صراع فكري مع الأخ -قائد- الثورة السورية محمد رحال

رائد شما

الحوار المتمدن-العدد: 3290 - 2011 / 2 / 27 - 06:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

محمد رحال:
لقد انتهينا من تحديدنا الموعد في يوم الجمعة 11 آذار والسبت 12 آذار بعد توكلنا على الله ، وللثورة قيادة منظمة ، نحن الناطقون باسمها وباسم شهدائها ، وكل من يدعي أنه ناطق باسمها فاعرفوا أنه مندس من النظام ، والثورة لن تنتصر من خلال الفيسبوك وإنما من خلال رجال وشباب صدقوا ماعاهدوا الله عليه ، وما توكلنا الا على الله.
رائد شما:
ومن تعني "بنحن" يا سيد رحال.
محمد رحال:
ما رأيك أن تقود الثورة وتتفضل على الساحة و ترتب ثورة تمتد من القامشلي إلى درعا وتنظم حركة المتظاهرين والاتصالات الإعلامية.
الثورة هي رفد الثائرين لا عرقلتهم.
رائد شما:
هذا شرف كبير يعلوا مقامي المتواضع وأنا أبايعك "أميراً" لهذه الثورة تقودها كما تشاء من بلاد الشمال. لا أعتقد أنني أعرقل الثورة بل العقبة الحقيقية ولعلها الوحيدة هي من يحاول ركوب الثورة قبل إندلاعها واعذرني على صراحتي أو سمّها إن أردت وقاحتي.
أحد المشاركين:
من يحدد الثورة هم السوريون في الداخل والذين سوف يتعرضون للرصاص والنار.
محمد رحال:
أخي رائد لست وقحا ولك الحق في التساؤل ولكن الثورة تحتاج الى كادر في الإعلام والسياسة والتخطيط الاستراتيجي وتأمين المتظاهرين وقد أعددنا للأمر عدته وتدخلنا في ثورة تونس ومصر وليبيا واليمن ولم يقل أحد لنا أبداً من أنت لأنهم يعرفوننا جيداً.
أحد المشاركين:
يا أخ محمد أقدر حماستك لكن ليس هكذا تقاد الثورات فلنترك القرار للشباب والسوريين في الداخل.
رائد شما:
من هو هذا الكادر الذي يدرك متغيرات الأحداث والجغرافية السياسية ، المشكلة هنا هي ال(نا) الدالة على الجماعة، أنا عبد فقير أميّ والجماعة تحتكر الوعي السياسي الاجتماعي والعلمي، خطاب مع الأسف يذكرني بإطاعة أولي الأمر. أتمنى لك أن تنجح وأتمنى عليك أن تكون صادقاً مع نفسك قبل غيرك ولك مني أن أفرح لنجاحك.
محمد رحال:
يعني الشباب اللي عما يتصل فينا من أجل تنظيمه ليس لهم علاقة بالثورة!!! نحن لانعمل بحماس وإنما ننظم الثورة بإيمان ، نقود جبهة سياسية فيها مئات الألوف من الشباب ، وعندما بدأنا بالتخطيط للثورة لم نبدأها لنذل أحد وانما لنرفع رأس شعبنا عالياً.
رائد شما:
نحن (أنا) نحسدك على تواضعكم أولاً يا سيد رحال وعلى هذه الكاريزما والقدرة الهائلة والمذهلة على تهييج الجماهير ونعدك أن ننحني لك إجلالاً إذا نجح طرحك.
ونرجو منكم أن تتقبلوا منا أطيب التحيات ودمتم ذخراً للمستضعفين.
أحد المشاركين:
إذا كانت هناك جبهة سياسية واسعة أنا أقترح عليك يا سيد محمد رحال أن تعود إلى سوريا وإذا أقدمت السلطة على اعتقالك سيكون اعتقالك شرارة الثورة السورية.
محمد رحال:
شو ذكي ، مخطط الثورة والذي يحمل تكتيكاتها يروح للسجن ، لابقى تحكي سكوت عيب..
رائد شما:
مقترح رائع أنا مع عودة السيد قائد الثورة محمد رحال إلى سوريا ليقودها على الأرض ولعلها ستكون القشة التي ستقصم ظهر البعير.
رائد شما:
المهم في هذا النقاش أننا أصبحنا نعرف من هو مخطط الثورة وقائدها(باعترافه) وهو السيد محمد رحال وأنا أدعو الجميع مبايعته أميراً لنا والانضمام إلى الجماهير التي حشدها وهي (مئات الألوف). وللعلم السيد رحال له باع طويل في إشعال الثورات فقد أشعل ثورات تونس ومصر وليبيا واليمن(طبعاً لم يتدخل في ثورة البحرين لأنهم شيعة أرفاض).
محمد رحال
الأخ رائد أنت نفسك طائفي وغير مريح أما عن ثورة البحرين يقول اصحابها انهم ليسوا أصحاب ثورة وإنما أصحاب مطالب وهم في مرحلة تفاوض ، وإني مثلك ومثل عشرات الآلاف الذين فصلوا من وظائفهم ، والجماهير التي تهزأ بها هي التي ستقلع النظام وانتظر لتراها بعينيك فلماذا تهزأ بالآخرين وإن غداً لناظره لقريب وسترى الظالمين اي منقلب سينقلبون وسيحاسب العملاء وخونة الشعب والمستهزئون حسابا عسيراً ، وإذا لم يعجبك طرحنا فلا تخرج في ثورتنا لانها ستكون ثورة الشهداء وفي يوم الشهيد، وعن مساهماتنا في ثورة البلدان العربية فاذهب واسال رئيسك من وقف بجانبه عندما هددت أمريكا سورية وكاد فخامة الرئيس أن يبول على ساقيه ، ولبينا نداء الوطن ، اذهب اسال رئيسك بدلاً من احتقار الآخرين والاستهزاء بهم.
رائد شما:
أنا ليس عندي رئيس يا سيد رحال كما أني لا أحتقر الآخرين أنت أعلنت نفسك قائداً ومخططاً للثورة وتدعي أنك تقود مئات الألوف على الأرض!!!!
ولا تظن أن ظهورك على قناة الجزيرة لمرّة واحدة أو ظهورك المتكرر على قناة بردى يعطيك أي مرجعية لقيادة الثورة.......
-----------------------------------------------------------

هذا المقطع ليس جزءاً من مسرحية هزلية ولا اقتباساً من ملحمة "الدونكيشوت" لسيرفانتيس ، إنه مقتطفات لنقاش جرى بيني وبين السيد محمد رحال بخصوص الثورة السورية التي نصّب السيد رحال نفسه قائداً عاماً لها ومخططاً استرتيجيا لمجرياتها.
تحدثت عن السيد رحال في مقال سابق"من وحي الفيسبوك" ولم أذكره بالاسم واكتفيت بذكر-- " هاتف يهتف من بلاد الشمال ليكذب الفريقين متهماً كلاهما بالعمالة وأن تاريخ الثورة قد تقرر وبعد المشاورة مع كل الأطراف (كل الأطراف: بحسب القاموس السوري الفيسبوكي تعنى الشخص نفسه وربما مع زوجته أو مع زميله بالمهجر) أنه " تحدد موعد الثورة في يوم الجمعة بإذن الله الحادي عشر ويوم السبت الثاني عشر من آذار وباقي المواعيد هي صناعة أمنية مخابراتية وسيكون الموعد بمناسبة يوم الشهيد السوري في القامشلي وحماة وللمزيد من المعلومات ......." الطريف هنا ليس إختلاف الموعد عما سبقه ولا تخوين الآخرين وأنما السيد الثوري المقيم في بلاد الفرنجة لم يلاحظ مدى سذاجة أن يعلن ثورة بيومين فقط وأنا أود أن أستفسر منه ماذا عن يوم الأحد الثالث عشر!!! الثورة لا تحدد بيوم أو يومين، بل الأحرى الثورة لا تحدد أبداً ، الذي يمكن تحديده هو يوم وساعة و أمكنة التجمع والباقي يترك للشعب"--. وتمنيت أن يفهم قصدي هو وأمثاله ممن يجرون وراء طواحين الهواء.
قضيت فترة لا بأس بها بعد الحوار أبحث في محرك البحث على شبكة الأنترنيت عمن هو هذا القائد الهمّام محمد الرحال فوجدت أنه ينتمي للتيار الإسلامي ووجدت أنه حاقد على كل من يوجه نقداً لهذا التيارأاو يعارضه ويستخدم أوصافاً ونعوتاً ضدهم لا تليق بشيخٍ جليل مثله.
الثورة لن تكون ثورة للتيار الإسلامي ولا لنصرته. السيد رحال وأمثاله يستخدمون مفردات جهادية وإسلامية وهي لغة لا يفهمها أغلب أبناء الشعب السوري بل يفهمها فقط هو وأمثاله المشردين في بلاد أوروبا (الكافرة والتي يحتمون بعلمانيتها و ديموقراطيتها) أو القيمين في البلاد المصدرة للنفط والتخلف، والذين يريدون العودة إلى سوريا لا ليبنوا هذا البلد بل ليصفّوا حساباتهم وليشعلوا نار حقدٍ طائفية نحن بغنى عنها.
بشكل عام وأنا لا أتحدث هنا عن السيد رحال، فإن البعض من التيار الإسلامي يبدو أنه مازال مصمم على استخدام كلمات مثل "روافض ونصيرية" ويؤكدون بذلك أن هذا التيارلا يعترف بوجود الآخر، وبالتالي هو تيارغير قابل للإصلاح كالنظام السوري ولا يتعلم من أخطاء الماضي. الإخوان المسلمون الذين غرّروا بعدد لا بأس به من شباب سوريا المتعاطف مع التيار الإسلامي هم أكبر دليل على ما أقول. فقد قاموا كما نعرف بالثمانينات بتمردهم "المسلح" المدعوم من قبل المخابرات الأردنية والعراقية لزعزعة حكم الأسد الذي كما نعرف كان أكثر وحشية و همجية منهم فقمعهم مستفيداً من خطابهم الطائفي الرجعي و عدم تجاوب أغلبية الأغلبية السنية مع طرحهم.
الثورة السورية قادمة لا محال و بدون الحاجة إلى قائد أو مخطط استراتيجي، والهدف من ثورتنا هو خلق مواطنة حقيقية يتساوى فيها الكردي والمسيحي والعلوي والدرذي والسني والاسماعيلي والملحد وعابد النجوم و الحجر بالحقوق والواجبات وليس إعادة سوريا العظيمة إلى نظام الخلافة الإسلامية ودفع الجزية. وأنا لا أخشى على سوريا من هؤلاء الفوضويين الرجعيين ، فالشعب السوري الذي علّم البشرية الكتابة قادر أن يسكت هذه الأصوات وأن يلقنها درساً في حب الأوطان واحترام الإنسان.

لكم دينكم ولي سوريّتي.
[email protected]

#رائد_شما (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات