شرم الشيخ يشرعن الدكتاتوريه الجديده

ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 1028 - 2004 / 11 / 25 - 09:30
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

لم تكن محاولة مصادرة الرفض ومقاومة الجماهير المسحوقه العراقيه وتزييف مواقفها ومنهجها هي محاوله امريكيه بقدر من انها كانت تمثل مساعي القوى التامريه الخارجيه التي حتمت مصالحها وغاياتها ذلك ...سواء كانت تمثل مصالح الدول الاقليميه او اعتراضات القوى الدوليه وتحديدا لكلا الطرفيين مصالح الجمهوريه الاسلاميه وسوريا والسعوديه وفرنسا وروسيا والمانيا والمطلعون على تفاصيل الامور المستقاة معلوماتها من مما يتداول به خلف كواليس الاعلام ((الحر)) يعرفون جيدا كيف ان الاستخبارات السوريه الموجهه بشكل واضح ومدعومه من قبل المخابرات الفرنسيه قامت باعادة تنظيم شراذم البعث المهزوم وكيف انها طعمتها بعناصر الاسلام السياسي الارهابيه القادمه من سوريا والمدعومه بعناصر مغاربيه انتحارييه ؟؟؟ وكيف ان الاعلام الامريكي كان يحاول ان يوحي بان الشبح الزرقاوي وفتاه الامرد عبد الله الجنابي هما قياديي ملثمي الفلوجه وان اصحاب اهل العقد والحل اللذيين حكموا الفلوجه لمدة ما تزيد عن الاربعة اشهر ما هم الا قياديو الاسلام السياسي وفي حقيقة الامر ان هؤلاء جميعا لم يكونوا الا اداة طيعه وماتمره بيد المجرم ((احمد السبعاوي )) الذي اتخذ من دمشق مقرا امنا له ويتحرك تحت جناح مخابراتها ورجال حزب ((الله)) الذي هيء لهذا الفاشستي مقرا احتاطيا له في جنوب لبنان ...الامر الذي دعى الاداره الامريكيه من ان تظغط على السلطات السوريه في الفتره التي سبقت اجتياحها للفلوجه من ان تحد من تحركات هذا الجزار التكريتي الذي يلتقي في النسب الشوفييني مع الوسيم (((بشار الاسد ))..هكذا وبهذه البساطه تم تشويهه الحقائق حتى المزيفه منها لتكون اعمال وممارسات الملثميين من شتى مشاربهم الظلاميه هي ما اطلق عليه الجميع ب اعمال المقاومه العراقيه ..ولتكن بذلك سلاحا ماضيا بيد الحكومه الذليله والقوات الامريكيه لضرب اي نشاط مقاومه جماهيري يبديه المجتمع العراقي ضدهما وضد ممارستهما وفي نفس الوقت مثل ذلك اداة متفق عليها بيد القوى الخارجيه لتصفية حساباتها مع الولايات المتحده التي قبلت باللعبه من بين خيارات الاخرى تحت وطئة شتى افرازات عمليتها العسكريه في العراق وهكذا ومرة اخرى تحقق الاداره الامريكيه نصرا مبينا حينما جعلت خصومها يضطرون الى اللجوء الى استخدام اسلوب اعتراضهم بذلك الشكل اسلوب مصادرت صوت المجتمع العراقي وجماهيره الكادحه وتزيفه وتسويقه على شكل ملثميين ينشرون الموت والدمار ليس في صفوف القوات الامريكيه حصرا بل استهداف العراقيين الابرياء والالتجاء الى الارهاب من اجل الارهاب ليس الا
ان ملثمي الفلوجه واللطيفيه وغيرها هم فدائيوا صدام وشراذم البعث المنهار المباركيين وبوقاحه لا نظير لها من قبل كاهن اليميين الفرنسي المتصابي جيسكار ديستان الذي وقف وزير خارجيته خطيبا ارعن وهو يطالب بشرعنة ملثميه النتنيين ابطال خطف الصحفيين والعامليين في المنظمات الانسانيه وكان هذا الارعن يريد ان يؤكد بشكل غبي ان هؤلاء الماجوريين هم من يمثل المقاومه العراقيه وبالتالي فعلى الباقيين قبولهم بهذه المواصفات ...والان وبعد ان استخدمت الاطراف المتصارعه في الساحه العراقيه ما يقارب كل اوراقها وبعد ما حدث من تطورات اللعبه في الفلوجه وبعد ان تلقت كل من سوريا وفرنسا الرساله الامريكيه ومفادها رفضها ان تتم تصفية الحسابات في منطقه تتمركز فيها تلك النشاطات بحيث تتحول شيئا فشيء الى ((مراكز للدفاع الذاتي )) وانها لتجد ان ((متعتها )) ومنفعتها تحتم ان تتحول لعبة المقاومه من صيغة الدفاع الذاتي المزيفه على الرغم من سهولة القضاء عليه الى صيغه اخرى اكثر ملائمه لها وانفع لمصالحها وتطورات سيناريوها الاسود فكان لابد هذه المره من تدويل مطالب اللاعبين ونشر غسيلهم القذر على حبال الشرعيه الدوليه المهترئه وفي بيت القوميه العربيه المهزومه بيت الجامعه العربيه كي تمضي اللعبه الى نهايتها وليتوج مؤتمر شرم الشيخ الطرف الامريكي المنتصر وليعلن شرعية مطلبه في تحديد صيغة الصراع الجديده ويشرعن قبل كل شيء نقطة انطلاقة المؤامره حيث اقرار واجماع كل الاطراف على الانتخابات وضرورة اجرائها وفق النموذج والتوقيت الذي رسمته الولايات المتحده بعد ان ادخلت في حساباتها الامكانيات المتبقيه لمنافسيها ولتمضي قدما نحو اقامة دكتاتوريه جديده ...دكتاتوريه طبقيه تقوم على انقاض دكتاتورية الامس ((البونابرتييه )) دعيت سلطة فوق الطبقات ...كل هذا يجري بمعزل كامل عن ادنى حساب لامكانيات وقدرات ورغبات الجماهير العراقيه وبتهميش وازدراء للقوى الثوريه التي تمثلها ...لكن حقيقة وجدلية الصراع ستنفي حتما هذه المعادله البائسه وامكانياتها الموضوعيه وان تصفية حسابات الولايات المتحده مع منافسيها وتحقيقها لانتصار سيجعلها في نهاية المطاف تقترب بالرغم من انفها الى نقطة التصادم مع الجماهيير لتبداء هذه المره اللعبه الحقيقيه التي لا تكون فيها مقاومه مقنعه ومزيفه ولا لاعبون يتصارعون معها على نتائج جزئيه وفتات مكاسب ...حيث سينسحب هؤلاء ...سيتقدم اؤلئك الحقيقيون ...حيث ستخور قوة المتامريين ...ستكتمل قوة الجماهير المنبثقه من وضوح الرؤيه ونضوج الوعي وسينقل منطق الحدث حينها الصراع وادواته من الميدان السياسي المحض الى ميدانه الاجتماعي الحقيقي ..ميدان الصراع الطبقي وتناحر مصالح القوى الامبريالييه العالميه ووكلائها الماجوريين الراسماليين العراقيين مع مصالح وتطلعات الجماهير العراقيه العامله وقيادتها الطليعيه وحينها سيتحول كل مصنع ...كل معمل ...كل مصفى نفط ...كل ميناء تصدير ...كل شارع ..كل زقاق ...كل بيت الى متاريس يتموضع فيها ابطال المقاومه الجماهيريه اللذين اقدس ما فيهم انهم يعتزون بملامح وجوههم وبهويتها الانسانيه ويابون من ان يغطوها بلثام او ان يحجبوها بقناع
ان مراسيم شرم الشيخ التامريه توجت ب لاشرعيتها هامة الدكتاتوريه الجديده وبصمت لها على شهادة ميلادها ...لكنها في الوقت ذاته حفزت وستحفز نتائجها الجماهير العراقيه الكادحه لان تعي واقعها وتلتفت الى قواها الطليعيه لتعقد لها وعلى سواعد مناضليها راية الثوره ..راية الرفض ...راية التغيير ... راية الحريه والعدل الخفاقه ابدا على سارية الاشتراكيه

#ليث_الجادر (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل