أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...















المزيد.....

الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3374 - 2011 / 5 / 23 - 12:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لايوجد شعب يرضى بأحتلال ارضه او يطيق رؤية قوات اجنبية داخل مدنها او جنوداً غرباء يسحقون كرامته من داخل شوارعها ’ والعراقيون ليس استثناءً ’ ولهم تاريخ اجماع في النضال والجهاد من اجل الأستقلال والسيادة الوطنية ’ لكن التاريخ اثبت ايضاً’ ان النظم الشمولية الدكتاتورية هي اكثر بشاعةً من ضريبة الأحتلال كمخرج لابديل لـه من المأزق الدامي ’ والعراقيون ليس حالة شاذة عندما رحبوا بالأحتلال الأمريكي عام 2003 بديلاً عن ابشع نظام عرفه تاريخ المظالم’ فأختاروا دفع ضريبة مجحفه اهون شراً من الحرق الشامل ولا يوجد امام العراقيين خيار افضل ’ حيث كانت مساحة خياراتهم محدودة ’ ورغم الجراح النازفة في الجسد العراقي ’ فلا يمكن المقارنة بما كان عليه العراق وما هو عليه الآن ’ ثم ان امريكا ــ سيدة العالم ـــ تمتلك اهم اوراق المصير العراقي دولياً واقليماً ومحلياً ويمكن ان تلعبها لصالح العراق او ضـده دون الحاجة الى وجود عشرة الآف من قواتها داخل العراق ’ وهنا يجب التعامل مع هذا الواقع غير السار برؤية وطنية وحكمة وحاجة ملحة لحكومة تحترم مصالح شعبها وسيادة ارضها لتجنب العراق مزيداً من الأشكالات والأبتعاد عن الأرهاصات المفتعلة وتحجيم صبيانية المزايدون وهم على سفرة الأحتلال ’ انهم اول من يفتح ثغرة اغراق العراق بمزيد من المصائب .
المزايدون على الواقع العراقي ’ هم اما يمثلون اجندة خارجية يؤدون وظيفتهم المتعارضة والمصالح الوطنية ’ واما مغامري حلم العودة الى مربع البعث ’ وهم الأكثر تبعية وعمالة واستعداداً لعرض سيادة العراق وامنه الوطني ومصير شعبـه في مزادات المتدخلون في شؤونـه ’ واما ان يكونوا وجهـاً اخراً للعملـة الأمريكية .
لو اخذنا نموذجين من المزايدين مثالاً ’ اولهما الرداحة البعثيين وشللهم في مناطق الأمارة الغربيـة وثانيهما حكومـة الظل للمليشيات الأسلامية في الوسط والجنوب .
ـــ رداحة الأمارة الغربية ’ وبعد ان فشلوا في تجيير المظاهرات السلمية لصالح نوايا اسقاط الحكومة وحرق العراق في الفتنة وفوضى المغامرات ’ يعدوا الآن لجولة تأمرية في نهاية مهلة المائة يوم التي تعهد بها رئيس الوزراء لتحسين اداء حكومته وتحقيق الممكن والملح من الأنجازات والمكاسب التي طالبت بها الجماهير في تظاهراتها ’ وسيستمرون هكذا وتحت شعار اجلاء القوات الأمريكية وتحسين الخدمات !!! ... فهم في هذه الحالة ( والميت ميتنه .. ) ورقـة مشبوهة للضغط على الشارع العراقي لتقبل ابقاء بعض القوات الأمريكية ليوظفوا تواجدها والنفوذ الأقليمي غطاءً ليواصلوا زحفهم بأتجاه السلطة .
ـــ التهديدات التي اطلقها وكررها السيد مقتدى الصدر برفع التجميد عن جيش المهدي كانت اشارة صريحة على ان جيش المهدي الذي يتذكره العراقيون جيداً ’ لازال موجوداً متوثباً بقادته وافراده وفصائله واسلحتـه ’ الى جانب التصريحات النارية لبعض قيادات التيار واخرها التصريح الخطير للبرلماني السيد بهاء الأعرجي في مقابلة تلفزيونية على الفضائية العراقية مع الأعلامي السيد عدنان الطائي ’ حيث اشار الى ان جيش المهدي سيقوم عن قريب بمناورة استعراضية ( مارش ) داخل المحافظات العراقية ’ سيشترك فيها اكثر من ( 100 ) الف ... واستطرد ’ والأستعراض مفتوح امام المتطوعين من ابناء الشعب العراقي ’ وتلك اشارة واضحة للعمل المشترك مع قوات الأمارة الغربية ’ وعندما سأله الأعلامي ان كان جيش المهدي سيستعرض بأسلحته...؟ اجاب السيد بها " السلاح موجود في كل بيت عراقي " .
