أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد رمضان على - المجتمعات البدوية، تراث وثقافة















المزيد.....

المجتمعات البدوية، تراث وثقافة


سعيد رمضان على

الحوار المتمدن-العدد: 3451 - 2011 / 8 / 9 - 14:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


المجتمعات البدوية، تراث وثقافة

موروثات سيناء الثقافية تطورت، في عزلة بالصحراء، بعيدا عن المجتمعات الأخرى .. أن المجتمعات البدوية -القبائل والعشائر - تلك التي تمتد في أعماق سيناء .. عاشت بمعزل عن التلوث ، وبمعزل عن تعقيدات الحياة المدنية .و لظروف بيئية وطبيعية ، ظلت محافظة على تراثها .. وهو تراث نجده في أنماط سلوك ومعيشة حياة وملابس وأفراح وأغاني ، وقانون عرفي.. والإنسان البدوي ، أمتلك إلهامات فطرية ، ساعدته في وضع حلولا لمشكلاته.. وإدماج وجوده بوجود الصحراء من حوله .. يدفعه إلى ذلك حب الحرية والترحال وكراهية القيود ..
وهناك ظن خاطىء، بأن حياة البدو ، هي حياة غير منظمة، بمعنى أن الفوضى تغلب عليها لا التنظيم .. وهذا خطأ يقع فيه الباحث المتسرع ، فالممارسات والطقوس اليومية والقوانين التي وضعت وطورت ، كل ذلك أوجد نظاما من نوع معين لا يسمح بالانزلاق في الفوضى .. فالتعدي يقابل بعقاب .. والسرقة تقابل بردع .. والخلافات كانت ولمئات السنين تحل بجلسات عرب، فنحن هنا أمام ممارسات تستهدف تنظيم الحياة الاجتماعية .. وهو تنظيم لكي يتحقق فهو يحتاج لجهد مستمر لتطبيع النفس على توافق اجتماعي لاحترام الحدود وعرف القبيلة وتمجيد قيمها .. والأخذ بالشرف والكرامة والنبل .
وسنحاول هنا تقديم بعض ملامح التراث والثقافة في المجتمع البدوي :
القضاء العرفي
مجتمع سيناء البدوي لا يعرف نظام المحاكم بالمعنى المتعارف عليه , ولا توجد فيه قوانين وضعية وصيغ قانونية ، لكنه يمتلك ثروة من قواعد وأحكام تراكمت على مر السنوات نتيجة لخبرات طويلة ، هذه القواعد والأحكام تجمعت في القانون العرفي واحد أهم عوامل وجوده هو طبيعة المجتمع البدوي وترحاله المستمر , في إقليم تسيطر عليه صحراء مترامية الأطراف , وفى هذا الحيز المكاني الواسع يتم الحركة بين أماكن متعددة , تتكرر تبعا لإيقاع زمني معين ، ولمجابهة المخاطر الناتجة عن هذا الترحال ، وعزلتهم النسبية ، كان يلزم تكاتف أفراد القبيلة ، وهو ما يعنى أن يكون الولاء لها والطاعة لكبارها وشيوخها ، والنزول على أحكامهم فيما يطرأ من مشكلات وأحداث تواجههم ، وهو ما أوجد القانون العرفي الذي يتحقق من خلاله عمليه الضبط للمجتمع , لكن هذا الضبط تحكمه عوامل ( فالروابط القرابية تعتبر عاملا وأداه للضبط الإجتماعى باعتبارها الوحدة المسئولة عن توقيع العقوبة على أفرادها حين يخرج احدهم على أنماط السلوك والقيم والتقاليد ) (1)
وروابط القرابة في المجتمع البدوي بسيناء تحدد حقوقا والتزامات تقوم بين أعضاء الجماعة القرابية مما يساعد على تماسكها واستمرار قيام العلاقات القوية بين أفرادها , إن هذه العلاقة تعمل على قيام المجتمع البدوي بتوعية أجياله باستمرار بطبيعة الجزاءات التي تفرض على مختلف أشكال الخروج على الشرعية الاجتماعية البدوية , حتى يتم حماية الفرد وحماية الجماعة القرابية , وقد يطرح سؤال هو : كيف يتم حماية الجماعة القرابية من جريمة قام بها فرد ؟؟ الإجابة تكمن في امتداد المسئولية مطبق في هذا المجتمع , بمعنى أن المسئولية لا تطبق فقط على الشخص الذي ارتكب الجريمة , بل المسئولية ( تمتد إلى الجماعة القرابية التي ينتمي إليها وتحديدا تسمى جماعة الخمسة اى خمسة أفراد ينحدرون جميعا من أصل واحد مشترك خلال خط الذكور في خمسة أجيال بالطول ) (2)
