أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - شباط لكم وتموز لأهله ...














المزيد.....

شباط لكم وتموز لأهله ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3477 - 2011 / 9 / 5 - 00:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يحتاج العراقيون الآن ان ( يفتحوا باللبن ) يكفي ان يلتفتوا الى ما يجري حولهم ليروا الحقائق عارية على رصيف العملية السياسية وعفونة الدسائس تزكم الأنوف والفضائح تتراقص في احتفالية الفساد الشامل ’ وطوفان الردة يتسلل عبر ثقوب منظمات واحزاب وكتل كانت يوماً معارضة واصبحت متعارضة متنافسة كبضائع فقدت صلاحياتها مسلفنة بلغة ( الضاد ) معبئة بالمستورد من قشور المصطلحات .
العراقيون قد قلبوا صفحات الوعود الكاذبة والدجل المضلل والشعوذات الخادعة وابتداءوا يقرأون صفحات ربيع الحقيقة العراقية ’ مقتنعون ان فجرهم لا يأتي من كهوف الهياكل الغائبة’ بل سيولد جديداً من رحم الجديد القادم مع مشروعهم الوطني فبين المشروع العراقي لثورة 14 / تموز / 1958 ومشروع الردة لأنقلابيي 08 / شباط / 1963 بحر من الدماء والمظالم والمعاناة لا زال قائم ’ وبين شباب تموز المستقبل وصبيان الرذائل الشباطية الغابرة ’ جدار من المآساة والذكريات المؤلمة لا يسمح ان تلتقي الأيادي البيضاء والسوداء والمواقف الوطنية مع الخيانية والمصالح العراقية مع الأقليمية والدولية ’ ولا يمكن لأحد ان يتجاوزه او يفكر في القفز عليه الا من اصابة صلف الأرتزاق ’ ومن يحاول سيسقط في الجانب الآخر حيث قمامة الفضائح والهزائم والأنكسارات’ وعبثاً خلط الأوراق الوطنية لشباب تموز الخالد مع الأوراق الخيانة للمتبقين من شباب شباط ’ فزمن الأنتحار المجاني قد رحل وتقيء الوعي الجمعي حصرم هلوسات الأمجاد والماضي التليد .
من حق الأفراد والمجاميع وحتى الأحزاب ’ ان تمارس حريتها في ارتكاب الأخطاء والحماقات وحتى تدمير الذات ’ لكن عليها ان لا تتوهم ورمها عافية ثـم تدعي حق التصرف بأسم الملايين والحاق الأذى بقضاياهم ’ كمن يتظاهر ويعتصم ويغامـر ويتآمر احياناً باسم الشعب والوطن ’ ويكون سبباً في انتكاسات وهزائم اضافية’ فمن حق الناس في هذه الحالـة ’ ان ترفع الغطـاء عن الأدوار المشبوهة وحجم الأضرار المحتملة وايقاف الكارثة خارج حدود السلامة العامـة .
المواقف المنفعلة والمفتعلة والمشدودة من ذيولها الى وتد التبعية والأرتزاق’ لا تمثل على الأطلاق قضية شعب ومستقبل وطن ’ ولا يحق لها ادعاء ذلك ’ وفي افضل حالاتها ’ متطفلة على معاناة العراقيين ’ تتصيد المكاسب المجانية في العكر من المأساة حتى وان كانت صيـداً في شباك المتصيدين .
كثير من الأرهاصات قد تجاوزها الواقع العراقي ’ والرقصات البدائية لم يعد لها زمن قائم ’ والعراق لم يعد ردهـة انعاش لجنازات شبعت موتاً ’ وهنا على شباب تموز ان يستعجلوا دفن المتعفن من العقائد والأيديولوجيات والأفكار والأساليب والممارسات الميتـة ويقيم الفاتحة في اربعينية رحيلها الآخير .
