أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - هل الله موجود أم لا ؟















المزيد.....

هل الله موجود أم لا ؟


زاهر زمان

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 19:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعدما شرعت فى تسجيل الحلقة الثالثة من (خواطر متدين سابق ) فوجئت بصراع شرس ومحتدم بين الفيلسوف الرائع الزميل سامى لبيب وبعض المعلقين حول وجود الالاه من عدمه وذلك فى أعقاب مقالته المعنونة ( هل الله حر ؟ ) ضمن سلسلته بعنوان [ خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم ] ، كما فوجئت بنفس الأمر يتكرر عقب مقالة للكاتب والمحلل الاكاديمى القدير الزميل عبدالقادر أنيس بعنوان (الجزيرة تسخر العلم والتقدم لخدمة الخرافة والتخلف 3 ] ، مما حدا بى الى تأجيل تسجيل خواطر الحلقة الثالثة من ( خواطر متدين سابق ) ، والشروع فى كتابة هذه المقالة كمحاولة للرد على ذلك التساؤل القديم الحديث . ولكى نجيب على هذا التساؤل تعالوا نبتدى الحكاية من الأول . وأول مانبدأ به هو سؤالنا :

متى وكيف ظهرت فكرة الالاه عند الانسان لأول مرة ؟

Φ مرحلة إنسان الغاب :

