أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم -2-















المزيد.....

من رسائل الشاعر المرحوم عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم -2-


سلام إبراهيم
روائي

(Salam Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 3479 - 2011 / 9 / 7 - 16:26
المحور: الادب والفن
    



3/01/1993
لندن

العزيز جداً أبو كفاح

تحية قلبية وعناق
أرجو أن تكون بخير وعافية.. أنت والغالية أم كفاح والبنت الحلوة وجميع الأصدقاء.. متمنياً لكم.. استقبال العام الجديد بحيوية عالية وانتماء رائع للمستقبل.. والأيام المثقلة بالود والحنين.. وصلتني رسالتك أيها العزيز منذ فترة قصيرة.. وفرحت بها.. واستغربت لتأخرها.. مما جعلني أن أخبر الصديق العزيز أبو ذكرى الذي سافر إلى الدنمرك بصورة مفاجئة.. كي يستفسر عن أحوالكم.. فرحت جداً لنشاطك وحيويتك.. بصورة عامة.. وخاصة فيما يتعلق بالكتابة والرصد والتأمل في العديد من الظواهر.. راجياً تجسيدها في عمل فني.. قصص أو أي شكل أدبي.. يستوجب ذلك.. كي تكون جزء من شهادتنا على هذا العصر الوغد.. أو بتعبير أخر.. لا يوجد لدينا سوى الكتابة كفعل جاد ومؤثر.. في اتجاهات عديدة.. وأتذكر عبارة بيكاسو.. عندما كان مختفياً في إحدى الملاجئ في باريس.. وسأله أحد رفاقه.. ماذا نفعل؟.. قال: يجب أن نعمل كلٍ في ميدانه.. وقد أخبرتك في رسالة سابقة بأني كتبت وأكتب على سبورة كبيرة.. ولم أستطيع مشاهدة حتى العمارة عن بعد.. ولكن يجب أن نعمل.. وقد أطلعت أخيراً في أحد الصحف العربية.. بأن أحد الروائيين في إندونيسيا.. وهو شيوعي يمثل اتجاه الصين.. وهو معتقل في زنزانة منذ أكثر من ستة وعشرين سنة.. ولم يوجد لديه قلم وورق مطلقاً، ولكنه ألف رواية كبيرة من أربعة أجزاء في ذهنه على ظهر قلب.. وعندما خرج كتبها.. ونشرت في اللغة الإندنوسية وترجمت إلى اللغة الإنكليزية.. وكتب عنها الشيء الكثير، وكانت مثاراً للإعجاب والتقدير.. إذن ما هي الطريقة التي نثير بها الجدوى في نفوسنا ونفوس الآخرين لمواجهة الفاشية وأنواع الذل والتخاذل.. ومواجهة العديد من الظواهر الأدبية الكسيحة والمتثائبة.. وما أكثرها في واقع مأبون وزمن قواد!.. لذا أقول مزيداً من الصبر والتأمل.. والكتابة الصادقة.. التي تقاوم جميع المظاهر الفاسدة فكراً وثقافةً.. والمنافي تسمح بذلك.. حيث الصحف العديدة.. والمجلات ووسائل الإعلام المختلفة.. ولكن المسؤولية العالية.. والصدق العميق هما قطبا الحركة الإبداعية سابقاً ولاحقاً.. وبهذه المناسبة.. هناك مجلة تصدر كل شهرين "النافذة" تصدر في بيروت وتوزع في لندن والسويد.. والجزائر واليمن ودمشق وغيرها.. لي علاقة طيبة مع رئيس التحرير.. ويمكنك أن ترسل لي بعض القصص لنشرها في المجلة المذكورة وسوف يرسلون لك نسخة من ذلك.. أرسل القصص إذا كنت راغباً بذلك.. ويبدو لي أنها واسعة الانتشار في لندن ودمشق وبيروت على وجه التحديد.. وإذا نشرت بعض المواد الأدبية في مجالات أخرى.. أرجو أن تصورها وترسلها لي كي أطلع عليها.. وأتابع مسيرتك.. لأني لم أقرأ لك سوى أربع قصص لا غير
أخي الحبيب أبو كفاح
لقد فرحت بمواصلتك الدقيقة في مراجعة الأطباء.. والتأكد من العديد من الحالات المرضية التي اجتاحتك أثناء أعنف التجارب العراقية الدامية.. وبقدر ما بها من الرجولة والجسارة.. والسعادة أيضاً.. فان لها سلبيات على الجسد.. وهذه المعادلة معروفة قبل التجربة أساساً، ولكنك في بلد متقدم جداً في الطب وحقوق الإنسان. وبهذه المناسبة ليس كل ما يقال سيكون صحيحاً..