احفاد ثورة 14 / تموز / 58 والأنتفاضة الشعبانية الباسلة وشهداء حركة التحرر والديموقراطية والمقابر الجماعية ومجازر التغييب والأنفلة والأجتثاث والتهجير ومسلسل الأبادات السرية والموت اليومي المبرمج ’ هم الآن طلائع وطنية في القوات المسلحة والشرطة والتشكيلات الفتية للأجهزة المخابراتية والأستخباراتية ’ ضحوا وسيضحون وقد تركوا خلفهم ارامل وايتام من اجل ان ينهض العراق ’ وهم نشيطون فاعلون على اصعدة منظمات المجتمع المدني المستقلة ’ يعيدون صياغة الوعي العراقي ’ وفي عملية تطهير وتهذيب واصلاح ’ يعيدون للثقافة الوطنية وجهها العراقي الجميل ’ وبرغم مظاهر الخراب والدمار الذي يسببه المتبقون من فدائيي صدام والجيش الشعبي والأجهزة القمعية للنظام المقبور ’ فهم بنائون من داخل الشارع العراقي الممتد من زاخو حـد الفاو’ ولا يمكن ان تستوعبهم ساحة هنا واخرى هناك’ فهم لا يشبهون ولا يتشابهون مع من يطلق على انفسهم شباب غضب وثأر وخزعبلات ومصائب شباط ’ فلا يمكن بأي حال ’ ان يلتقي شباب المشروع التموزي مع مشروع شباب الردة لمغامري وانقلابيي شباط الأسود مثلما لا يمكن ان يلتقي الخير مع الشر والأصلاح مع التخريب .
الجيل الذي لا زال يحمل سيماء مسؤولية ضياع ثورة 14 / تموز / 1958 الوطنية عليه ان يقف امام الأجيال الفتية نادماً معتذراً مستغفراً ’ لا ان يسلم لحيته بيد القطيع الأثم لصبيان الردة الشباطيـة ’ ويسمح لهم مرة اخرى ان يدفعوا عربـة شيخوختـه المقعدة بأتجاه تكرار الأثام المخجلـة .
واخيراً نقول للبعض : اذا اتخذتم شباط هوية ونهجاُ وسلوكاً وطريقاً ’ فأتركوا تموز هوية ومشروعاً وطنياً وطريقاً مستقبلياً لأهله .
04 / 09 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عنق العراق ولا قطع الأرزاق ..
- العراق : بدون تعليق
- العقد لا تحل العقد ...
- اي جيل سيبدأ الأصلاح والتغيير ...
- طيور الفساد على اشكالها وقعت ..
- يومها كنت نائباً ..
- حنان الفتلاوي : تستبدل الشك في اليقين ...
- المصارحة ثم المصالحة ...
- 14 / تموز : ثورة في الوعي العراقي ...
- بين السلطان والقطيع ...
- حصار يفرضه المثقف على المثقف ...
- التيار الديموقراطي وجهة نظر
- علاوي : اللاعب الملعوب ...
- الوحدة الوطنية وخرافة المضمون ...
- الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...
- المالكي بعد مهلة المائة يوم ... ؟
- الكورد الفيلية : قضية حق يعاتب الجميع ...
- ديموقراطية الغالب والمغلوب ...
- فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..


المزيد.....




- بروفيسور يقول إن ترامب يفتقد إحدى أدوات القوة الرئيسية.. ما ...
- متجر شاي وقهوة عمره 400 عام يواجه الإغلاق في أمستردام مع ارت ...
- الكرملين يستضيف مهرجان الطريق إلى يالطا
- الدفاع الروسية في حصاد الأسبوع: إصابة أنظمة استخبارات إلكترو ...
- المخابرات المركزية الأمريكية تدعو الصينيين في مقطعي فيديو لل ...
- حادثة طعن بمحطة القطارات المركزية في أمستردام
- الحصبة تتفشى في خُمس الولايات الأمريكية وعدد الحالات يقترب م ...
- -الشاباك- يعزز وسائل حماية نتنياهو
- الصليب الأحمر الدولي: الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الا ...
- حكومة أوكرانيا تحيل إلى البرلمان اتفاقية المعادن للمصادقة عل ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - شباط لكم وتموز لأهله ...