أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - الثورة السورية والوصاية التركية















المزيد.....

الثورة السورية والوصاية التركية


رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3467 - 2011 / 8 / 25 - 20:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


طال حقد الأسد أصابع الفنان السوري الكبير علي فرزات. العنف الهمجي الذي استعمله بلطجية الأسد على علي فرزات يُظهر جلياً كم هي مؤلمةٌ هذه الريشة وكم هو مؤلمٌ هذا القلم. أصبحت الريشة كابوساً والقلم خازوقاً لهذا الطاغية المستبد الأحمق.

الوصاية التركية
تركيا قبلة المعارضة السورية ومربط خيلها، وعلى أرضها تعقد المؤتمرات وتشكّل المجالس! أصبحت
دعوة الرئيس الأميركي باراك أوباما المتأخرة جداً الأسد للتنحي ثم تكليفه تركيا بمطالبته بالرحيل والتي بدورها رفضت ذلك ودعت إلى إعطائه فرصة للإصلاح، بما يتوافق مع تصريحات وزير الخارجية القطري الأخيرة "الحريصة على استقرار سوريا وحدودها مع اسرائيل ووقف العنف من الطرفين!".وقبل ذلك خروج أحد "رموز" المعارضة من سوريا تحت غطاء تركي وموافقة النظام ليتصدر مؤتمر المعارضة في استنبول. كل هذا يندرج بما يمكن تسميته بمؤامرة ضد الثورة تشارك فيها قطر وتركيا لاختزال المعارضة السورية بما سمي "المجلس السوري الوطني". والهدف طبعاً محاولة أخيرة لإنقاذ النظام وإعطائه فرصة ليقف من جديد تحت المظلة التركية أو في حال سقوطه سيكون البديل جاهزاً وتحت سيطرة الدوحة وأنقرة كما تريد واشنطن.
هذا المؤتمر الذي عقد في تركيا وأي مؤتمر أو مجلس عقد أو سيعقد أو يشكل في تركيا لن يكون هدفه اسقاط النظام في الوقت الحالي وإنما سيستخدم من قبل تركيا كورقة ضغط ضد النظام أو كبديل له ولمحاولة احتواء ما يسمى المعارضة السورية واختزالها ببضعة أفراد تحركهم تركيا كدمى وقت اللزوم وتهميش أي مبادرات أخرى تنطق باسم الشارع السوري. ما تفضّله السياسة التركية هو أن يضعف النظام ويقدم تنازلات لها ولأزلامها.
نجح أردوغان بلعب دور البطل "المدافع" عن مطالب المتظاهرين السلميين ليكسب تأييد الشارع الثائر ويزيد من نفوذه في سوريا. الدبلوماسية التركية تستغل الضعف العربي لتفرض نفوذها على المنطقة وهذا من حقها لكن من حقنا أيضاً أن نبحث عن مصالحنا وأن نرفض الهيمنة التركية.

النموذج التركي والإخوان المسلمين
النموذج التركي أي نموذج حزب العدالة والتنمية لن ينجح في سورية على الأقل في الوقت الحالي. لأن حزب العدالة وإن كان إسلامياً في الأصل إلى أنه أقرب إلى حزب قومي يتبنى مذهب "العثمانية الجديدة" التي أسسهها ثعلب الحزب ومفكره، وزيرالخارجية الحالي أحمد داود أوغلو. أي أن حزب العدالة هو حزب تركي قبل أن يكون إسلامي قبل بمدأ علمانية الدولة ويملك رؤية عصرية اجتماعية وبرنامج اقتصادي واضح. بعكس حركة الإخوان المسلمين التي لم تقبل العلمانية (وهي فصل الدين عن الدولة وليس الإلحاد والعياذ بالله) في سوريا بل يدعو قادتها إلى (دولة مدنية وهو مصطلح فضفاض وغير واضح). كما أن هذه الجماعة على عكس حزب العدالة التركي لم تنشأ في رحم الواقع السوري وإنما صُدّرت من مصر وترتبط بشكل أو بآخر مع التنظيم الدولي للجماعة.
أهم نقطة في خطورة طرح بديل إسلامي في المرحلة الحالية هو غياب الدستورفي سوريا الذي يكفل حرية كل الأفراد والأقليات وغياب المؤسسات القادرة على حماية علمانية وديموقراطية الدولة حتى ولو وصل حزب إسلامي إلى السلطة. وبذلك سوريا ستدخل في دوامة التقسيم إلى دويلات.
من الخطأ أن تقصى القوى الإسلامية وهي ذات وجود وأرضية. لكن الخطأ الأكبر أن تُفرض بدعم من الغاز القطري والأتراك كبديل جاهز. صحيح أن أغلبية الشعب السوري من المسلمين السنة لكن الأصح والأهم أن أغلبية السنة ليسوا إخوان مسلمين. في نفس الوقت يجب تشجيع تشكيل حزب اسلامي ديمقراطي "سوري" معتدل يكون قادراً على سحب أصوات "المحافظين" وقادراً بالتالي على وضع حدَ لإدعاء الإخوان المسلمين تمثيل الشارع السني (المحافظ).

