورو مع وصية ان توزع مناصفة بين النادي والحزب الشيوعي العراقي ’ وبعد ان تسلم النادي حصته ( 25 ) الفاً تشكلت حولها خلية ( خلية الوديعة ) كانت سبباً لتفجير نقطة ضعف الزملاء ’ حيث انتى النادي لما هو عليه الآن .
تعامل المتبقي من خلية الوديعة مع رئيس النادي الدكتور بارق شبر وهو شخصية مستقلة فاعلة بنظرية ( انصر اخاك ــ رفيقك ــ ظالماً او مظلوما ) ’ سلطوا عليه ضغطاً غير عادي ’ مما دفع به ان يتخذ قراراً بالأبتعاد عن مسؤولية المهرجان ’ وقد امتد الضغط الى اللجنة التحضيرية المكونة من ستة اشخاص تم انتخابهم من قبل الهيئة العامة واجبروها ايضاً على الأبتعاد عن مسؤولية المهرجان وبعضهم قاطعه ’ الأمر كان مخططاً له من قبل خلية الظل واشرفا على تنفيذه الزميلين ( الدكتور !!! ) مجيد مسلم القيسي ( والفنان !!! ) منصور البكري’ وكانا مهوسان في التطاول الأنفعالي غير المبرر على الأخرين ومحاولة تهميش دورهم ’ ولم تتعفف السنتهم عن اتهام زملائهم بالتخريب والتآمر وبذاءات اخرى كثيرة لمجرد مطالبتهم الألتزام بمقررات الهيئة العامة والعمل المشترك مع رئيس النادي واللجنة التحضيرية ’ هذا السلوك غير السوي ’ جعل الأغلبية الساحقة من اعضاء واصدقاء ومؤازري النادي الى مقاطعة المهرجان ’ حيث هبط مستوى الحضور 35 الى 40 مشارك اكثر من نصفهم ضيوفاً .
وحتى لانضيع في التفصيلات ’ اذكر بعض الحقائق التي رافقت الأستعدادات للمهرجان وفعالياته التي عشتها والتي نقلها وتحدث حولها بعض الأصدقاء والمشاركين .
1 ـــ قبل المهرجان بثلاثة اشهر تشكلت لجنة تحضيرية من ستة اشخاص برئآسة الزميل مجيد مسلم ومساعده منصور البكري ’ لم تعقد اي اجتماع مما اضطر الهيئة العامة لعقد اجتماع طاريء واعادة تكليف اللجنة التحضيرة ’ لكن الزميل مجيد مسلم ابلغها بأن واجبها ليس اكثر من استشاري ’ وهنا جمدها تماماً ’ وظلت اسباب حالة الأنغلاق والسرية والأنفراد بالقرارات التي ميزت تصرفات الزميلين مجيد مسلم ومنصور البكري غير واضحة لأعضاء الهيئة العامة ورئيس النادي ’ لكن الأمر ليس بعيداً عن اروقة الوديعة.
2 ـــ بدون علم الهيئة العامة واللجنة التحضيرية ورئيس النادي ’ اتصل الزميل منصور البكري بفضائية البغدادية وطلب منها ان تبعث مراسلاً لتغطية فعالات النادي ’ فأثار الأمر غضب ورفض الحضور ’ كون فضائية البغدادية لها مواقف سلبية ازاء عراق ما بعد البعث وتشكل حاضنة اعلامية للأرهاب في العراق ’ واقترحوا ان توجه الدعوة الى فضائية الفيحاء ’ وفعلاً تم تكليفي شخصياً ’ فاتصلت بالسيدة انعام عبد المجيد مراسلة الفيحاء في السويد ’ وابدت استعدادها للحضور وطلبت دعوة وبعض التوضيحات عن برنامج النادي والشخصيات المشاركة ’ اخبرت الزميلين مجيد مسلم ومنصور البكري بذلك ولم يتصلا بالسيدة انعام او دعوة الفيحاء ’ وكان السبب ان البعض لهم مواقف شخصية مع فضائية الفيحاء فعرقلوا الأمر ’ لكن ما علاقة ذلك برغبة الجالية العراقية في برلين بحضون الفيحاء كونها الفضائية المفضلة بالنسبة لهم وابدوا رغبتهم في تغطيتها للمهرجان .
