أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا














المزيد.....

لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا


رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 11:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اغرزوا حقدكم بأجسادنا
فلن يُنضِبَ رصاصكم دمنا
اصلبونا لكننا نعدكم
بقيامتنا
نعدكم بصبرنا... ونعدكم بنصرنا

الجولة الثانية
من الملفت للنظرغياب الدم والقمع نسبياً عن يوم الجمعة الأخير بالمقارنة مع المجازر السابقة، فالمندسين استجابوا للضغوط الخارجية أو أنهم أرادوا إعطاء بشار الأسد فرصة ليلقي خطابه الثاني براحة أكبر.كلمة بشار الأسد "الثانية" منذ اندلاع الثورة وهذه المرة أمام حكومته القديمة الجديدة لم تقدم حلاً للأزمة. الشيء الوحيد المختلف هو اختلاف إسلوب الكلمة مما يعني أن من كتبها هو ليس نفس الشخص الذي كتب كلمة الأسد الأولى أمام أعضاء مجلس الشعب، كما أن بشار ظهر أكثر جدّية ورصانة من المرة الأولى فهو لم يضحك أويقهقه كالمرة الأولى ربما لأن الحاضرين لم يدغدغوه بقصائد المديح كما فعل أصحاب مجلس الشعب.
لم يقدم الأسد في خطابه الثاني أي مؤشرات عن إصلاحات جديّة وسريعة لامتصاص ثورة الجماهير سوى أنه أعلن أن رفع حالة الطوارئ سيتم خلال إسبوع ووعد بإنجاز"حزمة" من القوانين منها قانون ينظم التظاهر ومن ثم توعد من يتظاهر بعد إنجاز هذه القوانين لأنه بحسب القائد الحكيم لن يكون هناك داعي للتظاهر بعد هذه المكرمة الكبيرة، فما الفائدة إذاً من قانون ينظم التظاهر؟
مع ذلك لم يستمر صمت الرصاص كثيراً، فقامت عصابات النظام بتحويل يوم الأحد الذي صادف عيد الجلاء إلى أحد دماء وشهداء في اللاذقية وحمص. الإصلاح الجدي والصادق يجب أن يبدأ بالأجهزة الأمنية وهذا من المستبعد أن يتم في ظل النظام الحالي، فالاعتقال والقمع والقتل وتلفيق التهم سيستمر بمسميات أخرى وطرق جديدة. حزمة أو جرزة أو رزمة أو ربطة إصلاحات وقوانين لم تعد كافية بعد الآن. الأسد سقط ونظامه يلفظ أنفاسه الأخيرة والرضوخ له تعني خيانة لشهداء هذه الثورة المباركة.
النظام قام بتسليح الأفراد المدنيين من أبناء الطائفة العلوية وخصوصاً بدمشق وضواحيها عن طريق الفرق الحزبية وأجهزة الأمن بما سمي "اللجان الشعبية"، بذلك كشف النظام عن ورقته الأخيرة بوضوح وهي جرّ الشعب إلى صراع طائفي. ربما تكون شاحنة الأسلحة المهربة من العراق وقانون الإرهاب وما يروج له إعلام النظام حول وجود عصابات إسلامية مسلحة مقدمة لحمام دم يحضر له النظام كحل نهائي وحاسم لورطته. أنا واثق من أن الشعب السوري واعي ولن تمر عليه هذه الألاعيب الدنيئة.

إشارات تدعو للتفاؤل
في الفيديوهات الأخيرة وبالأخص الفيديو الذي يظهر فيه عناصر للمخابرات السورية تصول وتجول في الجامع العمري في درعا والآخر في قرية البيضا في بانياس الذي يظهر فيه عناصر تقوم بضرب والدوس على المعتقلين المربوطي الأيدي بطريقة وحشية في الشارع ووصفهم بالخونة، بإمكاننا الملاحظة بوضوح أن من قام بالتصوير في هذين الفيديوهين هو أحد هؤلاء العناصر وبالتالي من قام بالتسريب أيضاً هو أحد الضباط الكبار في هذه الأجهزة رداً على سياسة الإجرام وربما كرسالة إلى ماهر وبشار الأسد بأن الاستمرار بإسلوب العنف والدم والقتل غير مقبول، وهو ما يؤكد وجود انشقاقات وامتعاض في المؤسستين العسكرية والأمنية حول طريقة إدارة الأزمة. ووثيقة خطة المخابرات التي تم تسريبها تؤكد هذا الطرح وأدت هي والفيديوهات إلى لجم الحل العنيف ولو مؤقتاً. الأيام القادمة ستشهد مزيداً من التسريبات وربما أكثر خطورة مما سيضعف النظام ويزيد من تصدعاته.
أزمة النظام الآن هي في الاستجابة لمطالب الثورة فمشكلة هذا النوع من الثورات هو انعدام وجود قيادة للثورة بحيث يصعب على النظام تصفية أو اعتقال أو حتى عقد صفقة مع قيادات هذه الثورة. بالمختصر المفيد نظام الأسد يواجه الآن ولأول مرة ثورة شعبية حقيقية لها مطالب معينة وواضحة لن تتوقف إلا بتحقيقها وهكذا فإنه من الصعب إخمادها بتقارب مع بلد عربي أو غربي أو بإرسال حوالة مصرفية لمفكر سوري معارض في أوروبا.
أزمة الثورة الوحيدة هي بتمركزها في محيط سنّي ضيق وبفشلها حتى الآن باستقطاب شرائح أخرى من الطيف السوري وبالأخص الطرف المسيحي الذي مازال غائباً عن الساحة. أتمنى على الجميع المشاركة في المرات القادمة لأن هذه المشاركة الفعالة ستنزع عن النظام الورقة الطائفية التي يسعى جاهداً للترويج لها والترويع بها، لذلك فلتكن الجمعة القادمة الجمعة العظيمة تحدياً للقتل والصلب وانتصاراً عليه.

الوجبة الطوطومية (Totemic Meal)
مشاهد تحطيم تمثال الأب القائد ومن ثم ضربه والتمثيل به يشبه إلى حد كبير وصف فرويد للوجبة الطوطومية. ولتلخيص فكرة هذه الوجبة، يتحدث سيغموند فرويد في كتابه الطوطم والتابو عن ما يمكن وصفه بأولى الاحتفالات البشرية وهي الوجبة الطوطمية. أقدم المجتمعات البشرية كانت تعيش بشكل جماعات أوعشائر صغيرة يتحكم فيها أحد الذكور، الذكر الأقوى، وبأغلب الأحيان هو الوالد لهذه المجموعة، حيث يقوم بممارسة دوره "كأب قائد" على كل الأبناء الذكور ويحتكر النساء له وحده ويحرمهم من كل شيء. تدب الغيرة والحقد في قلب الأبناء شيئاً فشيئأً إلى أن يقرروا في أحد الأيام الثورة على الأمر الواقع ويقوموا بقتل "حيوان" يرمز هنا للأب والتهامه تمهيداً للخطوة الأكبر والأهم وهي القضاء على الأب واستعادة ما حرموا منه.
ليس الغرض هنا وصف الشعب السوري العظيم بالبدائي أو تحليل ما قام به على أساس إسطوري، إنما الغرض إسقاط قصة الوجبة الطوطمية على رمزية "الأب القائد".
الشعب السوري قتل الحيوان والتهمه عندما حطم التماثيل ومزق الصور التي ترمز للأب القائد وهذه هي الخطوة الأهم وبالتالي لم يبقى سوى القضاء على القائد نفسه وإعادة ما سرقه ونهبه هذا القائد وأبيه من قبله.

إلى اللقاء في وطن حرّ



#رائد_شما (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقتلونا برفق أيتها المخلوقات المسعورة
- الشهادة من أجل البقاء
- خطاب الأسد في مجلس عزاء الحرية
- درعا تكتب بالدماء شعراً
- سوريا على طريق الثورة....... بداية الطريق
- عذراً أحرار ليبيا الحبيبة... إنهم طيارو بشار الأسد وليسوا سو ...
- سوريا على طريق الثورة (3)..... كيف..لماذا... ومتى يثور الشعب ...
- صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (2)- من وحي الفيسب ...
- هذه هي البداية وحسب
- سوريا.. على طريق الثورة... إن شاء الأحرار (1)
- وخزات :لا صمت الجزيرة ولا صوت الوزير سيعلوان فوق صوت الجماهي ...
- وخزات: طل الملوحي بأي ذنب سجنت
- وخزات: حوار الطرشان على قناة أورينت


المزيد.....




- حصريا لـCNN.. مصادر تكشف عن جهود إدارة ترامب -السرية- لإعادة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بما قاله عن -أبناء منطقة الرئ ...
- تقييمات استخبارية: مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب سل ...
- لماذا يواجه نتنياهو -قرارا مصيريا- بشأن غزة بعد إعلانه الانت ...
- نتنياهو: -نعمل على توسيع اتفاقيات السلام بعد انتصارنا على إي ...
- ماذا قال البيت الأبيض عن جهود ترامب بشأن انضمام دول خليجية و ...
- إيران تكشف عن أضرار -كبيرة- بالمنشآت النووي وتؤكد أن تعليق ا ...
- الاتحاد الأوروبي يمدد عقوباته على روسيا حتى مطلع 2026
- إيران تعلن حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية جراء الضرب ...
- مهرجان موازين يحتفي بدورته العشرين بحضور فني عربي وعالمي ممي ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رائد شما - لن يُنضِبَ رصاصكم دمنا