تقطع الأحفوريات والأدلة الآركيولوجية التى عثر عليها العلماء المهتمين بتاريخ الجنس البشرى على كوكب الأرض بأن الانسان لم يكن يعرف حياة الاستقرار فى تجمعات بشرية ثابتة كما هو عليه الحال الآن حتى نهايات عصر انسان الغاب ، الذى كانت حياته لا تختلف عن حياة باقى الفصيلة الحيوانية التى تنتمى اليها سلالته ! كان انسان ذلك العصر يصحو مع شروق الشمس ويغادر مخبئه الذى كان يحتمى فيه من الوحوش الضارية طوال الليل ، ثم يبدأ فى الانتشار فى أرجاء الغابة بحثاً عن الطعام الذى كان الثمار بصفة أساسية وبقايا لحوم بعض الفرائس التى كانت تفيض عن غذاء الحيوانات الضارية كالنمور والذئاب والأسود وغيرها . وكان الانسان ينتشر فى جماعات قليلة العدد نسبياً ، وكل جماعة عبارة عن بضعة أسر تتكون من الأب والام والأبناء . لم يكن النشاط اليومى للانسان فى تلك الحقبة من تاريخ البشرية يتعدى الانتشار والتجول فى الغابات بحثاً عن الغذاء والماء عندما يجوع أو يعطش ، ثم التفرغ للعب واللهو والجرى واستعراض العضلات فيما بين أفراد المجموعة بالتشابك فى معارك وهمية بالأيدى والأرجل كما تفعل سائر قطعان الحيوانات من حوله فى الغابة ، أو تعليم الصغار كيفية الهروب من خطر الحيوانات المفترسة . لم يكن انسان الغاب يعرف ارتداء الملابس كما هو عليه حال الانسان الآن ، اذ أنه لم يكن بحاجة الى تلك الملابس أصلاً ، لأن بنيته وتكوينه الجسمانى كان ملائماً لطبيعة تلك المرحلة من تطور الجنس البشرى . فقد كان جلد الانسان سميكاً بدرجة تقيه برد الشتاء وحر الصيف شأنه فى ذلك شأن بقية حيوانات الغابة من حوله . كما كان جسمه مغطى بالشعر الكثيف الذى يقارب فى طبيعته الشعر الذى يغطى القرد والغوريللا فى عصرنا هذا . كان ملخص حياة انسان الغاب هو البحث عن الثمار وتناولها عندما يجوع والجرى واللعب مع أفراد جنسه وصغاره وممارسة الجنس بين ذكوره واناثه دونما تفرقة بين الأب ومن خرجن من صلبه من الاناث أو الأم ومن خرجوا من رحمها من الذكور . فكان الأب يمارس الجنس مع بناته والأم تمارس الجنس مع أبنائها والأخوة الذكور يمارسون الجنس مع أخواتهم الاناث . ( مثل تلك الأمور لا يتقبلها الطبع البشرى الآن بعدما تطورت اشكال العلاقات الانسانية بين أفراد المجتمع البشرى ، وان كان ذلك التطور الهائل فى سلوكيات الانسان لا يجزم بعدم وقوع مثل تلك الأمور هنا أو هناك ولعل أقربها للذهن حادثة ذلك الأب الأردنى الذى دأب على اغتصاب بناته فحملت احداهن وأراد توليدها بعملية قيصرية أجراها لها بنفسه ، كان نتيجتها فشل العملية وموت الفتاة وانكشاف الأمر ووصوله الى السلطات المختصة ). لم يكن الجنس مشاعاً عند انسان الغاب كما قد يتبادر الى أذهان البعض ، وانما كان الضابط الرئيسى فى من يمارس مع من ، هو القوة العضلية والاختلاس. فلم يكن أياً من الذكور الأبناء يستطيع ممارسة الجنس مع أية أنثى من اناث الأسرة فى حضور الذكر الأب وأمام عينيه وقوته البدنية والعضلية مازالت متفوقة على باقى الأفراد الذكور فى الأسرة . كان ذلك الأمر يتم فى غيبة الذكر الأب أو فى غفلة منه أو فى حالة تضعضع قواه البدنية ولم يعد بامكانه التصدى للذكور الصاعدة فى الأسرة . عندها كان يتوارى الذكر الأب ويحل محله الذكر الأقوى ! انها شريعة الغاب بكل ماتحمله الكلمة من معنى ! وبما أنه من البديهى أن البيئة المحيطة بالانسان واحيتياجاته الضرورية هى التى تشكل طبيعة النشاط العقلى ، فان تفكير الانسان فى تلك المرحلة من تاريخ تطور الجنس البشرى ، كان محصوراً بصفة رئيسية فى كيفية الحصول على الطعام والشراب واللهو واللعب وممارسة الجنس ، وكيفية الهروب من أخطار الضوارى المحيطة به . وبما أن اللغة وليدة البيئة ، فقد كانت لغة الانسان فى ذلك الزمان لا تتعدى بضعة المفردات الرئيسية المتمثلة فى صيحات الفرح أو تأوهات الألم أو التحذير من الخطر ، أو همهمات التعبير عن الغضب . باختصار كانت لغة ذلك الانسان القديم هى أقرب مايكون الى لغة القرود .

Φ بدايات استقرار الإنسان وتكوين المجتمعات الثابتة :