مرثاة المعارضة السورية
المعارضة السورية أصبحت مقسمة إلى حد يرثى له.... إلى درجة أن كل معارض أصبح يتقاسم الكعكة السورية مع زوجته وابنه في بعض الأحيان ومع نفسه في أحيان أخرى. كيف سيثق الشعب بمعارضة من نوع جماعتي أنطالية واستنبول وكلاهما تحاول إقصاء الأخرى من هيئة المفترض أنها ستكون انتقالية ومؤقتة، أي أنها لن تحكم وإنما ستدير البلاد في حال سقوط النظام. كيف يطالب البعض بعدم إقصاء أحد (الحديث عن الإخوان المسلمين) وهم أول من يمارس الإقصاء واللعب في الخفاء.
المعارضة بتشتتها وعدم نضجها أصبحت شريكاً مع النظام في حربه على الشعب السوري. لا يوجد في واقع الأمر معارضة حقيقية ذات برنامج سياسي واقتصادي واضح في سوريا إنما هي شخصيات تضاربت مصالحها مع النظام أو ركبت الثورة بعدما كانت لأمسٍ قريب تسبّح بحمد أجهزة النظام الأمنية، أو صامتة مهادنة تحاور النظام في السِر والعلن.
لا بد من إيجاد البديل ...الأمل معقود على الشرفاء في الداخل والخارج وبالأخص شبابنا الثائر المثقف بتأسيس مبادرات وأحزاب تشكل بديلاً عن النظام المجرم وما يسمى بالمعارضة... عدم تبلور رؤية واضحة وبرنامج سياسي واضح للثورة أمر خطير يدفع شرائح كبيرة من المجتمع السوري إلى القلق والتخوف من مرحلة ما بعد النظام وتفضيله عن المجهول. وهذا سيعطي الأسد فرصة لكسب الوقت وربما إضعاف الثورة.

الدرس الليبي
دخل الثوار"القبائل الشرقية" طرابلس مؤيدين بعون الله وطائرات الناتو وبركة النفط. ليبيا الآن أمام تحدي بناء المؤسسات والانتقال الديمقراطي والتعافي من جراح الحرب الأهلية. الدرس الأهم المستخلص من ليبيا هو أهمية الموارد الطبيعية في دفع الغرب إلى التدخل.
بلا شك فإن سقوط القذافي سيكون له تداعيات على النظام السوري، فبشار الأسد راهن على النظام الليبي وصموده وحتى على تقسيم لييبا. ووقف مع صديقه القذافي ودعمه إلى آخر لحظة وربما كان دعمه بشكل أكبر لو لم ينتفض شعبنا في سوريا.
والعبرة من سقوط القذافي بغض النظرعن كون التمرد ضده تم على أساس قبلي وبدعم من حلف شمال الأطلسي هو كيف يصبح الطاغية أعمى لا يرى ما يدور حوله والأهم "لا يعرف متى يتوقف".

