أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - عن العنف والكراهية ...














المزيد.....

عن العنف والكراهية ...


طارق حجي
(Tarek Heggy)


الحوار المتمدن-العدد: 3493 - 2011 / 9 / 21 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


* في سنة 1948 ازداد عنفُ الاسلاميين في مصرَ ، وقاموا باغتيال عددٍ من الشخصيات من بينها حكمدار القاهرة (سليم زكي) وقاضي شهير (الخازندار). وهو ما حض محمود فهمي النقراشي رئيس الحكومة المصرية على حلِ جماعة الاخوان المسلمين .فكان ردُ فعل "بعض الإخوان" هو إطلاقَ النار على النقراشي ، فأردوه قتيلاً قبيل ساعات من نهاية سنة 1948 . وعندما اختلف عبد الناصر مع الاخوان ، اطلق أحد الاخوان النار على جمال عبد الناصر في ميدان المنشية بالاسكندرية (1954) . ولكن الطلقات أخطأته ولم تصبه ! ... وعندما اصطدم بطل حرب أكتوبر 1973 انور السادات مع الاسلاميين ، أطلق بعضُهم النارَ عليه يوم 6 أكتوبر1981 فأردوه قتيلاً . وعندما اغتيل المفكر المصري " فرج فودة " كان قاتلُه من نفس " الفرقة" التي اطلقت النار من قبل على "النقراشي" وعلى"جمال عبد الناصر" وعلى"أنور السادات" ... ثم جاء من نفس الفرقة من حاول " ذبح " فخر مصر وسنام مواهبها "نجيب محفوظ" ، لأن "بعض" فقهاء نفس الفرقة افتوا بضرورة قتل أحد أنجب من انجبت مصر في تاريخها الحديث ! والقاء نظرة على ما قام به " بعض" رجال حماس من قتل واغتيال لخصومهم السياسين ( من رجال "فتح") عقب استيلاء "حماس" على السلطة في قطاع غزة سيدلنا على أن "بعض" الاسلاميين سيكونون دائماً ميالين لإستعمال اقصى اشكال العنف مع معارضيهم .
ولنراجع ما فعله "بعضُ" الاسلاميين عندما قاموا باحتلال المسجد الحرام بمكة المكرمة منذ ثلاثة عقود ! ولنلقي نظرة على جرائم " بعض " الاسلاميين التي اما اقترفوها أوحاولوا اقترافها ضد خصومهم السياسيين حتى في اطار نظام يحكم باسم الاسلام كمحاولة اغتيال "بعض" الاسلاميين لنائب وزير الداخلية السعودي منذ شهور قليلة. ورغم أننا ضد اقصاء الإسلاميين من المشاركة في الحياة السياسية اليوم في مصر ، فانهم يستكثرون علينا المطالبة بوضع قواعد غير قابلة للتعديل تحمي مصر من " بعض " من يطلقون النار على معارضيهم كأسلوب حوار !!!
لقد كان الجيشُ المصري نبيلاً وعظيماً ووطنياً بلا نظير عندما حمى صدور المصريين من رصاص وقنابل رجال عهد حسني مبارك. ونفس الجيش مطالب اليوم ( باسم النبل والوطنية ) أن يحمي مصر والمصريين ( اليوم وغداً) ممن يطلقون النار على معارضيهم وخصومهم السياسيين . ولاشك ان عدداً كبيراً من الاسلاميين ليسوا من انصار استعمال العنف ( كقتلة النقراشي والسادات والشيخ الذهبي وفرج فودة ومحاولي قتل جمال عبد الناصر ونجيب محفوظ ) . ولكن وجود "بعض" الذين فعلوها من قبل ، يؤكد "احتمال" وجود آخرين مثلهم "قد" ينهجوا ذات النهج ( العنيف) في المستقبل . وهو ما يحتم أن يقوم المجلس الأعلى للقوات المسلحة ( من الآن) بوضع قواعد ( غير قابلة للتعديل ) تحمي "مدنية الدولة المصرية" وليتعلم الكل من الزعيم التركي (الاسلامي) رجب اردوغان كيف لا يوجد اي تناقض بين مدنية الدولة وكون أغلبية ابناء وبنات الشعب المصري من المسلمين.
ومما يخيف كثيرين (وكاتب هذه السطور منهم ) كون الاسلاميين اصحاب "حلول ثابتة" لأمور حياتية "متغيرة" . كما يخاف هؤلاء ( وكاتب هذه السطور منهم ) من كون الاسلاميين "آخر الايدولوجيين" على سطح الكرة الارضية ، في زمن تودع فيه البشريةُ حقبةَ الايدولوجيات. واذا لم يكن الاسلاميون ( أو في الحقيقة بعضهم ) قد اقترفوا شيئاً سوى الافتاء بشرعية اغتيال السادات ثم افتاءهم في مرحلة تالية بالعدول عن الفتوى الاولى ، لكن ذلك كافياً لان تطلب كافة القوى السياسية في مصر اليوم من المجلس الأعلى للقوات المسلحة حمايتهم وحماية الوطن من أناس يفتى بعضهم بإزهاق روح انسانية ثم يعودون ويفتون ( بعد تنفيذهم للقتل ) بالعدول عن فتوى القتل (!!!) .