كما هو معروف فإن كوكبنا الأرضى له مايعرف بالدورات المناخية الناجمة عن الأوضاع والمدرات الفلكية التى يحتمها وضع الكوكب الأرضى بالنسبة للشمس ودرجة ميلان محورها واتجاه ذلك المحور ووضعه بالنسبة للشمس كل بضعة مئات الألوف من السنين الأرضية ، فتتعاقب على كوكب الأرض العصور المناخية مابين عصور جليدية وأخرى مطيرة وثالثة معتدلة وغيرها جافة ، وتتغير تبعاً لذلك البيئات الطبيعية اللازمة لاستمرار الحياة على هذا الكوكب وتتبدل وتتسع وتضيق تلك البيئات تبعاً للعصر المناخى السائد على هذا الكوكب . وبانحسار العصر المطير من على الكوكب الأرضى ودخولنا فى العصر المناخى الحالى قلت الأمطار وتغيرت أحزمة المطر على سطح الكرة الأرضية ، وتقلصت مساحات الغابات ، وتحددت مسارات الأنهار ووديانها مثل نهر النيل فى افريقيا والفرات فى العراق والأمازون فى أمريكا الجنوبية وغيرها من الأنهار فى قارات العالم . بالطبع لم تكن تلك الأنهار على ماهى عليها الآن وانما كان عرض النهر من تلك الأنهار يتعدى ربما بضعة عشرات الكيلومترات ، فالتحول من الحقبة المطيرة الى الحقبة المناخية الحالية استغرق مئات الألوف من السنين ولم يقع بين عشية وضحاها كما قد يتبادر الى أذهان البعض من هواة كن فيكون ! وكان طبيعياً والحال هكذا أن تخرج بعض جماعات انسان الغاب الى ضفاف تلك الأنهار بعيداً عن الغابات ولو من أجل اللهو واللعب والاستكشاف وفرض النفوذ والسيطرة على مساحات جديدة خارج حدودهم المعتادة داخل الغابات . وعبر مئات الألوف من السنين بدأ انسان الغاب يصبح أكثر جرأة فى ارتياد ضفاف الأنهار وبدأت خبراته التراكمية فيما يخص عالمه الجديد تتراكم جيلاً بعد جيل ، ثم بدأ- ونتيجة للتغيرات المناخية أيضاً - فى اتخاذ خطوات أكبر عندما استطاع النابهون من بنى جنسه رصد الدورة الطبيعية لحياة النباتات والثمار اللصيقة بغذائهم والتى ارتبطت فى أذهانهم عبر أجيال بمراحل غمر مياه الفيضانات للثمار الجافة ثم نمو تلك الثمار بعد انحسار مياه الفيضان عنها وتحولها بمرور الأيام الى نباتات من نفس الفصيلة التى كانت تحملها كثمار . وهكذا بدأ النابهون من أبناء الجنس البشرى اقتباس عملية استزراع النبات وتعلمها من الطبيعة المحيطة بهم . وبالطبع لم يقتبس النابهون تلك العملية بين عشية وضحاها كما يتوهم أحباب كن فيكون . وتقول بعض المصادر أن الزراعة بدأت أول مابدأت فى مصر والعراق والبعض الآخر يرى أنها بدأت فى الأردن . ومن هنا بدأ عصر استقرار الجنس البشرى فى تجمعات فى أماكن ثابتة على ضفاف الأنهار ولأجيال طويلة متعاقبة ولكن المهم أنه حتى بدايات استقرار البشر فى تجمعات سكانية أشبه بالقرى الصغيرة لم يكن هناك على مايبدو أية آثار تدل على أن الانسان قد مارس أى نوع من أنواع الطقوس أو العبادات الدينية أو أنه ابتكر أى نوع من أنواع الالهة . فلم يكن هناك وقت عند ذلك الكائن البشرى قبل عصر الاستقرار للجلوس آمناً مطمئناً للتأمل والتفكير فيما يجرى فى الطبيعة من حوله من ظواهر لا يعرف لها سبباً أو يرى لها فاعلاً .

Φ نشأة الأديان وتطورها :