أن تلك المسئولية القرابية هي احد الضمانات لتنفيذ الجزاءات العرفية وتضغط في اتجاه التنفيذ , لكنها تضغط أكثر في عمليه الوقاية , بإلزام الجماعة بتوعية الفرد بفوائد السلوك القويم وان الخروج عليه سيقابل بالعقوبة , وإهمال الجماعة القرابية تلك التوعية سيعود عليها بالجزاء إذا خرج فرد منهم عن المعايير الموضوعة
والقضاء العرفي سبق القانون المدني في تحديد اختصاصات كل محكمة وكل قاض، ويستند إلى بنود محددة ويقرر عقوبات لا يخرج عنها أحدا، فالقضاة هم كبار مشايخ القبائل والعائلات، التي يذعن جميع الأفراد لها بالولاء ، وهو بذلك يعتبر الدعامة الرئيسية في تحقيق الضبط الإجتماعى رغم انه( لا يصدر أحكاما بالسجن أو الإعدام ) (3) لكنه يحقق أعلى مستوى من التراضي بين أفراد المجتمع البدوي .
وما اقصده بتراكم ثروة من القواعد والأحكام على مر السنوات , ليست سنوات قريبه , بل يرجع أصل القانون العرفي مع بداية البداوة , وهى ضاربه في أعماق الزمن , وتعتبر أول مرحلة من مراحل تطور المجتمع , إن وجود القبيلة أساسا يعتمد على وجود قوانين تحافظ على تما سك القبيلة وتحمى بنائها التقليدي وتواجه صراعات الخارج ومشكلات الداخل .
وإذا كان القضاة هم كبار مشايخ القبائل والعائلات، فعدم الإذعان لأحكامهم يهدد وجود القبيلة نفسها , والراوي في السير الشعبية أدرك هذه الحقيقة وذكرها في أكثر من موضع , وفى سيرة عنترة وهى من أقدم السير التي ذكرت حياة القبائل والبداوة والترحال , عندما يرفض احد الفرسان نصائح حكيم أو شيخ القبيلة , فأن المعنى هو رفض للتراث الثقافي السائد , فتكون النتيجة الدمار وأراقه الدماء وتشتت أفراد القبيلة وسبى نسائها , وليس المقصود الطاعة العمياء للسلطة , لأن السلطة في المجتمع البدوي ليست متحكمة أو متعسفة وظالمة ، بل هي أساسا معنوية , فهم يحترمون الشورى في الشئون العامة ، أن المقصود الالتزام الخلقي أمام المجموع من اجل المنفعة العامة .
ويتصف رجال القضاة بالموضوعية والنزاهة والشرف ، ويعتبر قضاة الصلح من أهم الأشخاص الذين يمنعون التوتر والنزاع بين عائلتين أو أكثر والذي ينشأ لأسباب منها القتل قبل أن يتطور النزاع ويثير حربا ، أما إذا أفضى النزاع بين الأفراد لجروح فتحال إلى قاضى القصاص الذي يقيس الجروح ويحكم تبعا لطول الجرح أو عرضه . ويختص قاضى "المنشد " بقضايا العرض والشرف وفى مجال الأحوال الشخصي يختص القاضي "العقبى " أما الزيادى فينظر في مسائل المال والإبل ويمكن الاعتراض على حكمه عبر القاضي " الضريبي " هناك جرائم يتم إنكارها ، ويحوم الشك أحيانا حول مرتكبيها دون تأكيد ، نظرا لعدم وجود شهود ، وهى جرائم تحال إلى " المبشع " وسمي بذلك لأن أحكامه تنتج بعد طرق يجريها على المتهم كلحس معدن محمى بالنار .
لقد عرف البدو كيفية وضع قوانين تعترف بها القبائل والعشائر كقانون غير مكتوب ، لكنه لم يوجد أساسا لمجرد توقيع عقاب أو قصاص بل من اجل حماية بناء القبيلة واستمرار بقائها ، ولذا فقد وجد في هذا القانون قواعد تقضى بعقد أحلاف بين القبائل لتبادل النفع العام تبعا لاتفاقيات معينه تعقد ، ومنها السماح لأحد القبائل التي هدد منطقتها الجفاف بالرحيل إلى منطقة قبيلة أخرى للعيش فيها والرعي بها ، وإذا قامت تلك القبيلة بذلك دون تحالف فسيعتبر ذلك تعديا يحتكم فيه إلى القانون العرفي .
