أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الأحزاب الدينية والسينما العراقية














المزيد.....

الأحزاب الدينية والسينما العراقية


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 3483 - 2011 / 9 / 11 - 08:29
المحور: الادب والفن
    


لا تقدّر الأحزاب الدينيّة التي وصلت إلى سُدة الحكم بعد سقوط النظام الدكتاتوري السابق السينما العراقية لأنها، على ما يبدو، غير معنية بكل أشكال الخطاب البصّري، وليس السينما وحدها، بل أنها لا تُعير وزناً للثقافة برمتها لذلك أسندت هذه الوزارة الخطيرة إلى شخصٍ لا ينتمي إلى المناخ الإبداعي العراقي ويعمل خارج إطار تخصصه، وينهمك في مهنةٍ لا ناقة له فيها ولا جمل. وهذا ليس انتقاصاً لشخصية هذا الوزير المبجّل أو ذاك، ولكن الوزير الذي يعمل خارج تخصصه يظل يدهن من قارورة فارغة لأن فاقد الشيء لا يعطيه.
قد يبدو الحديث عن السينما العراقية في ظل الظروف الراهنة التي يمرّ بها العراق نوعاً من الترف الفكري خصوصاً وأن أمر الوزارات الأمنية لم يُحسَم بعد، وأن إيران وتركيا مازالتا تقصفان كردستان العراق بحجة تواجد عناصر مُسلّحة من حزبَي الحياة والعمّال المناوئين للغطرسة التركية والإيرانية، وأن الجفاف يضرب أطنابه في مختلف المدن العراقية بسبب الجارتين المُصرّتين على تصحّير العراق وقتل الحرث والنسل في بلاد "ما بين النهرين"! وأن الكويت الشقيقة مُصرّة على بناء ميناء مبارك الكبير الذي سيضيّق المنفذ المائي الوحيد للعراق.
لم تقدّم الحكومات العراقية المتعاقبة أي دعمٍ يُذكر للسينما العراقية لأنها ببساطة شديدة لا تُدرك أهمية الخطاب البصّري وتأثيره الفاعل في المهرجانات والمحافل الدولية، بل أنها لا تريد أن تصرّح علناً وتقول بالفم الملآن أنها تقف ضد الفنون الجميلة برمتها فلقد سبق للأحزاب الدينيّة أن جسّت النبض في العديد من الأمور من بينها محاولة إغلاق أقسام حيوية في معاهد وكليات الفنون الجميلة مثل قسم المسرح والموسيقى وربما غيرها من الأقسام التي تحرّمها الأحزاب الدينية المتطرفة مثل الرسم والتصوير والنحت وما إلى ذلك. ونوّد في هذا الصدد أن نلفت عناية المسؤولين في بعض الأحزاب الدينية المتشدّدة إلى أن جمهورية إيران الإسلامية التي ينظرون إليها بعين التبجيل والاحترام لم تُحرّم السينما وبقية الفنون الجميلة، وإنما فرضت عليها بعض الشروط "التي نقف ضدها طبعاً" مثل تحريم اللمس أو التقبيل أو أي شكلٍ من أشكال الاحتكاك البدني بين الممثلين والممثلات، فيما رضخت تركيا التي يقودها حزب إسلامي أيضاً، لكنه أكثر انفتاحاً من شقيقه الإيراني إلى اشتراطات الفنانين الأتراك الذين رفضوا تدخّل الأحزاب الدينية ووصايتها عليهم، لذلك تميّز الفيلم التركي على قرينه الإيراني بالحرية والاسترخاء والقدرة على ممارسة التعبير العاطفي من دون مصدّات رقابية.
لا شك في أن السينما التركية والإيرانية ومن يحذو حذوهما من البلدان الإسلامية تسجّل حضوراً فاعلاً وقوياً في المهرجانات العالمية نغبطهما عليه، بينما تنكفئ السينما العراقية يوماً بعد يوم آخذين بنظر الاعتبار أنها توقفت نهائياً حينما أنجزت فيلم "الملك غازي" لتُصاب بعد ذلك بالسكتة الدماغية التي شلّت حركة الجسد الفني العراقي الذي لم يسترجع عافيته إلا بعد أن شمّر بعض السينمائيين الشباب عن أذرعهم لينجزوا، وبجهودهم الشخصية المتفردة، أول الأفلام العراقية بعد التغيير الذي هزّ العراق من أقصاه إلى أدناه. ويعيدوا قاطرة السينما العراقية إلى سكتها الطبيعية التي قتلها الصمت الطويل، وأرعبها الفراغ الموحش الذي دام عقدين من الزمان الثقيل الذي يتحرّك مثل سلحْفاة مريضة.
أنا أدعو حَضَرات البرلمانيّين العراقيّين أن يضعوا الشأن الثقافي العراقي في نُصب اهتمامهم ويناقشوا مَحاوره الأساسية، ويقدِّموا له الدعم المادي الذي يستحقه لكي نُديمَ زخم القاطرة الثقافية التي وضعناها على السكة المهجورة، وأخصّ بالذكر منها السينما، لأنها عصب الحياة النابض، وعلامة فارقة من علامات التحضّر والمدنية والثقافة الراقية. فلا تبخلوا أيها البرلمانيون الذين انتخبكم الشعب باصدار بعض القوانين التي تدعم السينما بشكل خاص، والثقافة بشكل عام، فربّ فلم روائي أو وثائقي واحد يتوفر على اشتراطات نجاحه الفني يساوي جهد آلاف مؤلفة من السياسيين الذين يعملون لمصلحة العراق ويضعونه موضع الحَدَقة من العين.




#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشخصية المنشطرة وتعزيز الأمكنة الافتراضية
- الحقوق المائية
- رواتب البرلمانيين العراقيين
- القرصنة والابتزاز
- مُحفِّزات أعمال الشغب والعنف في بريطانيا
- الجادرجي في أمسية ثقافية بلندن يتحدث عن تأثير ثورة 14 تموز ع ...
- صلاح نيازي يرصد التغييرات التي طرأت على الأدب والفن بعد ثورة ...
- عبد المنعم الأعسم يتحدث عن ثقافة التسامح
- تحديات الإعلام العراقي في الداخل والخارج
- الصدمات و الكراهية في السياق العراقي
- قاسم حول: -المغني- فيلم متميز في مضمونه وشكله وقيمه الجمالية
- خالد القشطيني يقرأ بعض حكاياته ويوقّع كتابه الجديد -أيام عرا ...
- الواقعية الجديدة في -زهرة- بارني بلاتس
- -حديث الكمأة- لصبري هاشم أنموذج للرواية الشعرية
- أسرار فرقة الدونمه ودورها في المجتمع التركي الحديث (3-3)
- الدونمه بين اليهودية والإسلام . . . مسوّغات العقيدة المُزدوج ...
- الدونمه بين اليهوديّة والإسلام (1-3)
- (اسأل قلبك) للمخرج التركي يوسف كيرجنلي
- مهرجان بغداد السينمائي الدولي مُلتقى لشاشات العالم
- قبل رحيل الذكريات إلى الأبد (3-3)


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الأحزاب الدينية والسينما العراقية