من البديهى أن التجمعات البشرية لم تشرع فور خروجها من الغابة الى تكوين التجمعات القروية ، كما أن علاقة الانسان بالغابة لم تنفصم بين عشية وضحاها وانما ، استغرقت ربما أجيالاً بأكملها حتى استتبت الأمور للبشر وتآلفوا مع ضفاف الأنهار واكتسبت حياتهم أنشطة انسانية تتناسب مع أوضاعهم الجديدة ، وبالتالى تطلبت الأوضاع المعيشية الجديدة للانسان تعاملات فكرية وعقلية أكثر تطوراً من ذى قبل وعلى رأس تلك الأنشطة استئناس الحيوانات وتدجينها ومحاكاة الطبيعة فى استنبات بعض أنواع الحشائش والغلال والفواكه ، مما مهد لبداية عصر القرى ، التى ربما اعتمدت فى بدايات تكوينها على أفراد القبيلة الواحدة المنحدرة من أب وأم ، ثم اتسعت لتضم أكثر من قبيلة أو عشيرة ، وبالطبع كلما زاد عدد البشر فى نفس الرقعة المكانية كلما نشأت أنواع جديدة من التوازنات والعلاقات الانسانية على مستوى الأسرة الواحدة ثم على مستوى القبيلة أو العشيرة ثم القرية . لكن البشر أينما تواجدوا ، وأياً كان مستوى تطورهم العقلى والانسانى والاجتماعى ، فهم ليسوا منفصلين عن البيئة والموجودات والظواهر الطبيعية التى تحيط بحياتهم فى الليل وفى النهار . وبالتأكيد لم تكن كل تلك الموجودات والظواهر الطبيعية تشكل خطراً على حياتهم وتتهددهم أو جميعها تشكل لهم مصدر اشباع لاحتياجاتهم الضرورية لكى يحيوا ويعيشوا ، وبالتأكيد كانت هناك ظواهر طبيعية وموجودات ترتبط لديهم بالأمن والاطمئنان كشروق الشمس مثلاً الذى ارتبط عندهم بالنور والضياء والسعى بحثاً عن المأكل والمشرب واللهو والجرى واللعب وممارسة الجنس وفوق كل ذلك الأمن من مباغتة الحيوانات المفترسة حيث كان يمكنهم رؤيتها فى ضوء النهار والهروب منها أو مقاومتها وقتلها كلما استطاعوا الى ذلك سبيلا .( يصعب على انسان العصر الحاضر المستمع بالحياة العصرية وماوفرته الحضارة والتمدين من وسائل مواصلات واتصالات ومنازل عصرية ووسائل حضارية للعيش فى أمان واطمئنان ؛ يصعب عليه أن يتخيل كيف كانت حياة الأولين شاقة وصعبة ومرتبطة ارتباطاً مباشراً بالبيئة وظواهر الطبيعة والموجودات التى كانت تحيطه وكيفية تأثير كل ذلك على حياته اليومية !) . كان شروق الشمس وغروبها وكذلك القمر مرتبطان ارتباطاً وثيقاً بالنشاط الانسانى ، وكانا يشكلان للانسان القديم مصدران للأمن والأمان والاطمئنان واشباع الحاجات . كذلك كانت ضفاف الأنهار ومافيها من نباتات وزروع ومحاصيل . كذلك كان الفيضان والبرق والرعد والزلازل والصواعق .

عندما توفر للانسان قدر من الاستقرار ، بدأت رحلة النشاط الانسانى تتجه نحو استحداث بعض الأنشطة التى تتصل بالنواحى الاقتصادية . شيئاً فشيئاً بدأت تتبلور نواة النظام الرأسمالى على أيدى سادة القبيلة أو القرية أو العشيرة . الأمن والأمان والاستقرار واشباع الحاجات الضرورية يتيحون الفرصة أمام طلائع الجنس البشرى لاعمال الفكر فى مكونات الوجود والطبيعة من حولهم ، وخاصة الموجودات أو الظواهر أو المكونات التى تؤثر بشكل مباشر فى حياة البشر ومصائرهم .

Φ الخوف والرغبة وعلاقتهما بنشوء الآلهة :

