أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيكون المزيد من العراقيات والعراقيين مشاريع قتل جديدة؟ ومن هم القتلة؟















المزيد.....

هل سيكون المزيد من العراقيات والعراقيين مشاريع قتل جديدة؟ ومن هم القتلة؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 13:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كل يوم لنا قتلى شهداء وجرحى ومعوقين, جرائم يرتكبها قتلة لا تظهر صورهم على شاشة الأحداث اليومية, ولكنهم يتحركون بيننا, ينتسبون إلى عراقنا, يحملون هويتنا المشتركة .. معروفون للشعب جميعاً من حيث الهوية والانتساب .. ولكنهم يختلفون عنا, يبغضوننا, يتتبعون خطانا, يسجلون أفعالنا وأقوالنا وكتاباتنا وتظاهراتنا وكل احتجاجاتنا .. يتمنون سحقنا .. تصفيتنا أو إنهاء وجودنا ... بعضهم يعتقل بعضاً منا, يُعذبون المُعتقل أو المُختطف بشراسة بالغة وبدم بارد, يهددون المعتقل بالويل والثبور والعواقب الوخيمة, لا يقصدونه فحسب, بل ويقصدون عائلته إن أمكنهم ذلك.. يهددون المعتقل بالاغتصاب الجنسي.. على طريقة جلاوزة صدام حسين .. ثم يقتلون لأنه لم ينصاع لإرادة الجلادين الذين اعتقلوه .. فله إرادته وحقه في التعبير والتظاهر والاحتجاج والنقد .. البعض الآخر لا يعتقل أحداً بل يختطف ويقتل ويمارس القتل بالجملة عبر الأحزمة الناسفة أو الألغام الأرضية أو الألغام اللاصقة والسيارات المفخخة...الخ, كما فعلوا أخيراً في كربلاء والحلة وبغداد أو قبل ذاك في كركوك والأنبار وديالى وغيرها من مدن العراق. الفارق بين المجموعتين لا تخطئه العين ولا يخطئه الوعي السياسي عند العراقيات والعراقيين.
الفواتح في كل مكان من العراق وبعدد كبير من الناس, قراء التعازي من الملالي من فريق الحكام يربحون الأموال, في حين أن العائلات المغدورة بأبنائها تغوص في أحزانها وفي كوارث البلاد غير المنقطعة.
ندبت المرأة العراقية الشعبية الفقيرة والمعذبة حظها ومن أوضاع البلاد المتدهورة حين صرخت بصوت محتج ولكنها مليئة بالكرامة الإنسانية المقهورة من قناة الفيحاء العراقية "ملينة والله ملينة..." من المعاملات المعطلة في دوائر الدولة حول التقاعد والشهداء, من الانتظار, من نقص الخدمات, من بؤس التقاعد وعدم دفعه, من الرشوة والفساد في كل مكان من أعلى هيئة إلى أسفل دائرة حكومية, من الفقر والفاقة المجوعة للإنسان وكرامته, من بؤس الحياة.
وحين هب الشباب الواعي والمدرك لما يجري في البلاد والمبتلى بالكوارث اليومية للإنسان مطالباً بتغيير الحال وإجراء الإصلاحات الضرورية, حين هبَّ العاطلون عن العاطل من الخريجين والعمال وغيرهم, وحين هبَّت المرأة تطالب بحقوقها ومساواتها بالرجل, حين هب الجميع يطالبون بالحريات العامة التي بدأت تتقلص وتتراجع, ومنها حرية الرأي والحق في التجمع والتظاهر والاحتجاج, حين هبَّ كل هؤلاء, انتفض الحاكم بأمره وانتفض معه جمهرة من الحكام والأتباع يتهمون المتظاهرين بشتى التهم البائسة والشريرة لكي يقمعوا المتظاهرين والمحتجين, وحين لم ينفع ذلك بدأت الاعتقالات والتعذيب والتهديد بالاغتصاب, حين لم ينفع ذلك أيضاً استخدمت أدوات وأساليب صدام حسين, القتل في البيوت وربما الدهس بسيارات اللوري أو القتل ورمي الجثث بالنهر أو على قارعة الطريق لإرعاب المتظاهرين. كل هذا أصبح ممكناً في عراق لم تعد حكومته تمتلك لغة أخرى غير لغة التهديد والوعيد والاعتقال والتعذيب.
ولكن كل القوى المشاركة في الحكومة مسؤولة عن كل ما يجري في العراق, كلها من القائمة العراقية إلى التحالف الكردستاني إلى المجلس الأعلى الإسلامي, إلى جماعة الصدريين, إلى التحالف الوطني والائتلاف الوطني وقوى دولة القانون, كلهم مسؤولون عن الاعتقالات والتعذيب والقتل الذي يجري في العراق لأنهم مشاركون في حكومة تقوم أجهزتها بتلك الاعتقالات والإساءات للمظاهرات في سائر أنحاء العراق وتعجز عن اعتقال قوى الإرهاب التي تقتل العشرات في مدن العراق والعاصمة بغداد.
ولم يعد الشعب يقبل بقوى تدَّعي المعارضة ولكنها تشارك في حكومة تمارس ذلك وفي الوقت نفسه تدعو للتظاهر والاحتجاج. وقد ذكرني هذا بقول الشاعر أبو الأسود الدؤلي:
لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم
كم كانت الشاعرة والكاتبة المتميزة والمبدعة السيدة بلقيس حميد حسن صائبة في موقفها حين كتبت مقالها الموسوم "في العراق فقط, سلطوي معارض ", قرعت فيه تلك القوى المشاركة في الحكم وتدعي المعارضة وتدعو للاحتجاج والتظاهر. فمن يشارك في السلطة يُعتبر بحق مسؤولاً عن كل أفعال الحكومة, شاء ذلك أم أبى, وإلا عليه أن يترك الحكم ويستريح ويريح, أو أن يشارك عندها في المظاهرات الاحتجاجية ويطالب بما يطالب به المحتجون الذين سيتحولون إلى منتفضين حين تتسع دائرة المحتجين كما حصل في الجمعة التي تلت اغتيال المخرج المسرحي والكاتب والصحفي المناضل الشهيد هادي المهدي. إنها الانتهازية الرخيصة بعينها يستفيدون من مكاسب المشاركة في الحكم الكبيرة, ويحاولون الصعود على أكتاف المتظاهرين وكأنهم من المعارضين الأبطال للحكم!
نحن أمام تحولات جديدة في العراق ولكنها صوب الأسوأ, صوب المزيد من التقييد للحريات العامة وحق التظاهر والاحتجاج, وإلى مزيد من الفساد الذي أجبر بسببه رئيس هيئة النزاهة إلى تقديم استقالته أو فرضت عليه من رئيس الوزراء, كما جاء في نص استقالته, وإلى مزيد الاعتقالات والتجاوز على حقوق الإنسان من جانب أجهزة الأمن والشرطة وبأوامر من القائد العام للقوات المسلحة ومن أجهزته الأمنية الخاصة, ومن لا يرى ذلك ولا يريد أن يعرف به سيفاجأ بما لا تحمد عقباه. تذكروا الحكمة الألمانية التي تبلورت كتجربة من فترة حكم الفاشية الهتلرية: حين تم اعتقال الشيوعيين, قال الاشتراكيون الديمقراطيون إنهم اعتقلوا الشيوعيين وهم بعيدون عني ولم يدافع عنهم, وحين تم اعتقال الاشتراكيين الديمقراطيين قال الديمقراطيون المسيحيون إنهم بعيدون عني ولم يدافع عن الشيوعيين والاشتراكيين الديمقراطيين, وحين تم اعتقال الديمقراطيين المسيحيين لم يجدوا من يدافع عنهم.