* أمضيت مؤخـراً ( اثناء وجــودي في انجلترا ) ساعات عدة اطالع دراسات رصينة عن العلاقة الدامية بين سكان شمال ايرلندا الكاثوليك وسكانها البروتستانت. وهالني حجم وعمق الكراهية المتبادلة . سألت أستاذاً متخصصاً في تاريخ هذا الصراع: "ماهو الوقت الذي سينقضي لترى البشرية هذه العلاقة الدامية وقد تحولت لعلاقة انسانية ايجابية وهادئة ؟" وجاء ردُه الصادم: "عدة اجيال !" . لماذا اهتممت أنا بمعرفة تاريخ وطبيعة وأبعاد هذه العلاقة المريرة المخضبة بالقتل والدم والعنف والكراهية ؟. أقول بكل وضوح : لإهتمامي بعلاقة دامية ومريرة اخرى في الشرق الأوسط بين اسباط اسماعيل بن ابراهيم واسباط اسحق بن ابراهيم ( بفرض صحـة هذا الإنتسـاب). ورغم ان كثيرين ( من المعنيين بهذا الصراع الدامي والمرير والملتحف ببغضاء مهولة ) يعتقدون ان لا حل لهذه العلاقة الدامية . فانني اكرر انني موقن بان لكل مشكلة حل. وحل هذه المعضلة ( ضاربة الجذور في التاريخ ) ممكن ومتصور اذا توفرت إرادة سياسية مسلحة بفهم ورؤية لدور التعليم والثقافة والخطاب الديني والاعلام في استئصال شأفة الداءالوبيل ( ذهنية الكراهية ) .وحتى بعد مشاهد التخلف التي رأيناها مؤخراً ( ومنها مشهد رفع شعارات بربرية ضد من سماهم الدهماء بأحفاد القردة والخنازير ) فإنني أظل مؤمناً بأن برء العقول والقلوب من روح البغضاء السوداء ( على الجانبين ) هو أمر ممكن ، بشرط الاَّ يكون الأطباء هم حملة الجرثومة وموزعي البلاء !

* موقف كثير من الاسلاميين من كلمات الزعيم التركي (الناجح) رجب طيب أردوغان عن ضرورة تأسيس الحياة السياسية في مصر على دستور علماني هو "موقف كاشف" لبدائيتهم الفكرية. فهو يوم وصوله لمصر ، "خليفة المسلمين الجديد" . وهو يوم نطق بكلمة الحق عن حتمية وجود دستور علماني ، صار مذموماً ومطالباً بالكف عن التدخل فيما لا يعنيه .



#طارق_حجي (هاشتاغ)       Tarek_Heggy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجال ونساء عرفتهم (1)
- نصف دستة (دزينة) دانات رمضانية ...
- ثلاث معضلات مستعصيات.
- نصف دستة (دزينة) دانات إسكندرانية ...
- آليات التقدم ...
- الوصايا العشر .... للمجلس الأعلي للقوات المسلحة المصرية .
- أزدري ...
- عصابة جمال مبارك (المقدمة التى كتبها طارق حجي لكتاب شريف هيك ...
- مافيا رجال الأعمال.
- دانات من مجلس الأستاذ
- دانات (عشر دانات عن المرأة).
- 168 دانة
- دانات أطلسية
- ثورة اللوتس : الإنجازات والمحاذير ...
- دانات حارقات ...
- حتميتان تاريخيتان ... وأيضا جفرافيتان .
- عشر دانات
- محاولة لفلسفة ثورات 2011 العربية
- ثلاثة أدران بجسد مصر (من أوراق -ثورة اللوتس- ) .
- من أوراق ثورة اللوتس : 5 مارس / آذار 2011


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حجي - عن العنف والكراهية ...