وبالتأكيد.. لكن الرقابة الصحية مهمة للغاية.. ونحن العراقيين كسولين في هذه الناحية ونفتقر إلى الوعي الصحي أساساً.. إن لم نكن في الغالب نسخر من هذه الناحية أصلاً.. وأقول أن صديقي القاص علي الجوي أجرى ثلاث عمليات للقلب "فتح الصدر" وأخبرته اللجنة الطبية بأنه يستطيع العيش لمدة سنة واحدة فقط.. وقد تجاوز الخط الأحمر والموعد بثلاث سنوات.. ومازال يعمل ويكتب قصص ومقالات سياسية عديدة، ولكن يستخدم الأدوية بشكلٍ مستمر.. لذا أقول أيها الحبيب أن العناية الصحية الجيدة والانتماء إلى المستقبل.. هما جوهر الحياة وعلى هذا المحور.. نتنفس هواء الأيام والتجارب الجديدة.. أملي أن تكون حالتك الصحية على أفضل ما يرام.. وأكتب لي عن أخر أحوالك.. وأحوال العزيزة أم كفاح. وأنا على يقين ستكون الأخبار القادمة عاصفة بالحب واليقين.
أخي الحبيب أبو كفاح
أرسل مع هذه الرسالة مجموعة "خطوات على الماء" مصورة لأنه لا توجد لدى نسخة سوى نسخة واحدة قديمة. وقبل سنة أرسلتها إلى جامعة ثبورك مع مجموعتي "أغاني الدرويش" و "لون الثلج والورد بالليل" حيث أن إحدى الطالبات العراقيات تدرس شعري في تلك الجامعة في قسم الدراسات العليا، كذلك طلبت مني العديد من المقابلات والمقالات والدراسات.. وهي تتصل بي عبر الهاتف بين فترة وأخرى.. وتستغرق بعض المكالمات ساعة أو أكثر.. تخص الشعر. وأخبرتني بأنها ستزور لندن قريباً وتسجل "فديو" حوار طويل معي.
وسوف أسافر في في يوم 13/01/1993 إلى برلين – ألمانيا – للمشاركة في الأيام الثقافية هناك.. وسنلقي الشعر في يوم واحد.. أنا وسعدي يوسف وفاضل العزاوي وكريم الأسدي.. وسوف ألقي محاضرة في اليوم الثاني مع كل من الأساتذة؛ هادي العلوي، وفالح عبد الجبار، وسيكون هناك معرض للرسوم وأغاني في اليوم الأخير.
أخي الحبيب سلام
ما هي أخبار الحبيب أبو صمد.. وهل تصل إليك أخبار منه عبر الرسائل والتلفونات أو القادمين من هناك.. أرجو إخباري عن أحواله بصورة عامة.. وهل لديك بعض قصائده الجديدة.. أرجو إرسالها لي.. وهل ما زال ينجب عدداً جديداً من الأولاد والبنات، وكيف أحوال زوجته العزيزة أم صمد.. وخاصة أحوالها الصحية والنفسية.. وكم أتعبتها تلك الليالي الصاخبة والتي لا تتكرر، وأعتقد بأن غبار تلك الليالي الصاخبة مازال .. هائماً في شوارع الديوانية أو جزءاً من ذاكرتها ومزاجها.. ولم أجد صديقاً تجوهر في روحي بقدر ما تجوهر الحبيب علي.. في صداقة عميقة وساخنة حقاً.. متشابكة بالود والأسرار.. وأخر ما استلمت منه برقية تخبرني بولادة أم مخلص وقدوم وطفاء الحلوة.. قبل 12 سنة.. وقبلها كتب لي باسم المرحوم "طارق ياسين" وعنوان مقهى الزهاوي.. وبعدها رسالة بيد أم مخلص، قبلها أرسل دراسة عن "لون الثلج والليل" أكتب لي أيها العزيز عن الصديق الحبيب علي.. وهل لديك عنوانه وتلفونه.. ثم هل يمكن أن أرسل له رسالة باسم أخر.. وعن طريق الأردن.. أخبرني بما هو معقول ومناسب..
أخي الحبيب سلام
أرجو أن تتصل بي هاتفياً بين فترة وأخرى إذا سمحت لك الظروف.. وأكتب لي دائماً لأني أتنفس من خلالك رائحة الديوانية.. ونهرها الصغير الذي يشبه ربطة عنق على صدر مراهق. وقد كتبت القصيدة التي نشرت في الثقافة الجديدة "نهر المحبة" عن هذا النهر الحبيب.. ولكن رحّت الضمائر بين ضمير النهر.. وضمير الأنا.. وضمير الآخر، وفي مناحي الديوانية الودودة.. وبهذه المناسبة أشكرك على ملاحظاتك الجميلة حول هذه القصيدة التي جاءت في ثنايا رسالتك الأخيرة.
لي رغبة شديدة في الحديث إليك من خلال هذه الرسالة ولكن عيوني قد تعبت.
أكتب لي أيها العزيز.. وأرجو إبلاغ تحياتي القلبية للعزيزين أبو نهران وكوكب حمزة
كذلك تحياتي القلبية للعزيزة أم كفاح.. وقبلاتي للحلوة.. همسه.. وتحيات أم مخلص لكم بمناسبة حلول العام الجديد
تحياتي مرة أخرى
وأسلم
أخوك
عزيز السماوي
رقم التلفون: 018/3429359