إن الكثير من دلائل الفردية والاستبداد بدأت تظهر بقوة في النظام السياسي القائم في العراق وفي سلوك رئيس الوزراء وأجهزة الأمن. وعلى الجميع أن ينتبهوا إلى ذلك ولقد أُعذر من أنذر. والغريب في كل ذلك أن القوات الأمريكية التي جاءت إلى العراق بدعوى نشر الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ساكتة عن كل ما يجري في العراق وكأنها مصابة بالصم والبكم والعمي في آن واحد, وإلا ما معنى هذا الصمت على ما يرتكب في العراق من تجاوزات فظة على حقوق الإنسان, إن كانت قد جاءت حقاً لإنقاذ العراق من الفاشية الصدامية. إن الدلائل كلها تشير إلى إن الإدارة الأمريكية في فترة حكم بوش الابن, قد ساهمت في وقوع العراق في دوامة الطائفية السياسية والمحاصصة اللعينة التي كرسها الواقع العراقي وبريمر وفي الفساد الأكثر شمولية والإرهاب الأكثر همجية من جانب قوى الإرهاب الإسلامية الدولية, ومن سلوك غير ديمقراطي واستبدادي من جانب الحكومة الحالية.
ليتقن رئيس الوزراء بأن المظاهرات ستستمر ما دامت حكومته الحالية لا تستجيب لمطالب الشعب الأساسية التي أعلن عنها, وهو, كما يبدو, عاجزاً عن تحقيق ذلك, كما لا يريد أن يدعو إلى انتخابات نيابية جديدة. إن على من يعارض النظام ومشارك فيه أن يتفق على الانسحاب من الحكومة وإسقاطها وإجراء انتخابات جديدة. وهذا ممكن حين يتم الاتفاق بين العراقية والتحالف الكردستاني والائتلاف العراقي, نعم هذا ممكن وسيتحقق بالضرورة حين يدرك هؤلاء الهوة التي يسير نحوها العراق والعواقب الوخيمة لذلك.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشعب السوري يقارع الدكتاتورية الفاشية والعالم يتفرج !!
- العلم العراقي الراهن غير دستوري, فما العمل؟
- الإرهابيون المجرمون يرتكبون جريمة جديدة بحق رجال كربلاء !!!
- هل المالكي يغامر بحياته السياسية ومستقبله في العراق؟
- برلين تعمل على بناء جسور الحوار والتفاعل بين الثقافات: المهم ...
- شهيد جديد على طريق النضال من أجل الحرية والديمقراطية ومطالب ...
- هل من حصان طروادة في الصف الفلسطيني والعربي؟
- هل هذا هو العراق الذي نحب؟
- هل ستتحد قوى الشعب لترفض المحاصصة الطائفية والإرهاب والفساد؟
- لن يتعلم الطغاة ولا يتعظ كتاب السلاطين ووعاظه!
- إلى متى يستمر قتل أبناء وبنات الشعب بالجملة والحكومة متصارعة ...
- جريمة بشعة يرتكبها مجرمون من أزلام بشار الأسد ضد الفنان علي ...
- الأزمة الاقتصادية العالمية تزداد عمقاً وشمولية يوماً بعد آخر
- هل يتعلم دكتاتور سوريا من عاقبة القذافي وبقية المستبدين العر ...
- نداء للتظاهر موجه إلى العراقيات والعراقيين كافة في خارج الوط ...
- المالكي وخيبة المتظاهرين والعودة الملحة للتظاهر !!! ليكن الم ...
- نظام البعث السوري وموجة القتل الجماعي
- ما تزال حليمة لم تغادر العراق وتمارس عادتها القديمة!!
- العدوان الإيراني وقتل الأطفال في كردستان العراق
- هل من سبيل لحل أزمة الحكومة ببغداد؟


المزيد.....




- هل تصريح نتنياهو ضد الاحتجاجات في الجامعات يعتبر -تدخلا-؟.. ...
- شاهد: نازحون يعيشون في أروقة المستشفيات في خان يونس
- الصين تطلق رحلة فضائية مأهولة ترافقها أسماك الزرد
- -مساع- جديدة لهدنة في غزة واستعداد إسرائيلي لانتشار محتمل في ...
- البنتاغون: بدأنا بالفعل بنقل الأسلحة إلى أوكرانيا من حزمة ال ...
- جامعات أميركية جديدة تنضم للمظاهرات المؤيدة لغزة
- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - هل سيكون المزيد من العراقيات والعراقيين مشاريع قتل جديدة؟ ومن هم القتلة؟