اذا وضعنا تلك التصريحات في سياقها العام ’ اليس الأمر تهديداً واثارة للرعب والخوف في نفوس العراقيين يدفعهم من اجل حماية انفسهم والمتبقي من مكتسباتهم الى طلب المساعدة الأمريكية عبر الأبقاء على بعض القوات الرادعة حول المدن العراقية ... ثم اين يمكن ان نضع توقيت تلك التصريحات المثيرة لأكثر من تأويل ... ؟
في جميع الحالات ورغم كل المآخذ ’ فهناك حكومـة تشكلت من جميع الأطراف ’ تعرف اكثر من غيرها عن واقع العلاقة العراقية الأمريكية’ وهناك قادة عسكريين يمكن استشارتهم عن جاهزية القوات العراقية ’ ومجلس نواب يمكن لأي كتلة فيه ان تمارس حقها في اقناع الأخرين بوجهة نظرها ثم الخروج بمومقف موحد يحترم الحد الأدنى في الأقل من مصالح العراق ’ مع ذلك فنهاية الأمر سوف لن تكون كما يريده الجانب العراقي ’ لكنها ستكون افضل مما يريده ويعمل من اجل تحقيقه المزايدون .
ليكن واضحاً بالنسبة للعراقيين ’ ان الأدارة الأمريكية لاتعلن حقيقة ما تهمس بـه في اذان المسؤولين العراقيين ’ ولا المسؤولون العراقيون يصارحون شعبهم بما سمعوه منها والعراقيون لم يسمعوا ما قيل ولن يقرأوا ما كتب والتوقيع على المستور دائماً بأسمهم .
الأمريكان قالوها للمسؤولين العراقيين في اكثر من زيارة مفاجئة ( فأما ــ وانتم احرار .. وإما ـــ ونحن احرار ) وربما موجة الأغتيالات الأخيرة والهروب المنظم للقتلة من السجون العراقية ’ اول الغيث وربما سيكون القادم اعظم .
في النهاية ’ جميع الأطراف ستتفق وتوقع على ( ....... ) وقد وقعها المزايدون في اول تصريح ناري لهم ’ كل ما في الأمر ’ الجميع يريدون كيداً ان يورطوا اول من يرفع يده موافقاً ’ واستغلال القضية للتنكيل بـه ’ وتلك واحدة من الأساليب الجبانة التي يتعامل بها الكل مع الكل .
مشكلة الأطراف العراقية ’ ان اغلبها محكومة بأرتباطات وولاءات خارجية على حساب الأنتماء الوطني ’ حيث جعلوا من حكومتهم للشراكة اقرب الى الأقليمية منها الى الوطنية وامريكا في هذه الحالة لاتحترم التعامل مع حكومة متعددة الولاءات والرؤوس كما احترمت تعاملها والتزاماتها تجاه المانيا واليابان وكوريا الجنوبية بعد احتلالها ’ وصدور الناس لاتتحمل مزيداً من النفاق ... وعلى اطراف حكومتنا للشراكة الملونة ’ ان تحقق الرغبة الأمريكية بدون ــ دوخة راس ــ لتجنب العراق والعراقيين مصائب اضافية قد تأتي منهم ومنها ’ انها ضريبة الضعف العراقي ...
صحيح ان الأوضاع الراهنة في العراق اقل سواداً من الأوضاع التي كانت سائدة قبل 2003 ’ لكنها داكنـة لاتجلب البهجة الى نفوس العراقيين .
23 / 05 / 2011



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المالكي بعد مهلة المائة يوم ... ؟
- الكورد الفيلية : قضية حق يعاتب الجميع ...
- ديموقراطية الغالب والمغلوب ...
- فساد في الدولة ام دولة فساد ... ؟؟؟
- اشكالية العلاقة بين السفارات والجاليات العراقية ..
- امرأة في حدث وقصيدة ...
- المالكي : على لوحة الأشاعات ...
- السلاح ليس طريقاً للمصالحة ...
- العراق بين الأمس واليوم ...
- شفت شواربه وتغزرت بيه ...
- ثقافة الغضب ...
- مسان جيتج عشك ...
- نتضامن مع الحزب الشيوعي العراقي ...
- ثورة الغضب : الى اين ... ؟؟؟
- دروس من مظاهرات الغضب ...
- الغضب في الأتجاه المعاكس ...
- وزراء بدون ( وايرات )
- دار السيد ليست ( مامونه ... )
- نتمناك : يا زمن شرطة مهاوش ...
- معكم : مستقلون من اجل العراق ...


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - الأنسحاب الأمريكي بين الموقف والمزايدة ...