4 ـــ المتعارف عليه في المهرجانات السابقة ’ ان تبدأ التغطية الأعلامية قبل شهرين من بـدء المهرجان ’ مثل هذا التقليد لم يحدث ’ وصدر البرنامج مرتبكاً قبل ثلاثة ايام من بـدء المهرجان مع تعتيم اعلامي مقصود .
5 ـ لقد تم تسيس المهرجان بشكل فاضح وجاء هذا على حساب هويته الثقافية وطبيعته كمنظمة مجتمع مدني مفروضاً ان تكون مستقلة ’ فجاءت كلمات بعض الضيوف مشحونة بمفردات ( حكومة الملالي ... ودولة المعممين ... وامور تسقيطية كثيرة ضد الحكومة ورموزها دون مبرر ) حدث هذا امام الضيوف عرباً واجانباً ’ متجاهلة الوجه الأيجابي الآخر للعراق , مما اضطر الكثير من الحاضرين الى مغادرة الندوات ومقاطعة المهرجان .
6 ـــ اثمرت جهود رئيس النادي الدكتور بارق شبر في مشاركة فرقتين فنيتين من الداخل هما ـــ فرقة سومر وفرقة ناظم الغزالي ـــ مع حضور السيد فوزي الأتروشي وكيل وزارة الثقافة ( 5000 ) خمسة الاف دولار كتبرع من قبل الوزارة ’ وطلبوا من رئيس النادي ان يؤجل المهرجا اسبوعاً واحداً بغية انجاز بعض معملات الفيزه الألمانية ’ غير ان الزميلين مجيد مسلم ومنصور البكري ’ وبشكل مثير للأستغراب ’ رفضا تأجيل موعد المهرجان ’ مما اثار امتعاض اعضاء الهيئة العامة ناهيك عن بنات وابناء الجالية العراقية في برلين ’ اتضح الأمر اخيراً ’ ان مظاهرة البقاء في 09 / 09 / 2011 التي دعى اليها التيار الديموقراطي في المانيا تم توقيتها مع ايام المهرجان بغية مشاركة بعض الضيوف ( عصفورين بحجر واحد ) ومن غير الممكن تأجيل المهرجان حتى لاتحرم المظاهرة من بعض المشاركين ’ وفعلاً شوهد بعض الضيوف بعد ان غادروا المهرجان وهم مشاركون يحملون اللافتات ويرددون الأهازيج داخل المظاهرة وهذا وجهاً اخراً لتسيس النادي .
7 ــ بالضد من رفض الهيئة العامة ’ فرضت على المهرجان محاضرة بعنوان ـــ رياح التغيير في العالم العربي وتأثيرها على العراق ـــ للمنظمة العربية للدفاع عن حقوق الأنسان في المانيا (اومراس ) لها مواقف سلبية تجاه الوضع الحالي في العراق ’ تتجاهل تأثير الشعب العراقي على المنطقة ابتداءً من انتفاضته الشعبانية عام 1991 وتلك اهانة ضمنية ’ داعية بذات الوقت الى ان يتأثر العراق بما يجري في المنطقة ليصبح نموذجاً لما عليه الآن في سوريا وليبيا واليمن ( لاسامح اللـه ) .
8 ــــ اظافة لكل ذلك الفوضى التنظيمية التي رافقت المهرجان وامتعاض الكثيرين من المشاركين في فعاليات المهرجان ومقاطعة الجمهور للحفل الختامي وامور كثيرة اخرى .
حضر المهرجان كتاب وشعراء وفنانين كبار ’ كان مفروضاً ان يلتقوا مع الجمهور العراقي في برلين ’ لكنهم واجهوا الصورة البائسة لبعض المتزمتين والمهرجين من خلية الوديعة ’ نأمل في المستقبل ان تحتضنهم برلين بجمهورها الأنيق في تذوقه للثقافة الوطنية ’ مثل الحضور الذي تجاوز ( 800 ) عراقية وعراقي ليلة 28 / 09 / 2011 واحتضانهم للأحتفالية الرائعة للفرقة السمفونية الشبابية العراقية القادمة من داخل الوطن في برلين ’ فكان لقاء غير مسبوق ’ انتزع دموع الشوق والفرح والأنتماء من عيون الحاضرات والحاضرين ’ في حين لم يحصل مهرجان نادي الرافدين لأكثر من ( 19 ) شخصاً من مجموع ( 10000 ) الفاً من الجالية العراقية في برلين وحدها . وما ابعد الثرى عن الثريا .
حسن حاتم المذكور : 29 / 09 / 2011
#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