ومن الشخصيات التي تساعد القاضي العرفي ما يطلق عليهم بـــ " أهل الخبراء " لخبرتهم في مجالات الأراضي والإبل والأجور والنخيل ، وأشهرهم هو قصاص الأثر وهو بسبب في خبرته يعتبر في حكم قاض ، وعمل القصاص في القضايا يبدأ بعد الواقعة مباشرة قبل ضياع الأثار ، و يعتمد على تتبع الخطوات من مكان الجريمة لتحديد اتجاه مرتكب الجريمة عبر أثاره التي يتركها على الرمال وعملية قص الأثر ليست صناعة يتعلمها الإنسان مثل ما يتعلم العمل على ماكينة ما ، بل هي موهبة فطرية، تتطور من التجارب وعادات الآباء والأجداد . ويقول الإخباريون (*) أن عملية قص الأثر تتعدي الإنسان إلى الحيوانات التي تأكل المزروعات ، وقصاص الأثر يعرف من أين جاءت ومن يمتلكها . وإثناء زيارتي لمزرعة احد الشيوخ بجوار بئر الشهداء بمدينة الحسنة , أشار لي على اثر في مزروعاته قضمت بواسطة جمل ، ثم حدد لي من خلال الأثر على الرمال اتجاه الجمل واسم صاحبة أيضا .
الثوب البدوي :
للمرأة البدوية دورها الهام في المجتمع البدوي، وهى ليست مهانة لا شأن لها ولا قيمة . بل كانت وما زالت مكرمة مسموعة الكلمة عند الجميع، وهى مرهفة الإحساس ، تتميز بالطهر والعفة وهى عاملة وشريكة للرجل في أكثر أعماله، تبعا لمراحل عمرها , وحياتها في معظمها كحياة الرجل شظف عيش وخشونة , لكنه ليس صراعا ضد طبيعة الصحراء ، فالإنسان البدوي – رجل أم امرأة - هو ابن الصحراء ، ويمكن التعبير عن الحياة فيها بأنه صراع تكييف مع الظروف البيئية، وبالرغم من التغيرات المستمرة في المجتمع البدوي بسيناء وعمليات التحديث المستمرة وارتداء المرأة البدوية أزياء مختلفة جاهزة أو يتم صناعتها بمعرفتهن على الماكينة , فأن الثوب البدوي مازال يتربع على عرش ثياب المرأة البدوية , حيث تفتخر بامتلاك الثوب ..أن وجود الثوب البدوي يرجع إلى أن السياق الإجتماعى للمجتمع البدوي، وما يسود فيه من عادات وتقاليد , ساهم في السعي إلى إيجاد ثوب يقبله هذا المجتمع ويتلاءم مع عاداته وتقاليده , محاولا أيضا أن يجمع إلى جانب ذلك المظهر الجمالي الذي ينمى حس الإبداع في المرأة البدوية.
يصنع الثوب البدوي من القماش الأسود , ويختلف نوع القماش الذي يتم التطريز عليه باختلاف الوضع الأقتصادى للمرأة , حيث تقوم بالتطريز على كل قطعة من مكونات الثوب بمفردها من اجل إتقان العمل , وتراعى البدوية زيادة حجم التطريز على أجزاء الصدر والأجناب وخصوصا الذيل حتى لا يتطاير بفعل الرياح ، وتقوم البدوية في المناطق الرعوية بحمل كل جزء من الثوب معها إثناء قيامها بالرعي من اجل تخفيف الحمل , بسبب السير مسافات طويلة وحملها أشياء أخرى كالطعام والشراب , وبوجه عام تقوم البدوية بعمل الثوب باستغلال أوقات الرعي أو بعد التفرغ من الأعمال المنزلية , و الطريقة الشائعة هي التطريز على قطعه قماش ثم يتم تثبيتها على الثوب ، ومن الظواهر الهامة التي يتضح من خلالها مدى الحس الجمالي الذي تتمتع به البدوية , هو دقتها وإتقانها لعمليه التطريز ، فعد الغرز وحصرها جزء من العملية حتى تأتى عمليه التطريز في النهاية متناسقة , كما تراعى أيضا المساواة في الأشكال التي يتم تطريزها , وأهمية التطريز ترجع لأسباب , كتزين الثوب لاستخدامه في المناسبات كالزواج والأعياد ، وإضافة طبقه جديدة لثوب ما قبل التطريز للمساهمة في عمليه التدفئة إثناء الشتاء أو يتم تجديد ثوب قديم بتطريز جديد ، لكن هناك أهميه أخرى أوجدتها طبيعة المجتمع البدوي , فكل قبيلة لها لونها , وكل سن له أيضا لونه وذلك من اجل التمييز بين النساء وبين نساء كل قبيلة وأخرى , فالفتاة في أحدى القبائل ترتدي ثوبا مطرز بالأزرق والمرأة ثوبا مطرز بالأحمر والمسنه ترتدي ثوبا يخطين بلون احمر على أجناب الثوب وفى قبائل أخرى يطرز بأربعة خطوط اثنين من الأمام واثنين من الخلف ويبدأ التطريز من الخصر حتى الذيل , وتتشابه بعض القبائل كالدواغرة مع الأخارسة والعيادية والمساعيد , وتختلف الألوان في قبيلة بلى فالمتزوجة ترتدي ثوبا مطرز بألوان فاتحة مثل الأحمر الخفيف , والمرأة التي أنجبت ثوبا مطرز تطريزا كحليا مع لون احمر وفى قبيلة السواركة فأنها ترتدي ثوبا مطرزا باللون الأصفر والأخضر , وعموما ترتدي الفتيات الصغيرات ( الأطفال ) أثوابا مطرزة بالأوان زاهية كالبرتقالي والليموني والأحمر .
وقد ساهمت البيئة في الأشكال المطرزة التي تحمل كل منها اسما معينا يطلق عليه ( عرق ـــ مثل عرق طبق الورد وعرق أبو قصبه وعرق الخوخ – العصافير – المثلثات ) (4)
وتنتمي العروق لبيئتها ، فعرق الخوخ والتين يكثر في المناطق الزراعية , وعرق الطيور يوجد في البيئة الساحلية التي تكثر فيها الطيور وخاصة المهاجرة منها , أما عرق المثلثات فهو راجع إلى شكل التلال والجبال في البيئة الصحراوية الداخلية ولكن المرأة البدوية لا تقوم بالنقل بشكل اعتباطي من مجرد منظر رأته مثل التلال والجبال , وإنما إلى ما ترمز إليه من قدرة الخالق . إن الدلالة الرمزية للتكوينات الجزئية المترابطة في مجموع التكوين الكلي للثوب ، توجد المرأة البدوية بحس فني أصيل مجالاً خصباً للاتصال مع البيئة ، وهى بيئة ترى فيها المرأة البدوية الحياة الحقيقية، حيث تجد فيها ذاتها وتتراءى لها مملكتها الخاصة بكل مفرداتها .
بيت الشعر
يعتبر الربيع عند الإنسان البدوي – رجل أم امرأة - من أروع فصول السنة لأنه يرتبط بموسم الرعي الذي يحمل مسئوليات خاصة ، بالإضافة إلى مباهج الحرية والتسلية ولقاء الأحبة والأقارب واستعاده أيام الصبا , ونصب الخباء .
ويعشق الإنسان البدوي بيت الشعر ، لأنه يرتبط بحياة البداوة ، حياة الأجداد ، حياة بتفاصيلها وأمجادها باقية في الضمير الشعبي ، تتمدد في الأحاديث والأمثال والحكايات والسير والأشعار ، التي تقال حول منجد النار في المساء حيث يجتمع الشمل ، فيتم تبادل الخبرات والتجارب كما يتطرق الحديث إلى حكايات الأجداد وبطولات القبيلة ، وشجاعة أفرادها يلتف الجميع حول الكبار ، يستمعون بلهفة ، فيتعلمون ثقافة مجتمعهم وقيمه وعاداته يوما بعد يوم ، فيكتب لهذه المجتمعات الاستمرارية عبر انتقال تراثها من جيل لجيل عبر تراث شفاهي ، يخلد في الذاكرة الشعبية
وقد عبر كثير من الشعراء عن الشوق لعالم البادية وجمال بيت الشعر ، والحنين إلى حياة البداوة .... يقول الأمير عبد القادر الجزائري: (5) :
يا عاذرا لا مرىء قد هام في الحضر
وعاذلاً لمحب البدو والقفر
لا تذ ممن بيوتا خف محملها
وتمدحنّ بيوت الطين والحجر
لو كنت تعلم ما في البدو تعذرني
لكن جهلت وكم في الجهل من ضرر
ما في البداوة من عيب تذم به
الا المروءة والاحسان بالبدر
تبيت نار القرى تبدو لطارقنا
فيها المداواة من جوع ومن فقر
وتقول الشاعرة ميسون بنت بحدل الكلبية (6) :
للبس عباءة وتقر عيني أحب إلى من لبس الشفوف
وبيت تخفق الأرياح فيه أحب الى من قـصر مـنـيف