مستقبل الثورة "السلمية"
عُرِف عن السيد المسيح تسامحه فهو الذي قال "إذا صفعك أحدهم على خدك الأيمن أدر له الأيسر" لكن لم يُعرف عنه مطالبته المتظاهرين السوريين بتلقي الرصاص بصدرٍ عار. أظن أن السيد المسيح يقصد بكلامه من يضربنا بالرصاص المطاطي والهراوات وليس من يقصفنا بالأسلحة الثقيلة والدبابات والمروحيات ويرسل لنا فرق الموت والمرتزقة.
الأفضل دائماً هو عدم اللجوء إلى العنف من أجل تحقيق المطالب. لكن وكما تقول كوكب الشرق "للصبر حدود" وأنا أقول أن للتحمل حدود. من يصرّ بأن الثورة يجب أن تبقى سلمية إلى الأبد عليه أن يمنح كما يردد البعض بشار الأسد فرصة ليصلح على ما تبقى من شبابنا الثائر الحر الشامخ.
استمرارية العنف من قبل النظام ستدفع البعض عاجلاً أم آجلاً إلى التفكير بحمل السلاح أو الحذاء للدفاع عن النفس والأهل.وحده النظام هو المسؤول عن تحول الشباب من التظاهر السلمي إلى مرحلة الدفاع عن النفس.
الضباط وأفراد الجيش المنشقين يجب أن يكون لهم دور فعال في المرحلة القادمة من خلال تنظيمهم لأي تحرك مضاد للنظام وحماية المدنيين والعمل على دفع المزيد من أفراد الجيش للإنضمام إلى الثورة. هؤلاء سيكونوا نواة لمؤسسة عسكرية ثورية سورية وطنية والتي ستواجه النظام وستحمي الثورة من أزلام تركيا والغاز والنفط. .
التدخل العسكري الدولي في سوريا مستبعد في الوقت الحالي لعدم وجود الإغراء المادي فيها ولأن الملف السوري أصبح بيد "الأتراك" الذين يريدون كما ذكرت فيما سبق السيطرة على سورية وتحويلها إلى ولاية تركية بأقل تكلفة ممكنة. استمرارية الثورة السورية بهذا الإيقاع البطيء مع غياب نسبي لدمشق والمناطق الكردية وغياب كلّي لحلب والسويداء والشارع المسيحي يعني أننا سندخل في طريق مسدود والوضع الراهن سيستمر. يجب أن تنتقل الثورة مرحلة تصعيدية جديدة تتحول من مجرد تظاهرات إلى "ثورة حقيقية" وحرب استنزاف تضعف النظام وتجبر الأطراف الدولية على التفكير جدياً بإزاحته. الحرص على استقرار سوريا وتأمين حدود إسرائيل هو ما يدفع الأطراف الدولية على إبقاء النظام وبالتالي عجزه عن الحفاظ على هذا الاستقرارسيدفعهم للإطاحة به.
العقوبات "اللطيفة" التي فرضتها أو ستفرضها الدول الغربية على الأسد لن تضعفه إلى درجة يسقط معها وإنما ستجعله فريسة سهلة للهيمنة التركية. إذا أردنا أن تنتصر الثورة فيجب عندها التفكير بقلب هذه المعادلة.... استمرار الوضع الراهن هو من مصلحة تركيا وقطر وعملائهم وقد يبقي النظام.
الحل هو التفكير الجدي بوضع حد لوجود الشجرة الفاسدة والبناء المتصدع.



#رائد_شما (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن سلمية الثورة السورية
- سوريا الشباب
- حرب تطهير سوريا
- الشبل نطق
- في انتظار مانديلا السوري
- شكراً حمزة السوري
- سوريا الثورة - لماذا سيسقط النظام ولماذا ستنتصر الثورة
- سوريا الثورة... إلى أين؟
- لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا
- اقتلونا برفق أيتها المخلوقات المسعورة
- الشهادة من أجل البقاء
- خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
- درعا تكتب بالدماء شعراً
- سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
- عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو ...
- سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب ...
- صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (2)- من وحي الفيسب ...
- هذه هي البداية وحسب
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (1)


المزيد.....




- روسيا تحشد 110 آلاف جندي قرب مدينة أوكرانية استراتيجية وفقا ...
- رأي.. عمر حرقوص يكتب: لبنان المتحارب بين -أهلَين-.. صواريخ - ...
- بي بي سي داخل مبنى التلفزيون الحكومي الإيراني الذي تعرض لقصف ...
- إيران تُشيّع جثامين قادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا في المو ...
- السودان: البرهان يستجيب لهدنة إنسانية في الفاشر لمدة أسبوع
- تحوّل في خيارات التعليم بالصين: الشباب يصطفّون للانضمام إلى ...
- النمسا: عواصف قوية وبَرَد كثيف يشلّان مهرجانًا شهيرًا
- عراقجي يقول إن الإيرانيين -لم يستسلموا- والحوثيون يعلنون إطل ...
- صحف عالمية: إسرائيل تفشل إستراتيجيا بغزة وداخليا بعد حرب إير ...
- إعلام إسرائيلي: ما ندفعه من أثمان بغزة لا يستوعبه عقل وجنودن ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - الثورة السورية والوصاية التركية