أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعود سالم - ليبيا: الثورة المسروقة .. مرة ثانية














المزيد.....

ليبيا: الثورة المسروقة .. مرة ثانية


سعود سالم
كاتب وفنان تشكيلي

(Saoud Salem)


الحوار المتمدن-العدد: 3459 - 2011 / 8 / 17 - 07:49
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


‎العديد كان يتسائل منذ شهور، ماهي سياسة المجلس الوطني وما هي أهدافه وبرنامجه السياسي، وها نحن أخيرا نحصل على الإجابة الرسمية بشفافية مروعة‫.‬
يوم الأربعاء 10/11/2011 أصدر المجلس الوطني الانتقالي ما سمي بالاعلان الدستوري الذي احتوى على مقدمة و37 مادة تعالج جوانب متنوعة من المبادئ العامة للمجتمع الليبي وأسس الدولة الليبية وعلمها والحقوق الاساسية للمواطن وعلى كيفية إدارة المرحلة الانتقالية المقبلة والمؤسسات التي ستدير هذه المرحلة. هذا الإعلان الدستوري لم يفاجأنا في محتواه الأيديولوجي ، فقد كنا نتوقع ذلك منذ الأسابيع الأولى لإنشاء هذا المجلس وحاولنا التحذير بهذا الخطر ولم يصدقنا أحد.
‎اليوم القضية واضحة ، فالشعب الليبي يتطلع ويعمـل على " تنشئة الأجيـال الصَّـاعدة على الرُّوح الإسلامية وحُب الخير والوطن "، كما هو وارد في مقدمة الإعلان الدستوري ، والإعلان لم يحدد ماهية هذه الروح الإسلامية وكذلك لم يحدد من خوله الصلاحية لإتخاذ هذا التوجه الإيديولوجي المصيري بدون إستشارة أحد وبدون حوار أو نقاش .. أما الأشد وضوحا فهي بعض مواد الدستور ‫:‬
مادة ( 1 )
ليبيا دولة ديمقراطية مستقلة، الشعب فيها مصدر السلطات، عاصمتها طرابلس، ودينها الإسلام، والشريعة الإسلامية المصدر الرئيس للتشريع، وتكفل الدولة لغير المسلمين حرية القيام بشعائرهم الدينية، واللغة الرسمية هي اللغة العربية مع ضمان الحقوق اللغوية و الثقافية للأمازيغ والتبو والطوارق وكل مكونات المجتمع الليبي.
مادة ( 5 )
الأسـرة هي الركـن الأسـاسي للمُجتمع، وهي في حمى الدولـة، وتحمـي الدولة الزواج وتُشجع عليه، وتكفل حماية الأمومة والطفولة والشيخوخة، وترعى النشء والشباب وذوي الاحتياجات الخاصة.
مادة ( 16 )
الملكية الخاصة مصونة، ولا يُمنع المالك من التصرف في ملكه، إلا في حدود القانون.
ليبيا إذا لم تعد ملكية خاصة للقذافي وعائلته وإنما أصبحت مملكة ربانية يحكمها القانون الإلهي المقدس وبذلك تصبح دولة من أشد الدول رجعية في العالم تنافس السعودية وإيران وأفغانستان وغيرها من ممالك الله.
هذا الإعلان غير مقبول بتاتا من ناحية إيديولوجية وغير مقبول من ناحية ظروف صياغته وكذلك من ناحية توقيته. فنحن نرفض أن يكون الإسلام مصدر تشريع القوانين في ليبيا ، لا نريد بلادا يتحكم فيها الشيوخ والفقهاء والمهووسين بالغيب، وهو غير مقبول ثانيا لأن الشعب الليبي لم يخول هذا المجلس أية صلاحية لإصدار مثل هذا الإعلان الدستوري . وهو غير مقبول ثالثا لأننا نرفض أن تكون لليبيا هوية مزيفة أحادية مبنية على أساس عرقي أو ديني . وهذا الإعلان غير مقبول رابعا لأننا نرفض أن تكون ليبيا مزرعة للرأسمالية العالمية وللبرجوازية الليبية دون إستشارة الشعب الليبي ، وخامسا نرفض هذا الإعلان الدستوري لأننا نعتقد أن المجلس يجب أن يركز كل جهوده من أجل مساندة الثوار على الجبهة ومساندة الليبيين اللذين يعيشون في الخيام في تونس هربا من كتائب القذافي، وأن الوقت ليس وقت مناورات سياسية من الدرجة الثالثة في هذه الفترة التي يدفع العشرات والمئات من الليبيين يوميا حياتهم ثمنا من أجل الحرية الحقيقية وليس من أجل حرية الإستثمار.
فماذا حصل للشعب الليبي؟ هل فقد وعيه إلى هذه الدرجة؟
لماذا هذا الصمت وليبيا تساق إلى حضيرة الدين بعد كل هذه السنوات من القهر؟
فماذا حل بالليبيين؟ أين هي القوى اليسارية المستنيرة بنور العقل والعلم والحداثة؟ أين المثقف والشاعر والروائي والكاتب والفيلسوف والكاتب الكي يقول كلمته للتنديد أو على الأقل التنبيه بالكارثة؟
أين المواطن الليبي الذي يرفض أن تصبح بلاده مسجدا يحكمه الشيوخ والوعاظ والملتحين من جميع الأصناف؟
أين النساء اللائي يرفضن أن يكون الرجال قوامون على النساء؟
أين العقل الواعي الذي يرفض خرافات الدين وقدسية النصوص التي عفى عليها الزمن؟
إذا كان القذافي قد جعل من ليبيا مزرعته الخاصه له ولعائلته واحتل كل شبر من الأراضي الليبية، فإن الله ومن سيحكمون بإسمه أشد شراسة من القذافي ، إنه سيحتل عقولنا وقلوبنا ومخيلتنا وسيحتل وعينا ولا وعينا وأحلامنا، سيحتل مدننا وقرانا وشوارعنا ، سيحتل بيوتنا وحجراتنا ومطابخنا ، سيدخل معنا تحت شراشف أسرتنا وسيتدخل في ثنايا كل جزء من حياتنا، في كل صغيرة وكبيرة من علاقاتنا، سيندس في كل مسامات جسدنا وسيلتصق بجلودنا ووجوهنا.
فلا حرية مع الله .. وإنما الإستسلام والعبودية والركوع والخنوع والخضوع وخفض البصر .. والخوف هو المادة الأولى من دستور العبيد .. عبيد العقيد .. عبيد الرأسمالية .. وعبيد الله
..
 استيقظوا يا عالم قبل أن يفوت الأوان ..
 



#سعود_سالم (هاشتاغ)       Saoud_Salem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا: الثورة المسروقة
- بوادر هزيمة الثورة اللبية
- العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثالثة
- العدمية وأسطورة الكينونة ... الحلقة الثانية
- العدمية وأسطورة الكينونة
- كوكا كولا... إشكالية المثقف
- سفر العدم والجنون
- الخيال
- الخطوة الأولى لفك الحصار... تسريح الجيوش
- الوعي المحاصر
- الله والشاعر والفيلسوف
- عن الأسرة والكراسي
- طبيعة الكارثة
- مناورات لفك الحصا ر


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعود سالم - ليبيا: الثورة المسروقة .. مرة ثانية