وبكر يتبع الأظعان صعب أحب إلى من بغــل رفــوف
أما الشاعر احمد العدواني فيقول في مطلع قصيدته مذكرات بدوى (7) :
كنت هنا .. وكان لي بيت من الشعر
نسجته , صنع يدي .. بالصوف والوبر
قام على رابية .. مخضرة الطرر
وهو تلخيص لعالم البراءة والصفاء والبساطة والشاعرية , وهى صفات مازالت في أعماق الإنسان البدوي رغم طول المسافة الزمنية بينه وبين أجداده , ورغم عمليات التوطين المستمرة والتحديث والتغيرات الأخرى العديدة التي شملت سيناء وبعض المجتمعات الصحراوية الأخرى التي يعيش فيها .(8)
وقد وجد بيت الشعر بفعل طبيعة الحياة البدوية و ليتكيف مع البيئة الصحراوية ، وظروف حياة التنقل والسعي وراء المرعى ويصنع البيت من الصوف وشعر الحيوانات تقوم المرأة البدوية بغزله ونسجه على شكل أشرطة وكل شريط بعرض متر تقريبا وتختلف أطواله ، ثم تجمع بعد ذلك ، ويختلف حجم بيت الشعر البدوي تبعاً لإمكانيات صاحبه المادية , بعض بيوت الشعر (الخباء) تعتمد على عامود واحد , وأخر يحملها عامودان ، وبعضها يتكون من ثلاثة أعمده أو أكثر , ومن الواضح أن العرض تبعا لذلك يكون متقاربا في كل البيوت ، ويختلف الطول باختلاف عدد الأعمدة . ويتم تقسيم البيت من الداخل تقسيما خاصا في استعماله عند البدو حسب العادات والتقاليد و لا يخلو البيت من وجود فتحات صغيرة تسمح بمرور الهواء في فصل الصيف وخروج الدخان الذي ينتج أما بفعل التدخين أو إشعال نار ، وغالبا ما يصنع سقفه من شعر الماعز لأنه لا يمتص ماء المطر .
-----------------------------
هوامش وإحالات :
1-- الإنسان والمجتمع والثقافة بشمال سيناء / جزء القرابة والمسئولية التأديبية في القضاء البدوي / سها عبد الرحمن المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة 1991
2 - مرجع سابق
3- - القضاء العرفي / دراسة ميدانية منشورة / محمد على محمد جاد /1992 /1993/ أكاديمية الفنون
(4 -الإبداع الفني في الثوب البدوي / على مراد / المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية القاهرة 1991
5- التشكيل اللغوي في شعر الأمير عبد القادر الجزائري ـــ د.وهب رومية/ مجلة التراث العربي- اتحاد الكتاب العرب-دمشق العدد 101 السنة السادسة والعشرون - كانون الثاني 2006
6 - العالم الشعري لأحمد العدواني / د. نورية الرومي / مجلة عالم الفكر / العدد الثاني / 1991
7- مصدر سابق
8- سيناء ، الأهمية والمعنى – سعيد رمضان على – هيئة قصور الثقافة - 2008
* - الإخباريون : مصدر موثوق به وبخبرتهم وهم من الكبار في السن ومن الشيوخ .



#سعيد_رمضان_على (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر، بين الحواة والمهرجين
- سيناء، استراتجيات وخفايا
- سيناء تدفع ثمن الإهمال
- ملامح القهر والرفض في قصص سعودية
- الجسور الفلسطينية
- الحرب الأهلية بدأت بمصر
- تراث السلاطين في حكم الشعوب
- الثورة والسلاحف
- الثورات، وبهاء لحظات الميلاد
- ميادين التحرير
- تبرئة حسنى مبارك
- 8 يوليو وتصليح المسار
- صمت الليل – الجزء الأول
- صمت الليل – الجزء الثاني
- البدو
- الدستور بين المواطنة والدين
- فشل الثورة المصرية
- حق الإضراب والقمع التنموي
- حق إسرائيل في الغاز، وحق مصر في الكلام
- الدستور، البيضة أولا أم الفرخة ؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سعيد رمضان على - المجتمعات البدوية، تراث وثقافة