لقد دفع خوف الانسان من الحيوانات المفترسة فى بدايات التكوين الأولى للعقل البشرى ، الى رسم أشكال بعض تلك الحيوانات ونحتها أو تصويرها بواسطة الطين والصلصال ، ولا أعتقد أن دافعه فى بداية الأمر كان هو عبادة تلك الحيوانات ، وانما فى اعتقادى أن الانسان القديم فعل ذلك كمحاولة تعويضية عن عجزه فى السيطرة الحقيقية على تلك الحيوانات وترويضها كما فعل مع غيرها ، وبالتالى يتقى شرها وخطرها على حياته . أو ربما أراد تخويف أشباهها الفعليين بما نحته أو صوره ، بوضع ماصنعه بالقرب منه أو فى مكان نومه ! لقد بدأ ذلك التصرف شخصٌ ما ، ثم نقله عنه آخرون ، وتطور الأمر جيلاً بعد جيل حتى وصل الى ماأصبح يعرف تاريخياً بالمرحلة الطوطمية . وكما أن الخوف من الحيوانات المفترسة كان دافعاً لرسمها أو نحتها ، فكذلك خوف الانسان القديم جعله يبتكر لكل ظاهرة من الظواهر الطبيعية تمثالاً او رسماً يعبر عن رغبته التعويضية فى استئناس تلك الظاهرة وترويضها لصالحه وصالح بقائه واستمراره بدلاً من تهديد حياته . وفى اعتقادى الشخصى أن تلك التماثيل أو الرسوم أو المنحوتات لم تكن تمثل عند الانسان القديم العبادة بمفهومها الطقوسى الكهنوتى الحالى للعبادة عند رجال الأديان ، وانما كانت محاولات ابتكارية – على الرغم من بدائيتها وسذاجتها – من ذلك الانسان القديم ، للسيطرة على الموجودات والظواهر الطبيعية والكونية من حوله ، وترويضها لمنفعته وخدمته ، بدلاً من تهديده وارهابه بغموضها ومفاجآتها، خاصة وأن ذلك الانسان القديم قد ذاق حلاوة استغلال وتوظيف الموجودات من حوله فى عملية استئناس الحيوان والاستزراع !

Φ تطور المرحلة الطوطمية الى ديانات :

لاشك أن صناعة الطواطم والتماثيل نشطت الناحية الفنية فى النحت والرسم والتصوير عند الانسان القديم ؛ تلك الناحية التى راحت تتطور بمرور الزمن وتعاقب الأجيال حتى ساهمت فى مراحل متأخرة من عمر الانسان القديم فى اقامة وتشييد المعابد بعد تطور المرحلة الطوطمية الى ديانات ، وأصبح لكل قبيلة الاهها أو آلهتها الخاصة بها . وبمرور الزمن أصبح للمعابد كهانها وخدامها ، حتى صارت مؤسسات لها أسرارها وبواطنها ، وتداخلت مع الحكام وأصبحت فى خدمتهم وراحت تلعب أدوارها السياسية فى احكام قبضة الحكام على رعاياهم ، وتقاسمت تلك المؤسسات الكهنوتية خيرات الرعية مع حكامها .

Ω الأديان السماوية ( الابراهيمية ) :

