أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الابحار نحو فضاءات الخلاص














المزيد.....

الابحار نحو فضاءات الخلاص


سعد محمد موسى

الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 16:44
المحور: الادب والفن
    


*سعد محمد الموسوي
كان الصوفيّ يحلج أنسجة المعرفة عند بوابات الشمس ويطوف البلدان حاملا صليبه وشقاءه مابين الفناء والوجود ومابين هلاك العقل وخلاص الجنون أو حيرة التكوين المعلقة مابين النقطة والخط.

أبحر هذا الشيخ عميقاً مع الامواج التي توضأت بقداس الضوء وتعقب سراب البحر وضياع الدلالات وحين تحطمت سفينتة تشبث بخشبةٍ متبقية من الحطام فانقذته، ثم جرفته موجة الى احدى جزر الله وكان الغريق حينها يعي ان تلك الخشبة التي أنقذته هي ذاتها التي ستقتلته فيما بعد حين تستحيل الى صليب.
بعدها بدأت رحلة أخرى وعذاب أخر
مع قوم قساة دون أفق او معرفة،حملوا أقفاصهم المظلمة متعقبين تجليات الاشراق.
يمر الحلاج على دكاكين الوراقين وعلى حلقات تلاميذه ومريديه في حواري بغداد وكان يمنحهم مفاتيح العبور عبر بوابات الحكمة وسبل الولوج الى عوالم الصفاء والزهد والتأمل في ملكوت السماء ثم الابحار عميقاً في نرفانا الشمس.
مابين باب خراستان على ضفة دجلة ومابين أورشليم المسيح شيّد الجلادون تلك الصلبان لفراشات الضوء. وعلى ضفاف النهر نحر الحلاج كقربان الخلاص وسفك دمه الذي خضب محراب دجلة حينها صرخ دمه في الافاق وعفر بساتين بغداد ينشد المغفرة لجموع القوم العميان الذين التفوا حول الصليب وهم يشتمون ويقذفون بالحجارة شيخ (حلال الدم )وكأنه عاصي او زاني منبوذ.
اشرأب الحلاج نحو السماء
قبل ان يجتزالسيف العباسي رقبته ، ثم طلب بدعائه الى الله المغفرة لجلادية وللقوم الذين تجمعوا على قتله (هؤلاء عبادك قد اجتمعوا لقتلي تعصبا لدينك وتقربا إليك، فاغفر لهم فانك لو كشفت لهم ما كشفت لي لما فعلوا ما فعلوا ولو سترت عني ما سترت عنهم لما ابتليت بما ابتليت، فلك الحمد فيما تفعل ولك الحمد على ما تريد).
كان النهر ينساب بعيداً وهو ينوء بقصائد الصوفي ما بين حزن النخيل وبكاء النافذة حين غادرها القمر.
وكان ثمة طائر ابيض انتفض من صدر الحلاج ومن عشه الحبيس وراء اضلاع الزاهد المعذب وبعد أن أعتق من سجن الجسد حلق بعيدا في فضاء الخلاص.
ناح شيخ الصوفية أبو بكر الشبلي في أزقة بغداد الاثمة وهام على وجهه في المنافي والامصار مفجوعاً بمقتل خلّه وصاحبه الحلاج، مثلما هام من قبله كلكامش حين فقد صاحبه انكيدو.
فمن دون عراب العشق والمعرفة أضاعت الخطى مسارها وأقفلت المدن أبوابها وبات الاسباط والصحاب الاثيريون
يجلسون القرفصاء فوق عتبات الاسى ومحطات التيه والقفار وهم ينتظرون عودة المعلم وعراب المعرفة.
ملبورن-أستراليا
اغسطس 2011



#سعد_محمد_موسى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نذور لعودة الغائب
- البحث عن الماء
- احتراق الخطى مابين الرمال والمدن
- النزوج بعيداً
- اغتيال الجسر الاخير
- مزامير الشمس وينابيع الياسمين
- تراتيل تحت نصب الحريه
- مابين نايّ تومان.. وعازف ساكسفون سوهو
- رأس ومنفى وقمر
- الحلم العاري يغادر الخيمة
- مابين وشاية القمر.... وعبور الحدود
- الله والمطر
- التوحد في حضرة النخلة
- ثوابت مشتركة للانتفاضات المعاصرة
- انشودة اذار 1991
- تراتيل في ساحة التحرير
- انتفاضة الجسد ..وظل الرصيف


المزيد.....




- حرارة الأحداث.. حين يصبح الصيف بطلا صامتا في الأفلام
- -بردة النبي- رحلة كتاب روائي في عقل إيران الثورة
- تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك 2025 بتحديثه الجديد على النايل ...
- قصة الرجل الذي بث الحياة في أوليفر تويست وديفيد كوبرفيلد
- وزيرة الثقافة الروسية: زاخار بريليبين مرشح لإدارة مسرح الدرا ...
- “وأخيرا بعد طول انتظار” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 1 ...
- وزير الثقافة والاتصال الموريتاني يوضّح موقف نواكشوط من من مق ...
- جودة خرافية للمباريات.. تعرف على أحدث تردد قناة MBC أكشن 202 ...
- -الدين المعرفي-.. هل يتحول الذكاء الاصطناعي إلى -عكاز- يعيق ...
- هوليود تنبش في أرشيفها.. أجزاء جديدة مرتقبة لأشهر أفلام الأل ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعد محمد موسى - الابحار نحو فضاءات الخلاص