أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زهير دعيم - سرقوا الثورة ...














المزيد.....

سرقوا الثورة ...


زهير دعيم

الحوار المتمدن-العدد: 3462 - 2011 / 8 / 20 - 14:24
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لطالما قلنا أنّ التوريث مصيبة ،وأنّ الانتخابات الوهمية والصورية التي يفوز بها القائد وسيادة الرئيس المُفدّى !!! يفوز بها بِ 99.99% هي أضحوكة وأهزوءة ومسخرة.
ولطالما غضبنا من اولئك الذين تزاحموا حول العقيد وملك ملوك أفريقيا القذّافي – قذّاف الدم -...تزاحموا طمعًا في الحصول على بركته وبركاته الخضراء الدولاريّة !
ولطالما قلنا للمفكّر العظيم إياه ! أنّ الهالة التي ترسمها حول قائد ما ليست نورانيّة تمامًا.
قلنا ولم يسمعنا أحد...الى أن جاء ربيع الشعوب العربية ، وهبّت نُسيمات الحرّية من تونس وميدان التحرير في القاهرة ووصلت نفحاتها الى ليبيا واليمن وسوريا ،والحبل على الجرّار....هبّة مباركة صرخت وقالت : " كفى ...متنا جوعًا ...دُستم على كرامتنا بالبسطار الغليظ...استبحتم أعراضنا وارضينا واغتصبتم حريتنا واختزلتم احلامنا فأضحت بؤسًا بل كابوسًا..
كفى ...وصل السيْل الزُّبى كما يقول الاجداد".
وتنفسنا الصُّعداء فالشباب يقود المعركة السلمية ، معركة الحريّة ، معركة كسر عنفوان الظلم والظالمين ؛ اولئك الذين يسكنون القصور العاجية ولا يأكلون الا القريدس والسلطان ابراهيم والمناسف ولا يُدخّنون الا السيجار الكوبي، في حين يعيش سواد الشعب على الطوى.
استبشرنا خيرًا ، فالشباب ؛ كلّ الشباب المتنوّر يعشق الحرية ويموت فيها ويذوب في الالوان الزاهية ، ويعرف قيمة الحياة والانسان والله المُحبّ بعيدا عن البغضاء لكل ما هو مخالف ومختلف.
إنّه الشباب الفائر والمائر بالحياة والحبّ والعطاء.
وفعلا سقط الزعيم وتمرّغ انفه في الطين ، وانكسرت شوكته وانطوى عهده ، وأضحى التوريث في بعض الدول عهدا بائدًا.
ولكن وللأسف ومع هذا الانتصار جاء الانحسار !
جاء التراجع والعودة الى البيوت ، وتسلّط المُتربّصون على زمام الامور ، وخرج الانتهازيون والزعران ومن لا يعرفون الله الا من بعيد ،فطار الأمن والأمان الى غير رجعة ، وكثر قُطّاع الطرق وانتشرت تجارة الاتاوات ، وأضحى الحكم المركزي لا مركزيًا ...أضحى هشًّا ، مهتزّا ، ضعيفًا، يئنّ تحت وطأة اولئك اللا بشر ، الذين ركبوا مركب الثورة وادعوه لانفسهم ، فلوّثوه بتصرفاتهم وافكارهم البائدة وآمالهم السوداء التي عشّش فيها العنكبوت الاسود !.
انظروا الى مصر اليوم ...فالفراغ هو العنوان ، والحكم المركزيّ اضحى مزحة ثقيلة ، والسياحة كما توت عنخ امون مُحنّطة في سراديب الماضي ، وفقد اللون لونه.
لا عمل ولا يحزنون.
وليس هناك من يعمل ..فراغ قاتل ولا بصيص من نور في آخِر النفَق.
مات الأمل او كاد في أرض النيل . مات الرجاء وبُعثت الفوضى من قبرها ترفع رأسها وتقول :ساريكم من أنا !.
قالت ... أمّا انا فأقول : " سقى الله أيام مبارك غير المباركة !
سقى الله تلك الأيام فرغم سوادها ، فقد أحسّ المواطن هناك ولو بقليل من الامان والطمأنينة. رغم الظلم والتفرقة فقد كانت هناك حالة من استقرار.
اليوم مصر وغدا ليبيا وبعد غد سوريا ...وسيأتي الفراغ القاتل ... سيأتي بطيئًا بطيئًأ . كم كنت اتمنى ان يكون ربيع الشعوب العربية أخضر ، مُزهرًا ومُلوّنًا يقود موكبه الشباب لا اللحى...يقود موكبه ومركبه الثوّار الحقيقيون من كل المعتقدات – فالدين لله والوطن للجميع - ..يقوده الشباب لا موكب الذين عشقوا القهقرى والرجوعية والسلفية وتكفير الآخرين.
واخيرا لا حياة بلا شباب متنوّر يترفّع فوق المصالح وفوق الفئوية.
فليفق الشباب ويعودوا الى دفّة السفينة قبل ان يغرقها اولئك في بحر الدم والبغضاء.



#زهير_دعيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جواز السَّفَر دماتو
- كابري (سماء على الأرض )
- الديك المغرور - قصة للاطفال
- أنت الأحلى
- مسرحية في مشهديْن
- أينه ؟
- وترك علبة صدقاته
- الفضل كلّو
- مقتل ابن لادن لم يفرحني
- الكلاسيكو
- صلوات صغيرة
- سأبقى وفيًّا
- وينثال النّور شؤبوبًا
- البنت النبيلة - قصّة للأطفال
- الزنزانة والمرأة الغريبة
- أمّي لحن الوجود
- مملكة النهر العظيم - قصة للأطفال
- إنّي أعترف
- بين جزيرتي سانت هيلانة وبطمس
- المُهرّج والخيمة


المزيد.....




- في وضح النهار.. فتيات في نيويورك يشاركن قصصًا عن تعرضهن للضر ...
- برج مائل آخر في إيطاليا.. شاهد كيف سيتم إنقاذه
- شاهد ما حدث لمراهق مسلح قاد الشرطة في مطاردة خطيرة بحي سكني ...
- -نأكل مما رفضت الحيوانات أكله-.. شاهد المعاناة التي يعيشها ف ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- صفحات ومواقع إعلامية تنشر صورا وفيديوهات للغارات الإسرائيلية ...
- احتجاجات يومية دون توقف في الأردن منذ بدء الحرب في غزة
- سوريا تتهم إسرائيل بشن غارات على حلب أسفرت عن سقوط عشرات الق ...
- -حزب الله- ينعي 6 من مقاتليه
- الجيش السوري يعلن التصدي لهجوم متزامن من اسرائيل و-النصرة-


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - زهير دعيم - سرقوا الثورة ...