#سلام_إبراهيم (هاشتاغ)       Salam_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من رسائل الشاعر كزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم -7-
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم ...
- من رسائل الشاعر المرحوم گزار حنتوش إلى الروائي سلام إبراهيم
- الطفولة والعائلة والصداقة في أشعار علي الشباني 4 - 4
- الطفولة ..العائلة الصداقة في أشعار – علي الشباني 3 - 4
- الطفولة العائلة الصداقة في أشعار علي الشباني 2 - 4
- الطفولة، العائلة، الصداقة في أشعار علي الشباني-1
- مكسور خاطر
- رسائل المرحوم الشاعر عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم
- رسائل الشاعر – علي الشباني – إلى الروائي سلام إبراهيم2 أليست ...
- رسائل الشاعر علي الشباني إلى الروائي سلام إبراهيم
- نجمة البتاوين رواية العراقي شاكر الأنباري - سجل يوثق فنياً ا ...
- جُمهورْ، وما أبقى هنا، وتطوير الثورة العالمية!.
- في باطن الجحيم – رواية -
- تتبع جذور النص
- يوميات العراق والمنفى – 5 - ظهر – هذا التراب المر.. حبيبي –* ...


المزيد.....




- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...
- مظفر النَّواب.. الذَّوبان بجُهيمان وخمينيّ
- روسيا.. إقامة معرض لمسرح عرائس مذهل من إندونيسيا
- “بتخلي العيال تنعنش وتفرفش” .. تردد قناة وناسة كيدز وكيفية ا ...
- خرائط وأطالس.. الرحالة أوليا جلبي والتأليف العثماني في الجغر ...
- الإعلان الثاني جديد.. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 الموسم ا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سلام إبراهيم - من رسائل الشاعر المرحوم عزيز السماوي إلى الروائي سلام إبراهيم -2-