بداية فكرة الأديان السماوية كانت مع موسى بن عمران الذى أنشأ الديانة اليهودية ، وألف كتاباً أسماه التوراة وزعم أنه تلقى مافيه من تشريعات وتعاليم عن الاه موجود فى السماء ، وتحدث فيه عن كيفية خلق الكون وخلق الانسان وخلق السماوات والأرض ، وتناول فيه أمور الحياة والموت والشمس والقمر والسحاب والبرق والرعد والغنى والفقر والسعادة والشقاء ، كما تناول فيه الأسس التى تقوم عليها العلاقات الانسانية بين أبناء شعبه الذين أصبحوا يعرفوا تاريخياً ببنى اسرائيل . وأضاف من بعده الحاخامات من الكتب والشروح والتفسيرات كل مايلبى طموحات الشعب الاسرائيلى فى السيادة والسيطرة والتفوق على سواهم ممن لا يؤمنون مثلهم بيهوه . ولقد استلهم رجال الدين اليهودى غالبية ماجاء فى الأساطير البابلية والسومرية والفرعونية فى تفسيراتهم لمسألة الألوهية وكنهها وقدراتها العجيبة فى خلق الخير والشر والانسان ومايتصل من تسخير للظواهر الكونية والطبيعية فى الانتقام من هذا الشعب أو ذاك لحساب بنى اسرائيل . أما المسيحية فقد جاءت كتطوير لليهودية وتهذيب لما ورد فيها من أحكام وتشريعات قاسية ، وكتصحيح للمسار الدينى والعقائدى ليكون أكثر انسانية وعدلاً ومساواة بين البشر . أما الديانة الاسلامية فقد جاء بها محمد بن عبدالله كنسخة مغايرة بعض الشىء لليهودية والمسيحية وصاغها مع الحفاظ على الخصوصية البدوية ، كبلورة لحلم العرب بأن يكون لهم ديانة سماوية كما لبنى اسرائيل وأتباع عيسى ديانات سماوية ، خاصة وأن اليهود كانوا يعيرون العرب بمناسبة وبدون مناسبة بأن الالاه لم يرسل بنبى عربى من جزيرة العرب ، بل انهم كانوا يقطعون على العرب الطريق بالقول أن نبى آخر الزمان سوف يكون من بنى اسرائيل ولن يكون من بنى اسماعيل الذى هو جد العرب . لذلك نجد أن الصراع احتدم بين العرب أبناء اسماعيل وبين أبناء عمومتهم اليهود منذ اللحظة الأولى التى استشعر فيها اليهود بأن محمداً سوف ينجح فى مسعاه لانشاء ديانة جديدة مثل اليهودية والمسيحية وبذلك يفقد أبناء يعقوب نقطة تفوقهم على بنى عمومتهم العرب من أبناء اسماعيل ! الملاحظ فى مايسمى بالديانات السماوية هو اجماعها على تجريد الالاه بعكس المرحلة الطوطمية أو مرحلة الأصنام والالهة المتعددة . كما أن تلك الديانات سعت فى الكثير من تعاليمها وطقوسها الى تجريد مسألة العبادة عن الغرض أو المنفعة التى كان يرجوها عباد أو صانعو الطواطم فى المرحلة الطوطمية ، بل ان الديانة المحمدية جعلت من العبادة هدفاً رئيسياً من خلق الكون والانسان وجميع الموجودات ! وهانحن نرى فى أيامنا هذه ونسمع من ينادون بتحجيم العقل البشرى وتخليه عن كل ابداعاته فى شتى المجالات وخاصة فى مسائل حقوق الانسان بوجه عام والمرأة والطفل بوجه خاص والعودة الى المراحل الأولى من عمر البشرية التى كان الانسان يحاول فيها استمطار السماء ببعض الأدعية والتعاويذ وماصنعه من تمائم !

بقلم / زاهر زمان



#زاهر_زمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مراجعات نقدية لبعض الأحاديث النبوية ( 1 )
- خواطر متدين سابق ( 3 ) أنا وزوجتى وصغيرتى
- خواطر متدين سابق ( 2 ) الله والشيطان ومحمد وأنا
- خواطر متدين سابق 1
- هل سيقرر الشعب المصرى مصيره بنفسه حقاً ؟
- لماذا يتوجس الغربُ خيفةً من المسلمين وخاصةً العرب منهم ؟ [ 4 ...
- اسلام العوام !!
- ثورة الغضب الثانية...دوافعها ونتائجها
- خواطر من الماضى ! [ 2 ]
- الزواج على الطريقة الدينية !
- مصالح من التى سوف تتحقق ؟!
- خواطر من الماضى ! [1 ]
- الدولة الدينية :وصدام الحضارات !
- مسالة الحكم فى المنطقة العربية
- لماذا يتعصب المسلمون أكثر من أتباع الديانات الأخرى ؟
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار ( 3 )
- حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار
- k حول محاولات البعض تفكيك الدكتور كامل النجار k ( 1 )
- الله .. ونحن .. والآخر !( 1 )
- ﴿ خرابيط 1 ﴾


المزيد.....




- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زاهر زمان - هل الله موجود أم لا ؟