أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الصگار - الفيصلية- بين فيصل لعيبي وجاسم العايف















المزيد.....

الفيصلية- بين فيصل لعيبي وجاسم العايف


محمد سعيد الصگار

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 23:29
المحور: الادب والفن
    


أثار صديقي‮ ‬الفنان فيصل لعيبي‮ ‬عن‮ (‬الفيصلية‮) ‬قبل أيام،‮ ‬رواسب الذاكرة وأنعشها برصده الحميم لتاريخ هذه المنطقة،‮ ‬وملامحها وشخوصها وسلوك شبابها وهي‮ ‬تحبو لتكون مكانا في‮ ‬خريطة البصرة المتجددة‮. ‬وقد كان مقاله دافئا صادقا على قدر ما أثاره في‮ ‬ذاكرتي‮ ‬التي‮ ‬سبقت ذاكرته،‮ ‬وذلك لفارق السن بيننا‮.‬
ثم جاء الأستاذ جاسم العايف بمقاله هذا الأسبوع،‮ ‬ليذهب بعيدا في‮ ‬تفصيل ملامح‮ (‬الفيصلية‮)‬،‮ ‬وآفاق الحياة فيها،‮ ‬فأوفى وأجاد،‮ ‬ولكن فات‮ ‬عليه ما فات على فيصل قبله من أيام الفيصلية الأولى التي‮ ‬عشتها بنفسي،‮ ‬وأتذكر أبعادها،‮ ‬وما زال بعضها معي‮ ‬في‮ (‬المفكرات‮) ‬التي‮ ‬أحملها معي‮ ‬إلى هذه الساعة؛‮ ‬يوم كنت آتيها من العشار على دراجة متهالكة؛ فأقول‮:‬

أنا من سكنة محلة البچاري‮ ‬في‮ ‬العشار،‮ ‬كنت أقيم في‮ ‬غريفة في‮ ‬بيت الحاجة‮ (‬أم سبيتي‮)‬،‮ ‬وسبيتي‮ ‬هو والد بطل الملاكمة‮ ‬يومذاك‮ (‬زبرج سبتي‮)‬؛ وكان‮ ‬يستأجر معي‮ ‬غريفة في‮ ‬هذا البيت،‮ ‬الصديق الكاتب جاسم المطير الذي‮ ‬يأتي‮ ‬إليها متخفيا بين حين وحين‮. ‬وكنت أعمل‮ ‬يومذاك في‮ ‬علوة المخضرات التي‮ ‬يملكها أخي‮ ‬عبد الحميد الصكار‮.‬

في‮ ‬عام ‮ ‬1952،‮ ‬علمت أن أخي‮ ‬اشترى أحد البيوت المبنية حديثا في‮ ‬محلة الفيصلية بالأقساط،‮ ‬فانتقلنا إليه.
‬وهذا‮ ‬يعني‮ ‬أن البيوت الأولى كانت مبنية وجاهزة للسكن والتمليك،‮ ‬قبل أن تتسع وتنفتح إلى ما بعد الجامع بشكل‮ ‬غير قياسي‮. ‬وهو‮ ‬غير ما ذهب إليه الأستاذ جاسم العايف،‮ ‬في‮ ‬كونهاخصصت في‮ ‬بداية عقد الخمسينيات لإيواء سكان الصرائف المحيطين بمركز منطقة العشار وأطراف البصرة،‮ ‬وللمهاجرين من الأرياف، ولعلها كانت من مشاريع (مجلس الإعمار)،‮ ‬فالواقع أن هناك من ذوي‮ ‬القدرة الشرائية من استطاع أن‮ ‬يشتري‮ ‬من هذه البيوت،‮ ‬ويبني‮ ‬ويطور فيها،‮ ‬وقد اشترى بعضهم أكثر من بيت من هذه البيوت الجاهزة،‮ ‬لأغراض استثمارية،‮ ‬في‮ ‬حين أن هناك بيوتاً‮ ‬كانت تبنى بشكل عشوائي‮ ‬يسكنها الفقراء‮.‬

موقع الفيصلية:
يبدأ محيط الفيصلية من منطقة الحكيمية التي‮ ‬تلي‮ (‬مكينة السوس‮) ‬التي‮ ‬تسمى اختصاراً‮ (‬المكينة‮) ‬والتي‮ ‬كانت تتوقف عندها سفن صغيرة لتشحن عروق السوس وتنسحب إلى شط العرب،‮ ‬وكان تاجر السوس الذي‮ ‬يحضر إلى البصرة للإشراف على العمل رجل من أبناء قرية‮ (‬سراجغ‮) ‬التابعة لقضاء الخالص،‮ ‬وهو حكمت أو شوكت؛ أحد أبناء الشيخ حسن العلي‮ ‬المقيم في‮ ‬سراجغ‮. ‬وأنا أعرفه وأعرف أباه،‮ ‬وقد حضرت مضيفه ذات‮ ‬يوم،‮ ‬والتقيت به أكثر من مرة عند زياراته لأخي‮ ‬حميد‮.‬
هذا لغرض تحدبد مسمى‮ ( ‬المكينة‮) ‬التي‮ ‬اندثرت،‮ ‬وكان موقعها مقابلا لمعمل‮ (‬طحين الوصي‮)، ‬وكنت أمر بها بدراجتي كل يوم.

عندما نتخلى عن المكينة والحكيمية،‮ ‬ننحدر إلى الفيصلية من طريق‮ ‬غير معبد‮ ‬يبدأ من مدخل شركة نفط البصرة متجها نحو البيوت الجديدة المنفتحة على فضاء واسع،‮ ‬والمقسمة إلى قسمين‮ ‬يفصل بينهما شارع‮ ‬يصعد إلى أعلى، حيث الجامع والسوق‮.

‬وكانت أرقام البيوت تبدأ من القسم اليساري،‮ ‬وكان البيت الذي‮ ‬اشتراه أخي‮ ‬حميد‮ ‬يحمل رقم‮ ) ‬2‮( ‬امام الفضاء الواسع المقابل لشركة نفط البصرة،‮ ‬وقد عشت فيه أياما،‮ ‬في‮ ‬حين كان الرقم‮ (1‮) ‬للحاج موسى العمران‮ (‬وهو أحد أرحامنا)؛ وكانت هذه بداية‮ (‬الفيصلية‮) ‬المتصاعدة نحو الجامع الذي‮ ‬تقترب منه الدكاكين القليلة العدد،‮ ‬ويؤم جامعه السيد حيدر الحلو،‮ ‬وفيه ألقيت أول قصيدة لي،‮ ‬عام ١٩٥٢،‮ ‬بتشجيع من الحاج موسى العمران،‮ ‬والسيد عبد النبي‮ ‬عباس الذي‮ ‬كان‮ ‬يعرف كأحد مثقفي‮ ‬الفيصلية‮. ‬ولكنني‮ ‬لم أبق في‮ ‬المنطقة طويلا،‮ ‬حيث‮ ‬غادرتها عام ‮ ‬1953،‮ ‬لأسكن في‮ ‬الغريفة التي‮ ‬كان فيها الصديق جاسم المطير إلى عام‮ ‬1957،‮ ‬حيث‮ ‬غادرت إلى موسكو عضوا في‮ ‬الوفد العراقي‮ ‬السري‮ ‬إلى مهرجان الشباب والطلاب العالمي‮ ‬السادس‮.‬

ومن المفارقات أنني‮ ‬عدت إلى بيت الحاج موسى العمران‮ (‬رقم‮ ١‬‮)‬،‮ ‬لأختفي‮ ‬فيه أثتاء فترة الحرس القومي،‮ ‬عام ‮ ‬1963،‮ ‬وإذ كنا وحدنا في‮ ‬البيت،‮ ‬كنا نقضي‮ ‬الوقت في‮ ‬ألعاب الدومنة والطاولي‮ ‬التي‮ ‬لم أكن أعرفها من قبل‮، وبرعت في العادي والمحبوس والطيرة والواحد وخمسين، حيث لا كتب ولا موسيقى ولا بليارد كنا نلعبه في نادي الإتحاد الرياضي الملكي في العشّار !

آمل أن‮ ‬يكون في‮ ‬ما ذكرته إضافة مفيدة لما تصدّى له الصديقان في‮ ‬التأريخ لمنطقة‮ (‬الفيصلية‮) ‬في‮ ‬خطوطها الأولى‮.‬

تحياتي‮ ‬لهما‮.
 ‬



#محمد_سعيد_الصگار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شله واعبر (تعقيب على أفكار السيد علي‮ ‬الشلاه)
- غياب الحكمة عن (الحكيم!) السوري
- موسم الحصاد البشري في سورية
- مئة يوم في انتظار الوازع الأخلاقي
- خوف الشجعان !
- على ماذا اتفقت الكتل السياسية؟
- مظفر النواب وسلة الحصرم
- زها حديد في باريس
- نعم يا سيادة رئيس الوزراء المماطلة أضرت ولم تنفع
- المماطلة أضرت ولم تنفع
- من فرط ما حاصرنا الشك نسينا لذة اليقين
- اوراق سياسية لقاء مع هاني الفكيكي
- منظمة العالم الإسلامي وما‮ ‬يجري‮ ‬ف ...
- حكومة لا تعرف الملل متابعة لوثبة الجماهير
- قراءة لواقع الحرية
- استباقا لتظاهرات ٢٥ شباط في العراق
- بين جابر عصفور وأرباب الفكر والفداء
- إلى خالد السلطاني - سعيد بما أقرأ لك
- تونس تعلمنا
- نصف النصر تحية لشباب تونس


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد سعيد الصگار - الفيصلية- بين فيصل لعيبي وجاسم العايف